عبد الحسن دهيني
آلمني كثيراً وأثر فيّ بشدة كلام الرئيس الأمريكي الطيب الحنون، وهو يصف هجوم 'داعش' في باريس بأنه هجوم على العالم المتحضر .
يا ألله ، ماأقسى هؤلاء الإرهابيين وما أشد همجيتهم ووحشيتهم، ما أشد حقدهم وكراهيتهم للعالم المتحضر؟
ولهول الصدمة ولشدة الحزن والأسى الذي تملكني نسيت فاجعة برج البراجنة التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، وقلت في نفسي: ليس مهماً فلنقتل ولنذبح ما ضير فنحن عالم متخلف، ولا يجوز مطلقا أن نساوي انفسنا بالشعب الفرنسي أو الأمريكي أو البريطاني .. أو .. أو
أوباما معه كل الحق، لا تظلموه،
هم العالم المتحضر
لاتظلموا أميركا وحلفائها الأوروبيين باتهامهم بقتل مئات الآلاف من الشعب العراقي المظلوم استنادا الى كذبة. فالأمر مجرد خطأ بسيط.
لا تظلموهم باتهامهم بدعم السعودية بقتل الآلاف من الشعب اليمني، فالعدوان، عفوا، فـ'العملية العسكرية السعودية على اليمن' عملية من أجل 'إعادة الأمل' للشعب اليمني، الذي سرقه 'الحوثيون الهمجيون' الذين احتلوا اليمن وسرقوا السلطة من الرئيس الشرعي؟
لا تظلموهم باتهامهم بدعم 'اسرائيل' التي شردت ملايين الفلسطينيين واغتصبت ارض فلسطين، والتي تقتل يوميا الشعب الفلسطيني، فـ'اسرائيل' تدافع عن نفسها وارضها وشعبها ؟
لا تظلموهم باتهامهم بدعم الارهابيين التكفيرين في سوريا الذين قتلوا عشرات الآلاف من الشعب السوري، وشردوا الملايين من بيوتهم ، ودمروا البناء وعاثوا فسادا وخرابا في البلاد، فهؤلاء معارضة وطنية تريد اسقاط النظام الظالم والرئيس المجرم القاتل لشعبه؟
لا تظلموا أميركا باتهامها بدعم الأنظمة الدكتاتورية المستبدة، لأن هذه الأنظمة إنما تحافظ على شعوبها وأراضيها من العدو الخارجي المتمثل بإيران؟
كفانا جهلا وتخلفا وظلماً لقادتنا الديمقراطيين الإنسانيين، وقادة الدول الغربية وأميريكا فهاهم يجتمعون في انطاليا في تركيا بضيافة الرئيس المؤمن اردوغان ويعلنون اتخاذ اجراءات صارمة ضد الانتشار المتنامي للأرهابيين، ويتعهدون برد قوي على هجوم داعش في باريس .
اظن انكم لم تصدقوهم!!
أنا بصراحة صدقتهم، خاصة عندما سمعت وزير خارجية السعودية الفذ يساوي بين حزب الله وداعش تأكيدا لما اعلنه معلمه زعيم العالم المتحضر مستر اوباما قبل أيام خلال لقائه نتنياهو؟