قضايا وآراء » دمشق تحت حصار المخلوقات الفضائيّة

 

demashk300_300
نينار الخطيب
لم يجد الفنان السوري أيهم جبر تعبيراً أفضل عن الحرب الدائرة في سوريا من غزو كائنات فضائيّة لدمشق، ليحقّق عمله &laqascii117o;دمشق تحت الحصار" انتشاراً واسعاً وصل إلى الصحف العالميّة. وتداولت مواقع كثيرة تصاميم جبر، نظراً لفكرة العمل الجديدة، والحرفية العالية في تنفيذه. يقول أيهم جبر لـ &laqascii117o;السفير": &laqascii117o;فكرة الدمج بين صور السفن الفضائية، وشخصيات عالمية، رسومات خيالية أو تجسيدية مع الواقع السوري يعود أساساً إلى كون الواقع السوري بكل تفاصيله وأبعاده غريباً سريالياً". ويضيف &laqascii117o;تفاصيل الحياة ولّدت في نفسي مشاعر متناقضة حاولت التعبير عنها بما أتقن، أيّ فنّ التصميم". يرى جبر أن هذا النوع من الأعمال يتعلّق بالماضي، بالذكريات، وخصوصاً الذاكرة المرتبطة بالأفلام والموسيقى. &laqascii117o;في الحرب يعود الإنسان إلى ذاكرته هرباً من الواقع المؤلم، فالحرب وحدها تجعل الماضي أهم من الحاضر والمستقبل وفق اعتقادي". يصف ابن مدينة دمشق فنّ &laqascii117o;الغرافيكس" بأنه &laqascii117o;يشبه العزف على الغيتار، يتطلب ممارسة مستمرة، وتفكيراً دائماً وتخطيطاً، لينتج بالنهاية لوحة تشبه المعزوفة". ويتابع &laqascii117o;مزج الصور (الكولاج) فن عظيم، لم أكن أمارسه منذ زمن بعيد، وبدأت التآلف معه العام الماضي عندما اطلعت على مشروع تخرج لطلاب كلية الفنون الجميلة، حينها شعرت بالندم الكبير كوني لم أكمل دراستي".
وبرغم عدم إكمال دراسته بشكل أكاديمي، يفخر جبر بأنّه تعلم بشكل ذاتي &laqascii117o;كنت أشتري أقراصاً تحتوي على برامج تصميم وبرامج تعليمية بسبب وضعنا المادي السيئ حينها". كذلك لا يخفي أيهم فخره بعائلته الفنية العريقة &laqascii117o;عملت في شركة كان يملكها جدي الراحل محمود جبر، فازدادت خبرتي في فنون التصميم والمونتاج والتصميم المرئي وغيرها".
أنجز الفنان الشاب البالغ من العمر 28 عاماً عدداً كبيراً من الأعمال نالت شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها &laqascii117o;يوم من هذه الأيام"، و &laqascii117o;مشهد داخل"، وهما مشروعان تزامنا مع نهاية علاقة حب فاشلة، فظهرا كمحاولة تفريغ للمشاعر، وفق جبر.
أبرز الأعمال التي نالت شهرة كبيرة عمله &laqascii117o;دمشق تحت الحصار"، حيث قام بمزج صور لكائنات فضائيّة مع صور حقيقيّة لأحياء دمشق وإظهار الواقع وكأنَّ هذه الكائنات تحاصر العاصمة بالفعل. يعيد جبر سبب انتشار هذا العمل بالتحديد إلى &laqascii117o;كونه يحاكي الواقع بشكل كبير، فالخيال جزء من الواقع، يبدو أنه لامس هموم وهواجس الكثيرين".
في معظم أعماله، يحاول المصمم أيهم جبر الدمج بين أفكار عدّة وإظهارها متماسكة ضمن فكرة مركزية واحدة، فتارة يقوم بالتعبير عن أزمة المياه برجل يشرب من مياه متدفقة يشرب منها الآخرون، وتارة أخرى يحاول أن يمزج بين شخصيات وصور للكواكب.
ما يقدمه أيهم جبر وبرغم بساطته لا يبدو سهلاً، فإضافة إلى الحرفية العالية التي يحتاجها تنفيذ العمل تظهر في أعماله جوانب إبداعية تكشف حجم العصف الذهني الكبير المبذول لإنتاج الفكرة، الأمر الذي جعل أعماله تمس إحساس شرائح عديدة في المجتمع، وتحوّل هذه التصاميم إلى أعمال فنية متكاملة، تحظى بمتابعة واهتمام كبيرين على السوشل ميديا.
المصدر: صحيفة السفير

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد