مصطفى فتحيالجنّ، والإلحاد، والعادّة السريّة... بعضٌ مما شغل الإعلام المصري خلال الأيّام القليلة الماضية. كثافة المواضيع الموضوعة في خانة &laqascii117o;العجائب والغرائب"، قد تكون مؤشراً إلى عودة الدولة المصرية لسياسة الإلهاء، أو &laqascii117o;بصّ العصفورة"، كمحاولة للتغطية على أزمات أعمق. لكن مُعدّي البرامج يبرّرون ما يقومون به بشعار &laqascii117o;الجمهور عايز كده"، مرفقاً بحجّة نسب المشاهدة والإعلانات.
ريهام والجنّلا تكفّ المذيعة والممثلة المصريّة ريهام سعيد عن إثارة الجدل، في برنامجها &laqascii117o;صبايا الخير" على فضائيّة &laqascii117o;النهار". وكما يدلّ اسم البرنامج، فإنّ الهدف منه، تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين. لكنّ &laqascii117o;الخير" اختفى تقريباً من البرنامج مؤخراً، وحلّت مكانه مواضيع أخرى، منها حلقة عن قناة السويس الجديدة، وحلقة عن رفض المصريين للإخوان بموازاة ما عُرف إعلاميّاً بـ"ثورة الشباب المسلم" أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
موضوع جديد يشغل سعيد وهو الجن والعفاريت، إذ استضافت في حلقة الخميس الماضي، خمس فتيات يزعمن أنهن ينزلن تحت الأرض ويُشاهدن الشياطين، ويأكلن النار. الحلقة التي سببت جدلاً كبيراً في مصر، أتبعتها سعيد بحلقة أخرى عرضت مساء الاثنين الماضي، استعانت فيها بـ"معالج جن" اسمه علاء حسنين، وطلبت منه سعيد علاج الفتيات عن طريق القرآن. وخلص حسنين إلى أنّ الفتيات أصبن بمسّ نتيجة إلقاء زيت مغلي داخل حمّام المنزل، ما أدّى إلى قتل جنّي، ما دعا أقرانه للانتقام، بحسب تعبيره.
وقد أظهرت ريهام سعيد خلال الحلقة إيمانها بالجن، وبأنّ العلاج بالقرآن هو أفضل حل، واستعانت المذيعة بكلمات للكاتب الراحل مصطفى محمود، مقدّم برنامج &laqascii117o;العلم والإيمان" الشهير، توضح أن من لا يؤمن بالجن على خطأ.
العادة السريةعلى فضائيّة &laqascii117o;الحياة"، يتلقّى المذيع عمرو الليثي اتصالات الجمهور على الهواء، ضمن برنامج &laqascii117o;بوضوح". يأخذ البرنامج طابعاً دينياً إلى حدّ ما، إذ يستضيف بشكل مستمر الشيخ عمرو الليثي ليتحدّث عن علاج الجن، والشيخ محمود المصري ليتحدّث عن يوم القيامة وحساب القبر، والطبيبة هبة قطب للحديث عن الثقافة الجنسية، وعلاج الضعف الجنسي، والعادة السرية، والمشاكل الجنسية بين المتزوجين... علماً أنّ القناة تصنّف البرنامج تحت علامة &laqascii117o;18 سنة وما فوق"، واضعةً علامة توضح ذلك على يسار الشاشة.
يوم الأربعاء الماضي، غابت قطب عن شاشة الليثي، لتطلّ في برنامج &laqascii117o;مصر الجديدة" مع معتز الدمرداش على شاشة &laqascii117o;الحياة 2"، لتحلل له حادث اغتصاب أب لابنته في إحدى المحافظات المصريّة. المواضيع الجنسيّة وعلاقتها بالفتاوى الدينيّة، تحوّلت إلى فقرات ثابتة في برامج عدّة، منها &laqascii117o;آخر النهار" الذي يقدمه محمود سعد على فضائية &laqascii117o;النهار"، إذ أنّ أحد ضيوف البرنامج الثابتين بات الشيخ خالد الجندي الذي يتناول مواضيع دينية، وقلت نسبة الفقرات السياسية رغم أن البرنامج في الأساس &laqascii117o;توك شو" سياسي.
مقهى الملحدينبجانب الفضائيّات، تتبارى المواقع الإلكترونيّة المصريّة في الفترة الأخيرة في نشر أخبار مثيرة للجدل، غير مبنية على معلومات كاملة أو مصادر موثّقة. قبل أيّام، نشر موقع &laqascii117o;صدى البلد" الإخباري خبراً عن إغلاق &laqascii117o;رئيس حي عابدين"، لمقهى الملحدين في وسط القاهرة. لم يحتوِ الخبر على أيّ تفصيل، باستثناء سطرين خاليين من أيّ معلومات، حقّقا أعلى نسبة قراءة على الموقع. الأمر ذاته تكرّر مع خبر نشرته صحيفة &laqascii117o;الوطن" بعنوان &laqascii117o;القبض على شاب وفتاة بالمترو بعد الاشتباه بهما لتحدثهما الإنكليزية". تفشّى الخبر بكثافة على مواقع التواصل، لتغير &laqascii117o;الوطن" عنوانه بعدما حقق أعلى نسبة قراءة، ليصير: &laqascii117o;القبض على شقيقين بريطانيين بالمترو اشتبه راكب في علاقتهما بالإرهاب".
وظهرت وسوم عدّة على &laqascii117o;تويتر" خلال اليومين الماضيين تسخر مما ينشره الإعلام المصري في الفترة الأخيرة، منها وسم &laqascii117o;قهوة الملحدين"، وكأن الإعلام نجح فعلاً في تحويل انتباه الناس عن أزمات ومشاكل أخرى.
لا تصدّقونادراسات عدة صدرت مؤخراً تؤكد التأثير الكبير للإعلام على المصريين، وكيف يلعب دوراً في تحديد مواقفهم السياسيّة. ويبقى أفضل ما يصف حال الإعلام المصري حالياً، هو ما قاله محمود سعد مخاطباً جمهوره على الهواء مساء الجمعة الماضي، قائلاً: &laqascii117o;أرجو منكم جميعاً أن تفرزوا المعلومات التي أقولها أنا وغيري، للتأكد من صحتها"، وتابع: &laqascii117o;إحنا ما بنقولش الحقيقة".
المصدر: صحيفة السفير