بسم الله الرحمن الرحيم
(.. وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ* قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ* قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ) . (آل عمران 11ـ12ـ13)
سماحة السيد الإمين العام لحزب الله ( حفظه الله)
الإخوة في المقاومة اللبنانية الباسلة
الإخوة المجاهدين المرابطين على الثغور وفي مواقعهم المختلفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بكامل مشاعر الاعتزاز والفخر، وبقلوب الصابرين المصابرين، تلقّيت وإخوانكم في قوات "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، بمختلف مرتباتهم وعديدهم والجماهير الفلسطينية، نبأ استشهاد ثلة من مجاهديكم فوق أرضنا العربية السورية العزيزة.
وتأتي هذه الدماء العزيزة في هذه المرحلة الحرجة لتؤكد على النقاط التالية:
أولا: هذه الدماء هي بمثابة صرخة مدوية وصفعة شديدة، في وجه المتخاذلين والمتهافتين والتائهين، وإن تعدددت مسمياتهم، أن عدو الامة الحقيقي هو العدو الصهيوني، ونحوهُ يجب أن توجه كل البنادق، ويكفي الامة استنزافاً وهدراً لطاقاتها، ورهناً لإرادتها.
ثانياً: تاكيد حقيقة أن واجب كل قوى المقاومة الحية الملتزمة الرافضة للإسترقاق للمشروع الصهيوني، ان تتحد معاً في مشروع واحد مقابل مشروع الإستسلام للعدو الصهيوني واعوانه.
ثالثاً: إن العدو المتغطرس لا حرمات يرعاها، ولا حصانة لشيء، فهو يستبيح أرضنا ودماءنا دون رادع، بسبب حالة الامة المتصدعة، التي تئن شعوبها تحت وطأة الاستبداد من جهة، وطغيان جرائم العدو الصهيوني من جهة أخرى.
رابعاً: إن حقيقة أنه أوهن من بيت العنبكوت (.. وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون)، مما بات لازماً على كل قوى المقاومة الحية في الامة أن تدير معركتها القادمة واحدةً، تتقاطع فيها النيران فوق الأرض المحتلة.
نسأله تعالى أن يتقبل شهداءنا ويتجاوز عنهم، ويلهم أهلهم وإخوانهم الصبر والسلوان.
كما أنني وإخواني نرجو عبر سماحتكم تقديم مباركتنا بعرس الشهداء لأهلهم وكل محبيهم، وأن يشفعهم فيهم بقدرته آمين.. وأن يعذرنا إن حالت ظروفنا الامنية والظالمين أن نكون بجانبكم نستقبل جموع المهنئين.
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا...)
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورجمة الله وبركاته
أخوكم: محمد الضيف
القائد العام لقوات "كتائب الشهيد عز الدين القسام"
غزة ـ فلسطين المحتة
20/1/2015