قضايا وآراء » نجوم السعوديّة على تويتر بعين BBC

جوزيت أبي تامر
أطلق موقع &laqascii117o;بي بي سي" بالتعاون مع خدمة &laqascii117o;بي بي سي ترند"، الأربعاء الماضي، سلسلة تقارير عن نشاط السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان &laqascii117o;السعوديون على شبكات التواصل الاجتماعي: العقيدة والحرية والمرح". ترصد السلسلة ظاهرة الإقبال الكبير على السوشل ميديا في المملكة عبر نشر مقـالات وإحصاءات باللغتين العربيّة والانكليزيّة، داعية متابعيها إلى مناقشة الموضوع عبر وسم #سعوديون_اونلاين، و #Saascii117disOnSocial على &laqascii117o;تويتر".
استهلّت &laqascii117o;بي بي سي" سلسلتها بجولة على نجوم مواقع التواصل في السعوديّة وأبرزت أربعة من أكثر الحسابات شعبيّة على &laqascii117o;تويتر" تبيّن أنها تعود لدعاة دينيين. تصدّر الحسابات الشيخ محمد العريفي وهو من أشهر رجال الدين في المملكة ويحظى بنحو 14 مليون متابع على &laqascii117o;تويتر" و21 مليونا على &laqascii117o;فايسبوك". اشتهر العريفي، الملقّب بـ &laqascii117o;براد بيت" شيوخ المسلمين، بآرائه المثيرة للجدل بشأن المرأة، فقد سمح للرجال أن &laqascii117o;يضربوا زوجاتهم ضربًا خفيفًا إن لم يطعن الأوامر". كما دعا إلى قتل الشيعة لأنّهم &laqascii117o;غير مؤمنين".
ثاني أشهر المغرّدين في السعودية الداعية أحمد الشقيري مع 13 مليون متابع على &laqascii117o;تويتر" و13 مليونا على &laqascii117o;فايسبوك" و5 ملايين على &laqascii117o;إنستغرام". دخل الشقيري دائرة الشهرة قبل عشر سنوات مع بدء برنامجه التلفزيوني. ظهر الشقيري بإطلالة عصريّة في البرنامج لنقل التعاليم الإسلامية بقالب جذّاب، فحظي بإعجاب ملايين الشباب. وفي الفضاء الافتراضي تمكّن الشيخ الشقيري (42 عامًا) من إثبات نفسه فوجد فيه البعض صوتًا معتدلاً، وخشي البعض أن يكون قوة مؤثرة في أسلمة عقول العلمانيين في العالم العربي.
مع 8 ملايين متابع على &laqascii117o;تويتر" و5 ملايين على &laqascii117o;فايسبوك" ومليون على &laqascii117o;إنستغرام"، حلّ الشيخ سلمان العودة ثالثًا بين نجوم مواقع التواصل في المملكة. عرف العودة بآرائه المتطرّفة، وموقفه المناوئ للحكومة بشدّة. لكن بعد سجنه خمس سنوات عام 1994، تغيرت مواقفه جذريًا. فنأى بنفسه عن العنف والتطرّف وبات يتحدث عن &laqascii117o;الحب" و &laqascii117o;الرحمة" في تغريداته وأشرطته المصوّرة.
حلّت الداعية نوال العيد رابعةً على اللائحة مع مليون متابع على &laqascii117o;تويتر" و45 ألفا على &laqascii117o;فايسبوك" و150 ألفا على &laqascii117o;إنستغرام". تعدّ العيد إحدى أبرز الداعيات في السعودية، ونالت شهرتها بعد تقديمها برنامجًا إذاعيًا يتناول حقوق المرأة. تحمل العيد خلفيّة سلفيّة في مقاربتها للمواضيع الدينيّة فتقول إن اللباس المحتشم، وقلة الاختلاط بين الجنسين، هما الحلّ لردع الشباب عن ارتكاب التحرش. كما تنتقد تبني &laqascii117o;القيم الغربيّة"، وتعتقد أن التمسك بالتعاليم الإسلامية سيوفر للمرأة حقوقا &laqascii117o;كافية".
رأت &laqascii117o;بي بي سي" أنه من الطبيعي أن يكون &laqascii117o;كبار نجوم" مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هم رجال الدين، في بلد يطلق عاهله على نفسه لقب &laqascii117o;حامي موطن الإسلام". وبعد عرضها للتجربة الدينية السعودية على مواقع التواصل انتقلت إلى مساحة الحريّة الافتراضيّة التي توفّرها السوشل ميديا.
وفي هذا الإطار نشر موقع &laqascii117o;بي بي سي" تقريرًا يسرد عبر أشرطة تحريك قصيرة، قصص ثلاثة حسابات على &laqascii117o;تويتر" تتحدث عن سعي أصحابها لنيل حرية افتراضية حرموا منها في الواقع. أولّ قصّة تتناول حياة الأقليّات الدينية في السعودية عبر تجربة حسين من القطيف الذي رفضت المحكمة شهادته لأنه شيعيّ. وجد حسين في مواقع التواصل وسيلة لنقل انتفاضة القطيف في ظلّ التعتيم الإعلامي، فأنشأ صفحة على &laqascii117o;تويتر" مع مجموعة من الناشطين لمشاركة قصصهم وتعرّض معظمهم للاعتقال.
في الشريط الثاني يتحدّث يوسف (20 عامًا) عن المخاطر التي يواجهها المتحولون جنسيًا في المملكة، وتجربته مع نشر قصص المثليين والمتحوّلين جنسيًا عبر &laqascii117o;تويتر". التجربة الاجتماعيّة الثالثة تعود إلى مازن الذي استفاد من الأدوات المتوفرة للمكفوفين على الإنترنت، وتعرّف على منتديات الملحدين العرب على الشبكة ثمّ فتح حسابًا مجهولاً على &laqascii117o;تويتر" للتعبير عن آرائه.
فور إطلاق النقاش حول السلسلة على مواقع التواصل اتّهم مغرّدون سعوديون &laqascii117o;هيئة الإذاعة البريطانية" بالعداء للمملكة والخضوع للسياسات الإيرانيّة لأن مدير القسم العربي بهروز آفاق إيراني الجنسيّة. وكتب أحد المغرّدين: &laqascii117o;اللوبي الصهيوني يسيطر على مفاصل الإعلام في بريطانيا... وغير مستغرب على هذه القناة أن تدعم المشروع الصهيوايراني الروسي في المنطقة".
وترافق ملفّ &laqascii117o;بي بي سي" عن العالم الافتراضيّ في السعوديّة، مع نشر اختبار معلومات حول عمل &laqascii117o;هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية على الموقع العربيّ. يستند الاختبار على أحداث وقعت فعليًا في المملكة ويرد في أحد الأسئلة: &laqascii117o;طلبت عناصر الهيئة من سيدة أن تغادر مركزًا تجاريًا لأنّها كانت تضع طلاء أظافر. هل يمكن أن تقول ما الذي حدث؟" أمّا الاحتمالات المتوفّرة فهي: &laqascii117o;قبلت المرأة أن تغادر المركز التجاري، أو ألقت عناصر الهيئة القبض على المرأة، أو عرضت المرأة أن تزيل طلاء أظافرها". واحتلّ الاختبار المرتبة الثانية في لائحة الأكثر قراءة على الموقع.
يدخل تخوين &laqascii117o;بي بي سي" في سياق هجوم المغرّدين السعوديين على أي تقرير إعلاميّ يتناول حقوق الإنسان في المملكة أو ينتقد مواقف السعوديّة، خاصّة أن هذا النوع من التقارير يشهد مؤخرًا انتشارًا في وسائل الإعلام الأجنبية. ولا يقتصر الاعتراض السعودي على ما يعتبر إساءة للمملكة بل يشمل ما لا يشوّه صورة أعداء المملكة بالشكل الكافي كما حصل مع وثائقي &laqascii117o;حكاية حسن" على قناة &laqascii117o;العربيّة" السعوديّة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد