قضايا وآراء » ملخص صفحات القضايا والرأي لهذا اليوم السبت 15 كانون الاول 2007

ملخص صفحات القضايا والرأي لهذا اليوم السبت 15 كانون الاول 2007
صحيفة السفير/وسام سعادة
المدنيون والعسكريون وأهل الجنة

الاغتيال الأخير ليس كغيره من أعمال الاغتيال. انه تحوّل نوعي في السلسلة. هو يستهدف فرط المعادلة الذهبية القائمة ضمن المؤسسة العسكرية والتي أمكن لهذه المؤسسة، استناداً لها، أن تحفظ البلاد في سنوات الأزمة الهيكلية والكيانية الثلاث الماضية، فلجمت حظوظ التناحر قياساً على تمادي أجواء التوتير والتعطيل والانشقاق، أو قياساً على الاشتباك الأمني المحصّل بالمداورة والابهام والالتباس. تعني المعادلة الذهبية أن المؤسسة العسكرية قد &laqascii117o;ترعى" في اطارها أثراً يأتيها من جهة &laqascii117o;الشرق" وأثراً يأتيها من جهة الغرب، من دون أن تكون مضطرة للأخذ بأثر واحد دون آخر بشكل كلي ومطبق ولا رجعة فيه. تبرز الحاجة لاغناء المعادلة الذهبية وتحصينها. لا مناص من أن تتقيّد المؤسسة العسكرية بعقيدة قتالية ودفاعية تعي الخطر الاستراتيجي الذي تمثّله دولة اسرائيل على الكيان اللبناني.إن مبدأ حصرية تحكّم الدولة بمنظومة العنف الشرعي المنظّم، وثنائية توزّع المواطنين بين &laqascii117o;مدنيين" و&laqascii117o;عسكريين"، دون احتمال وجود طرف ثالث في هذه الشراكة. لأنه لو سلّمنا بطرف ثالث لا هو مدني ولا هو عسكري، فاما سنختاره من جمهرة المدنيين الذين يمتشقون السلاح، ويسمّون لأجل ذلك، اصطلاحاً، بـ&laqascii117o;الميليشاويين"، واما سيأتينا من جمهرة من يفترض بهم خدمة الأمن بثياب الأمن، لكنهم بدلاً من ذلك يرتدون ثياباً مدنية، وهؤلاء هم &laqascii117o;الأشباح" المنسلين من تراثنا المليء بالعيون وبالعسس، من الوشاة وكتاب التقارير، وينضم اليهم كذا أفّاق ولقيط. ما يحدث اليوم، بعد تمادي تعطيل عملية الاتيان بالعماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وبعد اغتيال العميد فرنسوا الحاج، هو أنه قد فرض على اللبنانيين الفصل الأكثر احتداماً في الأزمة: فاما المضي باتجاه يمهّد لشراكة المدنيين والعسكريين، واما تضخّم وانتشاء معادلة الميليشاويين والأشباح. الصراع الدائر فوق أرض لبنان اليوم هو اذاً صراع بين منظومتين مختلفتين، واحدة تقسّم السكّان بين مدنيين وعسكريين، فينهض على أساس هذا التقسيم امكان المواطنية، وواحدة تقسّم السكّان استناداً الى عناوينهم في الدار الآخرة، بحيث تصير &laqascii117o;الديموقراطية التوافقية" في عرفها ديموقراطية بين أهل الجنّة وبين أهل النار، وبالتالي شكلاً من أشكال صراع أهل الجنّة ضد أهل النار.

صحيفة السفير/صقر ابو فخر:
عزمي بشارة: الدولة الريعية والديموقراطية المعاقة,هـل يحتـاج العالـم العـربـي إلـى طاعـون وزلــزال؟

الديموقراطية، في الأساس، نظام سياسي وثقافة وسلوك اجتماعي وقوانين ومؤسسات معاً. ومع أن الديموقراطية باتت غاية لجوجة في المجتمعات العربية كلها، وصارت لدى الكثيرين من المثقفين العرب مفتاحا سحريا، إلا أنها لم تجد، حتى الآن، تأسيسا نظريا لها. وكتاب عزمي بشارة: &laqascii117o;في المسألة العربية"([) هو، حقا، تأسيس نظري وجدال فكري وبيان سياسي في آن. يلاحظ عزمي بشارة في كتابه هذا ان من غير الممكن &laqascii117o;تأسيس او إنشاء نظام ديموقراطي في مرحلتنا التاريخية المعاصرة من دون ديموقراطيين"وتبدو هذه الفكرة، للوهلة الأولى، بدهية,غير أن إنعام النظر في هذه &laqascii117o;البدهية" ربما يؤدي بنا إلى دروب أخرى مغايرة قليلاً. يعالج عزمي بشارة في هذا الكتاب &laqascii117o;الاستثنائية العربية بشأن الديموقراطية"، وهو يعتقد أن لا استثنائية اسلامية بشأن الديموقراطية، بينما هناك استثنائية عربية. أما لماذا هذه الاستثنائية العربية، فإن عزمي بشارة يقول: لأن القضية العربية، كقضية قومية، لم تُحل, يفرّق الكاتب بين عملية تأسيس الديموقراطية وعملية إعادة انتاجها، ويرى ان من غير الممكن، في عملية التأسيس، تجاهل النموذج القائم، لأن &laqascii117o;لا حاجة الى أن يعيد الانسان العربي اختراع الدولاب في كل مرة من جديد"ويرى، في هذا السياق، ان &laqascii117o;في الإمكان إعادة انتاج الديموقراطية من دون ديموقراطيين، لأن الديموقراطية في مرحلة إعادة إنتاج ذاتها هي التي تصمد وتتطور بغض النظر عن قيم الشخوص التي تدير دفة الحكممهما يكن الأمر، فإن معوّقات الديموقراطية، بحسب عزمي بشارة، أربعة هي: الدولة الريعية، والعشائرية، والثقافة السياسية، وترييف المدينة... إن دافع الضرائب هو الذي يموّل الجزء الأكبر من دخل الدولة في المجتمعات الديموقراطية التاريخية، وهذا الأمر هو أحد أركان المجتمع المدني الحديث. يعتقد عزمي بشارة أن الدين، والإسلام بالتحديد، ليس عائقاً أمام الديموقراطية. وعلى الأرجح أن هذه الفكرة صحيحة. لكن الإسلاميين في بلادنا طالما رفضوا الديموقراطية، لأنها تقول بـ &laqascii117o;حكم الشعب" وبـ &laqascii117o;الدستور"، بينما يعتقدون هم بـ&laqascii117o;حكم الله" وحده وبسلطان &laqascii117o;الشريعة". وأنصار السُنّة في العراق يرفضون الديموقراطية، لأنها &laqascii117o;تؤله البشر". ويرى أسامة بن لادن أن &laqascii117o;الديموقراطية ردة وقحة". وزميله أبو مصعب الزرقاوي يعتقد أن &laqascii117o;الديموقراطية مبدأ شيطاني وهي مجرد هرطقة (...) لأنها تستبدل حكم الله بحكم الشعب"

صحيفة الأخبار/نسيم ضاهر
رؤية رئاسية:قراءة في المنهل:

تستقي الرؤية الرئاسية من خزين التجربة الديموقراطية المتناسلة صيغاً ونظماً، وتنهل عفويّاً من خلاصات على تقاطع مدارس التاريخ والعلوم الإنسانية. ولئن أضاءت الدراسات الحديثة على جوانب النشاط البشري من زوايا مختلفة، وتفاوتت في تعريف العناصر الأساسية والمسبّبات الكامنة وراء السلوكيات وترتّبهم، إلّا أنها آثرت جميعها عدم الحسم القاطع في ميدان مادّته حيّة متغيّرة تتداخل فيه النوازع، ويعمل اللاوعي في تبدّل توجهاته. تُدرَك بداهة اختلاف النُّظم السياسية تبعاً لمحمول التاريخ وطبيعة البيئة المجتمعية المُنبثقة من مساره. فوفق مصنّف برتراند بادي وبيار بارنباوم لأنماطها، ثمَّة تدرّج في الأنساق قياساً باجتماع الدولة والمركز (فرنسا)، أو حيازة دولة دون مركز (إيطاليا)، أو طغيان المركز على واقع الدولة (بريطانيا والولايات المتحدة)، أو أخيراً انتفاء المركز ومفهوم الدولة الكاملة على غرار سويسرا. ينتمي لبنان إلى الفئة الأخيرة حكماً، مع كامل إفرازاتها وميزان نصابها ومعيار تماسكها. وعليه، يفرض المعطى إشكالية لا مناص من الاعتراف بها ودراية أعراضها ونقاط الضعف النابعة من أحشاء الصِّيغَة التي تجسّدها. فلا مسلّمات أو أحكام مسبقة تشفي من مزالق الأزمات، ولا من وصفات جاهزة تغني عن الإرادة الواعية في ضوء المتغيّرات. إلا أن للدولة، كل دولة، على سبيل الحصرية والتخصيص، احتكار العنف الشرعي (أي قوّة السلاح بموجب القانون وامتياز القضاء وإنزال الأحكام) والإيرادات، على مثال التكليف الضريبي والرسوم وإصدار العملات والريوع والأملاك العمومية، مقابل الإيفاء بحاجات الجهاز الإداري والعسكري وإنفاق العائدات. تولي الرؤية الرئاسية مسألة الوطنية حيّز اهتمامها بلا تنميق أو تزيين خطابي واعظ، ولا تجد تناقضاً بين الالتزام الوطني والانتماء القومي. بل إنّها تتجاوز، ضمناً في السياق وصراحة في بعض المندرجات، الطرح الخلافي الجامد، تماماً كما تجسِّر بين الوطن والأمّة في مقاربة تصالحية, وفيما يعود للحال اللبنانية، تترجم هذه الأطروحات في مكاشفة صريحة تشرح الواقع البُنيوي وتتفهّم أنّ المنظومات الفكرية والعقدية، بمحمولاتها الواعية والمؤسطرة ضميريّاً، تترك بصماتها على البيئات وما تفرزه من نهج سياسي وأداء، فيما تسجّل صعوبة في الانصهار الوطني، وانشطار في المرجعية وتعدّد الولاءات. في الداخل، ناهضت العصبيّات والطائفية المسعى الجمهوري، وعاقت تحرير الفرد وتمتّعه بالشخصية المعنوية الكاملة. إنّ المطلوب قراءةٌ من طينة تستوعب حجم المعوِّقات وتثابر على قناعة بقدرة الديموقراطية اللبنانية على تذليل الصعوبات.

صحيفة الأخبار/وهيب معلوف
&laqascii117o;النموذج الأميركي" وعلامات انحدار الإمبراطوريّة:

فكرة أميركا في كونها مثالاً بالنسبة إلى باقي العام تذهب بعيداً في الماضي. في عام 1630 رأى الطهراني جون وينثروب أن مستوطنات المهاجرين الأوروبيّين الأوائل في &laqascii117o;نيو إنغلاند" هي بمثابة &laqascii117o;مدينة على جبل"، فيما &laqascii117o;عيون جميع العالم علينا". الفكرة ذاتها سوف تتكرّر عبر مسار تاريخي، ولو بدرجات متفاوتة: نجد تعبيراً لها، مثلاً، في اعتقاد توماس جيفرسون بأنّ النظام الأميركي سوف ينتشر في كلّ مكان لأنّه يمثّل تجسيداً للعقلانية الكونية. بينجامين فرانكلين بدوره رأى أنّ قضية أميركا هي &laqascii117o;قضية البشرية جمعاء". أمّا ودرو ويلسون فقد اعتقد أيضاً بأن &laqascii117o;المبادئ الأميركية"، و&laqascii117o;السياسات الأميركية هي أيضاً مبادئ وسياسات التقدميّين في كلّ مكان، رجالاً ونساءً، كلّ أمّة حديثة، وكلّ جماعة متنورة. إنّها مبادئ البشرية، ويجب أن تسود".وصولاً إلى النصف الثاني من القرن العشرين، تمّ إحياء عبارة &laqascii117o;مدينة على جبل" من جديد، لكن هذه المرّة بنبرة أكثر غروراً, رونالد ريغان فخوراً بالعبارة، هو الذي وصف أميركا يوماً بأنها &laqascii117o;آخر وأفضل أمل للإنسان على الأرض". خطاب كهذا لم يكن حكراً على الجمهوريين، لكنّه كان يرد بسهولة أكبر على ألسنة الأخيرين، وخصوصاً &laqascii117o;المحافظين الجدد". خير مثال على ذلك قول كوندوليزا رايس بأنّ الولايات المتحدة هي &laqascii117o;على الجهة الصائبة للتاريخ" وادّعائها أن &laqascii117o;القيم الأميركية هي كونية". وفي بداية القرن الواحد والعشرين، عاد الدين بقوة إلى الواجهة، وبدأ يُنظر إلى أميركا على أنها أمة الله المختارة، على غرار إسرائيل في العصور القديمة. دمج الرئيس بوش الفكرتين السابقتين في عام 2000 عندما أعلن أنّ الولايات المتحدة قد تمّ &laqascii117o;اختيارها من الله وتفويضها من التاريخ لتكون نموذجاً للعالم".غير أنّ انعطافاً بدا ضرورياً بعد حصول أحداث 11 أيلول ووصول المحافظين الجدد إلى السلطة في عام 2001. فأحداث 11 أيلول كان لها الأثر في دفع خطوط الدفاع الأميركية إلى الأمام بحيث أصبحت حماية الوطن من الأخطار المحدقة به تتطلّب أعمالاً &laqascii117o;استباقية" في الخارج. لذلك أعلن الرئيس بوش في خطاب له في عام 2005 أنّ &laqascii117o;بقاء الحرية في بلادنا يعتمد بشكل متزايد على نجاح الحرية في البلاد الأخرى".وقد كان هذا هو الموقف الذي اتخذه المحافظون الجدد في بداية التسعينيات عندما أصرّوا صراحة على الحاجة لسيطرة أميركية على العالم كطريقة وحيدة لتحقيق &laqascii117o;الحرية" العالمية، وبالتالي الأمن للولايات المتحدة... يكثر الحديث منذ فترة في الولايات المتحدة عن &laqascii117o;الداء الأميركي" للدلالة على علامات انحدار الإمبراطورية الأميركية وعثراتها المميتة. وثمّة حركة اعتراضية في الداخل الأميركي متنوّعة وفعالة تطرح رؤية نقدية واضحة لسياسات الرئيس بوش الداخلية والخارجية على حدّ سواء، وتضمّ عدداً كبير من المسؤولين والدبلوماسيين والأساتذة الجامعيين والصحافيين والفنانين الأميركيين، بدءاً من نائب الرئيس الأسبق آل غور، مروراً بالمخرج السينمائي مايكل مور، وصولاً إلى المؤرخ روبرت تاكر الذي رأى أن سياسة بوش &laqascii117o;الحربية في مبدئها، وحكمها وذهنيتها وفي مجمل سلوكها" قد أكسبت الولايات المتحدة &laqascii117o;العديد من ملامح ما تسمّيه هي نفسها الدول المارقة".

صحيفة الأخبار/فايز فارس
مؤسسة الجيش وحماية الديمقراطية:

لم يكن في مستطاع الطبقة السياسيّة الحاكمة في لبنان &laqascii117o;الاستقلال الأوّل"، الاستغناء عن مؤسّسة الجيش بل قَبِلتْ بوجوده ضمن حدود ضيقة وإطار محدّد، ولم تتركه يؤدّي دوره &laqascii117o;الإنقاذي" سوى في الحالات التي كانت فيها مصالحها في خطر، أي عندما كانت هذه الطبقة الحاكمة تجد نفسها مضطرّة إلى الإعلان عن عجزها الفعلي في تأمين الحدّ الأدنى من الاستقرار الاجتماعي السياسي والتوافق على &laqascii117o;اقتسام الجبنة".كما أنّ القول بأن مؤسّسة الجيش قد قامت إلى حدّ بعيد من أجل حماية النظام وأهله قبل أي أمر آخر، هو قول أثبتته كلّ الأحداث المؤلمة التي عصفت بالبلد, في مطلع الخمسينات، يوم وقفت مؤسّسة الجيش على &laqascii117o;الحياد الإيجابي" أمام محاولات التجديد للرئيس بشارة الخوري لتبدو بعد ذلك بست سنوات في وضع المنقذ عندما اختلطت الأمور والأوضاع بين محاولات الرئيس كميل شمعون المستميتة سعياً وراء إعادة انتخابه أو التمديد له ومحاولات &laqascii117o;الضمّ والفرز" المصرية ـ السورية التي كانت تتربّص بالكيان/ الوطن وأهله.وفي مطلع الستينات، حيث غرقت مؤسّسة الجيش في وحول الممارسات القمعية ترهيباً وترويعاً وتعذيباً، ذهب ضحيّتها آلاف المواطنين اللبنانيين الأبرياء غداة الإعلان عن فشل ذلك الانقلاب الذي أراده &laqascii117o;القوميون" أن يكون &laqascii117o;أبيض"، أي من دون إطلاق رصاصة واحدة أو حتى توجيه إهانة إلى أحد.في مطلع السبعينات حيث أظهرت المؤسّسة العسكرية عجزاً فاضحاً في تأدية دورها الوطني في منع تردّي الوضع الأمني الذي شهده لبنان منذ توقيع قائد الجيش العماد إميل بستاني باسم الحكومة اللبنانية اتفاق القاهرة المشؤوم آنذاك... وحتى وقوع الحرب الأهليّة التي دامت عقداً ونيفاً، حيث لم يكن باستطاعة هذه المؤسّسة الوطنية حسم الأمور وتأدية الدور الإنقاذي المطلوب منها، بسبب ارتباطها الوثيق بأطراف الطبقة السياسيّة المتنازعة وولائها لزعامات طائفيّّة وحكومات فاسدة عاجزة، ومع انطلاقة الجمهورية الثانية في مطلع التسعينات أي &laqascii117o;جمهورية الطائف"، حزم المسؤولون عن أمن واستقرار لبنان، أمرهم وقرّروا &laqascii117o;مبدئياً" أن يكون لهذه الجمهورية مؤسّسة عسكرية تحمي نظامها وشعبها أولاً وحكّامها ثانياً. لكن قرارهم هذا جاء ملتوياً وناقصاً إذا أردنا النظر في النتائج والتداعيات. لذا رأينا قيادة الجيش تعوّض عن هذا النقص باعتمادها على العنصر البشري من رأس الهرم إلى أخمصيه في مواجهاتها للحالات الخاصة والتي برزت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتظاهرات الوطنية الضخمة من جهة، وفي تصدّيها لمجموعة ما سمّي &laqascii117o;فتح الإسلام" من جهة أخرى... حيث تبيّن للمراقب والمتتبع أن مؤسّسة الجيش بضباطها وعسكرها بقيت أقرب إلى هذا الشعب المقهور منه إلى حكّام البلد فنجحت في حمايته مثلما حمت تلك الحفنة من المسؤولين الذين أثبتوا بطريقة أو بأخرى، عن معرفة أو غير معرفة، أن الشعب هو في أسفل أولوياتهم واهتماماتهم. لذلك، نرى البعض سعداء لرؤيتهم العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بسبب تمتّعه بتلك القدرة العقليّة التي يحتاجها المسؤول، فهل ينجح العماد ميشال سليمان حيث أخفق من سبقه إلى الجلوس على كرسي &laqascii117o;صاحب الفخامة"؟ وهل سيتمكّن من استرداد كل الاعتبارات والقيم التي فقدها هذا الموقع، بسبب جشع وتعنّت وحب السلطة لدى غالبية حكّام وقادة هذا البلد المنكوب؟

صحيفة النهار/سميح صعب
أخطر من الارهاب:
في السنتين المقبلتين، لن يكون وضع الولايات المتحدة كما هو اليوم. وينبغي ان تستعدوا لذلك'. هذا الكلام لنائب الرئيس الاميركي السابق آل غور, وقد قاله تعليقاً على رفض ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التزام أي تعهدات في ما يتعلق بخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الذي يرفع من حرارة الارض, وكون هذا الكلام صادراً عن غور، الذي هزمه بوش بقرار من المحكمة الفيديرالية العليا وليس عبر تعداد الاصوات في انتخابات الرئاسة عام 2000، لا يقلل أهميته وأحقيته، فإدارة بوش لم تكن أقل تشدداً في مقاربة المناخ منها في مقاربة القضايا الدولية الأخرى. فالاعتبارات الربحية هي التي تقود سياسة بوش في ما يتعلق بالمناخ، ومن شأن التزام الولايات المتحدة أي معايير مناخية يتفق عليها من أجل سلامة الارض ان تحد من الربح الاميركي على المدى القصير. غير ان هذا ايضاً لم يغيّر في الموقف الاميركي، مما حمل غور على الدعوة الى انتظار سنتين حتى  ترحل ادارة بوش كي يتاح الانضمام الى معاهدة للمناخ. وفي الواقع ما يصح على المناخ يصح ايضاً على قضايا دولية أخرى تنتظر تغير ادارة بوش حتى يحصل فيها تقدم، من العراق الى الملف النووي الايراني الى فلسطين ولبنان وسوريا. واذا كان مفهوماً ان تتخذ ادارة بوش موقفاً ايديولوجياً حيال القضايا السياسة الدولية، فإن من  غير المفهوم ان تمضي اميركا في سياسة من شأنها تدمير كوكب الارض بكامله.

صحيفة النهار/سليم نصار
لبنان على قائمة الدول المرشحة للتفكك:
تراقب الأمم المتحدة باهتمام بالغ الاوضاع السياسية والاجتماعية في ثلاث دول بسبب تعرض وحدتها الوطنية لخطر التمزق والتفكك، مثلما حدث في قبرص ويوغوسلافيا اما في أوكرانيا، لم تحسم الانتخابات الأخيرة مسار النظام الذي يعاني من نزاع روسيا واميركا عبر حليفيهما رئيس الجمهورية فيكتور يوشينكو ورئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش. ومع أن التطورات الاخيرة فرضت بعض الحلول الموقتة على الفريقين، 'البرتقالي' و'الأبيض الأزرق'، إلا ان تدخل الرئيس فلاديمير بوتين هو الذي منع الانزلاق نحو صدام مسلح، واللافت ان الازمة السياسية المتنامية لم تؤثر على الوضع الاقتصادي بسبب تحييد التظاهرات واتفاق الفريقين على فصل الوضع الاقتصادي والمالي والسياحي عن الخصومة السياسية... في قائمة الأنظمة المرشحة للتفكك يبقى لبنان الدولة الاكثر عرضة لهذا الخطر. وليس من الصعب استحضار عشرات الاسباب والادلة لدعم هذا التصور. ويمكن ايجاز اهمها بالآتي: اولا، اتفاق الدول الكبرى والاقليمية على منع النزاع العسكري بين سوريا واسرائيل، واستبدال موقع اقتتالهما المفترض في الجولان، بموقع وسط هو لبنان. وقد اتسع هذا الدور في التسعينات بحيث تحول لبنان ايضا ساحة مشرعة لامتصاص صدمات النزاع الايراني – الاسرائيلي. ولم تكن حرب الصيف الماضي التي انتصر فيها 'حزب الله' على اسرائيل، سوى البديل من حرب لم تقع بعد بين طهران وتل ابيب. وهذا معناه ان اتفاقية فك الاشتباك على جبهة الجولان، التي وقعت بعد محادثات هنري كيسنجر مع الرئيس حافظ الاسد عام 1974... هذه الاتفاقية لم تنقض من قبل الفريقين.... يقول المتتبعون لأحداث لبنان منذ انضمام العماد ميشال عون الى موقف 'حزب الله'، ان جبهة المعارضة بغالبيتها الشيعية لا تؤيد نظرية 'الديموقراطية التوافقية' والسبب ان شراكة الطائف لا تشملها، وان طروحاتها لا تنسجم مع نظرية 'لا غالب ولا مغلوب'. ومعنى هذا ان معارضتها تستهدف النظام بكامل تركيبته وتوازناته، كما تسعى الى تقويض دعائم اتفاق الطائف، لعل هذه الأزمة تنتهي باعلان الغلبة للأقوى وليس لصاحب الحق الدستوري. ومثل هذا التوجه المنهجي في التعامل مع ازمتي الحكومة والرئاسة، يقود الى نتيجة حتمية تمنع انتخاب رئيس جمهورية لا يتبنى شعارات المعارضة، او اختيار رئيس حكومة لا يقاطع 'قريطم' أو حتى انتقاء قائد جيش لا يستظل رعاية 'حزب الله'. هل هذا ما تخفيه الأيام المقبلة للبنان؟... يوم الخميس الماضي تقرر تكليف العماد ميشال عون بالتحدث والتفاوض باسم المعارضة. وقد يكون هذا القرار من أذكى وأدهى القرارات التي اتخذها 'حزب الله' بحيث وضع زعيماً مارونياً معروفاً بولائه لنفسه وبحبه لـ'المونولوغ' في موقع المحاور الأوحد، من أجل تأجيل عملية انتخاب الرئيس الى حين يفرغ لبنان من كل جماعة 14 آذار.

صحيفة النهار/ديفيد ميلبياند(وزير الخارجية البريطاني)
لماذاعلينا تخفيف الضغط على إيران: هناك ثلاثة عناصر رئيسة لانتاج سلاح نووي:
المواد القابلة للانشطار، والصاروخ الذي يركّب عليه الرأس النووي، وعملية تحويل المواد القابلة للانشطار من اجل اكتمال تصنيع الصاروخ النووي. ويقترح التقرير التقديري الصادر عن مجلس الأمن القومي الاميركي هذا الاسبوع بشأن برنامج ايران النووي ان ايران اوقفت العمل على انتاج ثالث هذه العناصر. وهذه خطوة جيدة ان كان الأمر كذلك. ولكن ايران ما زالت تواصل تطوير العنصرين الآخرين في العملية، وعلى الأخص برنامج تخصيب ليس من ورائه تطبيق سلمي واضح، وإنما قد يفضي الى انتاج مواد قابلة للانشطار بغرض انتاج سلاح نووي، وذلك رغم المطالب المتكررة لمجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية لايران بالكف عن ذلك. اننا لا نسعى الى مواجهة مع ايران. فمنذ 2002 والمجتمع الدولي يجاهد في حل خلافاته معها بالسبل الديبلوماسية. وعرضنا عليها التعاون الاقتصادي والسياسي، بما في ذلك المساعدة في انشاء برنامج مدني للطاقة النووية، اضافة الى حوافز سياسية واقتصادية. لكن ايران رفضت هذه الحوافز مرارا وتكرارا، إلا انها في الوقت نفسه قدمت المساعدات للمتمردين في العراق وحركة 'طالبان'  في افغانستان. كما ان الحكومة  الايرانية تخذل شعبها بسبب اخفاقها في احترام حقوق الانسان والحريات السياسية. وهنا اتساءل لماذا تختار قيادات ايران المواجهة وترفض الشراكة مع المجتمع الدولي؟ وهذا السؤال موجه لهم. ولكن إن كانت الاجابة قائمة على فرضية ان اهدافنا عدائية، فأود ان يعرف كل الايرانيين ان هذا افتراض خاطئ. ان هدفنا هو تغيير السياسة لا تغيير النظام. فليس من حق احد سوى الشعب الايراني ان يختار حكومة ايران. ان لدى ايران ما يؤهلها لان تكون واحدة من الامم العظمى في العالم، فهي تنعم بميزات عظيمة. وحري بشعبها ان يجني ثمار تلك الميزات الى اقصى حد، لا ان يرى بلاده تعامل معاملة الدول المنبوذة دوليا. هناك خيار واضح امام القيادة الايرانية. الاول ان تختار علاقة جديدة مع المجتمع الدولي، بمن فيه الولايات المتحدة، يعود عليها بالمنافع السياسية والاقتصادية والتقنية. اما الخيار الآخر فهو المزيد من العزلة. وليس بمقدور احد الاختيار بين هذين الخيارين نيابة عن زعماء ايران.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد