علي شقير
جاهداً تحاول البحث على الإنترنت، علّك تجد وجهاً، سمحاً على الأقل، باسماً بشوشاً، لتنتظر إطلالته على قناة &laqascii117o;الخلافة". أغمض عينيك وتخيّل أنك تفتح التلفزيون فـ"يظهر" المذيع &laqascii117o;الداعشي"، مفتتحاً نشرة الأخبار بالتحيّة: مساء الخير يا كافر!
ربما عليك المواظبة على هذا التمرين الذهني منذ الآن، لأن &laqascii117o;داعش" يوشك على إطلاق أوّل قناة تلفزيونية خاصة به، بحسب فيديو ترويجي نشر على أحد المنتديات على الإنترنت. تعدّ هذه نقلة نوعيّة في الإعلام &laqascii117o;الداعشي"، إذ كان التنظيم يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً &laqascii117o;يوتيوب" و &laqascii117o;تويتر"، إلى جانب مجلة &laqascii117o;دابق" لنشر دعايته &laqascii117o;الجهادية".
ويبثّ الفيديو الترويجي للقناة على مدار الساعة، عبر صفحة على الانترنت، ستستضيف هذه القناة التلفزيونية المسماة &laqascii117o;إذاعة الخلافة الإسلامية" كما يظهر في الفيديو، والتي ستبث محتوياتها للجمهور لمدة 24 ساعة يومياً.
على مدار الأشهر الماضية، ومع ازدياد نفوذه ومجال سيطرته على أرض الواقع، قام &laqascii117o;داعش" بتوثيق التقدّم في دفق مستمر من الدعاية. وترافق ذلك مع نمو الجناح الإعلامي للتنظيم، &laqascii117o;مؤسسة الفرقان" التي تنتج معظم أشرطة الفيديو الصادرة عن التنظيم، إلى جانب الأفلام، وحتّى ألعاب الفيديو مثل &laqascii117o;صليل الصوارم". كما يتبادل &laqascii117o;الجهاديون" النكات والطرائف مع بعضهم البعض عبر مجموعة متنوعة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما يظهر تفوّقهم واضحاً لناحية سعة الانتشار على &laqascii117o;تويتر".
كانت هذه نافذة جديدة على ساحة معركة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل. مسلحو التنظيم من الشرق الأوسط وأوروبا كانوا ينقلون حرفياً ما يحدث في معركتهم مباشرة عبر مدوناتهم، أو عبر صفحاتهم على &laqascii117o;إنستغرام" و &laqascii117o;تويتر". كان الأمر بالنسبة إلى &laqascii117o;داعش" حواراً مباشراً مع &laqascii117o;المناصرين".
جذب المواهب هو هدف &laqascii117o;داعش" الآن. ومع حصول التنظيم على موارد مالية هائلة في العام 2014، أصبح بإمكانه ليس تجنيد المقاتلين فقط، بل تجنيد الإعلاميين أيضاً، إذ كان قد أعلن في وقت سابق عن رغبته بتوظيف المهندسين، وخبراء الصوت، وغيرهم من المختصين في السلك الإعلامي.
أما الآن، فإلى الشاشة الفضية در. لكن بدايةً، ولجميع المشاهدين، من المفيد الإشارة إلى أنّه لا مكان للترفيه على تلك القناة، ولا مسلسلات تركية مدبلجة، بل سيتم تخصيصها كاملة لبث الدعاية فقط. وسوف تشمل باقة البرامج التي تبثّها القناة سلسلة فيديوهات جديدة يقدمها الأسير البريطاني لدى &laqascii117o;داعش" جون كانتلي، ونشرات أخبار يومية، وبرنامجاً بعنوان &laqascii117o;حان الوقت للتجنيد" الذي سيناقش كيفية تجنيد &laqascii117o;الجهاديين" الجدد، ويبث كل أربعاء الساعة الخامسة مساءً &laqascii117o;بتوقيت الدولة الإسلامية"، وغيرها...
والجدير بالذكر، أن &laqascii117o;داعش" يملك إذاعة &laqascii117o;البيان"، وتبثّ من مدينة الموصل في شمال العراق، إلا ان القناة التلفزيونية هي أحدث ما توصّل إلليه التنظيم في استخدام وسائل الإعلام لنشر الدعاية، والسعي إلى الاستقطاب والتأييد والتجنيد.
وسوف يتم بث القناة التلفزيونية الجديدة مباشرة وعلى مدار الساعة، من خلال موقع KhilafaLive.info الإلكتروني. ويقول الموقع في الوقت الحالي إن &laqascii117o;البث الحي المباشر لإذاعة الخلافة الإسلامية قريباً إن شاء الله.. انتظرونا".
وبعودة سريعة إلى العام 2014، يلاحظ أنّه كان عام الحملة الدعائية الأكثر فعالية للتنظيم، حيث كانت المؤسسة الإعلامية لـ &laqascii117o;داعش" الأقوى عالمياً في اتساع نطاق حملتها، وفي استخدامها المبتكر لأدوات الاتصال وآليات التوزيع البسيطة ووسائل التواصل الاجتماعي، وكانت مهيمنة على عناوين الصحف بشكل كبير.
وإذا ما جازت المقارنة، يعد &laqascii117o;داعش" الصورة الـ &laqascii117o;أتش دي" عن تنظيم &laqascii117o;القاعدة" الذي ارتبطت صورته بأشرطة الفيديو الـ &laqascii117o;في أتش أس" المشوشة، والمحببة على قلب زعيمه أسامة بن لادن، والتي تمّ تهريبها من الجبال وتوزيعها على وسائل الإعلام الغربية. غير أن &laqascii117o;داعش" هيمن على وسائل الإعلام الحديثة وخلق نظاماً فعالاً في إيصال أخباره، حتى صارت تصنف سلاحاً قاتلاً لا يمكن إيقافه.
وحتى إعلان موعد بداية بثّ القناة الجديدة... أسعدتم أوقاتاً.
المصدر: صحيفة السفير