قضايا وآراء » تقرير قضايا الصحف ليوم الإثنين 20/7/2009

- 'البلد'
علي الأمين:
 الحكومة على وقع ال1701
في موازاة محاولات طمأنته اللبنانيين من ان تأخير تشكيل الحكومة ليس امرا سيئا بل حاجة، تتطلبها المعوقات امامها، طوى نصرالله الحديث عن الضمانات لسلاح حزب الله نهائيا باعلانه انه لا يريد اية ضمانات لسلاح المقاومة. في مقابل ذلك لا يبدو الرئيس المكلف يريد الدخول في سجال علني بشأن الصيغة الحكومية، كما انه لايزال يعتقد بحسب الفريق النيابي المحيط به، انه لم يصل الى حلول لكنه سيعمد الى استنفاد كل ما لديه من امكانات من اجل الانتقال الى بر الامان الحكومي. وتبدو مسألة الوقت متفق عليها بين نصر الله والحريري، علما أن التطورات الاقليمية هي السبب في عدم الانجرار نحو المواجهة الداخلية بين الاطراف السياسية، وتشير تداعيات الخروقات للقرار 1701 جنوبا الى ان عنصرا جديدا بدأ يدخل بقوة على مسار تشكيل الحكومة، واذا كانت الخروقات الاسرائيلية لهذا القرار هي العنصر الابرز، فثمة تداعيات لانفجار احد مخازن الاسلحة في خربة سلم، تشير الى ان محاولة 'اليونيفيل' تنفيذ مهمات تتعلق بتنفيذ القرار الدولي، لقي اعتراضا ادى الى اصابة 14 جنديا فرنسيا اثناﺀ محاولتهم تفتيش احد البيوت في البلدة المذكورة، وكان الجيش اللبناني مساﺀ امس الاول قد عمد الى نشر عدد من جنوده والآليات العسكرية اثر المواجهة، في منطقة بئر السلاسل وهي احد احياﺀ خربة سلم. وبات من الواضح ان اي محاولة يمكن ان تباشرها اليونيفيل لمصادرة السلاح، او الدخول الى احياﺀ البلدات والقرى الجنوبية سوف تلقى ردود فعل قد تصل الى حدود غير محسوبة. ويمكن القول ان قواعد عمل 'اليونيفيل' تتيح لها الدخول الى الاماكن المأهولة ومصادرة اي سلاح غير سلاح الاجهزة الرسمية، لكن هذه الصلاحية لا يمكن عمليا تطبيقها من دون مواجهات مع المدنيين او غيرهم، ومن دون ان يعرف حتى الآن ما يمكن ان يتم على صعيد هذه الخروقات، الا ان حصولها في الجانب الاسرائيلي يؤمن مبررات استمرارها. ويمكن القول ان الامساك بزمام المبادرة من قبل حزب الله جنوب الليطاني يوازي في قوته، الاصرار الاسرائيلي على القيام بخروقات على الحدود وان كانت الحسابات لدى الطرفين لا تتصل بالمواجهة على الحدود، بل لحسابات تتجاوز مسرح الجنوب. لقد ازال خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الالتباس الذي قام حيال امكانية تشكيل حكومة في معزل عن الثلث الضامن، فقد استحضر شهادتي رئيسي الجمهورية والحكومة للتأكيد على ان الحكومة الحالية استطاعت ان تصدر مراسيم وتنجز مهمات عدة رغم وجود هذا الثلث فيها. ولم تش اللغة الهادئة شكلا في هذا الخطاب، عن مضمون يمكن ان يبني عليه الرئيس المكلف، لطرح صيغة حكومية لا تنطوي على تفسير آخر غير التفسير الحصري للشراكة التي ينادي بها حزب الله على هذا الصعيد، اي 'الثلث الضامن' ولا شيﺀ سواه. ورغم تفاؤل السيد حسن نصرالله بهدوﺀ هذا الصيف يظهر المشهد الجنوبي وخروقات الـ، 1701 ليفرضا برنامج مواجهة غداة تشكيل الحكومة تريدها اسرائيل بين اليونيفيل ومن تمثل وحزب الله، ومواجهة يريدها حزب الله سياسية دفاعية لكسب الحكومة.
- 'البلد' 
بانوراما:
الحكومة بين الغموض البنّاﺀ وسوﺀ الإنقشاع المريب
الرئيس نبيه بري كان أكثر حماسة لتحديد موعد قريب  لولادة الحكومة حين توقعها قبل نهاية الشهر في الوقت الذي أوحى السيد حسن نصرالله أنها بعيدة المنال عندما دعا إلى عدم الإستعجال تفادياً لدعسات ناقصة. وهاتان 'السرعتان' في التقويم للفريق الواحد تعكس ليس بالضرورة وجود ' قراءتين' بل ربما ما يشبه 'التكتيك' للوصول الــى نتيجة واحدة.ثــمــة مــن يعتقد ان الرئيس بري 'اللاعب الماهر' على الطريقة اللبنانية يوحي بولادة قريبة للحكومة لحرف الانظار عن شروط المعارضة، التي تقف بطبيعة الحال وراﺀ تأخير اعلان تشكيلة الحكومة، وان موجات الــتــفــاؤل الــتــي يتعمد ضخها ما هي الا للتعمية في 'مناورة' يراد منها في نهاية المطاف تحميل 'الطرف الآخر' مسؤولية الإخفاق في الولادة السريعة لحكومة 'الشراكة الحقيقية'. امـــا نــصــرالــلــه الــــذي لا يــريــد ضمانات حول السلاح او ضمانات من المحكمة الدولية، فبدا كمن يضع شروطه على الطاولة وينتظر، عندما كـشف انه كان طلب من زعيم الاكثرية البرلمانية، الــقــادرة على تغيير الحكومة متى، تشاﺀ الذهاب الى حكومة 'الثلث الضامن' اقله لاختبار نيات المعارضة المستعدة للتعاون. بمعنى ان الامين العام لـ 'حزب الله' يجد ضمانته في 'الثلث الــضــامــن' حتى لــو اقتضى الامــر الانتظار طويلاً. و 'السرعتان' في تقدير المسافة للوصول الى هدف واحد لا تقتصر على مقاربة أطــراف المعارضة بل تمتد الــى داخـــل فــريــق الأكثرية لــتــعــكــس قــــــراﺀة واحــــــدة ولــكــن 'بتوقيتين' يخضعان لمقاربات مختلفة لظروف تشكيل الحكومة والملابسات المرتبطة بأدوار فرقاﺀ الــداخــل والـــخـــارج عــلــى حــد ســواﺀ وتأثيرها على مجريات الحركة في اتجاه توفير المناخ الملائم لولادة الحكومة. اللافت ان اطرافاً في نادي الاكثرية وصلت في حد تظهيرها لامــكــان ولادة الحكومة فــي وقت قريب الى رسم سيناريو متكامل: يعلن الملك عبد لله بن عبد العزيز مــوعــد زيــارتــه لــســوريــة، تسحب دمشق مطلب الثلث المعطل، يشكل الحريري حكومته ويذهب الى سورية في اطار قمة ثلاثية لبنانية ـ سورية ـ سعودية بالتزامن مع زيارة الملك عبدالله، ثم يعود الحريري للمثول بحكومته امام مجلس النواب لنيل الثقة. وفي رأي اصحاب هذا السيناريو ان خــطــواتــه ستتم قــبــل نهاية الشهر الجاري انطلاقاً من معطيات تشير الى تقدم الحوار السعودي - السوري المتعدد الملفات وبلوغه مر حلة صيا غة تفا هما ت تطا ل لبنان وفلسطين والعراق والعلاقات العربية - الايــرانــيــة، بعدما قررت دمشق تطبيع علاقاتها مع العواصم العربية ومدّ يدها للمجتمع الدولي والتصرف على اساس انها ليست جزﺀاً من الملف الايراني مع حرصها على تحالفها مع طهران. هذا التصور يعاكس توقعات اخـــرى لـــدى بــعــض اطــــراف فريق الاكــثــريــة، واســتــنــاداً الــى مقاربة الملفات عينها، اذ ثمة من يعتقد ان الحكومة لن ترى النور في وقت قريب وقد تكون مؤجلة الى امد بعيد لأنها باتت جــزﺀاً من واقــع اقليمي يرتبط بما ستؤول اليه التطورات في ايران بعد التصدع الداخلي، وما قد يكشف عنه القرار الظني للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما قد تفضي اليه المساعي الاميركية حــول عملية السلام في المنطقة و 'التموضع' الذي قد تذهب اليه سورية في ضوﺀ هذا الحراك. ولأن كــل ذلـــك يــجــري دفعة واحدة، فانه لا يمكن عزل مجريات تشكيل الحكومة عن هذا المخاض، وخصوصاً ان الحوار الداخلي لانضاج ظـــروف ولادتــهــا يــتــجــاوز مسألة المعادلات الرقمية ليطال عناوين مثل المبادرة العربية للسلام، القرار، 1701 المحكمة الدولية، اضافة الى البند الدائم الحضور تحت الطاولة وفوقها والمتمثل بالسلاح. وفي حمأة كل ذلك جاﺀت حوادث 'جنوبية' بالغة الدلالات وكأنها اشبه بتمرين يعيد الامــور الــى 'المربع الاول'.
- 'السفير'
حلمي موسى:
حرب لبنان الثانية صرخة إيقاظ لا تزال تدوّي في إسرائيل بعد ثلاث سنوات من نشوبها
في الثاني عشر من تموز, أي قبل حوالى أسبوع, عقد مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب ندوة حول حرب لبنان الثانية استضاف فيها قادة عسكريين وأكاديميين ممن يؤخذ برأيهم في صنع السياسة في إسرائيل. وكان الهدف الأساس من هذه الندوة التي عقدت بعد مرور ثلاث سنوات بالضبط على شن تلك الحرب على لبنان الوقوف عند معانيها وأبعادها وما مثلته بالنسبة لإسرائيل. ولأن قسماً من المحاضرين, وبينهم رئيس الأركان حينها الجنرال دان حلوتس ونائبه الجنرال موشيه كابلينسكي, هم من رموز الفشل فإن جزءاً من الكلام كان مجرد تبرير. ومع ذلك فإن حجم الصدمة من نتائج الحرب دفع حتى المتمسكين بالتبريرات للإقرار بكثير من الأخطاء في السلوك والتقدير. ومن الجائز أن العنوان الأساس الذي خرج من تلك الندوة هو أنه ورغم كل ما قيل في الحرب تلك وعنها فإن إسرائيل لا تملك سوى خيارات الماضي: ما لا يتحقق بالقوة يمكن أن يتحقق بمزيد من استخدام القوة. وقد كانت هذه خلاصة كلام الجنرال حلوتس الذي أكد أنه لو تعرض للظروف نفسها اليوم لأوصى الحكومة الإسرائيلية بالعمل وفق ما أوصاها به قبل ثلاث سنوات. وقد يذهب البعض إلى حد اعتبار كلام حلوتس نوعا ًمن &laqascii117o;الكفر عناد", وهو ما لا يجانب الحقيقة تماماً. ولكن المسألة في جوهرها أعمق من ذلك. فالقدرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي ليست معدّة للتباهي والتفاخر وإنما للاستخدام. ورغم علوّ الصراخ الإسرائيلي بالاستناد إلى &laqascii117o;قوة الحق التاريخي" فإن أحداً من قادة إسرائيل لا يؤمن بأن وجود هذه الدولة, وبالتالي استمرارها, يرتكز إلى أي شيء عدا &laqascii117o;حق القوة". وربما أن ما نشهده في السنوات الأخيرة من إصرار على وجوب اعتراف العرب والفلسطينيين بـ&laqascii117o;يهودية الدولة" ليس أكثر من محاولة ابتزاز أخيرة لتحويل حق القوة إلى قوة الحق, وبأثر رجعي. ورغم القناعة بأن حرب لبنان الثانية أحدثت ندوباً واضحة في العقل الإسرائيلي جراء &laqascii117o;كي الوعي" الذي أحدثه صمود المقاومة وقدرتها على منع العدو من تحقيق أول أهدافه وهو &laqascii117o;حسم المعركة" ونجاحها في إطالة أمد المعركة وشلّ حياة حوالى مليون ونصف إسرائيلي حتى اليوم الأخير منها, فإنه يصعب القول إن إسرائيل تعلّمت الدرس. وثمة من أكد أن نتيجة الحرب كانت أقرب إلى التعادل مما يعني في ميزان القوى خسارة إسرائيلية واضحة. وقد اعتبر المعلق العسكري لصحيفة &laqascii117o;هآرتس" عاموس هارئيل أن &laqascii117o;النتائج الميدانية كانت أقرب إلى التعادل, لكنها اعتبرت فشلاً، لأنها لم تلبّ التوقعات المسبقة لدى الإسرائيليين قبل غيرهم". وهكذا فإن اندفاعة الجيش الإسرائيلي لإعادة تأهيل نفسه ترمي إلى استعادة ثقة جمهوره به وهي الثقة التي تزعزعت في تلك الحرب. ولكن إعادة التأهيل هذه لم تشمل تقريباً أي تغيير في النظرة التي كانت قد تبلورت في الجيش الإسرائيلي والتي أطلق عليها خلال الحرب اسم &laqascii117o;نظرية الضاحية". وتقوم نظرية الضاحية أساساً على قاعدة أن &laqascii117o;رب البيت جن"، وأنه لم يعد يؤمن بـ&laqascii117o;التناسب" بين الفعل ورد الفعل وأن على الجميع في محيطه المباشر والبعيد الابتعاد واتقاء شره. ومن البديهي أن نظرية كهذه ما كان لها أن تتبلور من دون أن ترتكز إلى إحساس قويّ بفرط القوة المتوفرة وهي هنا في الأصل قوة نارية. ولكن هذه النظرية تستند كذلك إلى عنصرين لا غنى عنهما: الأول إحساس بتقبل القوى الأكثر تأثيراً في الحلبة الدولية حالياً, الولايات المتحدة وأوروبا للفعل الناري الإسرائيلي ولو بشكل مستتر. والثاني إدراك بأن الوضع الإقليمي العربي عاجز عن توفير ردّ مؤلم وواسع. وربما لهذا السبب فإن أكثر العسكريين الإسرائيليين, سواء منهم من انتقد الأداء في الحرب أو من أيده, لا يختلفون جوهرياً حول تفعيل القوة النارية الإسرائيلية وإنما قد يختلفون حول سبل تفعيلها. وقد ارتكز رئيس الأركان الحالي الجنرال غابي أشكنازي في حربه على غزة إلى &laqascii117o;نظرية الضاحية" مطوراً أبعادها بحيث تلغي القوة النارية حصانة كل شيء. لا البيت آمن, ولا المدرسة ولا المسجد ولا المستشفى ولا حتى مؤسسات الأمم المتحدة. والمهم هو أن يتحقق في نظر إسرائيل ما تسمّيه &laqascii117o;استرداد قدرة الردع". وكانت قدرة الردع, على الدوام في إسرائيل, تعبيراً عن فترة الهدوء التي تطول أو تقصر تبعاً للظروف. غير أن هذه القدرة تغيرت بشكل كبير منذ انتقال العدو في نظر إسرائيل من كيانات &laqascii117o;الدولة" إلى كيانات &laqascii117o;ما دون الدولة". وهي التعابير التي تطلق على منظمات المقاومة الفلسطينية والعربية، خصوصاً اللبنانية. ونظراً إلى أن ضوابط ومسؤوليات قوى &laqascii117o;ما قبل الدولة" أقل بكثير من ضوابط ومسؤوليات الدول فإن قدرة الردع الإسرائيلية باتت أضعف فعلياً، رغم أن البطش وقوة النيران صارت أشدّ. وهذا ما دفع كثيرين, حتى في إسرائيل, للتساؤل عن الحكمة في تطوير نظريات &laqascii117o;الضاحية" و&laqascii117o;الجنون". بل إن البعض ذهب إلى حد اعتبار أن الاستخلاص الحقيقي من حربي لبنان وغزة هو خسارة إسرائيل قدرتها الفعلية على التأثير على المدى البعيد. ففيما استقرّ في ذهن الأنظمة العربية أن إسرائيل قوة راسخة على الصعيد الإقليمي والدولي ازدادت القناعة الشعبية العربية والإسلامية بوجوب مجابهة إسرائيل ونزع أي شرعية عنها. ولهذا فإن مظاهر الخطر تتغير وتزداد تعقيداً سواء لدخول العنصر الصاروخي أم لأن القناعات الشعبية تجعل من إسرائيل عدواً شخصياً. والواقع أن أحداً لا يستطيع تجاهل التطورات الداخلية في إسرائيل والتي تبرهن على أن سياسة &laqascii117o;رب البيت جن"، لم تعد حكراً على العسكريين وتجاه الخارج العربي فقط وإنما باتت لها أوجه داخلية أيضاً. وثمة من يرى أن استطلاعات الرأي التي تظهر توسّع قناعة الجمهور الإسرائيلي بانعدام فرص السلام في المنطقة وتظهر أيضاً ازدياد قلقه الوجودي. وهذا ما يفسر الاندفاعة الحالية نحو التطرف السياسي ونحو الفاشية الداخلية. إنه الاقتراب من اليأس كما يرى البعض.
- 'البلد'
علي ضاحي:
'تواطؤ' داخلي على مساكنة هادئة في انتظار التشكيل
بات واضحاً ان فريقي الاكثرية والاقلية متفقان على تمرير هادئ ومتأن لتشكيل الحكومة العتيدة، حتى ان هناك شعوراً سائداً بوجود 'تواطؤ ضمني' بين الفريقين بمساكنة 'حبية' تحت سقف استمرار 'سلس' لحكومة تصريف الاعمال وتسيير شؤون البلاد دون 'ضربة كف' في انتظار ما ستتمخض عنه مشاورات الرئيس المكلف. ثمة اعتقاد بأن الرئيس المكلف تشكيل الــحــكــومــة الــنــائــب سعد الحريري يريد ان يعطي المشاورات اللازمة وقتها، في ظل عدم استعجال المعارضة عملية التأليف، وبالتالي ووفقاً لمصدر متابع ان 'لا رغبة لأي مــن الطرفين فــي تفجير الــوضــع او نسف سقف المساكنة التي ارساها اتفاق الدوحة وما تلاه من مصالحات ومشاورات عربية ودولية في ما بعد'. ويــتــابــع الــمــصــدر 'صـــار جليا ان المعارضة، التي اعلنت مراراً وتكراراً تلميحاً وتصريحاً انها لــن تدخل الحكومة الجديدة الا بمعايير الشراكة الفعلية والــتــي يــمــكــن ان تكون ترجمتها تارة عبر الثلث المعطل وتارة اخرى عبر النسبية وطوراً عبر صيغة الوزير الملك او المرجح، ولكن ما تطلبه المعارضة فعلياً وابلغت قياداتها الحريري به هي انها تريد ضمانات جدية وفعلية من الرئيس المكلف وبالصيغة التي يراها مناسبة، او ما يعني ان يأخذ الحريري وقته كاملاً والمعارضة تنتظره كــي يستنبط صيغة تطمئنها وتريح جمهورها'. ويضيف المصدر: 'في الاسبوع المنصرم عمد الرئيس المكلف الى تكثيف لقاﺀاته التشاورية مع حزب الله والتيار الوطني الحر والاحــزاب الاخـــرى وخــرجــت الجوجلة بصيغة 15- 10- 5 مع توزير شيعي لكنها لم تلق القبول'. ويـــلـــفـــت الـــــى ان 'الـــحـــريـــري والمعارضة متفقان على استمرار المحاولة بعمليات جوجلة الصيغ والمشاورات للوصول الى حكومة مرضية للجميع'. وفي ما خص خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى الاولى لعملية 'الرضوان' يرى المصدر ان خطاب نصرالله أعاد رسم خطوط مرسومة اصلاً في الموضوع الداخلي وهي النية الصادقة بالتعاون مع الحريري وإعــطــائــه الــوقــت الــــلازم للخروج بالصيغة المرضية للجميع دون ان يسمي الثلث الضامن او المعطل لكنه اعاد تصويب وتأكيد المقاومة والمعارضة، وفي موضوع السلاح والصراع مع اسرائيل يقول المصدر أن نصرالله قام بربط نزاع علماً انه لم يذكر يوماً ان حزب الله تخلى عن الصراع مع اسرائيل. فــي ســيــاق آخــر متصل بالجبهة الجنوبية يستغرب قيادي بــارز في حزب الله الضجة الاسرائيلية حول قيام المدنيين بالتقدم نحو اراضيهم الزراعية في كفرشوبا وداخــل الخط الازرق لإزالة الخرق الاسرائيلي هو خرق للقرار، 1701 بينما استمرار الاحتلال الاسرائيلي للنصف الشمالي لبلدة الغجر اللبنانية ليس خرقاً'. ويؤكد القيادي ان من' يخرق القرار الدولي عشرات المرات يومياً هي اسرائيل للسيادة اللبنانية وهو بلغ حتى الآن 10 آلاف خرق وفقاً لسجلات الامم المتحدة الشهرية منذ 14 آب من العام2004'.
- 'الحياة'
بهاء أبو كروم(كاتب لبناني):
هل يدفع أطراف 8 آذار &laqascii117o;حزب الله" إلى الخيارات الصعبة؟
... سورية هذه المتصالحة مع الغرب والمتجاوبة مع الأجندة الدولية عموماً والعربية نسبياً تبتعد بشكل مطرد عن أي صراع إقليمي مسلح قد يطرأ في لحظة من اللحظات. والمظلة التي تشكل شرعية لنظامها اليوم لم تعد مظلة تقليدية أو تتصل بالماضي وتتعلق بقدرات إيران و &laqascii117o;حماس" و &laqascii117o;حزب الله" إنما تحولت إلى إطار مستقبلي متصل بالحلقة الأوروبية والأميركية واستراتيجية الانفتاح الاقتصادي والسياسي والتعاون مع المجتمع الدولي والتجاوب لحل القضايا العربية الحساسة في فلسطين ولبنان إذ استطاعت سورية التأكيد بأن لا سلام من دونها وأن دورها الإقليمي يمكن أن يتناسب مع متطلبات الإدارة الأميركية الجديدة وشروط الشراكة الأوروبية على قاعدة التقدم نحو مزيد من الخطوات الليبرالية حتى لو كانت الديموقراطية أقل. وبالتالي فهذا الذي طرأ في التموضع السوري يطرح كثيراً من الأسئلة التي ترتسم حول مقدار انكشاف القوى التي ارتبطت بها أمام ما يمكن أن تحمله لها التسويات أو الاستحقاقات المقبلة. أين &laqascii117o;حزب الله" ومظلته من كل ذلك؟ لقد أظهرت نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية وما تبعها من حركة مشاورات محلية وإقليمية أن الهاجس الذي حكم حركة &laqascii117o;حزب الله" كان مسألة &laqascii117o;الضمانة" أو الحماية التي استوجبت من الحزب اعتماد مقاربة جديدة على ضوء معطيات عدة منها إعادة التموضع السوري ونتائج الانتخابات اللبنانية وأزمة إيران الداخلية، ثم الأهم من هذا كله هو محاولة استشراف الاستحقاقات التي سيواجهها &laqascii117o;حزب الله" في المستقبل مثل القرار الظني للمحكمة الدولية أو الاستهداف الإسرائيلي للبنان والإلحاح الدولي الذي يلقى ترحيباً من دمشق بإدخال لبنان إلى المفاوضات مع إسرائيل وموضوع التوطين. يظهر &laqascii117o;حزب الله" وكأنه يبحث عن تفاهم إقليمي يُقر بقدرته على لعب دور إيجابي في لبنان والمنطقة وبدا أنه يدفع باتجاه رعاية سعودية واحتضان عربي يمهد لترميم علاقته بالعمق السني انطلاقاً من إقراره بنتائج الانتخابات اللبنانية ومن ثم تخليه عن الثلث المعطل في حكومة سعد الحريري، لكنه من جهة ثانية بدا ضحية ارتباطه بحلف 8 آذار الذي يمنعه من العمل وفق خصوصيته ووضعيته الإقليمية التي تتطلب منه الدخول إلى الحكومة وترميم علاقته بالسنة والدروز الذين يشكلون الحاضنة الديموغرافية الأقرب فيما لو تكررت حرب تموز (يوليو) ونزح الجنوبيون من قراهم. لقد أراد &laqascii117o;حزب الله" من الانتخابات النيابية أن تشكل استفتاءً على سلاحه فجاءت النتيجة معاكسة وذهب إلى درجة التحدث عن تغيير يطال مصادر تسليح الجيش اللبناني بعد الانتخابات. من جهة أخرى راحت الديبلوماسية الإيرانية إلى درجة المقايضة المسبقة مع الغرب على اعتبار أنها وصلت إلى شاطئ المتوسط ديموقراطياً. زاد الرهان الإيراني على &laqascii117o;الديموقراطية" اللبنانية من تعريتها وظهر أن الوسيلة الوحيدة لزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة تتم بالوسائل والأطر غير الديموقراطية. الخطِر في الموضوع أن تبني إسرائيل على هذه المستجدات وأن تذهب باتجاه استفراد &laqascii117o;حزب الله" على قاعدة أنه معزول داخلياً ومُتخلى عنه إقليمياً، فيما تبتعد إيران عن دائرة التأثير كلما اقتربت سورية من الغرب والعرب. ومن هذه الزاوية يمكن فهم الحركة التي يقوم بها بعض أركان 14 آذار الذين ورغم اصطدامهم سياسياً وعسكرياً مع &laqascii117o;حزب الله" في السابق إنما يدفعون اليوم باتجاه عدم انكشافه أمام إسرائيل وفقاً للقاعدة التي تقول أن ضمانة &laqascii117o;حزب الله" تتلخص بالإجماع اللبناني على دوره والذي تقرره طاولة الحوار. إنما غير المفهوم حتى الآن هو أن يعمل بعض حلفاء &laqascii117o;حزب الله" على الاستقواء به مجدداً ودفعه إلى خيارات صعبة تزيد من خصوماته وبالتالي انكشافه أمام التحديات.
- 'البلد'
بيار عقيقي:
'رباعي' يتحرّك وسط اختراقات نوعية.. النيو- ألياذة المسيحية... اسمعوا ولا تنفّذوا
..ربما لم تعد ساحة 14 آذار تتسع للنائب وليد جنبلاط، وربما يقرأ ما لم يقرأه غيره، لكنه مؤكد أنه لن يعود الى ما قبل 7 حزيران 2009. حرّ هو رئيس اللقاﺀ الديمقراطي، وحرّ في ما يقول، لكن رد الفعل عند مسيحيي الأكــثــريــة لــم يــأت كما يــجــب. ففي الوقت الذي يسعى فيه أبو تيمور الى لملمة أوضاعه يمنة ويسرة، مخترقا 'حدود' الضاحية الجنوبية، ومستعدا للنزول 'خلف خطوط' الرابية، يُشبع الوضع السياسي اللبناني بأفكاره الجديدة - القديمة، ينتقد حيث يعتقد أنه يجب الانتقاد، ويمدح حين يحين آن المديح. حرّ هو، الى أن تكلم عن 'التجمّع القوي'، الذي يضمه وحزب الله وتيار المستقبل وحركة أمل. وتبدأ ملحمة الألياذة اللبنانية. تــخــوّف مسيحيي الأكــثــريــة من احتمال قيام حلف رباعي جديد، يطيح بتحالف قوى 14 آذار، وتخوّفهم في مكانه، بناﺀ على كلام جنبلاط، رغم أن الأخير لم يُصرّح علنا بما يقوله الآن، قبل الانتخابات، وإلا لكان هناك حديث آخر، وخصوصا في الساحة المسيحية. تــأجــيــل جــنــبــلاط لــمــواقــفــه، جعله 'يفي ديناً' عليه، يُضاف الى قائمة 'الاستحقاقات' التي دفعها منذ 'تخلّيه' عن حلفاﺀ له في الانتخابات الأخيرة. لم يعد زعيم المختارة يرى حرجا في الافصاح عن مكنوناته، رغم أن هذا النوع من الكلام المباح يؤدي الى تغيير التوازنات الداخلية، لكن دون تفكيك عناصر التوافق السياسي الضرورية في لبنان.ماذا يؤثر التحالف الرباعي الجديد أو التجمع الــقــوي أو الــتــلاقــي لنبذ الفتنة والمذهبية الاسلامية... ماذا يؤثر على التركيبة اللبنانية ككل؟. يؤثر هــذا النوع من الاصطفاف إن حصل، الــى حالة شبيهة بما سُمّي بالاحباط المسيحي أيــام الوصاية السورية، وسيشابهه في ما خصّ بدﺀ عهد 'الاحباط'...كل المعلومات تشير الى أن أي نوع من التحالف الرباعي لن يتم، خصوصا وأن حزب الله وحركة أمل يرفضان تحديدا هــذا الــمــوضــوع. فالثنائي الشيعي يرغبان بوجود العماد ميشال عون معهما، ليكون الحلف خماسيا، اذا حصل. فهما يدركان أن أي خلل في هكذا ملف، سيؤدي أولا الى 'خديعة' شبيهة، 2005بالـ كما اعتبراها وقتها، وسيجعل من المسيحيين في خندق واحـــد، ينتظرون مــأســاة سياسية....
- 'الأنوار'
فؤاد دعبول:
حوار الأديان يسبق صراع المذاهب والعالم يرى فيه شهاب الاطمئنان.. حكومة الوحدة الوطنية بين (المصير الأبيض) و(العدوان الأسود) على أبواب (خريف الغضب)
...بدأ الحوار بين الرياض ودمشق، وشاركت في جانب منه القاهرة، لطيّ صفحات الخطر المحدق بالعواصم المتنازعة: ضربة اسرائيلية تروج لها الدوائر الصهيونية وتوجه دفعة واحدة الى سوريا ولبنان والى الجمهورية الاسلامية في ايران. جاء تكليف الرئيس سعد الدين الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، لتطويق المؤامرة الاسرائيلية، الا ان المعارضة اللبنانية أرادت أن تلعب الورقة السورية (صولد): تعترف بنتائج الانتخابات النيابية الجديدة، مقابل احتفاظها بالثلث المعطل، أو الضامن للحوار والوفاق، وهي تدخل الحكومة مجتمعة، ولا تشارك فيها متفرقة. أي ان ما تريد أن تأخذه، لن تخسره بالمفرَّق. طلع الاستاذ نبيه بري بـ (لعبة ذكية)، أي اعطاء الموالاة ما رفض اعطاءه لها قبل انتخابه رئيساً للمجلس النيابي الجديد. فقد سارع (الاستاذ) الى مدّ الجسور بين الأكثرية الفائزة، والأقلية الخاسرة للانتخابات، وراح يمهد لعقد عرى التواصل والحوار مع الرئيس المكلف، ولاقاه في مساعيه (نجم الأكثرية) الاستاذ وليد جنبلاط، الذي راح يعزف على العود تارة وعلى الكمان أحياناً ما يشبه معزوفة (الحلف الرباعي) الذي أنتج الانتخابات السابقة. ووليد بك قارئ سياسي ذكي، وحاذق، وكان همّه أن يستوعب الحرب الشيعية - السنّية، والتي كادت أن تمتد الى الطائفة الدرزية في الجبل، لولا انه بادر الى تكليف الأمير طلال ارسلان بقيادة الحوار مع (حزب الله) ونجح وزير الشباب والرياضة في مسعاه لدى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، و(أهداه) وليد بك مقعده النيابي في عاليه، من دون أن يأخذ منافساً له على لائحته. تأخر التأليف الحكومي، وتقدم الحوار السياسي بين الأحزاب الأربعة: (تيار المستقبل)، حركة (أمل)، (حزب الله)، والتقدمي) وقامت قيامة الأحزاب المسيحية في (الأكثرية)، وهي (طالع دينها) من فوز العماد ميشال عون في الانتخابات. عاد الحوار الساخن الى الساحة المسيحية، و(طار) الاستاذ وليد جنبلاط الى الديمان لطمأنة البطريرك صفير الى تحركه، والتأكيد على ان (مصالحة الجبل) لن تهتز، بفعل العودة الى إحياء (التحالف الرباعي)، لأن هذه العودة شكلية اكثر مما هي عملية، وهدفها تدارك الحرب المذهبية بين المسلمين، ولن تكون على حساب المسيحيين. الا ان دهاء بعض قادة المعارضة، أقلق غباء بعض وجوه الموالاة. فراحت تطرح أسئلة من نوع: هل يذهب سعد الحريري الى سوريا قبل التأليف أم بعده? هل عادت سياسة (العزل) للقادة الموارنة? هل يتم اللقاء بين السيد حسن نصرالله ووليد جنبلاط، قبل زيارة الرئيس المكلف لدمشق، أم بعدها? هل يتصالح العماد عون والزعيم (التقدمي) بعد طول جفاء? هل يتم العزف على المصالحات المسيحية - المسيحية مجدداً، رداً على التجاهل لهم في الموقع الآخر، اذا ما جاز التعبير، خصوصاً بعد زيارة النائب سامي الجميل لبنشعي، وامتداد المرونة الى العماد عون في علاقاته مع الرئيس المكلف، وتكثيف زيارات (حزب الله) الى الرابية من جهة، والوزير جبران باسيل للرئيس المكلف باسم العماد عون?... وفي رأي الاستاذ ميشال اده، أن العدو الاسرائيلي يضمر نيات خبيثة وعاطلة تجاه المنطقة، وأن حكومة نتنياهو تخطط لتوجيه ضربات، لا ضربة واحدة على أبواب الخريف، الذي يسميه (خريف الغضب) الجديد، على نحو ما كان يسمي الاستاذ محمد حسنين هيكل التطورات العاصفة في الشرقين الأدنى والأوسط.. وتوقع إده أن توجه اسرائيل ضربة مزدوجة الى (حزب الله) في الجنوب، والى الجمهورية الاسلامية في ايران، للقضاء على قواها النووية، وهذه مفاعيل تهدد أخطارها العالم كله، لا لبنان فقط، ولا الشرق الاوسط وحده....كانت الحوادث التي وقعت بين أهالي (خربة سلم) في الجنوب والقوات الدولية (اليونيفيل) مؤشرا خطيرا الى هشاشة السلم اللبناني المحروس من هذه القوات، وفي مقدمتها القوات الفرنسية. فرنسا ساركوزي هي غير فرنسا جاك شيراك، الثاني يسعى الى ترميم علاقات سوريا مع دول أوروبا والأميركان. والأول (نسف) التفاهم بين باريس ودمشق، والموضوع ما نقله المعنيون، من كلام مشوب بالغضب، على لسان الرئيس بشار الأسد بحق الرئيس الفرنسي السابق، وبحق الرئيس رفيق الحريري قبل استشهاده، لكن فرنسا الحديثة جادة في مساعيها لترميم العلاقات مع السوريين. ووزير خارجيتها زار سوريا أخيراً والتقى الرئيس الأسد، ورأس اجتماع الديبلوماسيين الفرنسيين في العالم العربي الذي عقد في دمشق. بعد أسبوع وقع (اشكال) بين أهالي خربة سلم. بعد العثور على مخزن أسلحة قديم في بلدة (خربة سلم)، وقد هاجم الأهالي الجنود الفرنسيين، واعتدوا عليهم. هل عاد (حزب الله) بسلاحه الى الجنوب. هل هذا السلاح جرى تخزينه قبل اعطاء الأرض والأجواء إلى (اليونيفيل) والى الجيش اللبناني. أم ان (المقاومة) خرجت من جنوب الليطاني وبقيت فيه بقواها المعنوية وأسلحتها المطمورة في المخازن. حصلت المواجهة بين أهالي (خربة سلم) و(اليونيفيل)، وكاد القرار الدولي رقم 1701 يستشهد على أبواب البلدة. وكان على جنود (اليونيفيل) أحد أمرين: اما هم جنود فاعلون، أم يعودون سياحا في بلاد الجنوب! حسناً فعل الجيش اللبناني، عندما تدخّل وحلّ الاشكال حبياً، أو حسب القانون والتوافق بين (حزب الله) والقوة الدولية الرابضة على أرض الجنوب، وعملا بنظرية السلطة في الجنوب للقوة الدولية واذا احتاجت الى المؤازرة فان الجيش جاهز لكل مؤازرة. لبنان، يبدو الآن أمام المنعطف الخطير: اما هو بلد آمن وذو سيادة وصاحب حق على أرضه، واما ثمة سلطة للعالم على كل ما هو موجود على الأرض، وعلى الأجواء. وعنوان المشكلة: احترام القانون الدولي. وطالما اسرائيل تواصل عدوانها الجوي، ولا تردعها القوات الدولية، يبقى كل شيء منتقصاً. لا القرار الدولي ذو الرقم 524 جرى احترامه، خلال ربع قرن، الى أن جاءت المقاومة وحررت الجنوب في العام 2000.لا القرار جرى احترامه كليا، بعد تحرير الجنوب، وانصاعت اسرائيل للأمم المتحدة وانسحبت من مزارع شبعا وكفرشوبا. ولا القرار 1701 تحترمه اسرائيل، وتضع حداً لعدوانها. اذا، لا حلّ لسلاح المقاومة، طالما ان مبررات وجوده قائمة، وتحرير كامل الجنوب لم يتم كليا بعد. ويبقى السؤال: ماذا تريد اسرائيل? هل هي بوليس، هي شرطي دولي، تريد أن تعتدي على (حزب الله) وعلى الجنوب، وتريد ان تضرب ايران لأنها تملك سلاحا نوويا! هل هي الأمم المتحدة، أم المؤسسة الدولية تحتضر الآن أمام عيون العالم، وهي الحاكمة والمتحكمة بالعالم وفق سلاحها المشهر في وجه الجميع. هذه الأسئلة موجهة، الى أميركا الجديدة، والى رئيسها الأسمر للمرة الأولى في التاريخ، والى الرئيس أوباما بالذات.
- 'الأنوار'
رؤوف شحوري:
(النصر الإلهي) والهزيمة الإلهية ...
.. يعاني الرئيس المكلف سعد الحريري من مخاض الانتقال من (الثورة) الى (الدولة)، أي من قيادة زخم جماهيري هادر تحركه الانفعالات الحادّة تحت عنوان (ثورة الأرز)، الى موقع المسؤولية المتقدم في رئاسة الحكومة. وقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يعاني من آلام الانتقال من مرحلة كان هو فيها نتيجة لالتقاء إرادات الآخرين حوله، الى مرحلة يريد أن يختارها هو ويرسم خطوطها بنفسه في خلال الفترة الطويلة المتبقية من العهد. الحالة نفسها مخيّمة على قوى ما كان يسمى بتجمع (14 آذار) وخلال الانتخابات وقبلها وبعدها تزعزعت بشدة الوشائج والشعارات التي كانت توحِّد بينها، ودخلت اليوم في مرحلة تضارب المصالح والأهداف لدى كل فريق من القوى التي كانت منضوية تحت بيرق هذا التجمع. وكانت قوى (14 آذار) أشبه بكرات طاولة البلياردو المجموعة داخل المثلَّث المعدني الصلب. ورؤية الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط ومصالحه السياسية والمتنوعة تجعله يقوم اليوم بدور اللاعب الذي يقذف بعصاه الكرة التي تبعثر كرات طاولة البلياردو بعد رفع المثلَّث المعدني عنها! والقوى المسيحية في هذا التكتل تعاني من واقع صعب وشائك... فهي، من جهة، لا تستطيع مجاراة الخطاب السياسي الجديد للرئيس المكلَّف سعد الحريري من موقع المسؤولية الجديد الذي يشغله. ولا التوجهات الجديدة لدى الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط. وهي، من جهة ثانية، غير قادرة على تحمّل حالة فتور ولا طبعاً حالة صدامية مع أي منهما. وهي، من جهة ثالثة، لا تستطيع تغيير مواقفها التي خاضت على أساسها معركة الزعامة في النطاق المسيحي!. في حين تبدو قوى المعارضة في حال أفضل، ومرتاحة أكثر... داهية هذا التجمع الرئيس نبيه بري شقَّ لنفسه أوتوستراداً على أرض الأكثرية بالتعاون مع جنبلاط وغيره. وهو يرفع شعار (تذويب) قوى (14 و8 آذار) بينما المتاح عملياً هو تذويب تكتل (14 آذار) وحده. والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون الذي خرج من الانتخابات ببعض الجروح يعتبر أنه على طريق كسب معركة طويلة النَفَس. و(حزب الله) الذي يشدد في أدبياته على مفهوم (النصر الإلهي) الذي حققه في حرب تموز ضد العدوان الاسرائيلي، يتصرف اليوم وكأنه حقق في الانتخابات النيابية وفي إطار معركة المعارضة، (هزيمة إلهية) حصَّنته وحمته من تداعيات المسؤوليات الجسيمة التي كان عليه تحمّلها في حال فوز المعارضة بالأكثرية في الانتخابات!.
- 'المستقبل'
أيمن شروف:
وثيقة سياسية جديدة إلى الضوء.. وفيها 'الاستمرارية' و'التفاعل' و'الانفتاح'.. 14آذار.. 'لم ولن تعيش' في الماضي
... ولأن 14 آذار حركة غير عقائدية هدفها الوصول إلى سيادة الدولة في لبنان، فإن التطورات التي حصلت قبل الانتخابات وبعدها يستدعي 'تطوير الخطاب' بما يتناسب مع الأحداث في المنطقة، وهذا ما تؤكده المصادر، التي تتحدث عن مجموعة من النقاط التي بدأت الأمانة العامة تبحث فيها تمهيداً لطرحها على قيادات هذا الفريق وتأطيرها في وثيقة سياسية تناسب المرحلة الحالية. على المستوى الداخلي، تقول المصادر إنه 'في ظل إصرار حزب الله على البقاء خارج التركيبة اللبنانية وربط نفسه بالخارج وتصلّبه في التعاطي مع القوى الداخلية، تتجه 14 آذار إلى تطوير العمل باتجاه الحزب وتطوير خطابها معه بطريقة إيجابية وتبديل سياستها ولو جزئياً في ما خص المعضلة التي يطرحها حزب الله على الصعيد الداخلي، على الرغم من الإيمان بأن لا نية لديه (حزب الله) في التعاون'...على صعيد المحكمة الدولية وما يمكن أن ينتج عنها في ظل التقارير التي تتحدث عن 'زلزال سيصيب الحياة السياسية اللبنانية بعد صرور التقرير الاتهامي للمدعي العام للمحكمة'، تشير المصادر إلى اتجاه 'لدى هذه القوى لتضمين الوثيقة دراسة دقيقة لكيفية مواجهة التداعيات التي سيفضي إليها قرار المحكمة، لأن أي اتهام سيؤدي إلى تداعيات أمنية وسياسية، وهذا ما يملي علينا العمل بجدية لاستدراك الأمور واستباق الاحتمالات جميعها'...
- 'النهار'
بقلم أنطوني زيتوني (باحث مقيم في واشنطن):
خطوط التصدّع في الجمهورية الإسلامية الإيراني
بعد انقضاء أكثر من شهر على الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 حزيران، لا تزال إيران تتخبّط في اضطرابات سياسية تسبّب بها سوء تصرّف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. من الواضح أنه فرض إراداته خلال الاحتجاجات على الانتخابات مستخدماً الـ'باسداران'، وميليشيا الباسيج المتشدّدة، وكذلك أجهزة سرية أخرى ضد شعبه.آية الله علي خامنئي هو العائق الآن. أصبح حامي أحمدي نجاد بدلاً من أن يكون 'أب كل الإيرانيين' بموجب ما ينص عليه الدستور. كان يُفترَض بسلطته أن تجعله ينأى بنفسه عن الجماهير، مما يسمح له بأن يجد حلاً حكيماً وعادلاً للخلاف بشأن الانتخابات الرئاسية. بدلاً من ذلك، أعلن أن إعادة انتخاب أحمدي نجاد هي 'نصر إلهي'. بعد أسبوع من الانتخابات، خلال إلقائه خطابه في جامعة طهران في 19 حزيران، ارتكب خطأ أساسياً. فقد قطع الطريق أمام أي تسوية في موضوع الانتخابات المتنازع عليها، وأمر مواطنيه بقسوة بأن يوقفوا احتجاجاتهم ويعودوا إلى منازلهم ويمتثلوا للنتائج. وعلاوة على ذلك، أعلن أن 'آراء أحمدي نجاد قريبة جداً من آرائي'. لقيت هذه الهفوات المتهوّرة رفضاً واسع النطاق من الشعب الذي صرخ من أعلى السطوح 'الله أكبر' في عصيان مفتوح لتعليمات خامنئي. وشهد مساء الجمعة نفسه إطلاق شعار 'الموت للديكتاتور' أي علي خامنئي...لطالما كان 'الموت لأميركا' الشعار الرسمي للثورة الإسلامية. ويثبت استبداله بـ'الموت للديكتاتور' بأن أخطاء خامنئي ولّدت خطوط تصدّع عميقة وجوهرية في النظام الإسلامي. أحد المعتقدات الأساسية في الثورة الإسلامية هو أن المرشد الأعلى يمثّل حكم الله على الأرض. الآن ينتقد رجال الدين والعلمانيون الإيرانيون ذلك الرجل بعدما كان الأمر يُعتبَر من المحرّمات من قبل. مؤسسة 'ولاية الفقيه' المقدّسة هي الآن موضع تشكيك بعدما فرضتها الثورة الإسلامية بقيادة الخميني. وشرعية خامنئي في منصب المرشد الأعلى هي موضع تشكيك أيضاً، ومن شبه المستحيل أن يتمكّن من استعادة صدقيته. يثير هذا الوضع تساؤلات حول موثوقية مؤسسة المرشد الأعلى. إنها خطوط تصدّع أساسية في إيديولوجيا النظام الإسلامي الإيراني. وقد أصاب جهاد الزين من صحيفة 'النهار' في بيروت بوصفها بأنها 'مزقة في العمامة' في إيران. ما الذي ينتظر إيران؟ هل ستكلّف هذه الأخطاء خامنئي منصبه إلى جانب شرعيته؟ كيف يستطيع الإصلاحيون أن يحولوا دول تحوّل إيران ديكتاتورية عسكرية؟ يجب أن يتحرّك هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس الخبراء، في الحال لفرض نظام الضوابط والتوازنات المنصوص عليه في الدستور الإيراني. فهذا المجلس المنتخب المؤلّف من 86 عضواً هو الهيئة الدستورية الوحيدة القادرة على أن تمارس نظرياً سلطة حاسمة على منصب المرشد الأعلى. يُعرَف رفسنجاني بأنه كان صانع الملك في انتخاب خامنئي مرشداً أعلى عام 1989. ويتعيّن عليه الآن أن يجد حلاً للمأزق الذي تسبّب به خامنئي. لقد حذّر رفسنجاني المرشد الأعلى قبل ثلاثة أيام من الانتخابات من أن ما سيحصل قد يرتدّ بنتائج عكسية إذا لم يتحرّك خامنئي في الحال. يجب أن يبادر رفسنجاني إلى عزل المرشد الأعلى واستبداله موقتاً بآيات الله العظمى في قم. والأمثل هو أن يُنتخَب أحدهم مرشداً أعلى. لكن يجب تغيير الدستور الإيراني ليصبح المرشد الأعلى خاضعاً للمساءلة أمام هيئة حاكمة، مثل مجلس الخبراء، من أجل تفادي استبدال ديكتاتور بآخر. لطالما حكم خامنئي إيران بيد من حديد، لكن هذه المرّة ذهب بعيداً جداً بالنسبة إلى الشعب الإيراني. وقد تحلّوا بالشجاعة ليعترضوا على ممارساته الأخيرة، والعالم في انتظار مؤشرات عن حدوث تغيير جوهري.
- 'الأخبار'
خالد صاغية:
جثّتان تتصارعان على الحكومة
... يمكن القول إنّ 14 آذار انتهت في اللحظة التي أرّخها وليد جنبلاط، أي يوم أبلغته كوندوليزا رايس أنّ المطلوب هو &laqascii117o;تغيير سلوك النظام السوري"، والتي فهم بعدها الزعيم المحنّك أنّ المطلوب هو بقاء النظام السوري. إنّها لحظة النهاية، لأنّ الصادقين مع أنفسهم في 14 آذار عرفوا جيّداً أنّ لبنان لا يمكنه أن يكون &laqascii117o;أربطعشيّاً"، ما لم يُترجَم الدعم الدولي لثورة الأرز بإسقاط النظام في سوريا. كانت هذه لحظة السقوط السياسي. أمّا السقوط الأيديولوجي، فجرى قبل ذلك بكثير، أي منذ أن تخلّت &laqascii117o;الثورة" عن التيار الوطني الحرّ لتتّجه نحو التحالف الرباعي. قصّة 8 آذار مختلفة. فقد وُلِد هذا التجمّع ميتاً أصلاً. لم يكن بإمكان أيديولوجيّة &laqascii117o;شكراً سوريا" أن تذهب بعيداً. قامت على أنقاضه &laqascii117o;المعارضة الوطنيّة اللبنانية" بعد توقيع وثيقة التفاهم بين الجنرال ميشال عون والسيّد حسن نصر اللّه. رُفِع شعار &laqascii117o;المقاومة والشراكة". لكنّ 7 أيّار لم يتأخّر كثيراً، ليعلن أنّ &laqascii117o;المقاومة" تتقدّم بما لا يقاس على &laqascii117o;الشراكة". الحملة العسكرية الناجحة ترافقت مع السقوط الأيديولوجي للمعارضة. أمّا سقوطها السياسي، فحسمته نتائج الانتخابات النيابيّة. ثمّة جثّتان تتصارعان على الحكومة. رائحة الموت تملأ المكان.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد