جوزيت أبي تامر
في مقدمة نشرتها الإخبارية مساء أمس الأول، قررت قناة «أم تي في»: «استخدام العصا بعدما وسّعوا حقاراتهم لتشمل كل اللبنانيين ليس لتأديبهم او لتحسينهم فهذا امر مستحيل بل لتحذيرهم من مغبة التمادي في امتهان الكرامات». وسيلة إعلامية تريد استخدام العصا بوجه من تضامنوا مع الشاب باسل الأمين الموقوف احتياطيًا على خلفية «ستاتوس» كتبه على «فايسبوك» جاء فيه «صرماية اللاجئ والعامل والمواطن السوري بتسوى جمهوريتكم...».
بدأت القناة حملتها «الوطنيّة» في السابع من الشهر الحالي مع تقرير من إعداد نخلة عضيمي استُهلّ بمقدّمة أكدت ان الأمين «نال ما يستحق» ودعته في الختام «للتوجه إلى سوريا للعيش هناك» بسبب دفاعه عن اللاجئين السوريين.
لم تكتف «إم تي في» بالهجوم على الأمين، بل خصّصت تقريرًا في اليوم التالي للردّ على المتضامنين معه. استكمل عضيمي سلسلته التأديبية في تقريرٍ عرض أمس الأول، مهّدت له القناة بمقدّمة بعض ما جاء فيها: «من المحبرة الملوّثة نفسها طلعت علينا زمرة من الحناجر العميلة المتجمعة فيما يسمى صحيفة الأخبار وتلفزيون الجديد ترشق الـ أم تي في بشتى انواع الشتائم لأن هذه المؤسسة التي تضع كرامة لبنان واللبنانيين في مصاف الألوهة اخرست بالأمس حقيراً شتّاماً من طينتهم يعتبر أن صرماية اللاجئ السوري والعراقي والفلسطيني هي أشرف من لبنان وأرزه وجمهوريته».
تشي مقدّمة التقرير بالـ «كواليتي» العالية لمضمونه: «عندما يقصّر القانون في تأديب الزعران يصبح رشق الصرامي إلى مستحقيها جزءًا من القصاص». القناة المنزعجة من لغة الصرامي اصرّت على أستخدامها طوال التقرير، ووصفت وسائل الإعلام التي انتقدتها أي «الجديد» و «الأخبار» بـ « تحريضية رخيصة دنيئة مرتهنة عنصريّة وطائفيّة حتّى العظم». مع أنّ أي تقرير عن «بيع أراضي المسيحيين» او «نسبة النجاح في الامتحانات الرسمية في المناطق الشيعية» لم يرد في أي من الوسيلتين.
وجّه عضيمي سهامه بداية نحو صحيفة «الأخبار» التي انتقدت تقرير «ام تي في» الأول من خلال مقالة للزميلة زينب حاوي. لم يحترم معدّ التقرير «الإتيكيت» التي توليها القناة أهميّة كبيرة واخلاقيات التخاطب الاعلامي فقال «المدعوة زينب حاوي» واتهمها بالدفاع عن «لغة الصرامي» مع أن ما كتبته واضح الاتجاه، ولم يدافع عن مضمون ما كتبه الأمين بل انتقد معالجة قناة المرّ للملفّ.
ذهب مراسل «أم تي في» إلى حدّ السؤال إن كانت الصحيفة ترضى بمخاطبتها باللغة نفسها. كان يمكن للجملة أن تنتهي عند هذا الحدّ لكن عضيمي آثر أن يكمل تأديبه مستخدمًا اللغة التي انزعج منها: «صرماية الأم تي في بتسوى جريدتكن وشعاراتكن وعنصريتكن وطائفيتكن وأقلامكن وارتهانكن وتاريخكن واللي بيشد ع مشدكن ورئيس تحريركن شو فهمنا». ما فهمناه أن قناة المرّ تفضّل الدفاع عن وجهة نظرها على قاعدة «بيّي أقوى من بيّك».
وجدت القناة ايضًا في دفاع الزميلين رامي الأمين ورياض قبيسي عن حرية التعبير مدخلاً لتواصل معركتها مع قناة «الجديد»، فبعد التأكيد على انهما من «مدرسة الجديد». أشار عضيمي إلى أن الأمين وقبيسي لاقيا استهجانًا وسخرية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه لم يظهر تعليقًا يتيمًا يثبت فرضيته. يقول التقرير إن «الفضيحة التي عرّت القبيسي ان قام بتقديم شكوى لدى النيابة العامة على من علّقوا على كتاباته على فايسبوك ونعتوه بالأهبل». الفضيحة هنا هي في نشر معلومات خاطئة فقبيسي كما أوضح على صفحته رفع دعوى فقط ضدّ من هدّدوه بالتعرض جسديًا له.
خلاصة التقرير التي تلاها عضيمي على خلفية صور الزملاء تقول إن قناة «أم تي في» «لا تنتظر إعادة كرامة الوطن من أقلام لا تعرف طعم الكرامة إنما تنظر إلى وزارة الداخلية والقضاء وإلى وقت إصدار قرار سحب الهوّية اللبنانيّة من طارئين على الوطن والوطنية».
يبدو أن أحدهم عيّن قناة المرّ كلجنة فاحصة لمنسوب الوطنيّة لدى الصحافيين والمدوّنين والمواطنين عامة، بصلاحيّة سحب الهويّة ممن تراه طارئًا على الوطن.
المصدر: صحيفة السفير