في سياق الصراع على الحريّات على الانترنت وما يفيض به من تناقضات، لوّح الرئيس الأميركي باراك أوباما، راعي &laqascii117o;الإنترنت للجميع" و &laqascii117o;العدالة العنكبوتيّة السريعة للفقراء" و &laqascii117o;تجسير الفجوة الرقميّة"، أخيراً بقدرة الولايات المتحدة على تحويل الإنترنت إلى سلاح بتّار. وأشار إلى قدرة أميركا في الردّ على جهود القرصنة والتجسس العنكبوتيّة، بأعتى منها. وأشار أوباما إلى ان تقدّم روسيا والصين في القرصنة والتجسّس، لا يعني أن أميركا ليست في المقدمة. وذهب في لحظات مكاشفته النادرة، إلى القول إن أميركا لو أرادت السير في طريق القرصنة والتجسس الرقميّين، فإنها ستلحق الضرر بدول كثيرة. جاء كلام أوباما رداً على حروب عنكبوتية صينيّة تستخدم القرصنة والتجسّس عبر الإنترنت، في إطار الحرب العنكبوتية الباردة بين البلدين. وردّت الصين على أوباما محذّرة من تسييس القرصنة الرقميّة، خصوصاً أن الصين أكبر المتضررين من جرائم شبكة الإنترنت، وليس الولايات المتحدة.
ويشاء القدر أن تجد أميركا نفسها في خانة الاتهام من طرف آخر تماماً، وهو الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الأميركيّة إدوارد سنودن، الذي فضح قيام أميركا باتباع نهج التجسّس عبر الإنترنت، على عدد كبير من الدول.
كذلك أشارت تقارير الشفافيّة التي تنشرها &laqascii117o;غوغل" بصفة دوريّة، إلى تزايد مضطرد في عدد طلبات إزالة محتوى التي تتلقاها من حكومات &laqascii117o;يظن البعض إنها ليبراليّة وأبعد ما تكون عن مجال المراقبة وكبت الحريات وتقييد الحقوق العنكبوتيّة". ونافلاً القول بأن إحدى أبرز تلك الحكومات هي حكومة الولايات المتحدة.
وعلى رغم إعلان التقرير، وإشهار وثائق سنودن، وثبوت عمليات التجسّس الأميركيّة، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تنصب نفسها حامية الحقوق العنكبوتيّة والحريات التكنولوجيّة، بل تجاهر بذلك على الملأ. وأمام الجمع الأممي الغفير في القاعة الرئيسية في الدورة الـ70 لـ &laqascii117o;الجمعية العامة للأمم المتحدة"، وقف أوباما ليشير إلى أن رجال اليوم الأقوياء هم شعلة ثورة الغد.
وأضاف: &laqascii117o;في إمكانك سجن معارضيك، لكنك لا تستطيع سجن الأفكار". واستطرد الرئيس الأميركي في التنظير حول إمكان السيطرة على سُبُل الوصول إلى المعلومات، وأنها لا تستطيع جعل الكذبة حقيقة".
المصدر: صحيفة الحياة