ملخص صفحات القضايا والرأي لهذا اليوم الاثنين 24/12/2007
جريدة السفير/ قضايا
المقال: محنة الخروج عن الفكرة اللبنانية
وسام سعادة
- يعتبر الكاتب ان الصراع الدائر منذ عقود في لبنان ليس صراعٌا بين &laqascii117o;داخل" و&laqascii117o;خارج"، ولا هو صراعٌ بين &laqascii117o;أكثر من داخل" وبين &laqascii117o;أكثر من خارج". انّما هو في الأساس صراع يتعلّق بالمعيار الواجب اتباعه للتمييز بين ما هو &laqascii117o;داخل" وبين ما هو &laqascii117o;خارج".. ذلك أن النزعات التي قالت تاريخياً بوجوب قيام لبنان كدولة ـ أمّة جاهرت بذلك &laqascii117o;أكثر من اللازم"، حيث ربطت ذلك بوجوب قيام قومية لبنانية كشكل أسطوري لتأبيد هيمنة طائفة على أخرى. أما من الجهة المقابلة، فقد كانت النزعات التي رفضت الكيانية الوطنية اللبنانية .
- يعتبر الكاتب ان أن قيامة اليسار في لبنان مشروطة بقدرة هذا اليسار على المساهمة في رفع هذه الكيانية الى حالة دولة ـ أمّة، وأن فكرة الدولة الأمة اللبــنانية تبقى، في حال تيسّر طرحها بالشــكل السوي، منهجياً وبرنامجياً، أكثر تقدمية اجتماعياً وثقافياً من كل أولئك الذين يخالون أن التقليعة الثورية الأمضى تقضي بأن ينتظم الملاحدة في فرقة خاصة الى جانب أعتى الحركات الأصولية.
جريدة السفير/ قضايا
المقال: دليـل الاغتـيـال الناجــح
نسيم الضاهر
- يعتبر الكاتب انه يمكن تسجيل نقاط في رصيد المحرضين والضالعين في قرار الشطب الجسدي، حين يتبدى مدى المامهم باخفاء خيوط عمليات التصفية، وتشتيت اقنيتها، ومسارعة جهات لبنانية، عفويا، الى اتخاذ موقف مركب يوجه الأنظار نحو شلل حاقدة غامضة، ومؤامرة مزعومة ابدية الانفلاش.
- جرت اغتيالات بدوافع سياسية، ضج بها الرأي العام دون ان تصل التحقيقات، القضائية منها والنيابية، وتوابعها الصحافية، الى نتائج قاطعة وحاسمة، بفعل اشتراك دوائر استخبارية ومافياوية في الاعداد الجرمي والتغطية المنظمة له. ..الى ذلك، يتم اغراق التحقيق وطمس المعالم وتضييع الخيوط وبعثرة الاثار الموصلة من القاعدة الى القمة...
- يفتح طابع الاغتيال السياسي الاجتهاد على مصراعيه، لانتفاء الرابطة المباشرة بين المغدور والجاني المنفذ. حيث يجد رجل السياسة اكبر قدر من المحبين والكارهين في آن، ويسهل رصد الايجابي والسيء في مساره. لذا، يأتي اغتياله بأسئلة كثيرة لجهة تحديد &laqascii117o;ارتكاباته" وماهيتها، كما يؤدي الى اطلاق المخيلة لناحية الفاعلين والمستفيدين من غيابه. على هذا المعنى، يكتسب الاغتيال السياسي صفة الجريمة الناجزة، لغموض حبكته وكثرة دوافعه نظريا، واحتماء الفاعل وراء شخصية الضحية المعقدة التي تزرع الشك في كل مكان، وتساوي اعتباطيا وبالتغطية المقصودة، بين الاحتمالات.
جريدة السفير/ قضايا
المقال:ا لمـادة 62 ـ دستـور: قــراءة مطـروحــة للمناقشــة
احمد زين
- المادة 62 ـ دستور تنص على التالي: 'في حال خلو سدة الرئاسة لاي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء'...وهي وضعت لتحكم حالة خلو سدة الرئاسة بفعل كف يد الرئيس مؤقتاً مع بقائه رئيساً للجمهورية وذلك حتى صدور الحكم من المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. فالمادة 62 كما يبدو من تسلسلها بعد المادة 60 و61 انها جاءت لاستكمال الاجراءات المتخذة عندما تتوافر اسباب اتهام رئيس الجمهورية ومثوله امام المجلس الأعلى اذ من الطبيعي ان تصبح صلاحيات الرئيس في مثل هذه الحالة معلقة.
وعملاً بتعديلات 1990 الدستورية اصبحت السلطة الاجرائية مناطة بمجلس الوزراء مجتمعا إلا ان ممارسة مجلس الوزراء لهذه السلطة تتطلب لنفاذها اجراءات مناطة حصراً برئيس الجمهورية كعمليتي الاصدار وطلب النشر مثلاً. ولذلك اقدم المشترع في تعديلات 1990 على استبدال عبارة &laqascii117o;السلطة الاجرائية الواردة في المادة 62 بعبارة صلاحيات رئيس الجمهورية ولم يكن ذلك بهدف اناطة جميع الصلاحيات بمجلس الوزراء انما لتمكين مجلس الوزراء من ممارسة صلاحيات &laqascii117o;السلطة التنفيذية" وفق ما كانت تنص عليه المادة 62 قبل تعديلها. ولا يمكن ان تكون نية المشترع قد قصدت في تعديل سنة 1990 اناطة جميع صلاحيات رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء لان من شأن ذلك تعطيل مبدأ فصل السلطات.
المادة 73 ـ دستور نصت المادة 74 على انه 'اذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس او استقالته او سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون'.
ان الاجراء الذي اتخذ عند استقالة الرئيس بشارة الخوري جاء متوافقا مع المادة 62 ـ دستور. فخلو سدة الرئاسة جاء اثناء استمرار الولاية وليس عند انتهائها فانيطت صلاحيات الرئيس في السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء. ولا بد من الاشارة هنا الى ان حكومة جديدة قد تشكلت لتتسلم الصلاحيات وكانت برئاسة ماروني هو قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب.
ان القول ان الرئاسة تناط وكالة بمجلس الوزراء عندما تنتهي ولاية رئيس الجمهورية خرق للصيغة اللبنانية كما اسلفنا اضافة الى مسائل عديدة اخرى من شأنها استبعاد مثل هذا الحل ومنها المصير الذي يصبح عليه مبدأ الفصل بين السلطات الذي هو اساس النظام البرلماني الديموقراطي. ولذلك فإن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية من دون انتخاب الرئيس البديل لا يمكن ان يكون محكوما بالمادة 62. يمكن القول ان المادة 62 ـ دستور لا يمكن تطبيقها في حال خلو سدة رئاسة الجمهورية خصوصا عند انتهاء ولاية الرئيس المحكومة اساساً بالمادة 73 ـ دستور ولا بالمادة 74 ـ دستور التي تفرض اجراء الانتخاب الرئاسي فوراً فالحل في ان يستمر رئيس الجمهورية عند انتهاء الولاية في سدة الرئاسة حتى انتخاب البديل عملا بمبدأ استمرارية المرفق العام الذي اكده المجلس الدستوري اكثر من مرة في قراراته وتم اعتماده في حالات كثيرة في لبنان.
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: كتاب 'حرب لبنان الثانية: نظرة استراتيجية'
رندة حيدر
- الكتاب صادر عن معهد دراسات الأمن القومي في اسرائيل. وهو منشور باللغة الإنكليزية على الموقع الإلكتروني للمعهد المذكور. يضم الكتاب نحو 16 دراسة وثلاثة ملاحق (الملحق الأول عن مزارع شبعا منشور ادناه) وضعها نحو 17 باحثاً وخبيراً اسرائيلياً موزعة على جزئين: الجزء الأول تناول الابعاد الاسرائيلية لهذه الحرب؛ والجزء الثاني درس الابعاد الإقليمية.
- ما يميز هذا الكتاب عما سبقه أنه يضع هذه الحرب في منظور أوسع بكثير من مواجهة غير متوازنة بين قوة عسكرية هي الأقوى في المنطقة اي الجيش الاسرائيلي وقوة عسكرية أدنى منها بكثير تمثلت بمقاتلي 'حزب الله' ويجعل منها مناسبة للتعرف على صورة 'الشرق الأوسط الجديد' الذي ظهّرته هذه الحرب والمتغيرات الإقليمية من صعود الاسلام الراديكالي الى ضعف الأنظمة العربية على حساب ازدياد الكبير في قوة المجموعات الخارجة على الدولة في العالم العربي، وتعاظم دور اللاعبين غير العرب في المنطقة وعلى رأس هؤلاء: ايران واسرائيل وتركيا.
- كاتب الدراسة الأولى شلومو بروم يشير الى صعوبة تحديد نتائج هذه الحرب التي خلفت شعوراً عاماً بالاحباط لدى الجمهور الاسرائيلي الذي اعتبر ان الحرب لم تؤدّ الى حسم عسكري واضح لصالح الجيش الاسرائيلي ولا الى الحاق هزيمة واضحة بحزب الله'. في رأي الكاتب ان الاخفاق الأساسي للجيش الاسرائيلي يعود الى امرين: عدم النجاح في مواجهة حرب العصابات والفشل في وضع اهداف سياسية للحرب. وفي رأيه ان الحرب الأخيرة يجب ان تدفع اسرائيل الى وضع سيناريوات لمواجهة حرب عصابات مماثلة على جبهات اخرى غير الجبهة اللبنانية. في الدراسة الثانية للمجموعة الاولى يعالج غيورا ايلاند عملية اتخاذ القرارات في اسرائيل، ويخصص يائير عفرون مقاله لدرس الضرر الذي ألحقته هذه الحرب بقدرة اسرائيل على الردع. اما المجموعة الثالثة تناولت الجبهة الاسرائيلية الداخلية التي تحولت في الحرب وربما للمرة الأولى الى ساحة للمواجهة تضمنت هذه الدراسات نقداً كبيراً لأداء المؤسسات الحكومية خلال الحرب وتقصيراتها في مساعدة السكان المدنيين. والتي تظهر انه طوال ايام الحرب ظل الرأي العام الاسرائيلي يدعم الحرب ويراها حرباً مبررة ولكن تأييده للقيادتين السياسية والعسكرية اخذ يتراجع نتيجة ترددهما واخفاقهما في حسم المعركة لمصلحة اسرائيل.
المواجهة الأولى غير المباشرة: قد تكون أهم دراسة تضمنها الجزء الثاني من الكتاب هي دراسة أشر ساسر عن الاطار الإقليمي للحرب ( من صفحة 175 الى صفحة 186). يربط ساسر الحرب بالمتغيرات الإقليمية التي شهدها الشرق الأوسط وأهمها: الضعف النسبي للأنظمة العربية، وصعود انظمة شرق أوسطية غير عربية، ازدياد نفوذ المجموعات التي لا تنتمي الى الدولة في حياة المجتمعات العربية، والتغير في موازين القوى بين السنة والشيعة، وهنا يبرز الدور الكبير الذي لعبه الغزو الأميركي للعراق. حيث يرى الكاتب ان العراق وقع تحت سيطرة الطائفة الشيعية العراقية ويشير الى الصعود الكبير في نفوذ الطائفة الشيعية في لبنان ومحاولاتها السيطرة على الحكم مستندة الى كونها غالبية تشكل40 في المئة من مجموع السكان وان 'حزب الله' يملك قوة عسكرية تفوق ربما ما يملكه الجيش اللبناني. يتحدث الكاتب عن الدولة ضمن الدولة التي أقامها 'حزب الله' بمساعدة كبيرة من كل من سوريا وايران التي تعتبر الحزب موقعها المتقدم لردع اسرائيل. ويشرح كيف يشكل الحزب جزءاً مهماً من الأسس الاستراتيجية الأمنية الايرانية. السؤال الذي يطرحه الكاتب هو الى اي مدى باستطاعة هذه الجهود مواجهة الضغط الذي يمارسه 'حزب الله' وايران وسوريا على الحياة السياسية اللبنانية ؟ ويخلص من هنا الى القول: 'لقد تحول لبنان الى حقل اختبار للمواجهة بين الشرق الأوسط الجديد للدول الاسلامية السنية المعتدلة المتمثلة بمصر والسعودية والاردن الساعية الى دعم الاستقرار في لبنان ولجم ايران، والشيعة واللاعبين الذين لا ينتمون الى الدول (non-state players) الذين يحاولون تغيير موازين القوى.وفي الحقيقة تجد اسرائيل نفسها في المعسكر الأول. وللمرة الأولى تجد نفسها تشكل جزءاً من معسكر الخصم ولم تعد أسيرة النظرة التقليدية لها بصفتها دخيلة على العالم العربي. ان ثمة مصلحة مشتركة بين اسرائيل والدول العربية السنية هي الدفاع عن السيادة العربية اللبنانية واضعاف الدولة ضمن الدولة التي أنشأها 'حزب الله'، والسعي الى تحجيم قدرة الحزب على قضم السيادة اللبنانية خدمة لمصالح كل من سوريا وايران '(ص 185). برأي الكاتب المطلوب الآن احتواء 'حزب الله' داخل السياسة الداخلية اللبنانية وتقوية مؤسسات الدولة المركزية واضعاف الجماعات التي لا تنتمي الى الدولة.
'النصر الإلهي والإخفاق الأرضي': في الفصل التاسع يستعرض يورام شوايتزر انجازات 'حزب الله' واخفاقاته في الحرب الأخيرة. ليلخص الانجازات بالآتي: انزال ضربات باسرائيل حتى اليوم الأخير من القتال؛ استمرار قناة 'المنار' بالبث ، مواصلة السيد حسن نصر الله اطلالاته التلفزيونية على الناس؛ النجاح النسبي للحزب في اسكات الأصوات الداخلية المنتقدة له اثناء المعارك واظهار الالتفاف الشعبي حوله. اما أهم الاخفاقات: عدم التقدير الدقيق لرد الفعل الاسرائيلي على عملية الخطف؛ لم تتحقق مقولة ان المجتمع الاسرائيلي 'خيوط عنكبوت' لن يصمد امام القصف الذي يتعرض له؛ قيام تكتل عربي – سني ضد 'حزب الله'؛ الانتقادات الداخلية التي وجهت الى الحزب بسبب الدمار والخسائر الباهظة التي دفعها لبنان وشعبه. ويرى الكاتب ان أهم التحديات التي تواجه الحزب في المستقبل القريب: التعويض على سكان الجنوب خسائرهم جراء الحرب؛ كيفية ترميم علاقاته مع السنّة والدروز. ويخلص من هذا كله الى القول ان الاشتباك بين اسرائيل و'حزب الله' لم تنته فصوله بعد.
حرب تموز والصراع على لبنان: يستعرض أيال زيسار في الفصل العاشر من الكتاب ما آل اليه الوضع في لبنان وسوريا غداة انتهاء الحرب مسلطاً الضوء بصورة خاصة على الانعكاسات او بالأحرى المحاولات السورية في توظيف انتصار 'حزب الله'. يتطرق الكاتب في هذا الفصل الى الجهود الكبيرة التي وظفها الأمين العام لـ'حزب الله' حسن نصر الله من اجل تحويل الحزب الى قوة اجتماعية وسياسية فاعلة وليس قوة عسكرية فقط سواء من خلال النواب الذي يمثلونه في مجلس النواب او من خلال ممثلية في مجالس البلديات الذين يبلغ عددهم اربعة آلاف مندوب او عبر عشرات المدارس التي يدرس فيها نحو مئة ألف تلميذ، ناهيك عن المستشفيات والعيادات وشركات التأمين وسلسلة التعاونيات الاستهلاكية. يقول الكاتب: ' لقد قصر نصر الله حياته على بناء الحزب او الامبراطورية التي ستسمح له في ما بعد بالسيطرة على لبنان. هذه العملية المستمرة منذ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000 أعطت الحزب وقادته الثقة بأنهم قادرون على تغيير الواقع اللبناني وتحقيق سيطرتهم على لبنان عبر انتخابات ديموقراطية او عبر توافق ضمن الطوائف يضمن تغيير النظام السياسي اللبناني لمصلحة الطائفة الشيعية.'
يقول الكاتب ان اسرائيل ألحقت ضرراً بالغاً بقدرة الحزب على تحقيق أهدافه. فواحد من أصل اثنين من شيعة لبنان تحول الى مهجّر خلال حرب تموز، وغالبية الشيعة الذين عادوا الى قراهم وجدوها مدمرة. ورغم ذلك ليس امام هؤلاء برأي الكاتب سوى الالتفاف حول حسن نصر الله لأنهم لا يملكون خياراً آخر.ولكن الضرر الكبير الذي لحق بالشيعة اذا كان لم يغير من تأييد الشيعة لنصر الله فانه قلص من قدرة الأخير على المناورة لا سيما بعد اعترافه في ايلول الماضي بأنه اخطأ في حساب رد فعل اسرائيل ع حدود القوة الايرانية في الشرق الأوسط الجديد.
في الفصل الحادي عشر من الكتاب يعالج ديفيد مينشاري كيف ساهمت حرب لبنان الثانية في خدمة السياسات الايرانية. فيشير بصورة اساسية الى تحول لبنان ساحة صراع لا سيما بعد صعود المحافظين الجدد في ايران لى عملية الخطف.
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: مزارع شبعا (مقاربة اسرائيلية)
عاموس جيلباو
- يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على نزاع مزارع شبعا: ما هو في الواقع، وكيف وصلت إسرائيل إليه وكيف تطوّر – واستمر في التطور – ليتحوّل مسألة. ويولّد أساساً من الوقائع للنقاش العام حول السياسة الإسرائيلية في هذا الإطار.
1967-1999: قبل انتهاء الأعمال الحربية في حرب الأيام الستة، اجتمع كبار المسؤولين العسكريين في مقر الوحدة 36 التي كانت مسؤولة عن مرتفعات الجولان. توجّه عازار وايزمان الذي كان آنذاك مدير العمليات في قوات الدفاع الإسرائيلية، إلى وزير الدفاع موشي دايان بالقول 'ألا تظن أن القوات الجوية تستحق مكافأة؟' فأجاب دايان 'بالتأكيد، اطلبوا أي شيء'. في ذلك الوقت، كانت قوات الدفاع الإسرائيلية قد وصلت إلى قرية مجدل شمس عند سفح جبل حرمون. أشار وايزمان إلى جبل حرمون وقال 'أريد أن يكون لنا موقع هناك، النقطة التي يمكن رؤية دمشق منها'.
2000-2006: ُرسل مبعوث الأمم المتحدة، تيري رود لارسن، إلى إسرائيل ولبنان، إلى جانب فريق من مسّاحي الأمم المتحدة، من أجل توضيح الخط الذي يجب أن تنسحب إليه قوات الدفاع الإسرائيلية بموجب القرار 425
طلبت الأمم المتحدة من إسرائيل ولبنان تقديم أدلة لدعم أقوالهما، وباشرت التحقيق في الموضوع بنفسها.
تقع حقيقتان تاريخيتان أساسيتان في صلب هذا الخلاف: الحقيقة الأولى هي عدم وجود اتفاق رسمي بين سوريا ولبنان حول حدود دولية رسمية، والثانية هي عدم حصول ترسيم متفق عليه للحدود. فالحدود الحالية بين لبنان وسوريا وضعها الفرنسيون عام 1920 عند إنشاء دولة لبنان.كانت لدى اللبنانيين أربع حجج:
- تشهد سجلات الأملاك السورية على أن المزارع ملك للبنانيين.
- تظهر وثائق عدة أن مسؤولين دينيين من لبنان كانوا يحيون الطقوس الدينية لسكّان المزارع.
- ورد في محاضر جزئية لاجتماع لجنة الحدود اللبنانية-السورية عام 1964، أن الجانب السوري وافق على أن المزارع تابعة للبنان، ويجب تعديل مسار الحدود.
- تظهر خريطة لبنانية من عام 1966 المزارع كجزء من الأراضي اللبنانية.
رأت إسرائيل في هذا ذريعة من 'حزب الله' لاختراع مشكلة تبرّر أعمال العنف بعد انسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية، وذلك عبر الزعم بأنها أراضٍ لبنانية محتلة. تضمنت الحجج التي رفعتها إسرائيل إلى الأمم المتحدة لإثبات أن المنطقة سورية وليست لبنانية:
- رفض الزعم اللبناني بامتلاك إفادة شراء على اعتبار أنه لا يمت بأي صلة لمسألة السيادة.
- تقديم إثبات على أن ما يعرف بمحاضر 1964 التي قدّمها اللبنانيون، هي في الواقع مزوّرة.
- تقديم عشرات الخرائط اللبنانية التي طُبِعت بعد 1964، بما في ذلك خرائط من وزارة الدفاع اللبنانية، وهي تشير بوضوح إلى أن المزارع تقع في الأراضي السورية.
- خرائط سورية تقدّم المعلومات نفسها.و خرائط فرنسية إلى جانب شهادات من مسؤولين فرنسيين وصفوا المسار الذي سلكته الحدود بين سوريا ودولة لبنان الجديد.
- كان سكان المزارع جزءاً من إحصاء سكاني سوري أجري عام 1960 (وراوح عددهم بين بضع عشرات والمئات في كل مزرعة).
- ورقة الألف ليرة لبنانية التي أُطلِقت عام 1988 وعليها خريطة لبنان. يشير مسار الحدود السورية-اللبنانية المرسوم على الخريطة، إلى أن مزارع شبعا هي في الواقع أرض سورية.
- الخرائط التي تملكها قوة مراقبة فك الارتباط التابعة للأمم المتحدة وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، بما في ذلك مناطق نشاطهما، ويظهر فيها الخط 'المقبول' للحدود السورية-اللبنانية.
- جاء في بيان الأمم المتحدة عام 1978 (عملية الليطاني) أن إسرائيل أتمّت انسحابها من كل الأراضي اللبنانية ...
- بعد اعتماد القرار 1559 في أيلول 2004 وانسحاب السوريين من لبنان في العام التالي، طرح تيري رود لارسن فكرة إخلاء إسرائيل منطقة مزارع شبعا ونقلها إلى الحكومة اللبنانية (أو في البداية إلى الأمم المتحدة).غير أن الموقف الإسرائيلي الرسمي رفض الفكرة برمتها وإذا لم يعد 'حزب الله' يملك ذريعة مزارع شبعا، فسوف يجد ذريعة أخرى، مثلاً المطالبة بإعادة سبع قرى شيعية إلى لبنان يدّعي الحزب أن إسرائيل تسيطر عليها منذ 1948.
2007: لا شك في أن مسألة مزارع شبعا ستبقى على جدول الأعمال السياسي والديبلوماسي وحتى العسكري في المستقبل. في ما يتعلق بالأمم المتحدة: يطلب البند العاشر من قرار مجلس الأمن 1701 من الأمين العام للأمم المتحدة أن يعدّ مقترحات في غضون ثلاثين يوماً حول إمكان إيجاد حل لمسائل الحدود الدولية للبنان.
فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني، هو الطرف المعني الأساسي بتسوية سياسية-ديبلوماسية لمشكلة مزارع شبعا. فبالنسبة إليه، ليست مسألة أراضٍ وحسب بل هي مسألة أساسية وتتعلّق بتوازن القوة الداخلي في لبنان والعلاقات مع سوريا: إذا نجح في إعادة المزارع إلى السيادة اللبنانية من خلال الوسائل الديبلوماسية-السياسية، فسوف يعزّز موقفه في مقابل 'حزب الله' ويفتح فصلاً جديداً وإيجابياً في علاقاته مع سوريا ويظهر أنه يتمتع بدرجة من القوة.
- إذا وافقت سوريا لسبب ما على توقيع اتفاق حدود مع لبنان يشمل منطقة المزارع، فقد تفكّر إسرائيل عندئذٍ في ملاقاة السنيورة في منتصف الطريق؛ وإلا يجب ألا تسارع إلى الانسحاب من مزيد من 'الأراضي اللبنانية' كنتيجة من نتائج حرب لبنان الثانية.
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي
المقال: ما يعرفه الرئيس ساركوزي.. ولا نعرفه نحن!
اياد ابو شقرا
- يتساءل الكاتب عن خلفيات تحرك الدبلوماسية الفرنسية ، والحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به للبلد الذي كان يعتبرها بعض أبنائه أمهم الحنون. ويتساءل بتحديد أكبر عن أربع تأثيرات كلها حتى الآن سلبية النهج والهدف والنتيجة، هي: تأثير &laqascii117o;اللوبي العوني" داخل وزارة الخارجية والبرلمان في باريس، وتأثير بعض الدول العربية المضللة (بفتح اللام) المراهنة حتى الساعة على &laqascii117o;اعتدال ما" في الموقف السوري، وتأثير &laqascii117o;اللوبي الإسرائيلي" الحريص على منع التغيير في دمشق، وتأثير التيارات &laqascii117o;الوطنية" و&laqascii117o;الاستقلالية" و&laqascii117o;الأوروبية" الفرنسية المشكّكة على الدوام في موقف جورج بوش.