قضايا وآراء » جيم كلانسي في بيروت من دون CNN

مارلين خليفة
في وقت بات جمع أكبر عدد ممكن من &laqascii117o;النقرات" الهمّ الأكبر عند بعض الصحافيين والمؤسسات الإعلاميّة، جاء الصحافي الأميركي جيم كلانسي ليصوّب البوصلة، ويحدّد أمام طلاب &laqascii117o;قسم التواصل والفنون" في &laqascii117o;الجامعة اللبنانية الأميركية" في بيروت، ثلاثة أسرار للنجاح المهنيّ: القلم، والورقة، والكثير من الشّغف. ولعلّ الشّغف هو العامل الأقوى في استمراريّة الصحافي، يساعده على &laqascii117o;تخطّي المنافسة الشرسة، ومصاعب مهنة تتبدّل صناعتها بسرعة قياسيّة"، كما قال كلانسي خلال ورشة عمل نظّمتها الجامعة بالتعاون مع &laqascii117o;مؤسسة مي شدياق" قبل أيّام.
الصحافي الحائز مئات الجوائز، أقيل قبل شهرين من &laqascii117o;سي أن أن"، بسبب تغريدة له على &laqascii117o;تويتر"، اعتبرها اللوبي الصهيوني &laqascii117o;مسيئة". وبالرّغم من تماسكه، بانت المرارة واضحة في عينيه عندما سأله الطلاب عن سبب خروجه من القناة الأميركيّة، بعد أكثر من ثلاثين عاماً أمضاها مراسلاً حربياً بين رواندا والصومال ولبنان بدءاً من اجتياح العام 1982. في وجه إلحاح الشباب المتعطشين إلى تفسير منطقي، بقي كلانسي يردّد: &laqascii117o;سي أن أن" تتحدّث عن &laqascii117o;سي أن أن"، رابطاً تكتمه بـ &laqascii117o;قيود قانونيّة" فرضتها عليه المؤسَّسة الإعلاميّة الأميركية. وقال إنّه &laqascii117o;لا يثق بـ &laqascii117o;تويتر"، ذلك الموقع الذي تسبّب بإقالته، بعدما غرّد إثر الاعتداء على مجلّة &laqascii117o;شارلي إيبدو" الباريسيّة: &laqascii117o;رسومات المجلّة لم تسخر من النبيّ، بل من بعض الجبناء الذين يحاولون تشويه عالمه، انتبهوا". تسبّبت تلك التغريدة بسجال موسّع على حسابه، بعدما أصرّ بعض الحسابات التي تعرّف عن نفسها &laqascii117o;باليهوديّة" على الترويج للطابع الديني للاعتداء. ردّ كلانسي عليهم، متّهماً إيّاهم بالدعاية لمصلحة الحكومة الإسرائيليّة، واصفاً أحدهم بـ &laqascii117o;الهاسبارا"، وهي عبارة تعني بالعبريّة &laqascii117o;الشرح"، وتستخدم لوصف مجموعة متطوِّعين ملتزمين بمتابعة تنفيذ استراتيجيّة إعلاميّة معيّنة، لمصلحة الاحتلال.
يعبّر كلانسي عن حزن عميق من تعرّض بعض المغرّدين له ولشخصه. &laqascii117o;كان الأمر محبطاً بالنّسبة لي، فتغريدة واحدة جلبت إليّ ملايين التعليقات المسيئة، والمحزن أن الجميع تحدّثوا عن &laqascii117o;تغريدتي"، أما ما تلقيته من إساءات فلم يحك عنها أحد".
بعيداً عن إقالته من &laqascii117o;سي أن أن" وتبعاتها، ركّز كلانسي على الشقّ المهني في حواره مع الطلاب الذي دام أكثر من ساعتين. تحدّث عن وسائل الإعلام اللبنانيّة قائلاً إنّه &laqascii117o;ينبغي عليها أن تجد وسيلة لتكون في الوسط، وأن تشجّع وجهات النّظر المختلفة، وأن تساعد الجمهور على تطوير آراء صحيحة وعلميّة ولا تكون تابعة لخطّ سياسيّ معيّن". ونبّه إلى عدم التعويل على أعداد &laqascii117o;النقرات" كمعيار لتقييم جودة مادّة صحافيّة معيّنة: &laqascii117o;ليس بالضرورة أن تكون المادّة الحائزة عددا كبيرا من القراءات جيّدة، أو تحمل جديداً أو تخدم المهنة".
وردَّاً على سؤال، قال كلانسي إنّه كان يطمح لإجراء مقابلتين في حياته المهنيّة، الأولى مع الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين، والثانية مع رئيس تشيكيا الراحل فاتسلاف هافل. كما سرد للحضور أحداثاً من سجلّه المهني، ومنها خلال عقد أرييل شارون لمؤتمر صحافي في بيروت، إبان الاجتياح العام 1982. يومها فوجئ وزير الحرب الإسرائيلي بالمراسل الأميركي يطرح عليه السؤال التالي: &laqascii117o;سيّد شارون لو قدّر لك قتل عدد من الإسرائيليين يوازي عدد اللبنانيين الذين قتلتهم في اجتياحك للبنان لتحقّق أهدافك، فهل كنت تقدم على ذلك؟". لم يكد يكمل كلامه، حتى انقضّ عليه جنود إسرائيليون، أوثقوا يديه، ورموه خارج القاعة. تمّ على إثر ذلك إلغاء المؤتمر الصحافي، وعاد شارون ليعقد مؤتمراً آخر، جمع المراسلين الإسرائيليين وحدهم، بحسب كلانسي. بالرغم من مرور ثلاثين عاماً على تلك الواقعة، إلا أنّها تفسّر سياق &laqascii117o;العقاب" غير المبرّر الذي تعرّض له من قبل &laqascii117o;سي أن أن"، بعد 35 عاماً من العمل، صنع خلالها اسمه كصحافي مخضرم. فهو لم يتردّد في النطق بكلمات حقّ، في أكثر من محطّة من تاريخه المهنيّ.
ماذا عن المرحلة المقبلة في حياة جيم كلانسي؟ يجيب: &laqascii117o;سأسأل زوجتي، لديها أشياء كثيرة لي، أريد الراحة في الأشهر المقبلة، وسألقي عدداً من المحاضرات، وأنا أناقش بعض المشاريع، أحدها يتعلّق بحقوق المرأة".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد