بدأت صفحة &laqascii117o;ناس نيويورك" أمس الأوّل السبت، بنشر قصص وصور عن اللاجئين إلى أوروبا. مع تفاقم أزمة اللاجئين، وبموازاة الاهتمام الإعلامي بها، اختار مؤسّس الصفحة المصوّر الأميركي براندون ستانتون أن يعطي بعضهم فرصة سرد أهوال رحلاتهم.
بالتعاون مع &laqascii117o;وكالة غوث اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة، يجول ستانتون خلال الأيام المقبلة على عدد من الدول الأوروبيّة، ليصوّر من لم نرَ منهم على الشاشات أو في الصحف إلا جموعاً تفرّ من الشرطة على الحدود وفي الغابات، أو تنتشل جثث أفراد عائلاتها عن الشواطئ، أو تسير مسافات طويلة بموازاة سكك الحديد بحثاً عن منفذ.
يتابع صفحة &laqascii117o;ناس نيويورك" أكثر من 15 مليون مستخدم على &laqascii117o;فايسبوك"، ما يجعلها قوّة إعلاميّة مؤثّرة، قد تكون في بعض الأحيان أكثر تأثيراً من الإعلام التلفزيوني، مع تنوّع جنسيّات متابعيها. ذلك ربما ما دفع بـ &laqascii117o;وكالة غوث اللاجئين" للتعاون مع ستانتون، بهدف المساعدة في شرح حجم الأزمة، وإبعادها عن منطق الأرقام والسياسة والاقتصاد، وإلقاء نظرة عن قرب على شخصيّات تمزّقت مصائرها وخسرت كلّ شيء بسبب الحرب.
وللإعلان عن بدء نشر سلسلة قصص اللاجئين، نشر ستانتون صورة لعائلة من أب وأم وطفلين، يجلسون على قارعة طريق. وكتب: &laqascii117o;هؤلاء اللاجئون هم جزء من أحد أكبر تحرّكات السكان في التاريخ الحديث، لكنّ قصصهم تتشكّل من مآسٍ فريدة. وفي خضم أزمة المهاجرين الراهنة، هناك ملايين الأسباب المختلفة لمغادرة البيت، وهناك ملايين الصعاب التي يواجهها اللاجئون بحثاً عن بيت جديد".
بدأت الصفحة سلسلتها بقصّة محمد الشاب السوري الذي التقاه ستانتون خلال زيارته إربيل العام 2014. حينها، طلب ستانتون من محمد مساعدته لإجراء المقابلات والترجمة، ونشر يومها قصّة هربه من سوريا، وعمله في فندق لتأمين مبلغ مالي لشراء أوراق مزوّرة، تسهل هربه نحو أوروبا. بعد عام كامل، التقى المصوّر محمد ثانيةً، على شاطئ جزيرة كوس اليونانيّة. عبر سلسلة من 6 صور، استعرض تغريبته من سوريا، وما مرّت به عائلته على يد تنظيم &laqascii117o;داعش" الذي قطع رأس شقيقه، وأرسله إلى منزله مرفقاً بالرسالة التالية: &laqascii117o;الأكراد ليسوا مسلمين". يحكي محمد لعدسة &laqascii117o;ناس نيويورك": &laqascii117o;لأسبوعين لم تتوقّف دموعي. لا شيء له معنىً. لماذا حصلت تلك الأشياء لعائلتي؟ قمنا بكلّ شيء صالح. كلّ شي. نحن ناس صادقون جداً مع الجميع. عاملنا جيراننا بطريقة جيدة. لم نقم بأخطاء كبيرة". يروي محمد أيضاً كيف أجبره مهرّب على ركوب زورق بقوّة السلاح، وكيف توقّف بهم الزورق وسط البحر ليلاً، وكيف نجوا بأعجوبة. ويقول: &laqascii117o;أكره البحر الآن. أكرهه كثيراً. لا أحبّ أن أسبح فيه. لا أحبّ أن أنظر إليه. أكره كلّ ما يتعلّق به".
حظيت قصّة محمد باهتمام كبير، وتلقّت صوره آلاف التعليقات، معظمها داعم ومتعاطف. أحد المعلّقين كتب: &laqascii117o;فجأة شعرت أنّ كلّ مشاكلي لم تعد مهمّة". وكتب آخر: &laqascii117o;قلبي محطّم. تذكّروا هذه القصّة حين تطلقون أحكاماً على اللاجئين وعلى من يفرون للنجاة بأنفسهم. دموع". ومن التعليقات أيضاً: &laqascii117o;أنا أصلّي من أجلك، ومن أجل باقي اللاجئين، رجاءً كن قويّاً، وأعلم أنّك محبوب من الغرباء". وكتب أحدهم: &laqascii117o;متى سنفهم أنّنا بشر جميعاً، بغضّ النظر عن الأصول والجنسيّات؟ النقاش حول أزمة اللاجئين في أوروبا محرج وغير إنساني. هذه ليست أزمة أوروبيّة، وهؤلاء ليسوا أرقاماً في البرلمانات، بل أناس، تماماً ككلّ واحد منّا. نكذب إن قلنا إننا لن نفعل مثلهم لو كنّا مكانهم. تلك حالة غير قابلة للتخيّل بالنسبة لنا".
قصّة محمد هي مقدّمة لقصص أخرى، ستكشف عنها صفحة &laqascii117o;ناس نيويورك" خلال الأيّام المقبلة. قصّة من عشرات آلاف القصص المجهولة عن رحلات اللجوء ومآسيه.
المصدر: صحيفة السفير