سعاد نوفل
عمان | يرصد وثائقي &laqascii117o;الحوثيون من الجبل إلى السلطة" الذي عُرض أخيراً في عمّان خلال الدورة السادسة من مهرجان &laqascii117o;كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، صعود الحوثيين إلى السلطة في صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014، قبل أن تبدأ قوات التحالف العدوان الأخير على اليمن. يصّدر الشريط (إنتاج &laqascii117o;هيئة الإذاعة البريطانية") عناوين مهمة لصراع طائفي، في حين أن انقسام المشهد السياسي بين عاصمتين تتنافسان على قيادة دفّة البلاد يُذكر كخبر هامشي.
أثر الحرب التي افتعلها الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أبرز تبايناً بين مواقف عدن وصنعاء، ففي صنعاء شعارات مناهضة لدول الخليج، وفي عدن مؤيدة لها.
تقول الصحافية السعودية صفاء الأحمد التي أعدّت الفيلم إن &laqascii117o;تنظيم القاعدة المسلّح يُعارض المتمرّدين الحوثيين بضراوة ويعتبرهم كفاراً". وأشارت إلى أنّها سكنت في منزل السياسي اليمني محمد عبد الملك المتوكل، خلال إقامتها في اليمن من دون أن تعلم أنها ستصوّر اغتيال الأخير على أيدي &laqascii117o;القاعدة". وتوجّهت الأحمد إلى مدينة صعدة (شمال غرب صنعاء)، وليس من السهل في اليمن الوصول إلى تلك المدينة، لأنّ الأمر يتطلّب تنسيقات تقنية وأمنية عديدة مع أنصار الله. أرادت الحديث عن آثار ومخلّفات الحروب الستّ المدمرة التي شاركت فيها السعودية إلى جانب الحكومة اليمنية في ضرب صعدة، هذه الحروب التي جعلت اليمني نازحاً في بلاده ولاجئاً في المخيمات كما فعل تنظيم القاعدة ذلك في جنوبي اليمن. تلتقي الأحمد هناك بضيف الله الشامي أحد مسؤولي أنصار الله، وكان يبدو أنهما تحدثا في أمور عدة حول أنصار الله والحوثي، إلا أن المشاهد القليلة التي يظهر بها ضيف الشامي كانت هي ما تم انتزاعه منه. جاءت تصريحاته محدّدة في الفيلم: &laqascii117o;إن ما يحدث هو مسرحية أميركية لضرب الإسلام بالإسلام". وعند سؤاله عن رؤية الحوثيين السياسية، قال: &laqascii117o;إنّ أنصار الله هم جزء من الأمة العربية وإن تصدّروا المشهد، فلا تحويهم طائفة ولا مذهب فليس لهم حدود. إن حدودنا في حدود الأمة العربية والإسلامية ونصرة المظلومين من شعوب الأرض". وينفي التدخّل الإيراني، ويعتبره &laqascii117o;شكلاً من أشكال التضامن بين الشعوب". ويضيف الشامي: &laqascii117o;نحن أنصار الله نتعاطف مع الراحل هوغو تشافيز في فنزويلا". في معقل &laqascii117o;القاعدة"، تشير الأحمد إلى أن تمدّد الحوثيين أدّى إلى توحّد القبائل السنية في البيضاء في محاربة الحوثي.
كانت مدينة رداع (جنوبي شرق صنعاء) من نقاط المواجهة بين القاعدة والحوثيين، وتصدّر المشاهد التي تمثّل ثمن الحرب الباهضة بالأرواح والخسائر التي تكبدتها المنطقة إزاء تقدم أنصار الله. عبدالله الكبسي أحد تلاميذ طارق الذهب من زعماء &laqascii117o;القاعدة" وكان يقود المواجهات، يصرّح بأنّه &laqascii117o;حتى ولو كنت أنا والداعشي مختلفين، لكننا في الخندق أخوة ضد الحوثي". ويقول أحمد خميس: &laqascii117o;أنا أحب أبو بكر البغدادي وأدعو الله ان يثبّتهم وينصرهم". كل ذلك تمّ تصويره في رداع مع أعضاء في تنظيم &laqascii117o;القاعدة" آنذاك، قبل أن يقضوا نحبهم في الحرب الدائرة. ويستحضرنا اليوم مشهد رداع التي جرى تطهيرها على أيدي أنصار الله بعدما كانت تحت سيطرة القاعدة على مدار عقدين.
في ضواحي العاصمة صنعاء في أرحب، وخلال جولة لإحدى لجان أنصار الله الإعلامية، يظهر الصحافي اليمني عبد الكريم الخيواني الذي اغتيل هو كذلك في الحرب الدائرة. كان مشهداً أقصر مما ينبغي، يجيب خلاله على سؤال الأحمد: ما الذي ستفعلونه مع المتهمين الثلاثة؟ فيرد بسخرية: &laqascii117o;تسألينني أنا؟ التحقيقات ستأخذ مجراها". لم تكن عدن ضمن العناوين الرئيسية في الفيلم، على الرغم من أن الصورة التي التقطتها كاميرا الأحمد كانت أبلغ في توصيل العديد من الرسائل المهمة التي يبدو أن الكلمات لم تحتملها. بدت الصورة مختلفة تماماً في عدن مع ظهور علم الجنوب. كانت هذه الصورة كافية لتقلب المشهد برمته، إلا أنّ تلك الصورة تبدو مختلفة اليوم. في صنعاء، تتزاحم الشعارات المناهضة لدول التحالف العربي حيث يصف اليمنيون في صنعاء تلك الدول بـ &laqascii117o;العميلة لإسرائيل وأميركا"، على عكس ما يحدث في مدينة عدن التي باتت شوارعها تزدان بصور قادة الخليج.
تبدو الأحمد أكثر حزناً في نهاية رحلة متبعة وشاقة وإثر نبأ اغتيال محمد عبد الملك المتوكل على يد &laqascii117o;القاعدة" في نهاية الفيلم. هنا، يقول عبد الرحمن وهو أحد الصحافيين القلائل الذين يعملون مع أنصار الله في الجنوب إن &laqascii117o;الشعب اليمني يشعر بالاغتراب في اليمن، في الشمال وفي الجنوب".
المصدر: صحيفة الأخبار