تناولت الصحف اللبنانية الصادرة السبت عدداً من المواضيع المطروحة على الساحة المحلية وركزت على قضية ما حصل قرب كنيسة مار مخايل و تفاعلات تقرير فينوغراد الإسرائيلي، وقد ورد في بعض هذه المقالات معلومات حول هذا الأحداث ورؤية الكتّاب لما جرى ولما يقف وراء التفاصيل
النهار
خليل فليحان : افادت مصادر قيادية انها تبلغت معلومات ديبلوماسية عن 'طبخة اميركية لهذا المشروع (التوطين) يتولاها نخبة من الخبراء والمستشارين بعيدا من الاضواء بطلب من البيت الابيض. واوضحت ان مقومات المشروع هي اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة في مقابل اعتذار اسرائيل عن عدم السماح لعدد كبير من الفلسطينيين بالعودة الى اراضيهم المحتلة، وهذا هو المقصود بـ'يهودية الدولة' مما يعني استحالة رجوع الفلسطيني الى ارضه، واذا حصل ذلك كله فسيعني ان السكان سيكونون من اليهود فقط دون الفلسطينيين، ويتضمن المشروع التعويض المالي للمبعدين منهم.واشارت المعلومات الى ان المناقشات تتناول في الوقت الحاضر موضوع 'تصنيف التعويضات' وما اذا كانت ستكون للدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين مثل لبنان وسوريا والاردن التي حضنتهم منذ اواخر الاربعينات ام للافراد الذين تستضيفهم تلك الدول ام للفئتين معا، ام للدولة الفلسطينية التي ستنشأ؟
وكشفت المعلومات ان المخططين لهذا المشروع يبحثون في اقتراح سيطرح على لبنان لإيفاء 30 في المئة من ديونه في مقابل تعهده عقد اتفاق مع اللاجئين الذين يستضيفهم.واشارت الى اتصالات تجري هي بمثابة 'جس النبض لدول عربية غنية من اجل تقديم المبالغ المطلوبة، واخرى صاحبة نفوذ لدعم هذا المشروع ليصبح نافذا'.
وذكرت ان الطاقم المكلف هذه المهمة يقترح لإنضاج' الطبخة 'تثبيت الوضع في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية باتباع سياسة 'خفض الاضرار' قدر المستطاع بابقاء الاوضاع في تلك الدول كما هي عليه الى اوائل الصيف المقبل من خلال اضعاف التنظيمات المسلحة فيها وافقادها صدقيّتها. ولفتت الى ان المشروع المطروح في مسودته التي هي قيد الاعداد لم يشر الى كلمة 'توطين' في اي من ثناياه.وافادت ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ترى ان الديبلوماسي الاكفأ لانضاج هذا المشروع هو السفير السابق وليم بيرنز الذي تقاعد وطلبت اعادته الى وزارة الخارجية بسبب خبرته الواسعة في هذا الملف. وفي المعلومات ايضا ان البيت الابيض مستاء من الخطط الفاشلة التي وضعها المسؤول عن الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي اليوت ابرامز على الاخص بالنسبة الى لبنان. .ولم تشأ المصادر ربط زعزعة الاستقرار في لبنان بالسعي الى امرار ذلك المشروع لانها على حد تعبيرها 'اولا لا تملك اي قرائن موثقة تثبت ذلك. وثانيا لتداخل الملفات الامنية، من ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الاخرى، الى تصفية حسابات لمنظمات اصولية لا يمكن حصرها بسبب الانكشاف الذي تجتازه البلاد بفعل فقدان المناعة السياسية وكره القيادات السياسية والفاعليات الحزبية وبعضها لبعض وحاجتها الى وسطاء لنقل المواقف حاليا مثل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي تعرض لحملات مركزة، بعدما كان سبقه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي اوقف الوساطة التي كان مكلفا القيام بها'.
السفير
جورج علم : ما جرى &laqascii117o;الأحد الأسود"، وفق بعض القراءات، لغم كبير شظّى خزان المقاومة، وأيضا المؤسسة التوأم، ولعل تأكيد العماد ميشال سليمان لـ&laqascii117o;السفير" أمس الأول، عن ان الجيش والمقاومة انتصرا في حرب تموز، تعليقا على ما ورد في تقرير لجنة &laqascii117o;فينو غراد"، قد جاء في التوقيت المناسب ليوجّه مجموعة من الرسائل باتجاه حركة &laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" والطائفة الشيعيّة، وأولا واخيرا باتجاه من يريد تغيير عقيدة الجيش اللبناني كي يكون حارسا للحدود مع إسرائيل وضامنا لأمنها، وعلى قاعدة العمل على الانتقال بالقرار 1701 من وقف الاعتداء، الى &laqascii117o;وقف إطلاق النار؟!"... وأيضا المستنفر ضدّ سوريا بحجة تطبيق ما جاء في سلسلة القرارات الصادرة عن مجلس الامن بفعل الدفع الاميركي ـ الفرنسي، بدءا بـ 1559 وصولا الى ,1701 لترسيم الحدود خصوصا في مزارع شبعا، كما تطالب حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وغالبية رموز الموالاة، وضبطها عن طريق إقفال المعابر غير الشرعيّة، ومنع تهريب السلاح والمسلحين، والتأكيد على وجوب استحداث بعثات دبلوماسيّة في كلّ من بيروت ودمشق، والتهديد والتهويل بالمحكمة ذات الطابع الدولي... والمتداول دبلوماسيّا على هذا الصعيد خطير، كون بواكير الإصرار على وجوب تغيير عقيدة المؤسسة العسكريّة قد ظهرت من الولايات المتحدة الاميركيّة مع انتعاش &laqascii117o;ثورة الارز"، وفي أعقاب انسحاب الجيش السوري في نهاية نيسان ,2005 واستعداد الحكومة يومها لتسليح الجيش وإعادة تأهيله، وتكثيف الدورات التدريبيّة لضباطه في الولايات المتحدة، بدلا من دمشق... كلّ ذلك قد جاء معززا بتوجه سياسي جديد من قبل الموالاة ضدّ سوريا بعد بدء مسلسل الاغتيالات والتفجيرات؟!. والمحاولة الثانيّة الأكثر جديّة، قد جرت في خضّم حرب تموز، عندما بدأت الكواليس الدبلوماسيّة الدوليّة تعدّ مسودّة مشروع القرار ,1701 حيث إحتدم النقاش يومها حول أي جيش يفترض ان ينتشر في الجنوب الى جانب القوات الدوليّة (اليونيفيل)؟، وما هي المهام والصلاحيات التي يجب ان تسند اليه؟!. وعندما ارتاح الاميركي ومعه الاسرائيلي ضمنا الى ذلك من خلال ضمانات قيل إنها قد قدمت من بيروت، كانت وزيرة الخارجيّة كونداليسا رايس أول المرحبين بانتشاره؟!.
المحاولة الثالثة الأكثر رمزية كانت بعد &laqascii117o; توريط الجيش" في مخيم نهر البارد في مواجهة &laqascii117o; فتح الاسلام"، وكيف تكثّفت الزيارات الرسميّة للوفود العسكرية الاميركيّة تحت شعار توفير الدعم له، والبحث في ما يحتاج اليه من أسلحة وعتاد، والى أي مدى يمكن التعاطي معه كجيش حليف يمكن ان يعتمد عليه في مكافحة الارهاب، كلّ ذلك لتدعيم مرتكزات مشروعها الكبير في المنطقة، .
أما المحاولة الرابعة فكانت مع ترشيح الموالاة العماد سليمان كرئيس توافقي، وردّ المعارضة بالتساؤل عن أسباب هذا التحوّل في موقفها، وعن طبيعة هذا &laqascii117o;اللغم؟!". وهنا تجتهد بعض الاوساط الدبلوماسيّة في القول ان أحدهم ذهب الى الولايات المتحدة ليسوّق للعماد سليمان على انه مرشّح توافقي لعلّ يسعفه الحظ ويصل الى قصر بعبدا، وتكون جائزة الترضيّة للساعي حقيبة وزارة الداخليّة بهدف الإشراف على الانتخابات النيابيّة المقبلة، و&laqascii117o;تقريص عجينها" على قياس بعض المصالح الشخصيّة &laqascii117o;لأنصار العهد الجديد"، او ما يمكن ان يعرف بـ&laqascii117o;أكَلة الجبنة" في العهد الجديد؟!.
وتؤكد المصادر ان الولايات المتحدة طالبت بضمانات انطلاقا من: مَن يكون قائد الجيش الجديد في حال انتخب العماد سليمان؟. وما هي سوابقه وتوجهاته السياسيّة؟، وهل من تغيير في عقيدة الجيش بحيث تصبح إسرائيل دولة جارة، بدلا من عدوّة؟ وما هو موقف هذا الجيش من المقاومة في الجنوب وتحديدا حزب الله؟ وكيف سيتعاطى هذا الجيش مع القرارات الدوليّة كحارس لها، مؤازر على تطبيقها، خصوصا ما يتعلّق بالجانب السوري والعلاقة مع دمشق؟!.
وتشير المصادر الى أن ترشيح العماد ميشال سليمان كرئيس توافقي جاء مثقلا بسلتين: الاولى سياسيّة والثانيّة أمنيّة.
أما السلّة الأمنيّة فتتناول الى عقيدة الجيش وقيادته، المراكز الحساسة في المؤسسة العسكريّة، او في قوى الامن الداخلي، وأي سياسة أمنيّة يفترض ان تنفّذ في لبنان من خلال إصرار أميركي على الامساك بمقابض السلطة لدى العهد الجديد من خلال الامساك بكلتا السلّتين معا؟!. وانطلاقا مما تقدّم، وبانتظار ما سيأتي به التحقيق من حقائق ومقاربات، هناك في صفوف الدبلوماسييّن من يقول: بعد الفراغ القائم سعيدا في ردهات قصر بعبدا، وتجاوز بكركي ولائحة الاسماء التي تقدّمت بها، وانسداد الافق أمام أي حوار وطني مسؤول قائم على فلسفة تقديم تنازلات موجعة ومتوازنة من كلّ الاطراف لإنقاذ لبنان، وأمام أي حلول سحريّة متوازنة، يخشى ان ينشط &laqascii117o; الطابور الخامس"، وما أكثر &laqascii117o;الطوابير" في لبنان هذه الايام، لتحييد الجيش، او تفتيته بحيث تتوافق تداعيات الفوضى الامنيّة وتتوازى مع الفوضى السياسيّة لتوفير أفضل بيئة مؤاتية أمام إسرائيل وأميركا لمعالجة بعض الملفات الإقليميّة المعقدة على حساب لبنان، وربما في طليعتها ملف التوطين؟
الاخبار
ابراهيم الامين : يرى بري أن الولايات المتحدة معنية بتأخير الحل. ويقول رئيس المجلس إن الولايات المتحدة ربما تريد أن تترك أمر إفشال المهمة العربية الى آخرين غيرها، وإلا &laqascii117o;فما هو السبب لعدم صدور أي موقف رسمي أميركي داعم للمبادرة العربية منذ الاجتماع الوزاري الأول؟". ويتابع: &laqascii117o;ربما هم يريدون نقل المشكلة الى مكان آخر، وفتح باب الضغط على سوريا من خلال المحكمة الدولية، وهم يضغطون الآن على دول عربية خليجية لكي تدفع هي تكاليف إنشاء المحكمة، كما يضغطون على الأمم المتحدة لوضع برنامج نفقات مالية أقل مما قُدم، وسبق أن أبلغوا جهات عدة في لبنان وخارجه أنهم يريدون العودة الى ملف المحكمة من زاوية كونها وسيلة فضلى للضغط على سوريا. لذلك يرى بري أن واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة في منع قيام تفاهم أو توافق سعودي ـــــ سوري من شأنه الإفساح أمام تسوية لبنانية معقولة.وفي هذا السياق تلفت مصادر دبلوماسية الى أن زيارة موسى لدمشق كانت فاشلة بمعنى أنها لم تحقق اختراقاً في جدار الأزمة، علماً بأن الدبلوماسية السعودية تظهر موقفاً واضحاً في تحميل المعارضة مسؤولية العرقلة. وتقول ذلك من باب السؤال الكيدي: لماذا لا يتم انتخاب ميشال سليمان أولاً من ثم يبدأ البحث في الأمور الاخرى؟ وبنتيجة ما يحصل، فإن لبنان أمام وقائع واضحة: لا توافق محلياً على آلية للحل، تراجع كبير في حظوظ المرشح الرئاسي سليمان، تعاظُم أزمة الثقة بين القوى السياسية على اختلافها، تعطُّل المساعي التوافقية بين العواصم العربية، انشغال الولايات المتحدة ببرنامج ضغوط جديد على إيران وسوريا، وتراجع فرنسا عن القيام بحركة مختلفة عن المتداول.
السفير
خضر طالب : ربما يبدو السؤال مباغتاً، بحيث يصعب &laqascii117o;نبش" عناصر &laqascii117o;الدعم" لمشاريع التسوية، لكن بالتأكيد أن جدية السؤال تفترض البحث بين خفايا الاتصالات عن بصيص ولو صغير يعطي دفعاً للآمال المعلقة على العودة المنتظرة لأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى. وفي الواقع أن موسى، الذي بات ملماً بتفاصيل لبنانية عديدة، يعرف أن مواقف الأطراف لم تتغيّر منذ زيارته الأخيرة، وأن عودته الحالية لن تغيّر منها شيئاً طالما أن القرار العربي بفك الاشتباك في لبنان، وكذلك في الملف الفلسطيني، لم ينضج بعد. والأكيد أن موسى لن يتوانى عن المجيء إلى بيروت ولو على &laqascii117o;أجنحة الطير"، أو ربما على &laqascii117o;بساط الريح"، عندما يلمس مؤشراً واحداً على حصول تغيير يستطيع استثماره لوضع بنود المبادرة العربية موضع التنفيذ. معنى ذلك أن أية ملامح انفراج لم تظهر في الأفق السياسي، وأن أوان الانفراج لم يحن بعد، وأنه لا توجد أية مؤشرات جدية على حصول تسوية تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية. يتهيب موسى حسابات الفشل هذه المرّة وما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات ستكون أولها سقوط &laqascii117o;اتفاق الانضباط في الفراغ" الذي أصبح هشّاً بعد مجزرة الأحد الماضي في الشياح، مع ما يحمله خطر سقوط هذا التفاهم. ولذلك فإن الاستراتيجية التي ينتهجها موسى لم تخرج من سياق &laqascii117o;الهرولة" على &laqascii117o;هامش المضمار" تضييعاً للوقت قناعة منه بأن إهدار الوقت في لبنان على الجدل السياسي &laqascii117o;فضيلة" طالما أن البديل قد يكون جدلاً ساخناً... في الشارع.
في الاستدراك، ربما تكون هناك فرصة ضعيفة. أما في الأصل، فإن الضباب الذي يغطي الأفق يخفي الآتي إلى لبنان: عاصفة وغيوماً سوداء، أم ربيعاً مزهراً؟ قد لا يبدو مجدياً التكهّن بما تحمله الأيام المقبلة، لكن ثمة مؤشرات لا يمكن القفز فوقها ومن أبرزها:
ـ جاءت المبادرة العربية في نسختها المنقّحة في سياق &laqascii117o;النفس الطويل"، برغم الدعوات التي أطلقتها، بالجملة والمفرّق، لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.
ـ غياب أي اتصالات عربية ـ عربية لاستباق، أو مواكبة، حركة الأمين العام بما يساعده على تذليل بعض العقد.
ـ لم تسجل أي حركة، مباشرة أو بالواسطة، على خط العلاقات السورية ـ السعودية.
ـ لم يرتق التعاطي العربي والدولي، مع مجزرة الأحد الماضي إلى مستوى &laqascii117o;حالة الطوارئ" بسبب ما تحويه من مخاطر مفترضة على السلم الأهلي.
ـ لم يُرصد أي مسعى من أي دولة عربية معنية، لإقناع أي فريق لبناني بتعديل في المواقف.
ـ حصول تغيير ملحوظ في &laqascii117o;قواعد الاشتباك السياسي" بين الموالاة والمعارضة.
السؤال الذي يفرض نفسه حينئذٍ عن مدى قدرة البلد على الصمود في ظل تعدد وتعاظم المخاطر الأمنية؟ وإذا كانت قيادتا حزب الله وحركة أمل قد نجحتا هذه المرة في وضع المجزرة تحت سقف &laqascii117o;اتفاق الفراغ" وتمكنتا، برغم هول ما حصل، من ضبط ردود الفعل إلى ابعد مدى، فمن يضمن لاحقاً عدم انفلات زمام الأمور إلى حدود قلب المركب بمن فيه؟
في اعتقاد قطب سياسي كبير أن الأمور ذاهبة نحو مزيد من السخونة، وأن الضوابط الموضوعة بدأت تتزعزع.
لكن النقاش يتجاوز مسالة الحفاظ على الضوابط انطلاقاً من القناعة بأنها ستتفكك حتماً، ويصبح البحث في مصير البلد بعد ذلك. في المقاربة التي يرويها القطب المذكور، أن المخاض الحالي هو تكرار لمخاض العام 1988 الذي كان أدى إلى انفراط المؤسسات فتمت بعد ذلك إعادة توحيدها مع تعديل في أدوارها والنفوذ فيها، لكن الأخطر اليوم أن هناك استراتيجية واضحة تريد من هذا المخاض أن يؤدي إلى &laqascii117o;تحلّل" الدولة واندثارها، إسقاطاً للتجربة العراقية بعد الاحتلال الأميركي حيث جرى &laqascii117o;إعدام" الدولة ومؤسساتها الأمنية والإدارية قبل المحاولات المستمرة لإعادة تشكيلها وفق صيغة جديدة مع ما يرافق ذلك من حمام دم لما يتوقف. هل كان &laqascii117o;كمين الشياح" واحداً من تلك المقدمات التي يفترض أن تؤدي إلى تلك النتيجة؟ يمكن الاستنتاج بأن &laqascii117o;الكمين" نجح في وضع إحدى ركائز تلك الاستراتيجية، ومع أن المواقف المسؤولة نجحت في تطويق &laqascii117o;الخندق الأول" لذلك الكمين، إلا أن الإطباق عليه مرهون بالخطوات اللاحقة والتي يمكن أن يكون بعضها بالنسبة للجيش اللبناني كمن يبتلع &laqascii117o;الموسى على الحدين". قد تختلف القراءات للتحرك الشعبي الاحتجاجي ودور المعارضة في تنظيمه أو التحريض عليه، لكن بالتأكيد أن أحداً لا يستطيع وضع تبرير واحد للمجزرة التي وقعت. في رأي القطب السياسي عينه أن &laqascii117o;ضرب" الجيش هو أهم مرحلة من مراحل &laqascii117o;تحلّل" الدولة باعتباره العقبة الأكبر أمام هذه العملية...
المستقبل
بول شاوول : ما جرى الأحد ومستتبعاته ومقدماته لم يفاجئ أحداً. سبق أن قيل أن قوى 8 بازار وعلى رأسها حزب 'الآلهة' الكبار بإذن الوصايتين، إنهم 'سَيُنيْشِنون' على الجيش لضرب دوره أولاً، ولتعطيله أو استيعابه... بافتعال صدامات معه تكون في الوقت الحاضر ضربة أيضاً للمرشح التوافقي الجنرال ميشال سليمان. في هذه اللحظة تستهدف الاستحقاق الرئاسي ربما عبر مواجهة الجيش، ولكن على المدى المنظور والأبعد هي حلقة ينفذها حزب الآلهة بإذن فقهاء الظلام لاستكمال شلّ ما تبقى من الدولة. عال! وهكذا يُعدم دوره على الحدود مع العدو الصهيوني وعلى الحدود الشمالية مع الشقيقة، وفي الداخل لخلخلة النظام وتسريع الفراغ الشامل واستبقاء قوة 'عسكرية' (صارت ميليشيا) وحيدة هي عسكر كانتون حزب الله والبؤر 'الكانتونية' الأمنية الأخرى. و'استبقاء' قوة فئوية واحدة (كانت ذات زمن أمل اللبنانيين عندما كانت تقاوم إسرائيل والآن تقاوم لبنان)، يعني وبدون أي شك استدراج القوى الأخرى ولا سيما 14 آذار للتسلّح أسوة بسواها: وعندها إذا تساقط الجيش كقوة موحدة ورادعة وجامعة يتقابل 'عسكر' المعسكرين بالسلاح لتعود طاحونة الدم وتدور على جسد الوطن. هذا ما نظن أن الوصايتين تريدانه عبر أدواتهما 'البلدية' أملاً بتعديل المحكمة واستعادة الحدود الجنوبية وورقة الحرب والسلم وتوقيت المواجهة (بإذن الوصايتين وتخطيطهما) ويتشرذم كل شيء: ونحسب أن قوى 8 بازار وعلى رأسها الحزب الإلهي (بإذن الوصايتين)، ترى أن لا شيء يُحسّن ظروفها ويعزز وجودها ويوفر لها مزيداً من النفوذ والهيمنة والاستفراد والاستفراس سوى نشر الفوضى في لبنان.
النهار
رندة حيدر : نشرت صحيفة 'هآرتس' تقريراً نشره تسفي برئيل أمس، رأى فيه ان المواجهات التي حصلت في مار مخايل عززت قوة 'حزب الله'، وان السيد حسن نصر الله هو الذي يقرر توجهات السياسة اللبنانية من عامين. وكتب: 'مقتل ثمانية مدنيين لبنانيين مطلع هذا الأسبوع في منطقة مار مخايل جنوب بيروت رسالة تذكير مهمة لموضوع لم تخصص له لجنة فينوغراد مكاناً في تقريرها: هل ما يحدث في لبنان سببه الحرب وما اذا كان الجيش الاسرائيلي قد فكر في المسألة عندما خاض الحرب؟ الصور الآتية من بيروت تعطي انطباعاً أن البلد بات على حافة حرب أهلية جديدة: الاطارت المشتعلة، اطلاق النار في الهواء، شائعات عن وجود قناصة على الأسطح، مع عدم معرفة من يطلق النار على من، وخطاب تحريضي من جانب كل الأطراف في لبنان.
ولكن لا شك حتى قبل صدور نتائج التحقيق في أن ما حدث خدم 'حزب الله' بصورة جيدة. ففي المعادلة اللبنانية عندما تظهر الحكومة او احد أجهزتها مثل الجيش يقمع الناس، فالرابح المباشر هو 'حزب الله'. وهكذا ففي الوقت الذي كانت فيه لجنة فينوغراد ترسم صورة عن اخفاقات اسرائيل في ظل الجدل حول ما اذا كان كلام نصر الله عن أشلاء الجنود الاسرائيليين قد أضعفه ام قواه، فان الذي لا شك فيه هو ان نصر الله هو الذي يدير السياسة في لبنان منذ عامين. ومنذ صيف 2006 هو المسؤول عن تجميد عمل الحكومة وتقوية موقع سوريا واستمرار التدخل الايراني في لبنان، وهو الذي الى حد ما يملي العلاقة بين الدول العربية وسوريا.
لقد اظهر هذا الأسبوع انه حتى عندما يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة للبحث في قرار حول لبنان، وحتى عندما يجري التوصل الى صيغة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، هناك ثغرة بين الأجندة العربية وأجندة 'حزب الله'، وهي الأجندة عينها التي فرض بها نصر الله الحرب على لبنان. فسعي نصر الله الى اعادة سمير القنطار والأسرى اللبنانيين الآخرين كما تعهد في نيسان 2006، أثمر خطف الجنود الاسرائيليين الثلاثة بعد بضعة أشهر. لقد كان هذا حساباً شخصياً بين نصر الله واسرائيل لا ضرورة لإطلاع الحكومة اللبنانية عليه. .
المستقبل
فارس خشان : المطلوب من التحقيق 'السريع وغير المتسرّع' أن يعالج بدقة التساؤلات الآتية:
أوّلاً، هل كان أحمد حمزة في موقع جغرافي يتيح للجيش اللبناني أن يطلق عليه إصابة قاتلة، أم أنه كان حين سقوطه في مرمى نظر حامل بندقية كلاشينكوف تتمركز في الأحياء الداخلية للشياح، وتالياً هل أن الرصاصة التي أصابت منه مقتلاً، هي رصاصة يفترض أن تكون 'صديقة'؟
ثانياً، إن القتيل الأوّل في احتجاجات الأحد الدامي كان بالصدفة من حركة 'أمل'، أم أنّ الموقف الذي اتخذه الرئيس نبيه بري ضد التحرك في الشارع بعدما نزل فريق 'حزب الله' الى مناطق حساسة مثل سليم سلام، كان يستدعي إثارة غرائز حركة 'أمل'؟
ثالثاً، هل إن ما حصل في منطقة مار مخايل يمكن اعتباره تظاهرة، أم أن التظاهرة، وفق تعريف القانون اللبناني، لها ضوابط بحيث يتم إبلاغ السلطات اللبنانية بها وبموعدها وبالمسؤولين عن ضبطها، .
رابعاً، أي توصيف قانوني ـ طالما أن الكلام على تحقيق ـ يمكن إضفاؤه على ما حصل يوم الأحد في مار مخايل، هل هو 'ثورة' أم أنه إخلال بالأمن، أم إنه خرق للقوانين التي تمنع إقفال الطرق العامة؟، .
خامساً، هل صحيح أن وحدات الجيش في مار مخايل قد تعرضت للرجم بالحجارة، وأن محاولة جرت للاستيلاء على آليات عسكرية وعلى بنادق الجنود؟، .
سادساً، هل صحيح أن التحرك كان عفوياً بسبب انقطاع التيار الكهربائي، أم أن المسألة كانت سياسية بامتياز .
سابعاً، من وقف وراء تشييع المعلومات الكاذبة عن قنص مورس من عين الرمانة؟، وما هو دور 'حزب الله' في ذلك، خصوصاً وأن قناته التلفزيونية أسّست على صور التقطتها رواية 'طويلة ـ عريضة'؟
ثامناً، لماذا غاب مسؤولو 'حزب الله' عن مناشدة الشارع بالتهدئة حتى الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل، .