قضايا وآراء » إعلاميو مصر: نقبّل أحذيتكم شاركوا في الانتخابات

مصطفى فتحي
&laqascii117o;إذا لم تنزلوا للمشاركة في الانتخابات فلا تسألوا بعد ذلك عن وظائف جديدة أو زيادة مرتبات أو معاشات". بهذه الكلمات، هدّد أحمد موسى مقدّم برنامج &laqascii117o;على مسؤوليتي" جمهوره مساء الأحد الماضي، تعليقاً على &laqascii117o;ضعف الإقبال الشديد" ـ بحسب مصادر قضائية ـ على الانتخابات البرلمانية التي تُجرى حالياً في مصر. لم يكن موسى الوحيد، فمعظم إعلاميي مصر انقسموا خلال تغطيتهم للانتخابات البرلمانية، إلى إعلاميين يهدّدون الناس إذا لم يشاركوا، وآخرين اختاروا إهانة من قرر المقاطعة، وإعلاميين آخرين قرروا تبرير ضعف الإقبال بأنه &laqascii117o;حباً في السيسي". تعاطي بعض الإعلاميين المصريين مع ضعف الإقبال وصفه مراقبون بالأداء المبتذل والرخيص، بعدما قاموا بمجهود كبير عبر برامجهم في الأسابيع الأخيرة لتشجيع الناس على المشاركة.
يمكن اعتبار توفيق عكاشة المذيع السابق والضيف الثابت الحالي في قناة &laqascii117o;الفراعين" المصريّة، أوّل من طالب المصريين بالمشاركة في الانتخابات بطريقة فجة ومبتذلة. ففي 10 تشرين الأوّل، أطّل عكاشة كضيف في برنامج &laqascii117o;مصر اليوم" الذي تقدمه زميلته حياة الدرديري، قائلاً للمصريين: &laqascii117o;أقبّل أحذيتكم وأحذية أهاليكم انزلوا الانتخابات". لكن يبدو أنّ جمهوره قرَّر أن يخذله، فظهر مرّة أخرى مع المذيعة نفسها مساء الأحد قائلاً لمن قاطع الانتخابات: &laqascii117o;أقسم بالمصحف، وانتم تعلمون أن كل ما أقوله يثبت صحته، سيصبح مستقبلكم أسود من شعر رأسكم بسبب مقاطعتكم للانتخابات، وإذا كنتم رافضين الأوضاع الحالية فالقادم أسوأ ثلاثة آلاف مرة من الوضع الحالي".
&laqascii117o;ارحمونا بقى، يا جماعة الله. يخليكم إحنا تعبنا"، هكذا خاطبت رانيا بدوي مشاهدي برنامج &laqascii117o;القاهرة اليوم" الذي تعرضه &laqascii117o;فضائيَّة اليوم"، وأضافت: &laqascii117o;والله العظيم لم نقبض من أحد لنحثّكم على النزول، لكن ارحمونا. أنا أكلّم كلّ ستّ مصريّة انزلن للمشاركة أرجوكن، أرجوكن، أرجوكن". وفي محاولة لتخويف الناس قالت بدوي: &laqascii117o;إذا ضاع هذا البرلمان سنضيع نحن أيضاً، يجب أن يكون لدينا دولة ومؤسسات".
أما سيد علي فظهر على شاشة فضائية &laqascii117o;العاصمة" في برنامجه حضرة المواطن عارضاً صورة لسيدة عجوز وهي تُدلي بصوتها، وعلق قائلاً: &laqascii117o;ست عجوزة بمليون رجل من اللي رفضوا يشاركوا، جزمتها فوق دماغ كل من رفض المشاركة في الانتخابات". ودعا على من رفض المشاركة قائلاً: &laqascii117o;ربّنا يكسر ظهر كل من يدعو للمقاطعة". أما خيري رمضان فوصف عبر تغطيته للانتخابات على شاشة فضائية &laqascii117o;سي بي سي" البرلمان المقبل بأنه سيكون فضيحة لأنّ البعض اختار أن يجلس في بيته مطرقعاً أصابعه، وسخر ممّن لا يعجبه المرشحون قائلاً &laqascii117o;لا يعجبك المرشحون؟ هؤلاء هم الموجودون في السوق".
اختار كلّ من جابر القرموطي ورولا خرسا أسلوبين مختلفين في التعبير عن خيبة أملهما ممَّا حدث، فعلى شاشة &laqascii117o;أون تي في" ظهر جابر القرموطي مذيع برنامج &laqascii117o;مانشيت" هادئاً، لم يهدِّد الناس مثلما فعل معظم زملائه، اختار أن يعرض رسالته على قميص قطني أبيض، ارتداه مكتوب عليه انزل وشارك، بينما على شاشة &laqascii117o;ال تي سي" أطلت رولا خرسا في يوم خاص يحمل اسم كلمة الشعب بمناسبة الانتخابات. لم تناشد خرسا الناس بالنزول، بل اختارت ان يفعل ذلك ضيوفها، فأجرت مكالمة هاتفية مع السياسي المصري رفعت السعيد الذي وصف المشهد الانتخابي بالمحزن مطالباً المصريين بالنزول.
لكن يظل أغرب ما قاله إعلامي مصري هو ما جاء على شاشة &laqascii117o;روتانا مصرية" حين أطل تامر أمين عبر تغطية خاصة لانتخابات البرلمان، قائلاً: &laqascii117o;الناس قالوا لأنفسهم هل انزل واختار برلمان يضايق الرئيس؟ ينرفز الرئيس؟ أبداً تنقطع يدي قبل أن أفعل ذلك".
جاء الأداء الإعلامي المصاحب للانتخابات البرلمانية مؤكداً حقيقة مهمة، لم يعد &laqascii117o;سلاح" الإعلام المصري بشكله الحالي مؤثراً في المصريين مثلما كان في السنوات الأخيرة، بل ظهر ضعيفاً بائساً، ومجرد مادة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد