صحيفة الوطن القطرية
لؤي قدومي
لم يعد من المنصف القول أن الشعب الأميركي محكوم لإعلامه خاضع له، وأنه لا يعلم الا ما يقدمه له من سم مدسوس في العسل.
فمع ثورة الانترنت وما صاحبها من تكنولوجيا سمعية - بصرية مذهلة بات من العسير تغطية عين الشمس بغربال وتقديم الحقائق بعد لي عنقها ومسخها.
قناة فوكس نيوز الأميركية مثال واضح على التضليل الاعلامي عندما يبلغ مرحلة &laqascii117o;تلبيس الطربوش" للمشاهدين، فهذه القناة التي تحظى بشعبية في اوساط المحافظين الأميركيين تتعامل مع الجمهور المتلقي بوصفه تلاميذ في مدرسة ليس من حقهم أن يؤمنوا إلا بما تقوله القناة وتروج له.
اميركيون كثر على ما يبدو سئموا من بعض اعلامهم الذي يذكر بإعلام دول العالم الثالث التي تحكمها انظمة مستبدة ويكفي ان تدخل موقع اليوتيوب على الإنترنت لتجد ان ثمة اعلاما اميركيا مضادا يصنعه اميركيون عاديون لم يعودوا يقبلون التعامل الاعلامي معهم بوصفهم قاصرين وجهلة.
اذا كنت من هواة موقع اليوتيوب جرب أن تبحث عن كلمة Oascii85T FOXED باللغة الانجليزية وستذهل وانت ترى امامك مئآت المقاطع يصل طول بعضها إلى ساعة جمعها هواة اميركيون ومؤسسات رقابة اعلامية مستقلة للتدليل على ان قناة فوكس ليست اكثر من بوق دعائي يحرض على الكراهية والحرب والقتل ولا شيء آخر.
وسنجد ايضا ان مئات الآلاف من الأميركيين الذين وضعوا ردودا تعبر عن آرائهم الشخصية تحت كل مقطع باتوا يدركون الحقيقة ويسعون إلى تغييرها.
عندما يمر خبر كاذب خلال نشرة اخبار قد لا يلقي له الكثيرون بالا، لكن عندما يتم تجميع الأخبار الكاذبة والمداخلات المؤدلجة ووضعها كحزمة واحدة على موقع اليوتيوب بشكل اسبوعي فإن الوقع يكون اكبر بكثير.
قناة فوكس تقول مثلا ان أوباما درس في مدرسة إسلامية وانه مسلم متخف، محاوروها يقاطعون من يقدمون رأيا مخالفا باستخدام الفاظ مثل اخرس يا خائن واغلق فمك!
هي قناة تدعو إلى غزو إيران والسودان وكل مكان يريده المحافظون الجدد فيما لا يخجل مذيعوها من القول بأنه عندما تبدأ المدافع الأميركية في قذف حممها يجب على كل أميركي يحمل رأيا مخالفا ان يخرس!
الشعب الأميركي اليوم يدرك ما هي قناة فوكس ويعرف اخواتها وهذه خطوة على الطريق الصحيح!