قضايا وآراء » الإنترنت لا يتغلّب على وكالات السفر

نجحت وكالات السفر بفضل كتيّباتها ونصائحها للمسافرين، والتواصل والتفاعل معهم، بالصمود في مواجهة توافر المعلومات عبر الانترنت، بعدما ظن كثيرون أن أيامّها صارت معدودة، منذ الثورة في مجال الاتصالات والمعلوماتية.
وبرغم المنافسة الحادة التي تسببُّها سهولة الوصول الى المعلومات عبر الانترنت حول الوجهات السياحية، إلا أنّ أعداد مكاتب السياحة في فرنسا على حالها.
أما في المانيا، فقد ارتفع رقم أعمال وكالات السفر للعام الثاني على التوالي بنسبة ثلاثة في المئة، وصولاً الى 23٫7 مليار دولار.
ويفسّر الامين العام للمنظمة العالمية للسياحة طالب رفاعي الأمر بالقول إنّ &laqascii117o;هناك سببين، الأول هو ازدياد أعداد السياح، والثاني أن المواقع الالكترونية لا تتفاعل" إنسانياً مع الزبائن كما هي حال موظفي شركات السياحة.
وفي وسط برلين، تستعدّ شركة &laqascii117o;در توريستيك" لافتتاح مكاتبها الجديدة.
ويقول اندرياس هيمان، المسؤول في الشركة: &laqascii117o;نفتح مكاتب جديدة، لأننا مقتنعون بأنّ الاستشارة الشخصية ستبقى ذات أهمية كبيرة".
ومن نقاط القوة التي ترتكز عليها مكاتب السياحة، الرحلات العائلية والمجموعات السياحية.
وفي هذا الشأن، يُضيف هيمان أنه &laqascii117o;كلما كانت الرحلة أبعد، كانت تكلفتها أعلى، لذا لا يرغب المسافر في المخاطرة".
ويتوافد الزبائن على شركات السياحة، وعلى لسانهم وابل من الأسئلة التفصيلية، وهم يرغبون أيضاً في كسب الوقت، ذلك أنّ البحث عبر الانترنت يستغرق 11 ساعة للتوصل إلى تحديد تفاصيل الرحلة، أمّا مكاتب السياحة فتؤمن هذا الأمر في وقت قصير جداً.
ويعمل في المانيا 9880 مكتباً للسياحة، أي ما يعادل 11٫2 مكتباً لكل مئة الف نسمة.
اما في فرنسا، فإنّ عدد هذه المكاتب ظلّ في حدود خمسة آلاف مكتب في الأعوام الخمسة الأخيرة.
لكن في العام الماضي &laqascii117o;هناك انطباع بأن مكاتب جديدة تفتح أبوابها في فرنسا"، بحسب ما يؤكد جان مارك روزيه، الأمين العام لنقابة أصحاب مكاتب السفر في فرنسا.
بالإضافة إلى ذلك، قرر بعض اصحاب المواقع الالكترونية المعنيّة بالسفر وتنظيم الرحلات تركيز عملهم في مكاتب.
ازاء هذه الوقائع، لا يبدو أن الانفتاح المعلوماتي والسهولة في الحصول على معلومات السفر من شأنه أن يطيح قطاع السفر التقليدي في القريب.
وتقول الاستشارية الالمانية المتخصصة دورتي نوردبيك إنّ &laqascii117o;القطاع مستقر نسبياً، واعتقد أن الأمر سيستمر على هذا النحو في السنوات المقبلة"، ولاسيما بسبب الازمات التي تعصف بكثير من الدول، وتجعل الرجوع الى مكتب متخصص لتقديم الاجابات الدقيقة، امراً مهماً.
وبحسب روزيه، فإن الانترنت ومكاتب السفر ليسا &laqascii117o;عالمين متنازعين"، لافتاً إلى ان &laqascii117o;الناس ينتقلون باستمرار من مكاتب السفر الى الانترنت والعكس بالعكس، لذا من المهم جداً للعاملين في قطاع السياحة أن يكونوا حاضرين في هذين العالمين".
ولهذا السبب، تعمل شركة &laqascii117o;دير توريستك" على تلبية زبائنها بشتى الوسائل، من اللقاءات الشخصية إلى الهاتف والبريد الالكتروني، للإجابة عن أسئلتهم وإرشادهم الى ما يجعل رحلاتهم أكثر متعة وراحة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد