محمد عبد الرحمن
لم يتوقع الإعلامي عمرو عبد الحميد مقدّم برنامج 'الحياة اليوم' على 'الحياة' أن اللوم لا الاعتذار سيكون الردّ على فضيحة حلوى قصر الرئاسة' التي كشفت على حدّ قوله أن سوزان مبارك عقيلة الرئيس السابق، لا تزال تتحكّم في القصر الجمهوري. بحسب الإعلامي فإنّ مسؤولاً رفيعاً في الرئاسة المصرية وجّه إليه اللوم والعتاب فور انتهاء حلقة الثلاثاء الماضي من البرنامج، التي كشف فيها عن فضيحة 'حلوى قصر الرئاسة' والطريقة المهينة في التعامل مع الصحافيين الروس والمصريين.
يحمل الإعلامي الجنسية الروسية، وهو متزوّج بروسية وعاش هناك طويلاً. بالتالي كان أقرب الإعلاميين للوفد الصحافي الروسي، الذي انتظر مع نظرائه من القاهرة نحو خمس ساعات في غرفة غير مؤهّلة لأن تكون مركزاً صحافياً يواكب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر. تلك الغرفة أشبه بالـ 'بدروم' كما وصفها عبد الحميد، وقارنها بمثيلتها في قصر الكرملين، لكن الواقعة التي أثارت دهشة المصريين ولم يصدّقوها بسهولة، أن أحد العاملين في الرئاسة ظهر بعد الساعات الخمس حاملاً قطعاً من الحلوى (غاتو) وبينما شعر الضيوف بأن الإمداد جاءهم أخيراً، فوجئوا بأن سعر القطعة الواحدة خمسة جنيهات (أقل من دولار واحد). لتكون هذه الواقعة ربما الأولى عالمياً، التي يضطر فيها ضيوف في قصر رئاسة إلى الدفع مقابل الطعام. القضية نالت اهتماماً كبيراً، في وقت كانت فيه رئاسة الجمهورية في مصر تريد إبراز نجاح الزيارة والحفاوة الكبيرة التي نالها بوتين في المحروسة، لكن الإعلامي لم يتوقع بحسب ما قاله في حلقة مساء الأربعاء أنّ يوجه إليه مسؤول اللوم والعتاب، ليس لأنه لم يطلب تدخّل المعنيين لإنقاذ الموقف، أو لم يحتجّ مع أقرانه على بيع الحلوى لهم في القصر، لكن اللوم لأنّ المسؤول رأى أن ذكر الواقعة على الهواء مباشرة 'تشويه لصورة مصر'. هذا الأمر دفع عبد الحميد للقول إن 'عودة هذا الاتهام لكل من يناقش السلبيات تؤكّد أن عقلية نظام مبارك هي التي لا تزال تتحكّم في القصر الجمهوري. وأنه بدلاً من معاقبة المسؤولين عن الأسلوب غير المهذّب في التعامل مع الضيوف الروس، يوجَّه اللوم لمن كشف الواقعة'. غير أن المسؤول الرفيع المستوى ربما يكون باستطاعته توجيه اللوم إلى مقدّم 'الحياة اليوم'، لكنه لن ينجح في تكرار الأمر نفسه مع قناة 'روسيا اليوم' وباقي وسائل الإعلام الروسية، التي سخرت من خطأ فرقة الموسيقى العسكرية في القاهرة في عزف السلام الوطني الروسي، وتساءلت القناة الروسية عن ردّ فعل بوتين تجاه الخطأ، وبثّت السلام الوطني الروسي في نهاية التعليق على الخطأ المصري. يذكر أن انتقادات شعبية طاولت الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه أكمل برنامج الاحتفاء بضيفه الروسي كما هو، وخصوصاً الذهاب إلى دار الأوبرا وتناول العشاء في برج القاهرة برغم واقعة مصرع أكثر من 20 مشجعاً لنادي الزمالك، التي سبقت زيارة بوتين بساعات قليلة.
المصدر: جريدة الاخيار