نينار الخطيب
على الرغم من انتهاء &laqascii117o;موضة" التحقيقات الصحافيّة حول &laqascii117o;طرق الجهاد"، وانتشار صيحة &laqascii117o;خطط الجهاديين ومستقبلهم"، يأتي التحقيق الاستقصائي الذي أعده الصحافي التونسي إيزار منصري ليؤكد من جديد أن &laqascii117o;كل طرق الجهاد في سوريا ما زالت مفتوحة"، وأنّ تركيا ما زالت توفر الطرق الأسهل لعبورهم.
يحمل التحقيق عنوان &laqascii117o;الطريق إلى الجهاد: تونس سوريا" (13 د.)، وعرض على قناة &laqascii117o;الحوار التونسي" الأسبوع الماضي، وأنجزه منصري مطلع شهر أيار الماضي. يكشف التقرير أنّ كلّ السبل ممهدة أمام التونسيين للوصول إلى سوريا.
يبدأ التحقيق من الأراضي التونسية ويحط بطائرة في تركيا، يتجول بين عدة مدن، ويلتقي معده شخصيات تساهم في تسهيل تحركات الجهاديين، وبينهم أعضاء في &laqascii117o;شبكات خاصة بتسهيل عبور المقاتلين" إلى الأراضي السورية.
&laqascii117o;مقابل 15 دولاراً فقط يستطيع أن يصل أي شخص إلى الحدود السورية"، جملة عابرة خلال التحقيق تكشف بدورها مدى سهولة وصول المقاتلين. وبالرغم من تركيز التحقيق على الجهاديين التونسيين الذين يشير إلى أن عددهم في سوريا يتجاوز 3 آلاف، إلا أنّه يتطرق أيضاً إلى جميع السبل الممكنة للمقاتلين من مختلف الجنسيات، ابتداء من لحظة وصولهم إلى الأراضي التركية، وانتهاء بوصولهم إلى الحدود السوريّة.
أحد السوريين الذين يلتقيهم معد التقرير يقول خلال حديثه: &laqascii117o;أبو عبد الرحمن التونسي قدم في البداية من ايطاليا، التحق بالجيش الحر، ومنه إلى جبهة النصرة، فأحرار الشام ومن ثم داعش". وذلك ما يؤكد عليه أيضاً نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة في المنفى نادر عثمان الذي يوضح أيضاً أنَّ &laqascii117o;من جاء في البداية جاء لنصرة الشعب السوري"، قبل أن ينقلب المشهد.
رغم اقتصار التحقيق على وجهة نظر المعارضة السورية، إلا أنَّها تبنّت فحوى الخطاب الرسمي السوري، لناحية أنّ طريق المقاتلين ممهّدة إلى سوريا عبر تركيا، وأنّ شبكات نقل &laqascii117o;الجهاديين" تعمل بشكل مستمر، وأنّ المعارضة هي المسبب الرئيسي في نمو هذه الظاهرة.
وفي وقت يتجول فيه الصحافي التونسي في الأراضي التركية، ويبحث عن طرق دخول سوريا، يغيب عن البحث عن دور السلطات التركيّة في عمليّات نقل الجهاديين. يكيل التقرير الاتهامات للحكومة التونسية السابقة (حكومة حزب النهضة) المرتبطة بجماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" الذين سعوا لإرسال الجهاديين إلى سوريا &laqascii117o;لتنظيف تونس"، وفق تعبير صحافي سوري يظهر في التحقيق، في حين تنتمي الحكومة التركية لذات التوجّه (العدالة والتنمية)، كما أنّها كانت الراعية الرسميّة لحكم &laqascii117o;الإخوان"، وذلك ما يغفله التحقيق.
معد التحقيق الذي قال في حوار عقب عرض تحقيقه على القناة التونسية أن مدة إعداد تحقيقه استمرت فقط 10 أيام، أوضح خلال تحقيقه أنه تعرض للتهديد من قبل بعض شبكات إرسال الجهاديين على الأرض التركية.
لا جديد في التحقيق التونسي سوى كونه يقدم وثائق جديدة عن خلفيات شبكات &laqascii117o;جهاديي سوريا" وارتباطاتهم، كذلك يقدم شهادات جديدة حول التسهيلات التركية، وطرق العبور المجانية &laqascii117o;للباحثين عن حور العين على الأرض السورية".
المصدر: صحيفة السفير