عندما تدخل &laqascii117o;معهد تكنولوجيا المعلومات" تشعر فورًا بأنّك خرجت من مصر.
وبعيدًا عن الصراع السياسي، الذي تفوح منه أحيانًا رائحة دم قتلى التفجيرات، يبحث شباب مصريون في هذا المعهد الواقع على طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوي، عن حلول مبتكرة لمشاكل بلادهم.
وتعدت سمعة هؤلاء المطورين والمخترعين الشبان حدود مصر إلى العالمية، ففي شهر تموز الماضي، فاز فريق منهم بجائزة دولية في مسابقة &laqascii117o;كأس مايكروسوفت للتخيل".
وكان الفريق اختير من بين 170 فريقا من 76 دولة للتأهل إلى التصفيات النهائية.
وفي فئة ألعاب الفيديو، فاز الفريق بالمرتبة الثالثة بعد اختراعه لعبة فيديو جديدة باسم &laqascii117o;جرو في الفقاعة".
كان هدف وليد خيري، أحد أعضاء الفريق، أبعد من مجرد الحصول على مكانة عالمية، وهو الإسهام في حل مشكلات مصر الصعبة.
&laqascii117o;الانشغال بالعمل هو السبيل دائمًا للمساهمة في حل مشاكل البلد. كثير من الوقت نستهلكه في جدال بشأن أفكار مختلفة. كل ما نملكه هو الكلام والاعتراض. ومن الأفضل استغلال هذا الوقت للعمل على تحقيق هدف من أهدافك"، يقول خيري البالغ من العمر 24 عامًا.
كغيرهم من ملايين المصريين المهمومين بأزمة الكهرباء، انشغل فريق المخترعين بالبحث عن حل.
وبعد شهور من البحث، ابتكروا جهازًا أسموه &laqascii117o;العداد الذكي".
يساعد هذا الجهاز، الذي لا تتعدى كلفته 70 دولارًا، المستهلك على متابعة معدل استهلاكه اليومي أو الأسبوعي أو الشهري من الكهرباء، وكذلك التكلفة، بما يمكنه من التحكم في استهلاكه. وعندما يتجاوز استهلاك المنزل حدود القدرة المالية لصاحبه، يعطي الجهاز جرس إنذار.
وذهب المخترعون أبعد من ذلك، وابتكروا مركبة طائرة من دون طيار لرصد المشاكل الفنية التي تقلل كفاءة أبراج نقل الكهرباء.
وينشغل &laqascii117o;معهد تكنولوجيا المعلومات" بقضية التنمية في مصر.
وفي هذا الإطار، تقول القائمة بأعمال رئيس المعهد المهندسة هبة صالح: &laqascii117o;أحد أهدافنا الرئيسية تدعيم البعد التنموي للطلاب وتحفيزهم على توظيف مهاراتهم التقنية لإيجاد طرق لحل مشاكل مجتمعية باستخدام تقنيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات".
واقترب المخترعون أكثر من فئات فقيرة لطالما عانت ولا تزال في مصر، ومنها الصيادون، إذ ابتكروا تطبيقًا أطلقوا عليه اسم &laqascii117o;صياد تك" لمساعدة الصيادين على تحديد الأماكن التي تتكاثر فيها الاسماك وذلك بالتعاون مع &laqascii117o;هيئة الاستشعار عن بعد" و &laqascii117o;هيئة الثروة السمكية".
وبحسب الإحصاءات شبه الرسمية، تبلغ مساحة المصايد البحرية والنهرية في مصر 13 مليون كيلومتر مربع، وبرغم ذلك، لا يتعدى نصيب الفرد 13 كيلوغرامًا من السمك في السنة.
ويعتمد التطبيق على معلومات توفرها &laqascii117o;هيئة الاستشعار" عن طريق الأقمار الاصطناعية حول الأماكن التي تكثر فيها الأعشاب الخضراء الغنية بمادة الكلوروفيل، والتي يتغذى عليها السمك، ودرجة حرارة المياه. ويجري تحليل هذه المعلومات، آليًّا وفوريًّا، عن طريق برنامج خاص للكومبيوتر، ويتم تحديد أفضل أماكن للصيد، ثم ترسل هذه المعلومات إلى الصيادين سواء عبر الانترنت أو من خلال تطبيق على الهاتف المحمول.
وبقول ماجد بيشوي: &laqascii117o;اختبرنا هذا النظام مع الصيادين في منطقة السويس بنجاح وتحمس له الصيادون".
ولم ينسَ المعهد الفلاحين، الذين هم على رأس الفئات الأكثر معاناة في مصر، حيث قدم الطلاب تطبيقًا أطلقوا عليه &laqascii117o;ماشية تك" بغرض تمكين مربي الماشية من الحفاظ على ماشيتهم، وتربيتها بطرق أكثر كفاءة، بالتعاون مع &laqascii117o;هيئة الارشاد البيطري وطب الحيوان".
وهذه الخدمة متكاملة، إذ تجمع معلومات عن مربي الماشية وأفضل السبل لمساعدتهم عن طريق ايجاد أقرب طبيب بيطري ومركز تلقيح اصطناعي، ما يساعد على مكافحة الأمراض بسرعة.
كما يذكِّر التطبيق المربين بمواعيد التطعيم وأهم المعلومات الصحية عن طريق إرسال رسائل نصية وصوتية على الهواتف المحمولة التقليدية.
وفيما تعاني مصر من ظاهرتَي انهيار المباني والحرائق اللتين يذهب ضحيتهما كثيرون، وبخاصة في مناطق سكنية تتسم بالعشوائية في البناء، ما يصعّب الوصول إلى الضحايا تحت الأنقاض، صمم شباب المعهد جهازًا أطلقوا عليه تسمية &laqascii117o;المستكشف الذكي"، هو عبارة عن سيارة صغيرة مزودة بالكاميرات للدخول في المناطق التي يصعب أو يحظر على الإنسان دخولها في مواقع الحرائق أو انهيار المنازل.
وتساعد الآلة على استكشاف تلك المناطق وإرسال صور فورية عما يدور في هذه المواقع.
المصدر: صحيفة السفير عن &laqascii117o;بي بي سي"