قضايا وآراء » أقفاص الحماية السورية...وسياسة تبرير الوحشية

زينب حاوي

ثلاث شاحنات تحمل أقفاصاً حديدية تحتوي كل منها على حوالي 8 رهائن من نساء وأطفال وضباط عسكريين من الطائفة العلوية، تجول شوارع وأسواق الغوطة الشرقية السورية. أطلقت عليها &laqascii117o;المعارضة السورية" تسمية &laqascii117o;أقفاص الحماية"، وبرّرت هذه الممارسات الشنيعة بأنّها &laqascii117o;إستجابة لمطالب أهالي الغوطة، لمنع الطائرات السورية النظامية والروسية من قصف هذه المنطقة".

مشاهد الأقفاص الجوّالة تندرج في إطار فيديو نشرته شبكة &laqascii117o;شام" المعارضة على قناتها على يوتيوب يوم الأحد الماضي تحت عنوان &laqascii117o;حتى لا نحترق وحدنا... أقفاص الحماية". وفي الشرح أسفل هذا الشريط، تبرّر القناة الأمر بأنّه أتى &laqascii117o;مع غياب أي حلّ بين أيدي الثوار لحماية المدنيين من سلسلة المجازر"، مبشّراً بنشر أكثر من 100 قفص بغية &laqascii117o;تخفيف المجازر" في هذه المنطقة.
هذا المشهد غير المسبوق إنسانياً، يبيّن بوضوح غياب أي احترام للكرامة الإنسانية عبر سجن الناس داخل أقفاص وإتخاذهم دروعاً بشرية تجول الأزقة وتُدار من حولهم الكاميرات لتلتقط هذه اللحظات القاسية.
هلّل ناشطون سوريون معارضون لهذه اللقطات على مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على تعليقاتهم لغة الإنتقام والحقد، فيما برّرته جهات إعلامية عربية وغربية عدّة، على رأسها موقع منظمة &laqascii117o;هيومن رايتس ووتش" التي عنونت هذا الخبر &laqascii117o;سوريا: جماعات مسلّحة تضع رهائن في أقفاص لردع الهجمات". في متن الخبر، أدانت المنظمة هذه الممارسات، معتبرةً أنّ ما يحصل هو &laqascii117o;اختطاف لرهائن واعتداء صارخ على كرامتهم الشخصية، وهما جريمتا حرب".
أما موقع &laqascii117o;العربية"، فقد أعاد توصيف ما ورد في الشريط وركّز على تصريحات أفراد &laqascii117o;جيش الإسلام" المسؤول عن هذه الممارسات، وذكّر الخبر بحصيلة الضحايا الذين قضوا نتيجة قصف طال مدينة دوما. هنا، تغيب الإدانة لهذه الأعمال الوحشية بحق المدنيين العزّل الذين ظهروا في الفيديو مغلوباً على أمرهم، وهم يردّدون ما يمليه عليهم سجّانوهم.
هؤلاء والمئات غيرهم تم اختطافهم قبل عامين خلال هجوم على بلدة عدرا العمالية في الغوطة الشرقية (شمال دوما). واليوم، باتوا مسجونين في أقفاص كالحيوانات.
موقع &laqascii117o;أورينت نت" السوري المعارض أيضاً أتحفنا عبر مراسله محمد عبد الرحمن يوم الإثنين الماضي بأنّ هذه الممارسات فعلت فعلها و&laqascii117o;أوقف الطيران الروسي قصفه لهذه المنطقة لمدّة 16 ساعة"، ليُستأنف بعدها هذا القصف ويقوم &laqascii117o;جيش الإسلام" بـ&laqascii117o;إعادة إخراج الأسرى من الطائفة العلوية". حاول الموقع تصوير هذه الممارسات الفظيعة كأنّها مجرّد ألعوبة.
وببرودة لافتة، غطّت الصحف الفرنسية ومن ضمنها &laqascii117o;لو موند" الخبر، مكتفيةً بنقل فحوى بيان &laqascii117o;هيومن رايتس ووتش"، وما تضمنه الفيديو المنشور، مع إشارة إلى تعرّض هذه المنطقة للقصف الدائم &laqascii117o;من قبل النظام السوري"، من دون أن تورد أي إدانة لهذه المشاهد الوحشية.
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد