قضايا وآراء » صوت أنثوي للوصول المفتوح إلى المعلومات

الأرجح أنّه لولا هدوؤها القوي لتحوّلت الندوة التي جمعتها مع &laqascii117o;خصمين" فكريّاً وعمليّاً لنشاطاتها، إلى معركة مفتوحة، إذ قدّمت البروفسورة بيغي بريتشارد مداخلتها في جلسة جمعتها مع ممثلة عن &laqascii117o;المنظمة الدوليّة لحماية الملكية الفكرية" (اختصاراً &laqascii117o;ويبو" WIPO) وممثل عن دار كبرى للنشر العلمي. وإذ تعرّف بريتشارد عن نفسها بوصفها ناشطة في حركة الوصول المفتوح Open Access Movement إلى المعلومات، فإنّها، تعريفاً، تقف على خطّ الصدام مع محاوريها. وتداركت بريتشارد الأمر بهدوئها ورصانتها، وساعدتها في ذلك الرصانة وروح المسؤولية اللتان تمتع بهما محاوروها أيضاً، خصوصاً في شأن وصول المعلومات والبحوث إلى دول العالم الثالث وعلمائها وبحّاثتها.
تعمل بريتشارد مديرة لـ &laqascii117o;مكتبة ماكلوهلن" في جامعة &laqascii117o;غيلف" Gascii117elph ascii85niversity في ولاية أونتاريو الكنديّة. وتنشط في مجال الدفاع عن حركة الوصول المفتوح إلى المعلومات عبر الانترنت. وضعت بريتشارد كتاباً بعنوان &laqascii117o;استراتيجيّات ناجحة من نساء في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيّات" Sascii117ccess Strategies from Women in STEM (صدر بالانكليزيّة عن دار &laqascii117o;إلسيفر" Elsevier العالمية- 2015).

دور الـ &laqascii117o;سوشال ميديا"

في لقاء مع &laqascii117o;الحياة"، عبّرت بريتشارد عن قناعتها بأن الوصول المفتوح الى المعلومات العلميّة يعطي النساء فرصة كي يبرزن جهودهن ومساهماتهن في العلوم. وينطبق ذلك خصوصاً على الباحثات الشابات اللواتي شرعن فعليّاً في استخدام منصّات التواصل الاجتماعي وشبكات الـ &laqascii117o;سوشال ميديا" كي يجعلن جهودهن معروفة عالميّاً، مع الإشارة إلى أن الـ &laqascii117o;سوشال ميديا" هي قريبة من مفهوم الوصول المفتوح للمعلومات، على رغم عدم تطابق الأمرين؛ وفق كلماتها.
وأشارت إلى أن الـ &laqascii117o;سوشال ميديا" والوصول المفتوح للمعلومات يمكنان العلماء، خصوصاً في العالم الثالث، من نشر بحوثهم بصورة مجانية، ما يخفف اعتمادهم على المجلات العلميّة التقليدية، التي تفرض رسوماً على نشر البحوث.
وشدّدت بريتشارد التي تزور العالم العربي للمرّة الأولى، على أن الوصول المفتوح الى المعلومات ضرورة لعلماء الدول النامية، لأن البحوث العلميّة تبقى طي المجلات التي تصدرها دور النشر العالميّة، وهي مرتفعة الثمن والاشتراك فيها ليس قليل الكلفة. ورأت أنّ ذلك الوضع يبقي البحوث بعيداً عن أيدي علماء الدول النامية، خصوصاً الشباب منهم، فيما تسعى حركة الوصول المفتوح للمعلومات إلى وضع البحوث العلميّة الأكثر جدّة وتقدّماً، في أيدي الجميع بصورة مجانيّة، ولذا فهي حركة تفيد البحّاثة الشباب في العالم الثالث على وجه الخصوص.
ونبّهت إلى أن حركة الوصول المفتوح تركز على حرية الوصول مجاناً إلى البحوث التي تموّل من القطاع الحكومي في الدول كافة. ويعرف عن الدول المتقدّمة علميّاً بأنها تموّل شطراً كبيراً من البحوث العلمية، ويكفي القول أن مشروع الجينوم برمّته كان ممولاً من أموال عامة في دول عدّة.
وعندما توضع تلك المعلومات ضمن الوصول المفتوح، فإنها تصبح بمتناول العلماء وصانعي القرار والجمهور العام. وخلصت بريتشارد إلى القول أن الوصول المفتوح لا يلغي الملكية الفكرية، بل يضمنها عبر براءات تسمّى &laqascii117o;كرييتف كومونز" Creative Commons (ترجمتها: &laqascii117o;المبدعون العامون")، ما يحفظ التوازن بين الملكية الفكرية ونشر العلوم والمعارف عالمياً.
المصدر: صحيفة الحياة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد