عندما شنّت هجمات &laqascii117o;الأنونيموس الفلسطيني" في مطلع الربيع الجاري، كان بعضهم يخشى من وصولها إلى نُظُم المعلوماتيّة في المدن الرئيسة، وهي نُظُم تدير إشارات المرور، وحركة الطائرات، ومحطات توليد الطاقة. واستطاعت الهجمات أن تضرب مواقع الوزارات الإسرائيليّة السياديّة كالدفاع والخارجية والمالية، كما سحبت بيانات مهمة منها، على رغم الحماية الفائقة التي تحظى بها.

ومع عجز جيش &laqascii117o;الحرب السبرانية" الإسرائيلي في الفضاء الافتراضي، تولى جيش الاحتلال الفعلي ملاحقة من يعتقد بأنّهم من &laqascii117o;أنونيموس" أو الـ &laqascii117o;هاكرز" أو حتى الناشطين سياسيّاً في وسائط التواصل الاجتماعي.

وفي مقال عبّر عن الحال السائدة في الإعلام الإسرائيلي أخيراً، أشار الكاتب نحمان شاي إلى أن إسرائيل في حاجة إلى تفكير جديد في صراعها ضد ما وصفه بـ &laqascii117o;الإرهاب". وحضّ شاي جيش &laqascii117o;الحرب السبرانيّة" على السعي إلى اختراق الشبكات الرقميّة الفلسطينيّة وإضعاف عملها، معترفاً بعدم سهولة المهمة، ومحرّضاً على عدم التهاون مع ما سمّاه &laqascii117o;دولة الفايسبوك الفلسطينيّة".

ووفق معطيات معلوماتيّة، تستعمل السلطات الإسرائيليّة نمطاً من الجداول الرياضيّة المؤتمتة (تسمّى تقنيّاً &laqascii117o;خوارزميّة" Algorithm) صمّمت كي تراقب صفحات &laqascii117o;فايسبوك". وساهمت تلك الخوارزميّة في منع عشرات الهجمات ضد أهداف إسرائيلية متنوّعة، خطط لها شبان فلسطينيون.

ومن شأن تلك الخوارزميّة المختصّة بمراقبة &laqascii117o;فايسبوك" أن تساعد في التحذير من هجمات إلكترونيّة قبل وقوعها، بل إن الإعلام الإسرائيلي وصفها بأنها من الأدوات الأكثر فعاليّة في الحصول على معلومات مسبقة عن الأفراد الذين يسعون إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيليّين.

وباختصار، لم يعجز الفلسطينيّون المحكومون بالحصار الخارجي والقمع الإسرائيلي وشلل السلطة الوطنيّة، عن ابتكار حلول تقنيّة لـ &laqascii117o;الحرب السبرانيّة"، بهدف الاستمرار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فضاء الإنترنت، على غرار واقع مقاومتهم لذلك الاحتلال فعليّاً على أرض وطنهم. ومن الفضاء الافتراضي إلى الواقع الفعلي وبالعكس، يستمر صراع مرير لا تلوح في الأفق بارقة أمل بإنهائه.
المصدر: صحيفة الحياة