قضايا وآراء » من يحمي الرأي العام من إعلام المستقبل؟

فاطمة شقير
بينما يغرق البلد وأهله في أزمة فاحت رائحتها وطالت الجميع من دون استثناء، قررت قناة &laqascii117o;المستقبل" أن تغرد &laqascii117o;خارج السرب" وسلوك درب الفتنة. خلال تغطية تداعيات &laqascii117o;أزمة النفايات" أمس، طالعتنا القناة الزرقاء بالخبر العاجل و&laqascii117o;الخاص" جداً التالي: &laqascii117o;المجموعة التي اعتدت على الوزير درباس تابعة لسرايا المقاومة وهي نفسها قصدت منزل الرئيس السنيورة وأطلقت الشتائم".
كان ذلك بالإشارة إلى نشطاء &laqascii117o;ريحتكم طلعت" الذين يقيمون اعتصامات واحتجاجات منذ يوم السبت منددين بوضع &laqascii117o;الزبالة" وتراخي الحكومة في التعاطي معه. وقد أتى خبر &laqascii117o;المستقبل" الفذ هذا تعليقاً على ما حدث في ساحة الشهداء أمس حيث حاولت سيارة &laqascii117o;مفيّمة"، تابعة لوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، المرور، إلا أن المتظاهرين كانوا لها بالمرصاد، ورشقوها بما توافر من نفايات.
هو ليس الخبر الأول المغلوط الذي تورده القناة. هي لطالما كررت أسماء لشهداء حزب الله في سوريا في سبيل &laqascii117o;أكبر تعداد ممكن" للضحايا. كذلك، فإنها لم تتوان عن استرجاع أسماء شهداء حرب تموز والعمليات الجهادية قبل التحرير، لتوردها تحت خانة الضحايا في سوريا، خدمة للهدف المنشود نفسه. ذلك فضلاً عن افتراءات وتلفيقات أمنية &laqascii117o;تُلبسها" للضاحية الجنوبية عموماً، وحزب الله تحديداً.
لكن المشكلة في خبر أمس تكمن في &laqascii117o;المبالغة". أهكذا تكون الأمانة المهنية؟ ألهذا الحد يفتك &laqascii117o;الثأر" السياسي بعقلانية النقل؟
تحول هذا الخبر إلى &laqascii117o;سخرية" الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي. الجميع يعني الجميع. حتى أن بعض المؤيدين لـ &laqascii117o;المستقبل" علق بالقول: &laqascii117o;لو ما بعرفه لطارق (طارق الملاح الذي اعتقله فرع المعلومات إثر إدعاء درباس عليه) كنت صدقت!".
هكذا إذاً، لولا أننا لا نعرف جيداً الشباب المنظم والمعتصم، لكنا صدقنا الخبر. على هذا، فكم من خبر نشرته &laqascii117o;المستقبل" على شاكلة &laqascii117o;خبر السرايا"؟ كم من خبر صدقه جمهورها فقط لعدم علمه بتفاصيله؟ وكم من فتنة أثيرت بسبب &laqascii117o;الأخبار الصفراء" التي تصدر عن المؤسسة الزرقاء؟
وقعت قناة &laqascii117o;المستقبل" في فخ أخبارها أمس. انتقادات لاذعة وجهت لها. لكن المشكلة الحقيقية ما زالت قائمة عند &laqascii117o;الفئة" التي تتهاوى مع تلك الأخبار، وتتفاعل معها. لنسأل هنا وبجد مطلق: من يحمي الرأي العام من إعلام &laqascii117o;المستقبل"؟
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد