قضايا وآراء » إعلام الإخوان يطالب بالمزيد من الدماء

مصطفى فتحي
تبنّت وسائل الإعلام التابعة للإخوان خلال الأيّام الماضية، نبرة فجّة في التحريض على العنف، والترويج لفتاوى دينيّة تعد من يقتل أفراد الجيش والشرطة في مصر بدخول الجنّة؟ ونشرت مواقع تابعة للإخوان لأوّل مرّة بيانات تتوعّد بـ «المزيد من الدماء».
أطلّ الداعية الجهادي وجدي غنيم، على شاشة فضائيّة «الشرق» الإخوانيّة التي تبث من تركيا، ليقول إنّ «قتل الإعلاميين المصريين حلال»، واصفاً إيّاهم «بالأنجاس». ترافق ذلك مع رسائل تهديد وصلت إلى بعض وسائل الإعلام، منها «اليوم السابع»، وموقع «البوابة». بينما كثف الأمن المصري من تواجده أمام مبنى «ماسبيرو» وسط القاهرة، وأمام مدينة الإنتاج الإعلامي الواقعة على أطراف القاهرة.
ولم يقتصر تحريض «الشرق» على الإعلاميين، بل طال أيضاً الجيش والشرطة. كما أطلّ عبرها الشيخ سلامة عبد القوي، مقدّم برنامج «وجه الله»، داعياً رسامّي الكاريكاتور إلى رسم رسوم مسيئة لبابا الفاتيكان، كما اصدر فتوى على الهواء بقتل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي واعداً من سيقتله «بأنّه سيدخل الجنّة». كما اصدر فتوى على الهواء تحرّم الانضمام للجيش المصري.
قبل أيّام، نشر موقع «إخوان اون لاين» بياناً بعنوان «رسالة إلى صفوف الثوار: «وأعدوا...» يتحدث عن أهميّة القوّة في الدفاع عن الحريّة، مذكراً بأن حسن البنا مؤسس الجماعة حرص على تشكيل «فرق الكشافة» التي هي مظهر اللياقة والانضباط، وتشكيل «النظام الخاص» الذي هو ابرز ملامح القوة. يتزامن البيان في النشر مع تقرير آخر نشره موقع «رصد» الإخواني بعنوان «المجهولون من هم»، يتحدّث عن بطولات من أسماهم «ثوّار» في حرق أقسام وسيارات الشرطة وقطع الطرق.
استعادت الفضائيّات الإخوانيّة، والتي تبثّ بمعظمها من تركيا، الخطاب ذاته. في إحدى حلقات برنامجه الذي يعرض على فضائية «مصر الآن» قال المذيع محمد ناصر: «أنا بقول لكم على الهواء اقتلوا الضباط». واستضاف القيادي الاخواني محمد القدوسي، والذي أعلن أنّ «قتل زوجات وأبناء ضباط الجيش المصري واجب شرعي». وأكمل ناصر في الإطار ذاته، من خلال البصق على الهواء على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موجهاً له سيلاً من الشتائم.
أما نشرات الأخبار فامتلأت بأخبار ليس لها أي مصادر وأعطت الفرصة عبر المكالمات الهاتفية لأفراد من الإخوان يوجّهون رسائل عنفيّة، ومنها ما قاله ممثّل ما يطلق عليه حركة ثوار بني سويف، الذي قال على الهواء «قرّرنا استهداف كافة البنوك ومكاتب البريد، سنسقط الانقلاب بالقوة لا مجال للسلميّة».
أثناء عمله على تحليل مضمون قناة «الشرق»، لاحظ هشام الفولي الباحث في قسم الإعلام بجامعة المنيا، أنّ هناك تعمّداً مقصوداً لنشر الشائعات من خلال الأخبار. يقول الفولي لـ «السفير»: «القناة تضع في سلّم أولويّاتها مسألة نشر الشائعات، وبثّ رسائل التحريض والكراهيّة، من دون الاهتمام بضرب كل مواثيق الإعلام عرض الحائط». ويشير الفولي إلى أنّ ذلك يظهر من خلال ترتيب الأخبار، «فخبر اعتقال شخصين في قرية مصرية يتقدم على انفجار قنبلة وقتل ضابط وشرطي، التحريض أصبح سمة أساسيَّة في القناة سواء بالبرامج الإخباريَّة أو نشرات الأخبار والشريط الإخباري، وبالتالي تعتبر القناة منبراً للعنف وليس منبراً إعلامياً».

المصدر: جريدة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد