قضايا وآراء » الحقائق الإعلاميّة المزوّرة: كلاكيت للمرّة الألف

علاء حلبي
من هو طيب بن أردوغان؟
تداولت بعض وسائل الإعلام الأميركيّة الاسم، للإشارة إلى رجل قطري متورّط في حادثة إطلاق النار الأخيرة داخل مجمّع للمعوّقين في كاليفورنيا الأميركيّة، والتي أدّت إلى مقتل 14 شخصاً. لاحقاً، تبيّن أنّ الاسم غير صحيح، لتسحب وسائل الإعلام التي أوردته الخبر، وتعتذر.
يطابق اسم المشتبه فيه المفترض، اسم والد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما تسبب بموجة سخرية كبيرة في الأوساط الإعلامية، خصوصاً أنّ الخطأ تزامن مع زيارة الرئيس التركي إلى قطر. بعد الفضيحة، سارعت شبكة &laqascii117o;فوكس نيوز"، وصحيفة &laqascii117o;لوس أنجلس تايمز" إلى تبرير الخطأ، بأنّه &laqascii117o;خدعة انطلت" عليهما، من دون ذكر مصدر الاسم، أو منفّذ الخدعة.
حادثة &laqascii117o;طيب بن أردوغان" ليست الأولى من نوعها في وسائل الإعلام العالمية والعربيّة، خلال الأسابيع الماضية. فبعد الهجوم الدامي على باريس في 13 تشرين الثاني الماضي، نشرت وسائل إعلام صورة قيل إنّها لإحدى المتورّطات في الهجوم (حسناء آيت بولحسن)، والتي قتلت في مدينة سان دوني الفرنسية. تبيّن لاحقاً أنّ الصورة مزوّرة، وتعود لسيّدة مغربيّة تدعى نبيلة، اتهمت إحدى صديقاتها بتسريب صورها العارية. وبعد افتضاح أمر الصورة اعتذرت الصحف التي نشرتها، ومن بينها صحيفة &laqascii117o;دايلي مايل" التي اتصلت أيضاً بالسيدة المغربية واعتذرت مباشرة.
قناة &laqascii117o;الميادين" وقعت في خطأ مماثل، عند تغطيتها لتبعات إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية في سوريا. نقلت القناة تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوعد فيها بشن الحرب على تركيا، وبردّ قاس، ويصف أردوغان بكلب الأميركيين المسعور. نقلت القناة تلك التصريحات عن وكالة &laqascii117o;تاس" الروسية، ليتبيّن أنّ الوكالة بريئة منها. عادت &laqascii117o;الميادين" واعتذرت عن الخطأ، ونسبت التصريحات إلى موقع روسي لفّق التصريحات ونسبها للوكالة.
الأخطاء المهنيّة واردة، خصوصاً تحت وطأة السعي لتحقيق سبق إعلامي، ما قد يدفع البعض للتسرّع في نشر الأخبار. لكنّ بعض الأخطاء لا يمكن وصفه إلا بـ &laqascii117o;الفضائح المهنيّة" التي بدأت تنتشر بكثرة، مع اعتماد بعض وسائل الإعلام على الأخبار المنشورة عبر مواقع التواصل، من دون تدقيقها. تعتذر بعض وسائل الإعلام عن نشر الأخبار الكاذبة، ما ينمّ عن قدر من الاحترام للمتابعين، المشكلة أنّها تعود من جديد لنشر الأخبار الكاذبة.
في الحدث السوري، خلال سنوات الحرب الخمس، نشرت مئات وسائل الإعلام أخباراً كاذبة حول سوريا، تبين في ما بعد أنها غير حقيقية، إلا أنها مرت من دون أي اعتذار أو تصويب أو حتى تصحيح. على سبيل المثال، نشرت قناة &laqascii117o;العربيّة" في العام 2011 خبراً حول هروب عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد عبر مطار دمشق الدولي معتمدة على منشور لرسام الكاريكاتور السوري علي فرزات. كذلك نشرت قناة &laqascii117o;سكاي نيوز عربيّة" في العام 2012 خبراً عن مقتل شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، تبيّن عدم صحته. ما سبق مثالان عن عشرات الأخبار الملفقّة. ربما تعتمد القنوات على صدر المتابعين الرحب، لكن يغيب عنها أنّ المشاهد ليس غبيّاً، وأنّ إخفاء الأخبار الخاطئة لم يعد سهلاً، أمام الانفتاح الإعلامي الكبير. قبل الاعتذار عن الخطأ، ربما يجب البحث عن سبب تكراره، خصوصاً أنّ الأخطاء المشابهة لتصريح &laqascii117o;الكلب المسعور" أو &laqascii117o;صور حسناء بولحسن" باتت تتكرّر بكثافة، بقصد أو بغير قصد، ما يهزّ مصداقيّة المؤسسات المعنيّة بصورة كبيرة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد