قضايا وآراء » في حلب.. حرق مطبوعات تضامنت مع شارلي

علاء حلبي
alepoo2015_300

مع بداية الأزمة في سوريا قبل أربع سنوات، اشتكى صحافيّون من &laqascii117o;مقصّ الرقيب". ويرى محلّلون أنّ الرقابة على الإعلام كانت من بين الأسباب التي أدّت إلى انطلاق شرارة الأحداث الأولى. ومع توالي فصول الحرب، أظهرت الوقائع أنّ الرقابة ازدادت حدّة في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلّحة، &laqascii117o;الثائرة على القمع". ومع تعاظم السجال حول قضيّة الهجوم على &laqascii117o;شارلي إيبدو"، شنّت فصائل تصفها القوى الغربيّة بالـ &laqascii117o;معتدلة"، حملات على صحف ومطبوعات تصدر في مدينة حلب، تضامنت مع الأسبوعيّة الفرنسيّة.
وخلال الأيّام الماضية، تناقل ناشطون معارضون تسجيلاً مصوراً يظهر قيام فصيل مسلّح يطلق على نفسه اسم &laqascii117o;شعبة المعلومات" بالتعاون مع &laqascii117o;حركة أحرار الشام"، بجمع أعداد من مطبوعات &laqascii117o;عنب بلدي"، و&laqascii117o;سوريتنا"، و&laqascii117o;صدى الشام"، و &laqascii117o;تمدّن" وإحراقها. ويظهر الشريط الذي نقلته صفحة &laqascii117o;سوريا اليوم" على &laqascii117o;فايسبوك" عمليّة حرق المطبوعات المذكورة، وإعلانها &laqascii117o;ممنوعة في المناطق المحرَّرة بسبب إساءتها للرسول محمد"، وفق بيان ألقاه أحد المسلّحين.
يأتي ذلك بعد قيام مسلّحين من &laqascii117o;جبهة النصرة" بشنّ حملة واسعة في مناطق ريف إدلب بحثاً عن مطبوعات متضامنة مع المجلّة الفرنسيّة الساخرة. وتمّ اقتحام مكاتب إعلامية عدة، وبينها مكتب لإذاعة معارضة في كفرنبل، تعرّض طاقمها للاعتداء المسلح، وذلك لضبط أيّ معارض للهجوم على المجلّة، الأمر الذي تعدّه تلك القوى &laqascii117o;نصرةً للدين".
مصدر إعلاميّ معارض يقول لـ &laqascii117o;السفير" إنّ هذا السلوك ليس بجديد، وقد شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أعمالاً مماثلة كثيرة. ويقول المصدر: &laqascii117o;يعاني أي صحافي ذي ميول علمانيّة، أو لا دينية للاعتقال، ما دفع معظم الناشطين للهرب، في حين داهمت فصائل مسلّحة مقرّات صحف، ومحطة تلفزيونية معارضة، بعد قيام الصحافيين بالتحقيق في ملف فساد يخص أحد الفصائل".
يصف المصدر ذاته الرقابة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة بأنَّها &laqascii117o;ملتحية بزيّ أفغاني"، ويتابع: &laqascii117o;هم لا يطاردون من يظنّون أنه يسيء للدين فقط، بل قاموا بتفصيل قوانين تجعلهم أوصياء الله على الأرض، ليصبح من ينتقدهم وكأنّه ينتقد الله، وذلك ليعيثوا فساداً، ما دفع معظم العاملين في هذا المجال إمّا للهرب إلى خارج سوريا، أو الاندماج في مؤسّسات إعلاميّة تعمل ليل نهار على تلميع صورة تلك الفصائل".
تعدّ سوريا من الدول الأشدّ رقابة على وسائل الإعلام، وذلك ما لم يتبدّل خلال السنوات الأربع الماضية؛ إذ يظهر &laqascii117o;التصنيف العالمي لحرية الصحافة" الذي تصدره منظمّة &laqascii117o;مراسلون بلا حدود" بشكل سنويّ، أن حرية الصحافة في سوريا، تشهد تدهوراً مستمرّاً. واحتلّت سوريا خلال العامين 2012 و2013 ذيل الترتيب العالمي للحريّات، إلى جانب كلّ من تركمانستان وكوريا الشمالية واريتيريا، ليتابع الوضع الإعلامي في سوريا تدهوره في العام 2014 وتحتل الدولة التي تعيش وقائع حرب دامية، الترتيب رقم 177 من أصل 180 دولة. وأشار التقرير إلى أنّ &laqascii117o;الجماعات الجهادية، مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، تهاجم بعنف الفاعلين في الحقل الإعلامي رغبة منها في السيطرة بأي ثمن على المناطق التي تحررها".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد