رجاء يحياوي
بعد العمليّة الإرهابيّة التي استهدفت متحف باردو في العاصمة التونسيّة أمس الأوّل، عبّر التونسيون عن غضبهم عبر مواقع التواصل. جاءت تغريداتهم كمحاولة للتعويض عن الصور الغائبة تمامًا عن شاشات التلفزيون التونسيّة كافة التي اكتفت بنشر معلومات أولية من مكان الحادث، بالرغم من وجود سيارات بثّ مباشر داخل أسوار مجلس النواب القريب.
إذاعتا &laqascii117o;شمس" و &laqascii117o;موزاييك" نقلتا تفاصيل الحادث، مع صور أوليّة من مكان الجريمة. ذك ما جعل موقعيهما يشهدان ضغط دخول من القرّاء، ما تسبّب باستحالة الدخول إليهما خلال ذروة البحث عن معلومات.
المعلّقون على مواقع التواصل، لم يتردّدوا في تحميل السلطات المسؤولية عن الحادث، خصوصًا أنّ حساب بوابة &laqascii117o;أفريقية للإعلام" على &laqascii117o;تويتر"، المحسوب على التيار السلفي المتشدّد، نشر في الليلة التي سبقت العمليّة تغريدة وسمت بـ &laqascii117o;دولة الخلافة" جاء فيها: &laqascii117o;بشرى جديدة لمسلمي تونس، وخبر صادم لكفار ومنافقي تونس لا سيما أدعياء الثقافة والسخافيين". حساب البوّابة أزيل عن &laqascii117o;تويتر" لاحقًا، كما حجبت صفحتها عن &laqascii117o;فايسبوك".
وسط غياب تام للشاشات التونسيّة، كانت القنوات العربيّة والأجنبيّة تبثّ من مكان الجريمة الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مبنى التلفزيون الوطني. وبثّت &laqascii117o;الجزيرة مباشر"، و &laqascii117o;الجزيرة الإخبارية"، و &laqascii117o;العربية"، و &laqascii117o;سكاي نيوز عربية"، و &laqascii117o;فرانس 24"، و &laqascii117o;بي بي سي"، رسائل مباشرة، إلى جانب عرض لقاءات مع محلّلين متخصّصين بالشأن التونسي.
تجاهل القنوات التونسيّة الخاصّة للحدث، جعلها محطّ انتقادات واسعة من قبل المشاهدين. طالت الانتقادات أيضًا صحيفة &laqascii117o;ليبراسيون" الفرنسيّة إثر نشر مقالة بعنوان: &laqascii117o;انتهت تونس، انتهت السياحة". أمطر القراء كاتبة المقالة برسائل تؤكّد أنّ تونس لم ولن تنتهي، لتعمد الصحيفة إلى تغيير العنوان ليصير: &laqascii117o;كنا نعلم أنهم سيضربون... ولكن".
موضوع آخر أثار سخط التونسيين على مواقع التواصل، ألا وهو صورة السيلفي التي التقطتها النائبة عن حزب &laqascii117o;نداء تونس" ألفة السكري، وتظهر خلفها إحدى سيّارات الأمن المتمركزة في ساحة العمليّة الإرهابيّة. صورة اعتبرها المغرّدون والفسابكة رقصًا على جثث ضحايا الهجوم، واستهزاءً بحالة الهلع التي تشهدها البلاد. ورأى فيها معارضو الحزب الحاكم تعبيرًا عن الوجه الحقيقي لنوابه، الذين &laqascii117o;لم يكن يهمهم سوى الوصول إلى كرسي السلطة ولا شيء غير ذلك"، بحسب تعبيرهم.
مزاج السخط المعبّر عنه على مواقع التواصل، تضاعف مساء أمس، إثر تبنّي تنظيم &laqascii117o;داعش" للعمليّة الإرهابيّة، عبر تسجيل صوتي. أسئلة كثيرة تناقلها التونسيون عبر &laqascii117o;تويتر" تعليقًا على ذلك التطوّر الخطير، أبرزها &laqascii117o;هل باتت تونس رهينة الإرهاب حقًّا؟". موقع &laqascii117o;العربيّة" مرّ على تبنّي &laqascii117o;داعش" للجريمة مرور الكرام، ليركّز على خطاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي &laqascii117o;المصمّم على محاربة الإرهاب"، وعلى المحطّات الدامية التي مرّت بها السياحة في تونس خلال السنوات الماضية. أما قناة &laqascii117o;الجزيرة" فقد ركزت على خلفيات ودوافع الهجوم مؤكّدة على أن ما حصل مجرّد محاولة &laqascii117o;لضرب اقتصاد الدولة".
الصحف العالميّة ركّزت على ضرورة الحثّ على مواصلة السفر إلى تونس، ودعمها سياحيًّا، وكتبت &laqascii117o;نيويورك تايمز" أنّ ما حدث في تونس &laqascii117o;ضربة حقيقيّة للديموقراطية في دولة تعتبر التجربة الأنجح في تجارب الربيع العربي". وخصّصت مجلّة &laqascii117o;لكسبرس" الفرنسيّة صفحة للحديث عن مستقبل قطاع السياحة في البلاد الذي يشكّل 7 في المئة من الدخل الوطني. وكتبت &laqascii117o;ليبراسيون" تقريرًا عن حالة التونسيين المصدومين، ولكن &laqascii117o;غير الراغبين بالاستسلام". وفي صفحتها الاقتصاديّة، كتبت &laqascii117o;لو موند" الفرنسيّة عن تحويل بعض السفن لمسارها، وابتعادها عن الشواطئ التونسيّة، في حين نقلت مجلّة &laqascii117o;لو بوان" عن أحد المحلّلين قوله إنّ البلاد قد تشهد &laqascii117o;اعتداءات جديدة".
بمواجهة التقارير المتشائمة من بعض الصحف الغربيّة، واصل التونسيون التغريد عبر وسم JeSascii117isBardo الذي حصد خلال 24 ساعة، آلاف التغريدات المتضامنة مع تونس وأهلها. وقد أرفق بعض المعلّقين عبر الوسم صورهم الداعمة بعبارة: &laqascii117o;سأزور تونس هذا الصيف".
المصدر: صحيفة السفير