قضايا وآراء » الإعلام اللبناني شاهداً على بطش القوى الأمنية

زينب حاوي
فيما الأقطاب اللبنانية تتحاور في مجلس النواب، رسم الفنان الشاب بهيج جارودي طاولة تمثل رمزياً هذا الإجتماع وعليها دماء تسيل. بهذه الكاريكاتور اختصر جارودي ما حصل في &laqascii117o;ساحة الشهداء" اليوم، وتحديداً بجانب مبنى صحيفة &laqascii117o;النهار"، حيث برز عنف القوى الأمنية بحق المتظاهرين والناشطين في حملات الحراك الشعبي. مارس الغناصر الأمنيون أقصى درجات البطش من سحل وضرب عشوائي على الرؤوس وصولاً إلى إعتقال عشرات المتظاهرين.
ولعلّ المفارقة هي إستقدام عناصر نسائية من قوى الأمن الداخلي شاهدناهنّ للمرّة الأولى الساعات الأولى للإعتصام، لنكتشف لاحقاً أنّ وظيفتهن أيضاً اعتقال الناشطات اللواتي ازداد عددهن مع الوقت، ومورست بحقهن أبشع أنواع التعامل اللاأخلاقي.
وحشية التعامل مع المتظاهرين أظهرتها شاشات التلفزة التي كانت حاضرة في المكان وتنقل مباشرة ما يحدث. دأبت قناة &laqascii117o;الجديد" على نشر فيديوات الإعتداءات على صفحاتها الإفتراضية. وقد حظيت هذه المقاطع المصوّرة بمشاركات ونسب مشاهدة عالية، ولا سيّما أنّها وثّقت لحظات الكرّ والفرّ بين المعتصمين وقوى مكافحة الشغب، كما سجلت لحظات اعتقال الناشطين البارزين، الذين أوقفوا على طريقة &laqascii117o;صيد الغزلان"، على حد وصف أحد الناشطين، في إشارة منه إلى تصيّد الأشخاص على نحو فردي ومخطط له مسبقاً.
طبعاً، ما حصل في &laqascii117o;ساحة الشهداء" إمتد إلى محيط مبنى اللعازارية أيضاً، حيث لم يسلم المضربون عن الطعام من بطش رجال الأمن، الذين اعتقلوا بعضهم وهدّدوا بإزالة خيم اعتصامهم من أمام وزارة البيئة. ولعلّ الصورة الأصدق في هذا السياق هي صورة المضرب عن الطعام حسن قطيش الذي كان بالكاد يتمكن من الوقوف ويضرب بكل قوّته على الحاجز البلاستيكي لعنصر قوى الأمن الداخلي، محاولاً الدخول إلى ساحة البرلمان.
وفي الوقت الذي يجري فيه تداول أسماء الموقوفين وعناوين أماكن إحتجازهم عبر وسائل الإعلام المحلية، كان موقع تويتر على موعد مع الصحافي جوزيف أبو فاضل الذي يبدو أنّه كان يغرّد وحيداً. وسط هذا المشهد الدموي، قال أبو فاضل إنّ &laqascii117o;بعض الإعلام اللبناني الذي ينقل وقائع ما يجري في ساحة الشهداء يحرّض ولا يرى القوى الأمنية كيف تُضرب لتضرب؟ المال أعماكم، غلمان". وفي تغريدة سبقتها مارس الصحافي اللبناني تحريضه على الناشط أسعد ذبيان، داعياً القضاء إلى التحرّك لإعتقاله لأنّه &laqascii117o;يهاجم القوى الأمنية والحواجز الحديدية في وسط بيروت".
المصدر: صحيفة الاخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد