قضايا وآراء » إحذروا أجهزة معلوماتية تفتقد إلى التربية التثقيفية!

روزيت فاضل
عندما أثار عضو الأكاديمية الفرنسية للعلوم بيار لينا في قاعة بيار أبو خاطر في مقر العلوم الإجتماعية في جامعة القديس يوسف الأخطار السلبية لأشرطة الفيديو على الأولاد، طلب أحد الحضور الكلام قائلاً :'تُعرض على رفوف السوبرماركات أقراص فيديو رقمية لأولادنا بأسعار متدنية جداً، ويلفت إنتباهك ملصق ينوّه بمضمونه الذي يعد بأن يؤهّل ولدك نحو النبوغ.' فابتسم لينا مجيباً: 'إحذروا منها لأن لها أبعاداً تسويقية، وتفتقر إلى أي نهج تربوي تثقيفي للولد. عليكم تفادي هذه المقاربة الإعلانية لعروض مضلّلة تهدف إلى تسويق منتج غير مفيد للولد'.
كلام لينا جاء خلال إلقائه محاضرة له في مؤتمر عن 'الجيل الناشىء والعالم الرقمي' رعته كل من الأكاديميتين للعلوم في فرنسا ولبنان ونظمته جمعية 'فرنكوفونيا لبنان' بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في لبنان ووكالة التعليم الفرنسي في الخارج وكلية العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف.
بداية، أعلن لينا أن بعض توصيات الأكاديمية تشجع كثيراً المؤسسات التربوية على إطلاق نظم المعلوماتية وتقنياتها كعلم بحد ذاته، من الصفوف الإبتدائية إلى الثانوية وفقاً لمنهج يراعي أعمار التلامذة. ولفت إلى أن إحدى التوصيات لحظت ضرورة انخراط الأسرة التربوية بكل أطيافها وتدريب كواردها الإدارية والتعلمية على هذه النظم.
وتوقف لينا عند الدراسات العلمية التي أكّدت أن أدمغة الجيل الناشئ اليوم مؤهلة لدخول العالم الرقمي أكثر من أدمغة جيلنا. وتوقف عند الدماغ 'هذا المكوّن الذي يحمل إحساس اللذة وهو الهرمون الذي يزداد كثيراً، عندما يتحضّر ولد من جيل اليوم للعب بأيّ جهاز معلوماتي.' وبرأيه، يفرز الدماغ خلال اللعب إحساساً باللذة يتزايد تدريجياً، وشبهه هذا الشعور الذي يفرحنا عند تناولنا السكاكر أو الشوكولا.'
ولفت لينا إلى أن الدراسات العلمية الحديثة أشارت إلى أن على أهل الأولاد من الثانية إلى السادسة تشجيعهم على الرسم أو تكثيف تفاعلهم وذويهم مع برامج تربوية خاصّة متوافرة في أقراص رقمية. ودعا إلى تفادي جلوسهم أمام شاشة التلفزيون لأنه يكون في حينها مجرد متلقٍّ للمعلومات وهذا لا يعزّز لديه مهارات التفاعل.
وخصّ قسماً من محاضرته للفئة العمرية من الأولاد ما بين الـ6 و 12 ربيعاً والتي تترافق مع تغيير ملحوظ في بنية الولد وميله إلى اكتشاف شغفه للعالم الرقمي الواسع. ولفت إلى أن هذه المرحلة ملائمة لرصد الصعوبات التعلمية لذوي الحاجات الخاصة والتي تفرض مقاربة تربوية تتلاءم مع حاجاتها.
لكنه أشار إلى أن إدمان هؤلاء الأولاد على أجهزة المعلوماتية على اختلافها قد يؤثر على النوم عند بعضهم ويزيد من ضعف النظر عند بعضهم الآخر. وقال: 'لقد اثبتت الدراسات العلمية التربوية في فرنسا أن الفئة العمرية من الجيل الناشىء اليوم، أي من 12 إلى 18 ربيعاً أو حتى ما قبلها، المدمنة على الكومبيوتر بمكوناتها كلها تعاني بنسبة 30 في المئة من ضعف النظر أكثر من الفئة العمرية عينها من أبناء جيلنا. وشدّد على أن الذاكرة كانت تعمل في الماضي بضغط اكثر مما هي عليه اليوم لأن الكومبيوتر قد يصحّح الكلمات ويصحح قواعد النصّ من خلال برنامج معدّ لذلك من دون جهد من مستخدم نظم المعلوماتية على اختلافها.'
المصدر: صحيفة النهار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد