آمال خليل
&laqascii117o;عميد حمود والله ما رح يجي لو شو ما عملتوا". هكذا، ومن وراء قضبان المحكمة العسكرية أمس، جزم الموقوف سعد المصري بأعلى صوته لهيئتها برئاسة العميد خليل إبراهيم. استفز قائد محور ستاركو بسبب تأجيل إبراهيم مجدداً جلسة الاستماع للإفادات في ملف الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة إلى 13 أيار المقبل، وتكراره استدعاء الشاهدين حمود وأيمن الأبرش اللذين كان من المفترض مثولهما أمس كشاهدين للمرة الأولى، لكنهما تغيبا. اعتراض زياد صالح &laqascii117o;علوكي" من وراء القضبان، لم يكن أقل. علوكي والمصري يعرفان العقيد المتقاعد أكثر من سواهما مذ كان كادراً في صفوف تيار المستقبل حتى أصبح ممول قادة المحاور بالمال والسلاح، وغدا &laqascii117o;أسد الثورة السورية". المصري حمّل الجميع مسؤولية أمنه. &laqascii117o;عم توصلني تهديدات أنا وبالسجن.
عميد حمود بعتلي خبر أني لن أخرج من السجن" قال. الصخب الجماعي الذي أثاره حمود بين الموقوفين ووكلاء الدفاع، أدى إلى الطلب من النيابة العامة العسكرية إحالة الملف إليها مجدداً. مصادر قضائية رجحت أن يؤدي ذلك إلى الادعاء على حمود. علماً بأن ممثل النيابة القاضي هاني الحجار لفت إلى أن حمود &laqascii117o;لم يجرِ الادعاء عليه حتى الآن. ومن لديه معلومات عنه يعطينا إياها". في وقت أكدت مصادر مواكبة أن حمود غادر البلاد.
في مثوله الثالث أمام المحكمة، أكد علوكي أن حمود &laqascii117o;هو من كان يمولنا بالسلاح". بعد انتهاء المعارك والتوصل إلى الخطة الأمنية &laqascii117o;لم نخبئ السلاح في المنية، بل أعدناه إلى صاحبه، حمود". هذا السلاح أرسله حمود عبر مساعده الأبرش &laqascii117o;بعد تفجير المسجدين. أعطانا غرينوف وذخيرة". لاحقاً، اصطحب الأبرش، لمرتين، ملثمين يلبسون كوفيات &laqascii117o;أطلقوا قذائف من محور سوق القمح باتجاه الجبل بأمر من الحج (حمود)". اقتصر سلاح علوكي على كلاشنيكوف وغرينوف. أما &laqascii117o;الهواوين (مجموع هاون) التي ضربت على الجبل، فكانت بحوزة مجموعة حمود". وعند التوصل للخطة الأمنية، تلقى علوكي من حمود اتصالاً يخبره فيه بأن الأبرش سيأتي ليجمع الأسلحة قبل أن يلتزم بيتاً في المنية بإشراف هيئة العلماء المسلمين لمدة أسبوع ثم يسلم نفسه. بانفعال، نفى علوكي أن يكون قد أطلق رصاصة على الجيش. &laqascii117o;احكمني إعدام بجبل محسن لا مشكلة عندي، إنما الجيش خط أحمر". تبرّأ من تأييده للمطلوب أحمد الأسير ومن التظاهرة التي قادها في طرابلس بالتزامن مع معركة عبرا في 23 حزيران 2013. &laqascii117o;هل تؤيد الأسير؟ اعوذ بالله". إبراهيم واجه علوكي باعترافات شقيقه يحيى والموقوف مصطفى الحموي التي نفاها (إعطاء أوامر برمي القنابل وإطلاق النار على الجيش...)، رابطاً ما أدليا به &laqascii117o;بالقتل (الضرب) عند المخابرات الذي بيجيب أمك وبيك". تبنى سلاح الكلاشنيكوف وغرينوف واختراع &laqascii117o;العلوكية"، القنبلة اليدوية التي صنعها من الديناميت وكانت تؤرق ليالي طرابلس. يثير أسلوب علوكي الضحك بين الحضور. ينسى المتفرج أنه أحد المتسببين بمقتل الأبرياء وتهديد السلم الأهلي. بالنسبة إليه، هو كسائر أهل التبانة، ضحية الحزب العربي الديموقراطي. في عام 1985، قتل عمه في &laqascii117o;مجزرة على يد عناصر الحزب". تناسى أهل الدم الجرح حتى أحداث السابع من أيار عام 2008. &laqascii117o;لم أشارك في الاشتباكات حتى عام 2010. كنت من بيتي إلى عملي ونرجيلتي. إنما بعد وفاة الناشط في تيار المستقبل خالد الكيلاني، توافق أهل حارة المنكوبين على أن أحل مكانه في تسهيل خدمات الناس الصحية والاجتماعية".
في القفص، لم يهدأ المصري. يتهامس مع عناصره السابقين. أرخى لحيته. زميله في القضية محمود الحلاق يبدي استغرابه أمام إبراهيم: &laqascii117o;كل العالم حملت السلاح في التبانة، لكن نحنا هنا فقط 40 موقوفاً. لا أعرف لماذا؟".
موقوفو جبل محسن أبدوا العتب ذاته. حيدر متوار متهم بإطلاق النار على التبانة. وكيله القانوني يشير إلى أنه أمضى مدة في دير الصليب ويعاني أمراضا عصبية. محمد زعيتر وحسين ديب كانا يحرسان فيلا رفعت عيد. يقبضان 500 ألف ليرة شهرياً. هل أطلقتما النار على التبانة؟ يجيب زعيتر: &laqascii117o;الفيلا بعيدة عن المحاور، بأمان ولا يصلها الرصاص". النيابة دانتهما على غرار إدانتها لعيد المتواري، بالأشغال الشاقة المؤبدة. تساءل وكيلهما القانوني عن سبب التركيز على العناصر. &laqascii117o;أين الممول والزعيم؟ ينزل في فندق خمس نجوم؟".
حسام الدايخ متورط بإطلاق النار على الجبل من خارج السياق. يلفت وكيله إلى أنه شيعي من جويا الجنوبية، يقيم في طرابلس منذ سنوات. &laqascii117o;استخدمه قادة المحاور كأداة فتنة ضد العلويين".
ختام جلسات أمس، كانت مع الظهور الأول لعمر الميقاتي. كان يحاكم غيابياً في أحداث التبانة ــــ الجبل قبل توقيفه أواخر آذار الماضي مع بلال الميقاتي. حضور مندوبة الأحداث كان شرطاً لتسير الجلسة. فأبو هريرة المتهم بذبح الجندي علي السيد، كان قاصراً عندما ارتكب جرم إطلاق النار على العسكريين وقتل الشيخ سعد الدين غية. كمراهق تلميذ، وقف حانياً رأسه في الصفوف الخلفية بين المتهمين في القضية. خلال الجلسة، وافق على اقتراح إبراهيم تكليف محام للدفاع عنه. &laqascii117o;متل ما بدك" قال بصوت خافت. قبالته وقف والده أحمد سليم الميقاتي، الذي أوقف في عاصون في تشرين الأول الفائت. أرخى الوالد لحيته التي كساها الشيب. لم ينبس بكلمة طوال فترة وجوده داخل القاعة. من بين المتهمين في القضية ذاتها، رفعت عيد. من داخل القفص، تساءل علوكي:"لشو جايبينا؟ ما هذا الملف؟". فقد خضع أمس للاستجواب في ثلاثة ملفات، فاختلط عليه الأمر. لم تُعقد الجلسة، بسبب عدم اكتمال عناصرها، وأرجئت إلى 20 أيار المقبل.
المصدر: صحيفة الأخبار