قضايا وآراء » ملخص صفحات القضايا لهذا اليوم 1/1/2008

ملخص صفحات القضايا لهذا اليوم 1/1/2008

-السفير/حسام عيناني:
ضد التبسيط:
قسم مهم من حقيقة الوضع المسيطر على لبنان اليوم يكمن في مقولة انها انعكاس مباشر لأزمة العلاقات السعودية ـ السورية، وان تسوية بين الرياض ودمشق تؤدي فورا الى خروج لبنان من حال الاستعصاء السياسي المهيمن عليه منذ ثلاثة اعوام. فلو صح ان المعضلة اللبنانية تحل كلها عبر عودة العلاقات السعودية ـ السورية الى سابق عهدها، لانطوى ذلك على اساءة بالغة الى اصحاب المقولة هذه انفسهم,القسم المهم الآخر في حقيقة الوضع ههنا، موجود في ان تقاسم السلطة السياسية بين الطوائف بات عاجزا عن تحريك عجلة مؤسسات الدولة. لقد توقف النظام السياسي اللبناني عن العمل منذ ان انهى الحكم السوري هيمنته عليه وعاد النظام اللبناني الى حالة العطب التي وصل اليها في اواخر الحرب الاهلية. بهذا المعنى نكون اليوم في حالة استئناف للصراع السياسي الذي بدا لوهلة ان اتفاق الطائف قد وضع حدا له.. بكلمات أخرى: ان المطلوب هو الاستحواذ على آلية انتاج الزعامات السياسية الطائفية من خلال الادارة الرسمية والمواقع في الدولة، على النحو الذي تستفيد منه بقية الطوائف، وتكريس الزعامة الاحادية للمسيحيين على نحو ما حصل مع زعامات مشابهة. اما اذا كان هذا الطرح محقا او مخطئا فهذه مسألة يعود التقرير فيها الى المسيحيين. ما يعنينا هنا هو ان تغطية موضوع حماية احدى الزعامات المسيحية لمواقعها والجهد الذي تبذله للهيمنة على باقي المواقع العائدة الى المسيحيين، لا يفترض ان تمر من خلال تبني لغة الابتذال الطائفي والايحاء بالاستعداد لخوض مغامرات سيخرج المسيحيون منها خاسرين حكما.

-السفير/مسعود يونس:
طرح حزب الله بعد حرب تموز موضوع تقاسم السلطة، الثلث المعطل او الضامن كما يقال. وعندما لم تلب مطالبه انسحب وزراؤه ووزراء امل من الحكومة طارحين ان الوزارة لم تعد شرعية لأنها تخالف مبدأ العيش المشترك. إذاً ليس الموضوع، موضوع انتقال حركة سياسية او حزب من السلطة الى المعارضة، انما خروج طائفة اساسية من المشاركة. والمنطق بسيط: نحن الشيعة والشيعة نحن وعندما نخرج من الحكم فمعناه خروج الطائفة، وخروج طائفة كالشيعة من الحكم مسألة كيانية. انها ايضا مسألة كيانية بالنسبة لجمهور السنة العريض, فهذه الأزمة الكيانية بين الطوائف في النظام الطوائفي في لبنان تتموضع ضمن الانقسام الحاد بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار. كما نتراكب على محاور الصراع في المنطقة. لا يخفى على احد التحالف بين حزب الله والمحور السوري الايراني بالمقابل لا يخفى ايضا على احد التهديد الذي تستشعر به قوى 14 آذار من جانب النظام السوري وتخوفها من بسط نفوذه من جديد بواسطة حلفائه على البلد.

-النهار/نديم قطيش:
تانغو الخوف: ينتهج كل من 'حزب الله' و'التيار الوطني الحر' سياسة تضليلية في مقاربتهما للأزمة السياسية الراهنة عبر الرقص البهلواني المتعمد بين عدد من المفاهيم السياسية والمؤسسية، أبرزها مفهوها الأكثرية والتوافق. على هذا النحو لا يتردد 'حزب الله' في المجاهرة بضرورة منح المعارضة حصة حكومية توازي حصتها النيابية وفق نسب مئوية دقيقة، دقة المعادلات الكيميائية، في حين يطعن طعناً بيّناً في أي مسلك تسكله الغالبية ويُشتم منه رائحة أكثريةً،أما حين تلوح فرصة للحزب يظنها ملائمة لحشر خصومه في خانة تبعات الديموقراطية في مجتمع مركب كالمجتمع اللبناني، تراه يشحذ شفرة التهويل بالعددية ما قبل السياسية وافدا الى السياسة والشأن العام من الرحم الشيعية الولاّدة. وإذ يستعين 'حزب الله' بالإلتفاف والمواربة على رقصه بين المفاهيم يصوغ 'التيار الوطني الحر' رقصته في قالب تنظيري إختزالي لطالما إستحوذ على العقل العسكري حين يخوض غمار السياسة. فالتيار، إذ يطعن بإيديولوجيا الأكثرية لمصلحة المنطق التوافقي، في وثيقة الثوابت المسيحية، يعود ويشدد على حتمية أن يناط بصاحب الغالبية على مستوى الطائفة إدارة شؤون الجماعة الأهلية والنطق بلسان أحوالهاوإزاء هذا الرقص البهلواني بين المفاهيم السياسية، يجمع 'حزب الله' و'التيار الوطني' الحر سياق آخر يتصل بالممارسة السياسية القائمة على إخافة الجماهير إخافة تعميها عن ثقوب الخطاب السياسي. فللطائفة الشيعية قيل ذات يوم إما أن تكونوا جماهير في دولة المقاومة أو ماسحي أحذية في دولة السنيورة، وللمسيحيين يقال يومياً إن وجودكم يمر من الرابية العصية على الإستئثار بمواقع المسيحيين مروره بالقراءة الصادقة لوثيقة التفاهم مع 'حزب الله'..

-النهار/أمين قمورية:
ثلاث امنيات: أمنيتنا هذا الصباح، صباح اليوم الاول من السنة الجديدة، لا أن تحمل لنا سنة 2008 رئيسا جديدا وحكومة جديدة وتعيد فتح أبواب البرلمان، ولا أن تخلو الساحات من المعتصمين، ولا ان تحل أزمة الدين العام، ولا ان يتوقف السباب والشتائم على التلفزيونات، بل فقط ان يظل رقمنا على 'غوغل' دون رقم 'الازمة العراقية' الذي بلغ 2,200,000 'والازمة الفلسطينية' الذي بلغ 1,810,000، وأن نحظى باهتمام اعلامي وسياسي محلي وعربي ودولي أقل! قبل يومين من عيد رأس السنة أطل علينا أسامة بن لادن بصوته الشجي وحرمنا مجددا من طلته البهية التي لم نرها من زمان. وخصّنا 'مشكورا' بـ'التفاتته' معطيا 'حزب الله' دروسا 'بليغة' في مقاتلة اسرائيل، آخذا عليه انحسار عملياته وقبوله نشر قوة 'اليونيفيل' في جنوب لبنان. أمنيتنا الثانية هذا الصباح، ألا يتلهى 'مجاهدنا الكبير' بالقضايا الصغرى مثل فلسطين ومحاربة اسرائيل ووجود 'اليونيفيل' في جنوب لبنان كي لا تشغله عن واجباته 'الكبرى' التي 'نذر' نفسه من اجلها. وان يواصل انكبابه على 'الجهاد الاكبر' ويترك 'الجهاد الاصغر' في البلدين الصغيرين لبنان وفلسطين لأهلهما. أمنيتنا الثالثة، هذا الصباح، أن يعود الهدوء سريعا الى باكستان رأفة بأهلها المساكين ورأفة بنا نحن اللبنانيين حتى لا تربط أزمتنا بأزمة جديدة في الشرق الاوسط، إذ يكفينا ارتباطا بأزمات فلسطين والعراق وايران!

-الأخبار/أسعد أبو خليل:
استحالة اليموقراطية: هي إكسير الحياة في القرن الواحد والعشرين. عليك أن تعتنقها وإلا بدوتَ أسير عصر البداوة. هي الحل، ولا حلّ إلاها. الديموقراطية أصبحت أكثر من طوطم للإنسانية المزعومة. إنها مهنة. فهذا يعرّف عن نفسه بأنه &laqascii117o;ناشط ديموقراطي",حتّى الفاشيّين والأصوليّين المتزمّتين يحدّثونك عن منافع الديموقراطيّة، وهي مثل التفاحة كل يوم، ولا طبيب... فقط في سوريا وإيران، على افتراض أنّ الديموقراطيّة بنسقها الشخبوطي عمّت مختلف البلدان العربية قاطبة. وسمير عطا الله يمدح الديموقراطية، وإن لم يجد غضاضة في كتابة مديح مقزّز لمدير الاستخبارات السعودي الأمير مقرن الذي تلقّى التهاني بالأعياد من رئيسيْ مجلسيْ النواب والوزراء في لبنان.
فما معنى الديموقراطية بعد انتخابات الشمال في لبنان مثلاً؟
*بين الديموقراطية والحرية: ثم من قال إن الديموقراطية هي صنو الحرية؟ان الديموقراطيّة المعوجّة في مرحلة التحالف المخابراتي ـــــ الحريري تميّزت بعدد من الأثرياء الذين لا صفة سياسية لهم غير الثروة. ولا ينطبق هذا الكلام فقط على آل الحريري، بل على عصام فارس ونجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وغيرهم (والأخير، على ما يروي مدير حملته الانتخابية الأولى، كان يسأل مساعديه باستمرار عن اتفاق 17 أيار لأنه لم يسمع به من قبل). طبعاً، هذا لا يعني كلاماً عن دعم أو استمرارية للأنظمة القائمة، المنصاعة للمشيئة الأميركية أو تلك المتدثّرة بشعار الممانعة الفارغ. على العكس، فلا يمكن إلا تسويغ عملية قلب كل الأنظمة القائمة، لكن المعركة الديموقراطية هي المعركة الخاطئة، إذ إن المال والرجعية والطائفية كفيلة بإرجاع عبر النافذة من طُرد من الحكم من الباب العريض. والمعركة ضد الأنظمة القائمة يجب أن تستمر وتتعاظم، إنّما ليس بشعارات الديموقراطية الزائفة وإنما بشعارات اقتصادية واجتماعية وسياسية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد