قضايا وآراء » العرب خارج البثّ: مسرحية أم قرار نهائي؟

يبدو أن طموحات مدير عام قناة &laqascii117o;العرب" جمال خاشقجي بالانفتاح على جميع الأطياف، تكسّرت بعد ساعات على انطلاق الفضائيّة الإخباريّة، من مقرّها في قلب المنامة. بعد سنوات من التحضير، وأشهر من الترويج، اصطدمت القناة المملوكة من رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال، بـ &laqascii117o;ضيق صدر" السلطات في البحرين، والتي أوقفت بثّها على القمرين &laqascii117o;نايلسات"، و &laqascii117o;عربسات". السبب المعلن لانقطاع البثّ، بحسب ما أعلنت القناة، &laqascii117o;تقنيّ وإداريّ". لكنّ السبب الفعلي يعود إلى استضافة &laqascii117o;العرب" في أولى نشراتها الإخباريّة المعارض البحريني خليل المرزوق، المعاون السياسي للأمين العام لـ &laqascii117o;جمعيّة الوفاق الوطني الإسلامية"، للحديث عن سحب جنسيّة 72 بحرينياً، منهم 50 معارضاً.
يأتي ذلك بالرغم من إعلان خاشقجي أكثر من مرّة، أنّ سياسة القناة &laqascii117o;لا تمنع ظهور أيّ شخصيّة، حتى لو كانت قائد تنظيم &laqascii117o;الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، أو الزعيم البحريني المعارض علي سلمان". كما أكّد أنّ &laqascii117o;هناك أنظمة تحكم قناة &laqascii117o;العرب" أولها القضاء البحريني، لأننا موجودون في البحرين وفق أنظمة المملكة، وكذلك المصالح العليا، نحن سعوديون والمالك سعودي، لذا لدينا الولاء لحكومتنا السعودية". موضحاً: &laqascii117o;لا أَعِد بأن نكون محايدين، ولكن أَعِد بأن نكون موضوعيين".
في المقابل، بثّت &laqascii117o;هيئة شؤون الإعلام البحرينية" تصريحاً لمدير إدارة وسائل الإعلام في الهيئة يوسف محمد، يقول فيه إن &laqascii117o;التعاون قائم مع إدارة القناة لاستئناف بثّها والانتهاء من الإجراءات اللازمة في أقرب فرصة ممكنة". في حين أعلنت صحيفة &laqascii117o;أخبار الخليج" القريبة من السلطة أمس، أنّ وقف القناة أتى &laqascii117o;لأسباب تتعلَّق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية، ومن بينها حياديّة المواقف الإعلاميّة، وعدم المساس بكلّ ما يؤثّر سلباً على روح الوحدة الخليجيّة وتوجهّاتها".
انطلقت &laqascii117o;العرب" بعد أسبوع واحد من انطلاق قناة &laqascii117o;العربي" بأموال قطرية في العاصمة البريطانية لندن. وتسعى الفضائيّة المموّلة سعودياً، للمنافسة في فضاء القنوات التلفزيونية الخليجية التي تدار بأموال النفط، مع العلم أنّ تقارير إعلاميّة أشارت إلى أنّ السلطات البحرينيّة قدّمت تسهيلات ماليّة ولوجيستيّة كبيرة للقناة، ولمالكها، خلال فترة الاستعداد للبثّ.
وأثار وقف القناة بعد ساعات فقط من انطلاق بثّها، بلبلة على مواقع التواصل، خصوصاً أنّها استمرّت بتحديث حسابها على &laqascii117o;يوتيوب"، و &laqascii117o;تويتر". وعلّق مغرّدون بحرينيّون على الموضوع، وعدّوا توقيف البثّ بمثابة تأكيد على أنّ السلطات لم تحتمل رأياً معارضاً لها، يتحدّث بهذه الأريحية على قناة تبث من قلب العاصمة البحرينيّة، ويدافع عن رأيه ويتهم السلطة بمحاصرة واستهداف المعارضين. فيما رأت الإعلامية البحرينية التي تعيش في المنفى لميس ضيف أن قناة &laqascii117o;العرب" دشنت مسيرتها &laqascii117o;بالردّ على المشككين في حياديتها وفعلت ما تفعله كل قناة مهنية: استضافت الرأي والرأي الآخر، فذاقت طعم الحياة في البحرين، وتجرعت السم الذي يتجرعه أهلها يومياً".
من جهته، كتب الإعلامي البحريني فيصل هيات: &laqascii117o;لا أرى ما يدور حول قناة &laqascii117o;العرب" أكثر من مسرحيّة هابطة يراد لها أن تنطلي على الجمهور الخليجي. المال الخليجي كان دائماً موجّهاً لتغييب العقل الخليجي بامتياز... ولتحقيق ذلك ركّزت الاستثمارات على القنوات التي تحرّك وتتلاعب بالغرائز من خلال قنوات الأغاني والأفلام &laqascii117o;شبكة روتانا"، و &laqascii117o;وناسة"، القنوات اللبنانية الممولة خليجياً... إلى جانب قنوات الرياضة التي تهدف إلى تكريس التعصُّب الرياضي (...). أمّا النوع الثالث فهو قنوات التكفير، وهي قنوات ظاهرها ديني، لكنّ هدفها تغييب العقل وتكريس رفض الآخر وصولاً إلى تحقيره وتكفيره".
ويرى هيات أنّ صراع الأجنحة الخليجية ما بين داعمي تيارات محدّدة ومناهضين لها، أدّى لإيجاد قناة &laqascii117o;العرب"، كندٍّ للإعلام الإخباري الذي تسيطر عليه قطر من خلال قناة &laqascii117o;الجزيرة"، على أن تحمل راية الاستقلالية وأوهام المهنية. وبرأيه، &laqascii117o;ولدت القناة لتكون مشروعاً جديداً، يحمل في ظاهره الرسالة الإعلاميَّة المهنيَّة، حتى يكبر تدريجياً ويكون في مستوى يؤهله لمقارعة &laqascii117o;الجزيرة"، والسعي لإقناع المشاهد بذلك عبر مسرحيّة إغلاق القناة لاستضافتها شخصيّة معارضة".
وفي تصريح لـ &laqascii117o;السفير"، أعلنت &laqascii117o;رابطة الصحافة البحرينيّة" عن صدمتها &laqascii117o;من قرار وقف البثّ، وتعتبره دلالة على جديّة المخاوف المتصاعدة حول حريّة الإعلام والصحافة في البلاد". وقالت الرابطة: &laqascii117o;فعلياً لا يوجد أيّ بنية قانونية تبرّر قرار وقف البثّ إذ لا وجود لقانون في البحرين ينظّم البثّ الإذاعيّ أو التلفزيونيّ (الخاص)، وقرار الإيقاف يحيلنا إلى تجديد المطالبة بالإسراع في إصدار قانون منظّم للإعلام السمعي والبصري، وهو ما تعهدت به الدولة في أكثر من مناسبة من دون أن تتّخذ خطوات فعليّة لتنفيذ ذلك".
المصدر: جريدة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد