بعد قطع علاقاتها الديبلوماسيّة مع إيران مؤخرا، تمضي البحرين في خطى تصعيديّة في توقيت بالغ الحساسيّة ضدّ طهران بحجّة ما تقول إنّها 'تدخّلات' إيرانيّة في الشؤون الداخليّة للمملكة الخليجيّة الصغيرة التي أعلنت، يوم أمس، بدء اتّخاذ إجراءات للحدّ من هذه التدخلات، أبرزها 'تنظيم' الشعائر الحسينيّة لـ 'ضبط محاولات تسييسها'، ومراقبة التبرعات ووضع ضوابط للسفر، بعد خمس سنوات على اندلاع احتجاجات شعبية ضدّ نظام آل خليفة.
وتأتي هذه الإجراءات بعدما أعلنت البحرين قطع علاقاتها المتوتّرة أصلاً مع إيران مطلع كانون الثاني الماضي، إثر خطوةٍ مماثلة قامت بها السعودية رداً على تعرّض مقار ديبلوماسيّة لها في إيران لهجمات من محتجين، على خلفية إعدام الرياض رجل الدين المعارض الشيخ نمر باقر النمر.
كذلك سبق للبحرين أن أعلنت توقيف 'خلايا إرهابيّة' مرتبطة بإيران، تقول المنامة إنَّ عدداً من أفرادها تلقّوا تدريبات على أيدي الحرس الثوري الإيراني، أو سافروا إلى لبنان للتدرّب على أيدي 'حزب الله'.
وحذّر وزير الداخلية البحريني، راشد بن عبد الله آل خليفة، في لقاء جمعه برجال دين وأعضاء في مجلس النواب والشورى ورؤساء تحرير صحف محلية وشخصيات، من 'حجم وخطورة التدخلات الإيرانيّة في الأمن الداخلي'، بحسب وكالة الأنباء الرسميّة 'بنا'.
وقال: 'باشرنا باتّخاذ العديد من الإجراءات في مواجهة أخطار الإرهاب'، منها 'تشكيل لجنة لمراقبة عمليّات تداول الأموال وجمع التبرعات.. في إطار مكافحة تمويل الإرهاب والإخلال بالأمن'.
كذلك تحدّث عن 'وضع ضوابط لسفر المواطنين من 14 إلى 18 عاماً وسائر المواطنين المسافرين إلى الدول غير الآمنة'.
في السياق الديني، شدّد وزير الداخلية على ضرورة 'حماية المنبر الديني من التطرّف الديني والسياسي والتحريض'، و 'ضبط محاولات تسييس الشعائر الحسينية وبث الفوضى والتحريض خروجاً عن مضمونها'، مضيفاً 'هذا الأمر يتطلّب تنظيمها من حيث تحديد أيّامها وتوقيتها وأماكن خروجها وتحديد مسؤولية القائمين عليها، وإننا لن نسمح بأن تستغل هذه المناسبة لإحداث الفوضى والإخلال بالنظام العام'.
وأعلنت المنامة مراراً تفكيك خلايا 'إرهابيّة' مرتبطة بإيران، منها في الخامس من تشرين الثاني الماضي، إذ قال راشد، يوم أمس، إنَّ الموقوفين في هذا الملف بلغ '76 عنصراً'. وأضاف 'لا نوجّه أصابع الاتّهام لأحد من دون وجود الأدلة الدامغة على ذلك'، معتبراً أنَّ إيران 'حاولت استغلال أيّ وجود لها في البحرين لتنفيذ أغراضها التوسعية'، ومن 'منطلق حرصها على مصالحها وتحقيقاً لأطماعها الفارسيّة'.
وقال إنَّ 'إيران أسّست جماعات إرهابيّة في مملكة البحرين تم تدريبها في إيران والعراق وسوريا، وارتبطت بالحرس الثوري وحزب الله الإرهابي، وفوق ذلك قدمت الدعم المالي والإسناد بالأسلحة والمتفجرات من خلال عمليات التهريب، وهذا يشمل التدريب على التصنيع وتخزين المتفجرات وما نتج من ذلك من أعمال إرهابية في البلاد'.
المصدر: جريدة السفير