كادت أن تبلغ الحال بين المحطات التلفزيونية الثماني و'تجمّع أصحاب شركات الكايبل في لبنان' الطريق المسدودة لِما أظهره الفريقان من عناد. ثم، بسحر ساحر، عادت المياه الى مجاريها كأنّ صراع المصالح لم يطرق لهما باباً.
تختلف نبرة كلام الطرفين ما بين زمن 'الحرب' وزمن 'الهدنة' السارية المفعول اليوم. نلمس هدوءاً يُخشى أنّه هدوء ما قبل العاصفة. فجأة، وبعدما بالغ كل طرف في التمسّك بمطالبه و'حقوقه'، حدّ أنّ بثَّي 'أل بي سي آي' و'الجديد' حُجِبا، وبرز استعدادٌ لمزيد من 'رفع السقف'، استفاق الجميع على حال حبّ، ولم يعد مطلوباً من أحد أن ينتظر الآخر على المفرق. عاد بثّ المحطتَيْن المحجوبتَيْن وجلس الطرفان يتحاوران، فماذا حصل؟ دُعيَت المحطات و'تجمّع أصحاب الكايبل في لبنان' الثلثاء الى اجتماع 'هو الأول'، يقول رئيس 'التجمّع' محمد خالد بنبرة هادئة هذه المرة. يبدو ملتزماً ما تولّده الحوارات من مناخ إيجابي. يتكلّم على خمسة بنود اتُفِق عليها لضبط الوضع. يفضّل تسمية الاتفاق 'مذكرة تفاهم'، ويشرح أنها مجموعة بنود جرى التوافق عليها أخيراً، هذا نصّها: 'أولاً: تجميد الدعاوى والملاحقات القانونية كافة، وإنهاء الحملات الإعلانية ووقف التصريحات. ثانياً: إعادة بثّ كامل القنوات التلفزيونية فوراً. ثالثاً: تأكيد العمل لإيجاد حلول عادلة للفريقين بحيث لا يكون الحلّ على حساب أيّ منهما. رابعاً: تحديد جدول زمني مدّته أربعة أسابيع يتم خلالها تحديد بنود الاتفاق النهائي من النواحي الفنية والمالية والتجارية. خامساً: التعاون ما بين الأفرقاء وفق مبدأ حُسن النية'. وحَمَل الاتفاق توقيعَيْ وكيل المحطات المحامي وسيم منصوري وخالد عن الجهتين اللتين يمثّلان.
وموعد الاجتماع المقبل؟ يفضّل خالد إبقاءه طيّ الكتمان. يُنتظر فيه أن يقدّم كلّ طرف تصوّره لحلٍّ متكامل، بعد اجتماع أول 'عَرَض بعض الأفكار'. يبدو أن الطرفين يُذعنان لهدنة لا تناسبهما المجاهرة بها. لا يهمّ، طالما أنّ الحلّ ليس جيب المُشاهد.
المصدر: صحيفة النهار