قضايا وآراء » ميركل شخصيّة تايم و مستشارة العالم الحرّ

 

time_399

 

اختارت مجلة 'تايم' الأميركية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (61 عاماً) شخصيّة العام 2015، 'لقدرتها على التصدّي للتحديات التي تواجهها أوروبا'. تقدّمت ميركل بذلك على قائد تنظيم 'داعش' أبو بكر البغدادي، وعلى المرشَّح الجمهوري للرئاسة الأميركيّة دونالد ترامب.
ومنحت المجلّة غلافها لبورتريه زيتي يمثّل وجه ميركل الحزين، معنونةً: 'مستشارة العالم الحرّ'. الرسم بريشة الفنان الإيرلندي كون دايفدسون الذي قال في حديث للمجلّة إنّه لم يلتق المستشارة الألمانيّة، بل أنجز اللوحة بناءً على صور وفيديوهات لها. وأضاف إنّه أراد الإيحاء لكلّ من يتأمّل في اللوحة، بما تكتنفه شخصيّة ميركل من عطف ورحمة. يأتي ذلك بعد أسابيع على تصدّر المستشارة لغلاف مجلّة 'دير شبيغل' الألمانيّة التي وصفتها بالأم أنجيلا، تيمّناً بالأم تيريزا.
وقالت مديرة النشر في 'تايم' نانسي جيبس في بيان أمس إلى إنّ سبب اختيار ميركل يعود إلى 'مواقفها من الأزمة اليونانيّة، ومن أزمة الهجرة، وردّها على تهديد تنظيم الدولة الإسلامية'. وأضافت: 'تتفقون أو لا تتفقون معها ولكنها لا تختار الطريق الأسهل (...) وقد طلبت من بلادها أكثر مما يمكن أن يتجرأ معظم السياسيين على طلبه، ولأنّها تصدّت للوحشية والانتهازية، ولأنّها مارست قيادة أخلاقية حازمة في عالم يندر فيه ذلك'.
من جهته، قال ستيفن سيبرت المتحدِّث باسم أنجيلا ميركل لـ 'وكالة الصحافة الفرنسيّة': 'أنا واثق بأنَّ المستشارة ستجد في ذلك تشجيعاً لمواصلة عملها السياسيّ لما فيه خير ألمانيا وأوروبا'.
أوّل المنتقدين لغلاف 'تايم' كان دونالد ترامب الذي كتب على 'تويتر': 'عوضاً عن اختياري، اختارت المجلّة شخصيّة تدمّر ألمانيا'، في إشارة إلى سياسات ميركل تجاه اللاجئين.
عملت ميركل خلال العام 2015، على تكريس صورتها 'كشخصيّة إنسانيّة متعاطفة' من جهة، وتحديداً في ملفّ اللاجئين، و'كسياسيّة حازمة' من جهة أخرى، من خلال تصلّبها في أزمة ديون اليونان. اختيار المجلّة بأن تصفها بـ 'مستشارة العالم الحرّ'، لم يعجب بعض المعلّقين على مواقع التواصل، ممّن حمّلوا ذلك 'العالم الحرّ'، مسؤولية ما يشهده العالم من حروب ومجاعات وأزمات. وذكّر بعضهم بمشهد بكاء طفلة فلسطينيّة لاجئة، حين توجّهت لها ميركل بكلام قاسٍ، خلال حلقة تلفزيونيّة، قائلةً لها إنّ ألمانيا لا يمكن أن تستقبلها.
هذه المرّة الأولى التي تحصل فيها امرأة على اللقب منفردةً منذ العام 1986، حين نالته رئيسة الفيليبين حينها كورازون أكينو. وفي العام 1952 نالته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية إثر تولّيها العرش. فيما كانت واليس سمبسون أوّل امرأة تتربّع على غلاف المجلّة العريق العام 1936، إذ أدّت علاقتها بالملك إدوارد الثامن، عمّ إليزابيث، إلى تنازله عن العرش لمصلحة شقيقه جورج السادس.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد