د. زكريا حمودان

ينظم القرار ١٧٠١ آلية عمل قوات حفظ السلام في جنوب لبنان وهو واضح وضوح ضوء الشمس الساطع في وضح النهار. أما التسلل ليلًا فيطرح علامات استفهام حول أي تحرك جنوب لبنان، فكيف اذا كان التحرك مشبوهًا!

المتفق عليه اليوم هو أن قوات حفظ السلام تهدف الى حفظ السلام بشكل قانوني وأمني ولكن ليس تجسسي. كما أن هذه القوات تسير برفقة آليات الجيش اللبناني وبتنسيق كامل مع الجيش اللبناني. في بادئ الأمر واضح جدًا أن الحادث الذي حصل يوضح أنه لم يكن هناك وجود آليات للجيش اللبناني مع الدورية الايرلندية. 

واذا اردنا ان نبحث أكثر نجد أن الدورية الايرلندية كانت تتجه من محافظة إلى محافظة أخرى بحسب ادعاءها أي من محافظة صيدا تجاه محافظة بيروت، وفي وقت متأخر من الليل، عن ماذا تبحث هذه الدورية؟

واذا أردنا التعمق أكثر، وبحسب الجغرافيا المعروفة للجميع نحن نعلم أن اوتوستراد صيدا - صور تجاه بيروت ذو وجهة واحدة وليس متعدد الاتجاهات والمداخل والمخارج، فكيف لدورية تسير نحو بيروت تتوه فجأة وتذهب نحو منطقة فرعية بشكل مفاجئ؟ عن ماذا تبحث؟

جميع ما تم استعراضه اعلاه يؤكد بأن جميع بروتوكولات التحرك المتفاهم عليها خُرقت من خلال دورية متجهة ليلًا تعتقد نفسها انها تسير دون حسيب او رقيب.

ماذا يجمعنا مع القوات الايرلندية وغيرها لنعطيها لباس العفة؟

يعيش لبنان حربًا واضحة على المقاومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في المنطقة والعالم. وليس خفيًا على أحد أن القوات الموجودة في جنوب لبنان تعمل بشكل واضح من اجل خدمة الجهات الخارجية، وربما العدو الاسرائيلي خاصة بأن البعض من هذه القوات سبق ونفذت خروقات متعددة من الواضح أنها لم تكن عفوية. 

كما أن قوات حفظ السلام هذه تلقى كل الاحترام والتقدير داخل بيئة المقاومة بالرغم عدم وجود أي قاسم مشترك بينها وبين الشعب اللبناني سوى حسن الضيافة من جهة اللبنانيين، ودورها الأممي من جهة الامم المتحدة.

معادلة جيش وشعب ومقاومة، دون قوات حفظ السلام

من الواضح ان تحرك قوات حفظ السلام في بعض الحالات يأتي بشكل غير قانوني مستهدفًا الثلاثية الوطنية "جيش - شعب - مقاومة" من خلال محاولات متعددة من قبل بعض الدول المشاركة في قوات حفظ السلام على الشكل التالي:

١- محاولات لاستهداف المقاومة من خلال حالات مشبوهة تقوم بها بعض الدوريات التابعة لبعض الدول خارج اطار التفاهم حول دورها في لبنان.

٢- محاولات لاستهداف تعاونها مع الجيش اللبناني من خلال تحرك بعض الدوريات دون التنسيق مع الجيش اللبناني.

٣- محاولات لاستهداف اللبنانيين من خلال السماح للعدو الاسرائيلي باستباحة لبنان برًا وبحرًا وجوًا مما يضر باللبنانيين برُمتِهم.

ما حصل في منطقة العاقبية يستدعي تحقيقًا شفافًا حول حقيقة ما تحاول بعض الدوريات من حفظ السلام القيام به في جنوب لبنان، وهل سنحتاج الى قوات رقابة جديدة تحفظ لنا دور قوات حفظ السلام هذه والتي بات عملها خارج اطار عمل حفظ السلام، وربما قد يضر بسلامة لبنان واللبنانيين.