نور أبو فرّاجفي سياق اهتمامه المتزايد بالشؤون العربيّة، أنجز موقع &laqascii117o;فايس" الإخباري تحقيقاً مصوّراً بعنوان &laqascii117o;الحطام في غزّة: ستّة أشهر وبعد..." (26:43 د.).
يتعقّب الشريط عملية إعادة إعمار القطاع بعد الحرب الأخيرة، إثر تدمير العدوان الإسرائيلي لأكثر من 18 ألف منزل، وتشريد 120 ألف فلسطيني. داني غولد، مراسل القناة الذي كان في فلسطين المحتلّة أثناء الحرب الصيف الماضي، عاد إليها اليوم، لإنجاز التحقيق. بثّ العمل على جزءين، وجاء محمّلاً بموضوعية هشّة على &laqascii117o;الطريقة الأميركيّة"، تعطي مساحةً تبدو متساوية لـ &laqascii117o;طرفي الصراع".
يلتقي المراسل فلسطينيين فقدوا بيوتهم، ومسؤولاً من &laqascii117o;حماس"، ومتحدّثاً باسم الأمم المتحدة، وعمّالاً بنوا نفقاً يصل القطاع بمصر. وعلى المقلب الآخر، ينقل &laqascii117o;وجهة النظر الإسرائيلية"، عن لسان بعض المستوطنين، وضبّاط في جيش الاحتلال، يشرفون على تفتيش ما يدخل إلى القطاع. لكنّ الشريط يأتي منحازاً للرواية الإسرائيلية، وإن بأسلوبٍ موارب.
في الجزء الأوّل من التقرير، يتجوّل المراسل بين الركام، ويصوّر أطفالاً يصارعون برد الشتاء من دون مأوى، ويستمع بصبرٍ واهتمام إلى معاناة أمّ فلسطينية. ثمّ يبدأ بالبحث عن &laqascii117o;المذنبين الحقيقيين" خلف تأخّر عمليّات الإعمار، من خلال التركيز على الانقسام بين الفصائل الفلسطينيّة، وتراجع العلاقة مع مصر في ظلّ حكم السيسي، وإغلاق المعابر. وفي الجزء الثاني، ينقل التقرير المخاوف الإسرائيليّة من طبيعة البضائع التي تدخل إلى القطاع، منبّهاً إلى أنّ &laqascii117o;ما يمكن استخدامه لتوليد الطاقة الكهربائية، يمكن توظيفه لصناعة صاروخ".
يبني تقرير &laqascii117o;فايس" حجّته على فكرة أنَّ &laqascii117o;أكبر انتصارات حماس في الحرب، جاءت من خلال الأنفاق". نشاهد جنديّاً إسرائيليّاً يأخذ المراسل في جولة داخل نفق &laqascii117o;كي يرى بنفسه جودة البناء والتجهيزات". يروي الجندي وهو يستشيط غضباً، كيف عثر داخل تلك الأنفاق على أكياس من الإسمنت، كُتب عليها بالعبرية.
تحت الأرض، وفي النفق المكتشف، يناقش داني غولد &laqascii117o;المعضلة الأخلاقيَّة" بين ضرورة إنقاذ الأطفال الفلسطينيين من البرد، وإمكانيّة استغلال &laqascii117o;حماس" مواد البناء لتشييد الأنفاق. يسأل الجندي عن شعوره حول ذلك، فيردّ: &laqascii117o;أنا أؤكّد لك أنَّ معظم ما يدخل إلى القطاع يذهب لبناء قواعد وأنفاق جديدة لـ &laqascii117o;حماس"، بدلاً من المدنيين، وذلك أمر يجعلني حزيناً".
في محطّة أخرى، يسأل مراسل &laqascii117o;فايس" أماً إسرائيلية عن سبب إصرارها على &laqascii117o;العيش هنا بالرغم من الأخطار المحدقة"، فتردّ: &laqascii117o;هنا منزلي وسأبقى هنا، أتذكر حينما كنت صغيرة أنني كنت أذهب إلى قطاع غزّة للتسوّق وزيارة الشاطئ، وأنا ما زلت أنتظر أن يحدث هذا الأمر مرةً أخرى". كلّ العناصر متوافرة لتبدو المستوطنة في التقرير &laqascii117o;أمّاً حنونة"، تحلم بأن تزال يوماً &laqascii117o;الحواجز الفاصلة ما بين الشعبين".
يكتسب شريط &laqascii117o;فايس" أهميّة إعلاميّة، في ظلّ تصاعد الجدل السياسي حول تمويل إعادة الإعمار في غزّة. يعفي الشريط الولايات المتحدة من تلك المهمّة، ما دامت الأموال ستذهب في نهاية المطاف إلى أنفاقٍ تستخدم لمهاجمة الإسرائيليين.
في السابق، كانت وسائل الإعلام تُتّهمُ بالتعامي عن معاناة الفلسطينيين الإنسانيّة، لكن يبدو اليوم أنَّها تتبع إستراتيجيّة مغايرة. فلم يعد هناك ما يمنع تصوير أطفال يتجمّدون من دون مأوىً، ولا ضرر من نقل معاناتهم أو موتهم، ما دام يتمّ توظيف كلّ ذلك بحيث يبدو الفلسطينيون ضحايا الفصائل الفلسطينية المتصارعة، والدول المجاورة... فيما يعلن &laqascii117o;فايس" تفهّمه لـ &laqascii117o;قلق إسرائيل من &laqascii117o;حماس" التي تبني الأنفاق بدل البيوت، وتحوّل الفلسطينيين دروعاً بشريّة".
المصدر: صحيفة السفير