قضايا وآراء » سلفيّو مصر أعلنوا الجهاد ضدّ برنامج تلفزيوني

مصطفى فتحي
لم ينجُ الباحث الإسلامي إسلام بحيري من سيل الانتقادات، منذ بدأ بتقديم برنامجه &laqascii117o;مع إسلام" على شاشة &laqascii117o;القاهــرة والــناس" في العام 2013. لكنّ الأمر وصل إلى مرحلــة جديــدة قبل أيّام، مع إصدار الأزهر لبيان، يطــالب فيه رســمياً بوقف البرنــامج، محيلاً القضيّة إلى &laqascii117o;الهيئة العامّة للاستثــمار والمناطــق الإعــلاميّة الحرّة". وقال البيان إنّ البرنامج يمثّل &laqascii117o;خطورة لتعــمُّده تشكيك الناس في ما هو معلوم من الدين بالضرورة"، وإنّه &laqascii117o;يحرّض على إثارة الفتنة وتشويه الدين، والمساس بثوابت الأمّة والأوطان، وتعريض فكر شباب الأمّة للتضليل".
رقعة الهجوم على البرنامج اتّسعت، مع إعلان الفريق القانوني لـ &laqascii117o;حزب النور" السلفي عن تقدّمه بحزمة بلاغات ضدّ مقدمه والقناة التي تعرضه، بسبب &laqascii117o;تشويه صورة الحزب وثوابت الدين". ودعا نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر ياسر برهامي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر &laqascii117o;للغضب لدين الله ووقف البرنامج"، على وقع موجة تهديدات بالقتل طالت البحيري على مواقع التواصل.
تطرح قناة &laqascii117o;القاهرة والناس" برنامج &laqascii117o;مع إسلام" كوسيلة لنشر &laqascii117o;الإسلام الوسطي"، مستندةً إلى تجربة مقدّمه الحاصل على ماجستير في الدراسات الإسلاميّة، من جامعة ويلز البريطانيّة، حول موضوع &laqascii117o;التعامل مع التراث". ويقدّم البحيري، وهو رئيس &laqascii117o;مركز الدراسات الإسلامية" في موقع وصحيفة &laqascii117o;اليوم السابع"، نظرة أخرى للتراث الإسلامي المنقول، ويناقشه بعيداً عن المسلمات الموروثة، محقّقاً نسبة مشاهدة عالية. تزايد تأثير البحيري على الشباب مؤخراً، مع اتساع مشاركة مقتطفات من برنامجه على منصّات التواصل. ذلك ما يستفزّ بعض الإسلاميين على ما يبدو، خصوصاً أتباع الشيخين ياسر برهامي ومحمد حسنين يعقوب وغيرهما من رموز السلفيّة.
بعد بيان الأزهر، والدعوات السلفيّة لوقف البرنامج، تفرّغ عدد من المستخدمين الإسلاميين للتحريض على مقدّمه، من خلال وسم بعنوان &laqascii117o;الحفلة على إسلام البحيري". وغرّد المشاركون في الوسم بعض التهديدات المباشرة للمذيع والقناة. وكتب أحد المعلّقين &laqascii117o;يجب قتله"، وبشّر آخر بأنّ &laqascii117o;نهاية البحيري قريبة على يد الشباب المسلم"، في حين طالبت مستخدمة بأن &laqascii117o;يقام عليه الحد، أو بأن يتمّ حرقه". وتبادل بعض الإسلاميين على &laqascii117o;فايسبوك" منشوراً يقول إنّ البحيري أميركي أرسل إلى مصر بمساعدة رجل الأعمال نجيب ساويرس، وانتحل شخصية مواطن مصري، وظهر في الإعلام بهدف محاربة الإسلام والمسلمين.
ويقول الداعية الإسلامي محمد الأباصيري لـ &laqascii117o;السفير" إنّ &laqascii117o;البحيري لا يفعل سوى ترداد ما تمّ تلقينه إيّاه من شبهات المستشرقين، كما أنّه يتعمّد قلّة الأدب للفت الانتباه، ويتعمّد بتر النصوص وتحريفها لتعطي المعنى الذي يريد على خلاف الحقيقة (...)، أمّا السلفيون الذين يهاجمونه، فهم في أغلبهم يمثلون الوجه الآخر لتطرف البحيري، كما أنّهم لا يختلفون عنه في الجهل والطيش". ويضيف: &laqascii117o;أنا ضد وقف البرنامج لأنّ الحجة لا تقاوم إلا بالحجة، والفكر لا يدفع إلا بمثله. كما أنّ منعه سيجعل من البحيري بطلاً أو شهيداً، وهو أقلّ من ذلك بكثير".
المتضامنون من جهتهم، غرّدوا عبر وسم &laqascii117o;متضامن مع إسلام البحيري"، معلنين رفضهم لمطالبة الأزهر والإسلاميين بوقف البرنامج. وكتب أحدهم: &laqascii117o;إسلام البحيري طوق الإنقاذ للإسلام من الفناء الذي ينتظره، لو لم يتمّ تنقيحه بثورة علميّة ليناسب العصر".
ردّ إسلام البحيري لم يتأخّر، إذ عدّ موقف مهاجميه دليلاً على فشلهم في الردّ على ما يناقشه في البرنامج، واصفاً رغبة الأزهر في وقف عرضه بأنّها عودة إلى عصور محاكم التفتيش. من جهتها قالت إدارة &laqascii117o;القاهرة والناس" لـ &laqascii117o;السفير" إنّها مستمرة في عرض البرنامج، &laqascii117o;لأنّ حرية التعبير حق أصيل لن تفرط به القناة".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد