قضايا وآراء » وثائقي: البغدادي قبل الخلافة

غفران مصطفى
سيرة &laqascii117o;الرجل الأخطر في العالم" إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري (1971)، يرويها وثائقي &laqascii117o;بحثاً عن أبو بكر البغدادي"، من إعداد وإخراج علي هاشم، وإنتاج قناة &laqascii117o;الميادين". سيرةٌ تتشعب فصولها وتمتدّ بدءاً من سامراء حيث ولد، مروراً ببغداد حيث تابع تحصيله العلمي في الشريعة الإسلامية، وصولاً إلى اعتقاله بين عامي 2004 و2006 في معسكر كامب بوكا في البصرة، إبان الاحتلال الأميركي للعراق.
يُعرف ذلك المعسكر في أوساط المقاتلين بالـ &laqascii117o;أكاديمية"، &laqascii117o;لأنّ من يدخل إليه ولا يعرف شيئاً عن العقيدة الجهادية، سيصادف أناساً يعلّمونه ويفقّهونه، وإذ به يخرج شعلة نارية"، كما يقول أبو عمر، القيادي السابق في تنظيم &laqascii117o;داعش" وأحد المعتقلين السابقين في بوكا، لكاميرا &laqascii117o;الميادين".
يبحث الفيلم في حقيقة زعيم تنظيم &laqascii117o;داعش"، الجامع لصفات متناقضة في أذهان من عرفوه. هو &laqascii117o;الرجل العاديّ" بحسب أبناء حيّ الطوبجي البغدادي القديم الذي سكنه وأمَّ الصلاة في مسجده.
يثير تداول اسم البغدادي في شوارع بغداد الخوف والريبة. يبدو ذلك جلياً من خلال إشاحة الناس بوجوههم عن عدسة الكاميرا لدى سؤالهم: &laqascii117o;من هو أبو بكر البغدادي وأين عاش؟". لم يكن الأمر سهلاً يقول علي هاشم لـ &laqascii117o;السفير"، &laqascii117o;بداية من رحلتنا إلى العراق في مثل هذه الظروف، ومن ثم ما اختبرناه خلال أيام البحث، المصوّر حسن سكينة وأنا. لكنّ تسلسل الأحداث فتح لنا أبواباً مغلقة".
يتضمّن الفيلم ثلاث مقابلات رئيسيّة مع أشخاص كانوا مقربين من البغدادي: أبو أحمد، وهو أحد معارفه منذ التسعينيات، عايش تحولاته الفكريّة والعمليّة؛ أبو عمر، قيادي سابق في تنظيم &laqascii117o;داعش"، انشق عنه بعد سقوط الموصل وإعلان الخلافة؛ والرائد بكر من خلية الصقور الاستخباريّة التابعة للحكومة العراقية، وهي الخليّة المسؤولة عن قتل سلف البغدادي أبي عمر. ويعرض الفيلم معلومات &laqascii117o;تُنشر للمرة الأولى على وسيلة إعلامية" على لسان الرائد بكر، مفادها أنّ الخليّة المذكورة استهدفت البغدادي قبل أشهر في بلدة القائم، و &laqascii117o;أصابته بجراح".
يحاول الفيلم الإجابة عن سؤال &laqascii117o;كيف تحول ابن سامراء بغدادياً، وكيف تحول إمام المسجد إلى خليفة بنظره ونظر أتباعه؟". يقول معدّ الوثائقي: &laqascii117o;ليس سهلاً في بغداد النطق باسم البغدادي، هناك حالة هروب من أي تاريخ قد يجمع بينه وبين أي كان. لذا كان لا بد أحياناً من المباغتة كما فعلنا في طوبشي، لم ننسق مع أحد، ونزلنا إلى المنطقة واقتربنا من الناس، مع ذلك خرجنا من الحي بما يشبه الطرد. استطاع هاشم من خلال مصادر متعدّدة، منها رسمي عراقي، ومنها أشخاص تشجعوا للمساعدة، الحصول على صور ومعلومات حصرية حول البغدادي وعائلته. وحاول هاشم الدخول إلى &laqascii117o;الجامعة الإسلامية" التي نال منها البغدادي الدكتوراه للاطلاع على شهاداته والرسالة التي كتبها، لكنّ إدارة الجامعة رفضت فتح أبوابها للكاميرا.
يعدّ الفيلم مادة مرجعية مهمّة عن البغدادي، لما فيه من جهد بحثي، وثراء في المعلومات والشخصيّات. ويندرج الشريط في إطار برنامج استقصائي وثائقي بعنوان &laqascii117o;بحثاً عن..."، سيبثّ بشكل دوري على شاشة &laqascii117o;الميادين"، ويسلّط الضوء على ملفات مغلقة وغامضة ومثار اهتمام. يقول هاشم: &laqascii117o;سنذهب في البرنامج للبحث عن المعلومة المظلمة وكشف أوراقها المخفّية، نشرح، متى أمكن، نظريات المؤامرة، ونحاول الوصول إلى أطراف الحقيقة، من أجل المساهمة في رسم الصورة الكاملة للمشاهد العربي".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد