قضايا وآراء » دويتشه فيله لا ترضي اللاجئين

طارق العبد
واكبت تدفّق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، حركة إعلاميّة مكثّفة خاصة في ألمانيا حيث خصصت مجموعة من البرامج لمساعدة اللاجئين على الاندماج. انخرطت قناة &laqascii117o;دويتشه فيله" الألمانية العامة في تغطية شؤون الوافدين الجدد. وخصصت القناة الناطقة باللغة العربية مجموعة من البرامج لتغطية قضايا اللاجئين، لاقت ترحيبًا في صفوفهم. لكنّ حلقة برنامج &laqascii117o;شباب توك" في التاسع من الشهر الحالي لاقت ردود فعلٍ متناقضة على مواقع التواصل الاجتماعي.
استضاف مقدّم البرنامج جعفر عبد الكريم عددًا من الوافدين الجدد إلى ألمانيا ليناقش معهم قدرة اللاجئين على الاندماج في المجتمع الألماني. لكنّ بعض الناشطين على مواقع التواصل وجدوا أن المقدّم الشاب يتعمّد اختيار &laqascii117o;نماذج مسيئة للجالية العربيّة والسوريّة" لأنّ ضيوفه، من اليمن وسوريا، أقرّوا بصعوبة اندماجهم في عادات وتقاليد البلاد الجديدة. وأشار الضيوف إلى أنّ اختلاطهم مع الألمان يقتصر على الاستماع إلى الموسيقى والعلاقات العاطفية.
لم تقف الانتقادات عند تصريحات الوافدين، بل تخطّتها إلى حدّ اتهام عبد الكريم بالعمل لمصلحة اليمين الألماني وتشويه صورة اللاجئين لأنّه لم يُظهر نماذج تمكّنت من التأقلم مع الحياة الجديدة في ألمانيا. وأبرزَ المعترضون فئة الطلاب والأطباء والمهندسين والمحامين كنماذج &laqascii117o;مثاليّة" من الواجب استضافتها في البرامج، لأنّها تنال حظوة لدى المجتمع الألماني.
على الضفة الأخرى، وجد البعض أنّ المشكلة ليست في ما تقدّمه المحطّة، بل في ما يقوله القادمون الجدد. فالمحطة برأيهم تمثّل موقف الحكومة الألمانية التي تفتح أبوابها للاجئين، وتؤمّن لهم التسهيلات لبدء حياة جديدة، ولا يمكن بالتالي أن تنتهج خطاب اليمين المتطرف الداعي إلى طردهم. وجهة نظرٍ أخرى قالت إنه على الإعلام أن يناصر اللاجئين ظالمين كانوا أم مظلومين.
مسؤول العلاقات العامة في قناة &laqascii117o;دويتشه فيله" كريستوف جمبلت قال لـ &laqascii117o;السفير" إن القناة حريصة على التوازن في اختيار الضيوف واحترام الرأي الآخر. وأشار إلى أن برنامج &laqascii117o;شباب توك" يعرض آراءً متنوعة، ويبذل معدّوه جهودًا كبيرة لإبراز مختلف وجهات النظر في كل المواضيع المطروحة، وإتاحة الحريّة التامّة للضيوف في التعبير عن آرائهم. كذلك أكّد جمبلت أن متابعة حلقات البرنامج ومجمل ما تبثه الشاشة الناطقة باللغة العربية، يؤكّد أن خطابها أقرب إلى التوازن، خصوصاً مع عرضها قصصاً إنسانية تحدّث فيها سوريون عن حياتهم الجديدة ـ ورحلة عبورهم إلى ألمانيا. يقرّ مسؤول العلاقات العامة في &laqascii117o;دويتشه فيله" بأن اللاجئين لا يحظون بالترحيب في كثير من المناطق، لكن القناة تحاول الإضاءة على تجاربهم الإيجابية في سوق العمل أو الأنشطة الثقافية، في محاولة لإعادة التوازن مع قنوات وصحف اليمين المتطرف التي لا توفر مناسبة للهجوم على السوريين.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد