مصطفى فتحي
في شباط الماضي، أعلن المذيع المصري طارق عبد الجابر الذي ترك مصر بعد أحداث &laqascii117o;30 يونيو" وانضمّ إلى قناة &laqascii117o;الشرق" الإخوانيّة، أنّه يرغب بالعودة إلى مصر، وأنّه نادم على عمله في قنوات إخوانيّة على حد تعبيره، (راجع السفير عدد 25-2-2016). لم يتلق عبد الجابر أي رد رسمي مصري إلا بعد شهر تقريباً، حيث أعلن محاميه داخل مصر طارق العوضي أول أمس الخميس، أن النظام يرحب بعودة المذيع الذي يعالج حالياً بأحد مستشفيات أثينا. سعادة عبد الجابر بالخبر قابلها غضب إخواني تمثل بحرب منشورات ضد عبد الجابر على وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاصيل الموافقة على عودة عبد الجابر إلى مصر كشفها الصحافي المصري عبد الله السناوي الذي كان أحد الحاضرين للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مثقفين مصريين الثلاثاء الماضي، خرج السناوي متحدّثاً لوسائل إعلام عدّة، مؤكداً أن السيسي أعلن عن تعاطفه مع عبد الجابر لظروفه الصحية، ووصفه بابن مصر ومن حقه العودة إليها ما دام لم يتورط في دماء ولم تصدر أحكام قضائية ضده. أضاف أن عبد الجابر لن يكون الحالة الوحيدة، وأنّ هناك ملفّاً بأسماء إعلاميين آخرين منضمين لقنوات إخوانيّة ويرغبون بالعودة إلى مصر. ذلك ما اعتبره مراقبون مصريون دعوة رسميّة مصريّة غير مباشرة للعاملين في وسائل الإعلام الإخوانيّة بأنّه مرحّب بهم.
على الحساب الخاص بطارق عبد الجابر على &laqascii117o;فايسبوك"، بدأ مستخدمون من أنصار الإخوان حملة ضدّه، واتهموه بخيانة &laqascii117o;الشرعية" و &laqascii117o;بيع نفسه للنظام المصري" بحسب ما جاء في تعليقات عدة. وكتب مستخدم: &laqascii117o;الموت في سبيل المبدأ والحق خير من أن تعيش عاهراً"، واعتبر آخر &laqascii117o;تركت الحق وأيدت الباطل"، وكتب آخر &laqascii117o;تريد العودة إلى مصر بحجة انك مريض وان تموت فيها، ما مشكلتك أن تموت في ارض الله الواسعة". ولم تخلُ التعليقات من شتائم واتهامات أخلاقية. ردّ عبد الجابر على كل ذلك بمنشور كتب فيه: &laqascii117o;سوء الأخلاق واللجوء إلى السب والطعن والشتم دليل على الضعف، هذا هو سلاحهم اﻟﺤﻘﻴﺮ، ليس لديهم لغة ولا فكر ولا أخلاق أيضاً. فماذا تبقى لهم غير السباب، هذه وظيفتهم عند من يستوظفهم".
لم يختلف الحال مع المواقع التابعة لجماعة الإخوان، إذ نشر موقع &laqascii117o;رصد" الإخواني تقريراً بعنوان &laqascii117o;عبد الجابر: السيسي أتى بإرادة شعبيّة... ونشطاء: متنساش تقول إنّه رسول"، جمع فيه كلّ التغريدات التي تحتوي على شتائم لعبد الجابر وتجاهل تلك التي ترحب بعودته. بينما اهتم موقع &laqascii117o;الحرية والعدالة" بنشر ما قال انه شهادة للقيادي الإخواني هيثم أبو خليل جاء فيها اتهامات من دون مصادر بأن عبد الجابر ليس مريضاً بالسرطان كما قال، وانه على علاقة بـ &laqascii117o;إسرائيل" لأنّه كان مراسلاً للتلفزيون المصري في فلسطين المحتلة. ولم يخلُ التقرير من تحريض إذ جاء فيه على لسان أبو خليل &laqascii117o;طارق عبد الجابر سيعود... وستفتح له القنوات، وسيتحدّث عن خيانتنا، وعن سقوطه في بئر الخداع، لكن أهمس في أذن زميلي السابق طارق عبد الجابر: لا تلعب مع الأسود علشان حتتعوّر".
وعمل عبد الجابر لسنوات كمراسل للتلفزيون المصري في غزة، قبل أن ينتقل للعمل في قناة &laqascii117o;أون تي في"، وبعد أحداث &laqascii117o;30 يونيو"، ترك مصر وانضم للعمل في قناة &laqascii117o;الشرق" الإخوانية، وقدّم برنامجاً بطابع تحريضيّ بعنوان &laqascii117o;يحدث اليوم". وبعده قدَّم سلسلة حلقات بعنوان &laqascii117o;الأبواب الخلفية"، لكنه استقال من القناة في حزيران 2015، وقال وقتــها إن سبب الاستقالة هو عدم حصوله على مستحــقّاته المالية، حتى كتب مقالا على موقع صحيفة البديل المصرية يعلن فيه انه نادم على العمل مع الإخوان ويريد العودة إلى مصر.
ومن المتوقع أن يعود عبد الجابر إلى مصر بداية نيسان القادم، وأعلن عبر صفحته أنه سيعقد مؤتمراً صحافيا بمجرد وصوله إلى مصر يكشف فيه تفاصيل عدة لم يوضحها. ومن المتوقع أن تشجع عودة عبد الجابر أسماء أخرى، سبق وقال إعلاميون مصريون مؤيدون للنظام الحالي أنّهم اخبروهم عن أمنيتهم أن يعودوا لمصر لكنهم خائفون من ملاحقات قضائيّة.
المصدر: صحيفة السفير