تنص المادة التاسعة من الدستور اللبناني على أن &laqascii117o;حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها". لكن إعطاء علم وخبر لجمعية دينية في الشمال يكاد يقيم الدنيا ولا يقعدها
عبد الكافي الصمد
في 31 آب الماضي، وافق وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على إعطاء العلم والخبر الرقم 1783 لـ &laqascii117o;الجمعية اللبنانية للمسلم الأحمدي"، بعدما تقدّمت بطلب الترخيص بحسب الأصول. لم يكد القرار يُنشر في الجريدة الرسمية، في العاشر من أيلول الجاري، حتى ثارت الدعوات لسحب الترخيص &laqascii117o;درءاً للفتنة"، و"حرصاً على الطائفة السنية"!
الجمعية التي حدد العلم والخبر مقرها في بلدة مراح السراج، في الضنية، يوضح القرار أن &laqascii117o;غايتها نشر الفكر الإسلامي القرآني الأحمدي"، ما أثار ردود فعل مستنكرة، أبرزها من دار الفتوى في طرابلس، التي رأت مصادرها أن &laqascii117o;الأحمدية ليست مذهباً إسلامياً ولا نعترف بها ومرفوضة من قبلنا رفضاً تاماً". وأوضحت أن &laqascii117o;الأحمدية مذهب يخالف أسس الدين الإسلامي وروحه، لكونها تدّعي وجود نبي بعد النبي محمد"، واستغربت موافقة وزارة الداخلية على إعطاء ترخيص لجمعية تسعى الى التبشير بمذهب جديد &laqascii117o;قبل مراجعة المرجعية الدينية المختصة، سواء كانت إسلامية أم مسيحية". وأكدت المصادر أن دار الفتوى &laqascii117o;لن تقوم بأي تحركات ميدانية على الأرض لأن الأمر لا يستأهل، لكن المطلوب من وزارة الداخلية بكل بساطة سحب الترخيص درءاً للفتنة".
تداعيات الترخيص لم تقتصر على الجانب الديني الرسمي، إذ قابلت فاعليات دينية وإجتماعية وتربوية طرابلسية، في اليومين الماضيين، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وطلبت منه &laqascii117o;الضغط لسحب الترخيص فوراً، وقد وعد خيراً".
كما ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بردود فعل مشابهة. ووُجهّت دعوات الى الرئيس سعد الحريري، لكونه &laqascii117o;يمثل أكبر تيار إسلامي سني داخل الحكومة ولديه أكبر عدد من أعضاء المجلس النيابي من الطائفة السنية، ولديه المونة المطلقة على رئاسة الحكومة ودار الفتوى ووزارة الداخلية"، الى &laqascii117o;إتخاذ موقف حازم يوضح موقفه وحرصه على الطائفة السنية والحفاظ عليها".
بلدة مراح السراج، التي حددها العلم والخبر مقراً للجمعية، يؤكد رئيس بلديتها خالد دياب &laqascii117o;أننا فوجئنا بوجود جمعية كهذه، ولم نعلم بالأمر إلا صباح أمس بعدما تلقيت إتصالات بهذا الخصوص"، موضحاً أن عضو الجمعية عمر علي علام &laqascii117o;هو الوحيد من بين أعضاء الجمعية من سكان البلدة ومن منطقة الضنية ككل، أما الأسماء الأخرى فلم نسمع بها من سابقاً".
إمام البلدة الشيخ فؤاد إسماعيل أوضح أن المفتي دريان إتصل به مرتين مستوضحاً الأمر، وقال إن &laqascii117o;أشخاصاً أخبروني قبل سنوات أن علام ينتمي للأحمدية. لكنني لم أتوقع أن يصل الأمر حدّ إنشاء جمعية لهذه الفرقة"، مستغرباً &laqascii117o;كيف توافق وزارة الداخلية على إعطاء علم وخبر لجمعيات كهذه من دون موافقة المرجعية الدينية"، ومطالباً الوزارة بـ &laqascii117o;سحب الترخيص لأن وجود الجمعية سيحدث فتنة".
لكن لعلام حججه في الردّ على من يكفّرون الأحمدية. وأكد &laqascii117o;أننا نسير على نهج النبي محمد بحذافيره طبقاً للقرآن والسّنة. الإسلام يقول بمجيء الإمام المهدي، ونحن نؤمن أن هذا المهدي هو ميرزا غلام أحمد". وأوضح في اتصال مع &laqascii117o;الأخبار" أن الأحمدية &laqascii117o;مستعدون لمناقشة أي طرف. وكثيرون ممن تحدثنا معهم، وبعضهم مشايخ، أيّدونا حق في كثير من المواقف، لكن مرجعيتهم الدينية تحاربنا وتمنعهم من إعطاء موقف علني مختلف".
وأكّد علام أن للأحمدية &laqascii117o;أتباعاً كثراً في لبنان. نحن نعمل تحت سقف القانون، ونتبع السبل القانونية من أجل الحصول على حقنا". وأضاف: &laqascii117o;كنا نجتمع ونتدارس عند شيخ في منطقة باب الرمل في طرابلس، وتعرضنا لمضايقات واتهمنا بالإرهاب. وقد نصحنا البعض، ليكون وضعنا القانوني سليماً، أن ننشىء جمعية. وهذا ما فعلناه. وأعضاء الجمعية يتوزعون بين الضنية وطرابلس وعكار وصور".
ونفى علام، البالغ من العمر 49 عاماً، ما يروج عن أن زوجته السورية هي من أثرت فيه ودفعته الى اعتناق الأحمدية، موضحاً: &laqascii117o;تزوجت منذ نحو سنتين، علماً أنني أنتمي للأحمدية منذ عام 1997، وتعرفت إليها عن طريق شيخ سوري إسمه سليم الجابي حاصل على ماجستير في مقارنة الأديان". وقال: &laqascii117o;تقربت من حركة التوحيد وحزب التحرير وعصبة الأنصار والسلفيين، لكن لم أجد عندهم ما يقنعني كما الأحمدية".
المصدر: صحيفة السفير