مصطفى فتحي
في أحد مقاهي وسط القاهرة مساء أمس، كان عشرات المصريين يتابعون آخر أخبار ضربات الجيش المصري ضدّ أهداف لتنظيم &laqascii117o;داعش" في ليبيا. في المقهى المجاور، كان صوت أم كلثوم يصدح وهي تغنّي: &laqascii117o;أنا الشعب أنا الشعب لا اعرف المستحيلا". الأمر يتشابه إلى حد كبير في باقي وشوارع وميادين القاهرة هذه الأيام، وداخل سيارات الأجرة، إذ يرتفع صوت نشرات الأخبار من الإذاعات المختلفة إضافة إلى صوت الأغاني الوطنية. بات الجو العام أشبه بجو الحروب، والسبب في ذلك هو الإعلام، الذي قرر أن يحارب هو أيضاً مع الجيش المصري.
يواجه الإعلام المصري انتقادات كثيرة، لكونه بات متحدّثاً باسم النظام. وتحوّلت القنوات إلى نسخة طبق الأصل عن بعضها البعض، لدرجة صار يصعب على المشاهد التمييز بين قناة خاصة وأخرى حكوميّة، إلا من خلال الشعار.
وتحوّل البيان الأخير للقوات المسلّحة، وفيه يعلن الجيش عن ضرب أهداف لـ &laqascii117o;داعش" في ليبيا، إلى ما يشبه &laqascii117o;برومو" يتكرّر عرضه عشرات المرات في اليوم الواحد على اغلب القنوات والإذاعات المصرية. كما باتت الأغاني الوطنية الحماسية جزءاً أساسياً من خريطة البرامج.
على سبيل المثال، وبعدما عرضت شاشة &laqascii117o;أون تي في" بيان القوّات المسلحة، لم يخفِ مقدّما برنامج &laqascii117o;صباح أون" فرحتهما، فقالا في وقت واحد: &laqascii117o;عاشت مصر". الأمر ذاته تكرّر على شاشات أخرى، إذ قال أحمد موسى على شاشة &laqascii117o;صدى البلد" إنّ مصر ستحمي العالم من خطر &laqascii117o;داعش" بعد فشل أميركا في ذلك. كذلك فعل وائل الأبراشي على فضائيّة &laqascii117o;دريم" معلناً: &laqascii117o;نحن في حرب، وعلى كل وطني اختيار صف الوطن". كما اتفق إعلاميو مصر جميعاً على إدانة تغطية قناة &laqascii117o;الجزيرة" القطرية للضربات المصرية.
من ناحية أخرى، تلقّت كل القنوات والإذاعات التابعة لـ &laqascii117o;ماسبيرو" قراراً رسمياً يطالبها بتغيير خريطة برامجها، لتتناسب وأجواء الحرب. حمل القرار توقيع عصام الأمير رئيس &laqascii117o;اتحاد الإذاعة والتلفزيون"، الذي يقول لـ &laqascii117o;السفير": &laqascii117o;لن يكون الحداد الذي أعلنته مصر مؤخراً بسبب شهداء مصر في ليبيا مجرد شريط أسود أعلى يسار الشاشة، فالإعلام المصري جهّز نفسه لتقديم مجموعة كبيرة من البرامج التي تفضح الإرهاب وتعرف المشاهد بخطورته، فمن المهم أن يعرف المصريّون ما يدور حولهم إقليمياً".
بعد قرارات الأمير، اختفت عن شاشات &laqascii117o;ماسبيرو" كلّ برامج الترفيه والمنوعات والأغاني، وحلّت محلّها برامج حواريّة تستضيف محلّلين سياسيين وصحافيين. وطال التغيير برامج الإذاعات، مع سطوة الأغاني الوطنيّة، من دون توقّف، إلى جانب لقاءات مع رجال الأزهر، يتحدّثون عن خطورة التطرف الديني وكيفيّة مواجهة الجماعات الإرهابيّة.
بدوره، كثّف موقع &laqascii117o;أخبار مصر" الرسمي التابع لـ &laqascii117o;ماسبيرو" تغطيته الإخبارية، لكلّ ما يتعلق بالإرهاب وبما يقوم به الجيش المصري. كما أطلق ظهر أمس لقاء مع رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية سعد الزنط، بعنوان: &laqascii117o;مصر تثأر لأبنائها من الجماعة الإرهابية داعش".
وسط صخب الإعلام المصري، تظهر بعض الأصوات المتخوفة من الأسلوب المتّبع. وفي هذا السياق، كتبت مستخدمة مصريّة على &laqascii117o;فايسبوك": &laqascii117o;نظرتي ليست سلبيّة، ولا متشائمة، ولكنّي لا أصدّق كلّ ما ينشر في الإعلام. كنّا مهزومين في العام 1967، وأفهمونا أنّنا اقتربنا من تحرير القدس".
المصدر: جريدة السفير