علاء حلبيقبل يومين، نشرت &laqascii117o;العربية" عبر موقعها على الانترنت وحساباتها على موقعي &laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر" صورة تظهر عربات عسكرية محطّمة على طريق رمليّ، وقالت إنها عربات تابعة للحوثيين، دمّرها سلاح الجو السعودي. أثارت الصورة جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد اكتشاف أنّ الصورة قديمة، يعود تاريخها حرب الخليج الثانية. وتبيّن أنّه تمّ التقاط تلك الصورة في العام 1991، من طائرة أميركيّة، لما يعرف بطريق الموت الذي يصل الكويت بالعراق. وتبيّن أنّ الآليات المحطمة هي آليات عراقية، ولا تعود للحوثيين. أثارت الصورة موجة استياء عارمة، بعدما نشرتها القناة عبر حسابها على &laqascii117o;تويتر" مرفقةً بتعليق: &laqascii117o;صور خاصّة العربيّة عن قصف مواقع للحوثيين". وصف القناة الصور بالخاصّة، دفع بالكثير من الناشطين للبحث في مصدرها، خصوصاً أنّ &laqascii117o;العربيّة" تحصل على صور ومعلومات حصريّة، منذ بداية الحرب، ليتبيّن أنّها قديمة.
قناة &laqascii117o;العربية"، المنشغلة بـ &laqascii117o;هشتقة أخبارها" كما أشارت في بيان صدر عنها أمس، قامت بعد ساعات من نشر الصورة بحذفها، إلا أنها ما زالت تظهر على محركات البحث، وذلك من دون أن تقدم اي اعتذار أو توضيح حول ذلك الخطأ الذي يمكن وصفه بالخطيئة.
احتمال أن يكون الخطأ غير مقصود وارد، لكنّه لا شكّ يندرج في موجة التصعيد الإعلامي الكاذب المرافق للحملة الجوية السعودية، خصوصاً أن القناة أفردت كل ساعاتها لتغطية الأخبار بتواتر، وبث &laqascii117o;انتصارات السعودية" في اليمن على مدار الساعة. ذلك ما يعيد إلى الأذهان تغطية القناة ذاتها لأحداث في بلدان عربيّة أخرى منذ خمسة أعوام وحتى الآن، إذ تميّزت بصناعة &laqascii117o;التهويل الإعلامي"، ووقعت في عدد كبير من مطبات التضليل والتلفيق، خصوصا في ما يتعلق بالحدث السوري، الذي تتصدره السعودية أيضاً كلاعب مهم في الحرب المندلعة منذ أكثر من أربعة أعوام.
نشر القناة صورةً لحرب وقعت قبل نحو أربعة عقود، قد يشكل مؤشراً على عدم جدوى الحرب التي تشنها السعودية في اليمن، أو عدم تحقيق أهداف حقيقية أو انتصارات جدية. فما الحاجة من نشر صور كاذبة من حرب أعلنت القناة أنّ السعودية كسبتها منذ انطلاقها؟
السقطة الجديدة للقناة قد تضاف إلى عشرات السقطات السابقة في نقلها للحدث العربي عامة، وهو ما دفع عددا من الناشطين لتغيير شعار القناة &laqascii117o;أن تعرف أكثر"، إلى شعار آخر &laqascii117o;أن تكذب أكثر"، إذ انتشر على نطاق واسع قبل أربعة أعوام وما زال. ولكن يبدو أنّ القناة التي قامت قبل عدّة أشهر بوضع السعودية على حدود سوريا (راجع &laqascii117o;السفير" عدد 16/9/2014، &laqascii117o;البيت الأبيض يراجع خرائط العربيّة؟")، لم تتعلم أن المتابع العربي لم يعد غبياً أمام الانفتاح الإعلامي الكبير، وأنّ وسائل التحقق من المعلومة متوفّرة متاحة للجميع. لكنّ &laqascii117o;العربيّة" باتت تستهل صناعة البروبوغاندا، على الرغم من كونها صناعة تحتاج إلى مقومات عدّة... أم أنّها تظنّ نفسها كسبت معركة الخبر أيضاً، من دون أيّ جهد يذكر؟
المصدر: صحيفة السفير