قضايا وآراء » قناة ARD تعزز الإسلاموفوبيا في ألمانيا

ard_300

الإسلاموفوبيا تخرج أنيابها من جديد، لكن هذه المرة من ألمانيا. تصدّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المشهد في قضية اللاجئين السوريين الى أوروبا بوصفها "المدافعة الأولى" عن هذه القضية. هذا الأمر لم يعجب اليمين المتطرف داخل البلد الأوروبي، بخاصة مع تصاعد الأصوات المناهضة لهذا الإستقبال والإدعاء بأن ألمانيا لم تعد قادرة على بابها لهم.
هذا النفس تجلى أمس، مع تعّمد القناة الأولى الألمانية ARD نشر صورة لميركل وهي تضع حجاباً وترتدي عباءة سوداء، ويظهر في خلفية الصورة مبنى «الرايخستاغ» (مبنى البرلمان "بوندستاغ") تعلوه مآذن ورمز الهلال. هذه الصورة المركبة عرضت في البرنامج الشهير «مجلة التلفزيون» الذي يبث من برلين، وكان وقتها يناقش قضية اللاجئين في ألمانيا الآتين من سوريا والعراق وأفغانستان. مقدم البرنامج راينالد بيكر أطلق على هذه الصورة اسم "ميركا". ووجد بعضهم أنّ هذه الصورة تشبه ما تنشره جماعة "بيجيدا" المعادية للمسلمين في ألمانيا على ملصقاتها وتظاهراتها. وبعد الضجة العارمة التي أثارتها هذه الصورة المستفزة، بررت القناة فعلتها بأنها تقع ضمن المخاوف التي يعانيها الشعب الألماني، وكيفية التعامل مع ملف اللجوء. ومن ضمن هذه المخاوف سؤال حول رد فعل الألمان في حال ظهرت مشاكل بين اللاجئين تتعلق بمفاهيم المساواة بين الرجال والنساء والحريات الفردية والعامة.
هذه الحادثة قسمت بدورها الرأي العام الألماني بين من وجد ما بثته ARD تأجيجاً للمشاعر السلبية في المجتمع الألماني، وتصعيباً لعملية دمج اللاجئين في مجتمعهم الجديد، وبين آخرين تماهوا مع القناة الألمانية وشعروا أنها تعبر عن هواجسهم في طرح مخاوفهم ضمن النقد السياسي للمستشارة الألمانية. لكن بغض النظر عن التبرير المقدم من قبل القناة وبعض الآراء المتطرفة داخل ألمانيا، تبقى الصورة المركبة لميركل المثيرة للجدل، معبرةً خير تعبير عن الإسلاموفوبيا التي تجتاح أوروبا، وتسعى الى تكريس دعاية مغرضة بأنّ عدد اللاجئين سيدفع بألمانيا لأن تكون إسلامية!
المصدر: صحيفة الاخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد