قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 22/7/2009

- صحيفة 'المستقبل'
فيصل سلمان:
جنوب الحكومة
الأسئلة كثيرة حول ما يجري في الجنوب اللبناني، وهي تطال ما يجري في اتجاهات عدة منها:
1 لتصعيد الإسرائيلي: تهديدات متكررة ومتتالية ترافقت مؤخراً مع مناورات عسكرية في 'كريات شمونة' الحدودية وتكرار الخروقات الجوية والبرية للسيادة اللبنانية.
2 أحاديث إسرائيلية عن ضرورة تعديل القرار 1701 وضغط إسرائيلي على القوات الدولية لدفعها الى الاشتباك مع الأهالي والمقاومة.
3 اقدام القوات الدولية على محاولة اقتحام منازل بحجة تفتيشها والادعاء بوجود مسلحين في داخلها، وذلك بعد انفجار مخزن ذخيرة!!
4 تمنع القوات الدولية عن التصدي للخروقات الإسرائيلية كما حدث مؤخراً عند الحدود قرب بلدة كفرشوبا، بحجة ان نطاق عملها لا يشمل منطقة الخط الأزرق.
5 استنفار المقاومة 'غير المرئي' وارتفاع في حدة اتهامها للقوات الدولية وذهاب السيد حسن نصرالله الى القول 'نحن في حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي'.
ماذا يعني كل ذلك؟ هل يعني ان المنطقة تقترب من تطورات ذات طابع عسكري أو حربي؟ المتابعون لهذا الملف يستبعدون هذا الاحتمال ويرون ان هناك تفسيرات اخرى لما يجري ليس أبسطها الضغط على حكومات الدول المشاركة في القوات الدولية.إسرائيل تضغط على تلك الحكومات، والمقاومة تضغط أيضاً لأسبابها الخاصة والإقليمية. ولكن هل يؤثر ما يجري على الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة؟ هذا سؤال خبيث جداً، لن يتقدم احد للجواب عنه.
- صحيفة 'النهار'
خليل فليحان:
هل يهرب نتنياهو الى الحرب للتملّص من الضغوط الأميركية؟
...ونبّهت(مصادر قريبة من نتنياهو وأوباما) الى احتمال لجوء نتنياهو الى شن هجوم عسكري واسع على لبنان، لتحويل أنظار الرأي العام الدولي والاقليمي والعربي عن قوة الضغط التدريجي الذي يمارسه أوباما عليه. أما السبب الآخر، فهو اقتناع رئيس الحكومة الاسرائيلية بأن رؤية أوباما لحل الصراع العربي – الاسرائيلي تصب في خانة المصالح العربية، وهذا لن تسمح به اسرائيل، اضافة الى انزعاج 'بي بي' من البرنامج الزمني الذي وضعه المبعوث الاميركي الرئاسي الى الشرق الاوسط السفير جورج ميتشل. ولفتت الى احتمال لجوء اسرائيل الى الاعتداء مجددا على لبنان عبر تذرعها بانفجار مستودع ذخيرة في خربة سلم لحزب الله، وأن ما كانت تزعمه عن استمرار تسلح الحزب يؤكد صحة ذلك، وأنه يجب وضع حد لهذا السلاح المتدفق الى الجنوب ولا سيما منه الصواريخ المتطورة فيصبح المنع الاميركي لنتنياهو من شن هجوم جديد على لبنان ضعيفا وغير قابل للتجاوب، على حد تعبير أحد وزراء الخارجية الاوروبيين الذي زار بيروت أخيرا، ونبّه مسؤول بارز الى 'حاجة نتنياهو لضرب الطوق الاميركي والاوروبي الذي يكبّله اضافة الى وزير خارجيته المنبوذ من عواصم تلك الدول التي رفض رؤساؤها استقباله لدى زيارته الاولى لها فيما كانت محادثات نظرائه معه اما مقتضبة وإما صدامية، وفي معظمها بعيدة من وسائل الاعلام. غير ان روسيا استقبلته رسميا على كل المستويات، وكان رد فعله لافتا، اذ أبلغ ان بلاده مستعدة للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط يكون تكملة لمؤتمر 'أنابوليس'. ولاحظت أن أي تجاوب مع توجهاته لم يظهر من 'المطبخ المصغر' الذي يضمه ورئيس الحكومة، ولا من 'اللجنة الوزارية السداسية' التي شرح لها تفاصيلها.
- صحيفة 'الحياة'
رندة تقي الدين:
الحفاظ على القوات الدّولية في لبنان
عندما شنّت اسرائيل حربها الوحشية والمدمرة على لبنان في صيف 2006، نشط الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لاطفائها ووقف اطلاق النار. عندما تم تبني القرار 1701 وتمت الموافقة اللبنانية عليه، تأخر القرار الفرنسي بإرسال الفي جندي الى جنوب لبنان لأن شيراك كان يدرك خطورة مهمتهم وخصوصاً لأنه كان يعلم أن سياسة فرنسا ستبقى رهينة الوجود العسكري على أرض لبنان حتى ولو أن ذلك يتم بموافقة &laqascii117o;حزب الله". فكان مهماً للرئيس الفرنسي أن يكون ارسال قواته بموافقة الحزب كي يتجنب ما حدث في الماضي من تفجير مقر القوات الفرنسية خلال رئاسة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران. والقوات الدولية في الجنوب ليست فقط فرنسية ولكنها متعددة الجنسيات، لكن أكبر عدد منها هو من الوحدة الفرنسية. وانفجار مخزن الذخيرة في بلدة خربة سلم واشتباك أهالي القرية مع القوات الدولية العاملة في الجنوب يوم السبت الماضي يوحيان بمدى خطورة عمل هذه القوات التي تم التوافق عليها من جميع الأطراف اللبنانية بما فيها &laqascii117o;حزب الله" لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. فواقع الحال أن وضع هذه القوات بات على احتكاك بين اسرائيل التي تنتهك يومياً أجواء وأراضي لبنان وبين &laqascii117o;حزب الله" الذي يخيف الجميع بما فيهم الدولة اللبنانية ومؤسساتها. وللتذكير جاء في البند (12) من القرار 1701 أن 'مجلس الأمن يتصرف بطلب من حكومة لبنان لنشر قوة دولية لمساعدتها على ممارسة سلطتها في جميع أنحاء أراضي لبنان، ويأذن لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان باتخاذ جميع ما يلزم من اجراءات في مناطق نشر قواتها وحسبما تراه في حدود قدراتها لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة معادية من أي نوع، ولمقاومة محاولات منعها بالقوة من القيام بواجباتها بموجب الولاية الممنوحة من المجلس ولحماية موظفي الأمم المتحدة ومرافقها ومنشآتها ومعداتها ولضمان أمن وحرية تنقل موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الانساني ولحماية المدنيين المعرضين لتهديد وشيك بالعنف الجسدي من دون المساس بمسؤولية حكومة لبنان'. فوجود القوات الدولية في الجنوب اللبناني ضروري لسلام لبنان والمنطقة ورشقهم بالحجارة عمل غير مقبول. فهم ليسوا قوات احتلال بل قوات ضامنة لأمن المنطقة ولمساعدة الجيش اللبناني على بسط سلطته. فقد تأخر الجيش اللبناني في بسطها في هذا الحادث ولكنه في النهاية قام بما عليه أن يعمله الى جانب القوات الدولية. وينبغي التنبه الى مثل هذه الأحداث التي تشجع عدداً من الدول على عزم تجديد مساهمتها في القوات الدولية. فقد سبق لقطر أن انسحبت وغيرها من الدول تفكر أيضاً بذلك. لكن فرنسا مصرة على البقاء والرئيس نيكولا ساركوزي زار الجنود الفرنسيين في القوات الدولية في بداية السنة الجديدة وأكد عزم فرنسا على استمرار هذه المشاركة. لكنّ هناك دولاً أخرى مثل اسبانيا التي كانت وحدة قواتها من أنشط القوات وقد فقدت جنوداً في حادث غامض. والكل في الجنوب من القوات الدولية الى الجيش اللبناني حريص على الكتمان وعدم تأزيم الاحداث. ان اسرائيل التي ترفض أي حل للقضية الفلسطينية وترفض الضغوط الأميركية عليها لوقف الاستيطان تحتاج لتحويل الأنظار الى صراع آخر، قد يكون في إيران ولكنه اسهل في الجنوب اللبناني، وانفجارمستودع الذخيرة التابع لـ &laqascii117o;حزب الله" وأحداث اخرى من هذا النوع هي ذريعة اضافية لاسرائيل للاعتداء على لبنان. المطلوب حذر كبير في الجنوب والمطلوب أيضاً الحرص على تجنيب القوات الدولية هجوماً مثل الذي حدث. فهي موجودة من أجل سلامة وسيادة لبنان وافرادها يدفعون الثمن من حياتهم ويسقطون جرحى وهم بعيدون عن اوطانهم يقومون بمهمات سلام. فالمطلوب مساعدتهم ودعمهم في عملهم القيّم بدل رشقهم بالحجارة!.
- صحيفة 'الحياة'
نسيم ضاهـر(كاتب لبناني):
لبنان: ظنّ مكشوف بالقرار 1701 يثير القلق
أطلَّ الصيف على لبنان بموسم اصطياف ممتاز، فاق التوقّعات بعد سنوات عجاف ثلاث سطّرت حرباً بداية تموز (يوليو) 2006، وإرهاباً جهنّمياً تولّته امارة فتح الإسلام، قهره الجيش ببسالة وتضحيات مرة في الفصل الثالث من 2007، وغزوة 7 أيار (مايو) 2008 التي اجتاحت بيروت وتعثرت في الجبل، مخلِّفة عشرات الضحايا والاحتقان. بعد تراكم المصائب، انفرج الوضع وأسفرت تسوية عاجلة في الدوحة عن عودة المؤسسات الى نصابها، ما سمح بإجراء انتخابات تشريعية نزيهة وشفافة على أبواب العطلة الصيفية الراهنة، ولئن كسبت 14 آذار أكثرية المجلس النيابي، كلفت الاستشارات الدستورية الملزمة زعيم &laqascii117o;تيّار المستقبل" سعد الحريري تأليف الحكومة، وسط الاصطفافات الحادة والتجاذبات. في الظاهر، تسير مرحلة التأليف وفق الأصول والأعراف، ولربما أعطى &laqascii117o;حزب الله"، العمود الفقري للمعارضة، حزمة من التطمينات، على سبيل الزهد بالمناصب والتقشف، والإيحاء بالتيسير في مجال السياسة الرسمية والحرص على السلم الأهلي واستتباب الحال. بيْدَ أن سماء لبنان آخذة بالتلبّد، خلافاً للمأمول، وفي مكان خارج دائرة السلطة المباشرة، تأتي الاخبار يومياً بما يشغل البال، وينمّ عن مقدمات دورة عنف بادية في الأفق يستحضرها مسلسل الوقائع والاشارات. إن معاينة الجاري في الجنوب، والمرفق بسيل من البيانات المواكبة الصادرة عن ثنائي &laqascii117o;أمل" – &laqascii117o;حزب الله"، تشي بمقدار من التسخين والاحتجاج على الهدنة القائمة برعاية قوات الأمم المتحدة. فعلى نقيض المسلّم به لفظاً حيال القرار 1701 والعهدة الموكولة الى الجيش اللبناني، لا يني طرف الممانعة، تحت عنوان المقاومة وتمديد مفاعيله، عن إظهار ولايته المأذونة وقدرته على تجاوز الالتزامات. كذلك، وعلى خلفية التنديد بالانتهاكات الاسرائيلية للقرار الدولي، المشهودة جواً والمبالغ بها على الأرض واستطراداًَ ضمن المياه الاقليمية، تكثر منظومة &laqascii117o;حزب الله" من التهويل وبيان نفاد الصبر، كأنما الأمور على حافة الهاوية، ولبنان غافل عن التدهور الحاصل وبلوغ التأزم حداً لا يُطاق. وحيث يمعن السّياح في القدوم وينتعش الاقتصاد، تستدرج &laqascii117o;يونيفيل" الى مطبّات وأفخاخ، فيما تشهد زيارات الجنرال غراتسيانو (قائد وحدات الأمم المتحدة العاملة في لبنان) المكوكية إلى المسؤولين على ضرورة ضبط النفس، ومناشدة قوى الأمر الواقع التحلي بالروية والاتزان. ليس بالمخفي أنّ طاقم نتانياهو يتوسل الصلف والابتزاز سبيلاً إلى الهيمنة والنزاع. تلك سِمة فاقعة تلتصق بالقائمين على سُدّة الحكم في تل أبيب، تستوجب درء المخاطر وتفادي الاستدراج، عوض التشبه بمكائدها والانزلاق الى ما لا تُحمد عقباه. حذَّر &laqascii117o;حزب الله" من الاستعدادات الإسرائيلية والمناورات التي أجرتها الدولة العِبريّة في ضوء المراجعة الشاملة لأدائها السياسي والعسكري خلال حرب تموز 2006 العدوانية. لكنه رمى الى اجلاس لبنان قريباً من فوهة البركان كما يتبين من شريط المبادرات التي أوعز بها أم حرّكها من وراء تحركات شعبية وميدانية، آلت الى سوء علاقة بالقوات الدولية وتفسيرات متباينة في التوصيف والمعنى، دفعت علماء صور (تحت عباءته) الى اتهام الفريق الدولي بخدمة إسرائيل. ما من شكّ أن &laqascii117o;حزب الله" يتقن الاتكاء على القواعد المحلية في الساحة الجنوبية، وهي مخلصة مؤيِّدَة له بقطاعات عريضة. فانطلاقاً من هذا المعطى، تتنوع التعبيرات باستخدامات بشرية تلامس الشريط الحدودي تارة، وتتخطّى الخط الأزرق طوراً، وتتسبب باستثناءات محدودة على جانبي الحدود، يفي الجيش اللبناني بنصيبه منها، وتتكفَّل الأمم المتحدة بانفضاضها بعد مشقة وعناء. إلاَّ أن حادثة بلدة خربة سلم، شذّت عن القاعدة، إذ اندرجت في سياق انفجار غامض طاول مخزناً للأسلحة والذخائر على طرف البلدة، جهد الحزب واجتهد في نفي مدلولاته والحدّ من آثارِهِ بالتطويق، بينما أثار ارتياب الأمم المتحدة، وخذل مقولة خلو منطقة عملياتها من ترسانة مسلحة، عملاً بمنطوق القرار 1701 والتعهدات. سجَّل العشر الثلاثي من تموز الحالي أول احتكاك صدامي بين قوات &laqascii117o;يونيفيل" وما يفيد عنهم &laqascii117o;حزب الله" بالأهالي في محيط بئر السلاسل وخربة سلم ودير انطار. إزاء هذا التطور، قد يكون لبنان على عتبة تحولات درامية لا تخفف من خطورتها لهجة الرسميين الرصينة ودعوات التهدئة المصروفة في الداخل، غير القابلة لاستيلاد مفاعيل مشابهة على الجانب الحدودي. ثمة سلوكيات، نظير خروج جمع متواضع يطلب العِزّة في مقلب تلال كفرشوبا، تدعو الى القلق من تداعيات التكرار، يصعب ايرادها في خانة التعقل والعفوية البريئة. فالاحتجاب المبرمج وراء الأهل كاشف للغطاء عند المعنيين بالظاهرة، ينطلي على السُذَّج، فعل المساحيق والمناديل. الطامة أنه يسمح للاسرئيلي التجلبب بصوف النِّعَاج، والادعاء بحرصه على المدنيين أمام ناظر الأمم المتحدة وسمعها. بيدَ أن إذلال القوات الدولية شأن آخر، يتعدّى مألوف مساكنة وترحيب، ويفضي بالنتيجة الى استعداء زاحف وازدراء بالمواثيق، فضلاً عن استخفاف بالشركاء في الوطن وأملهم بالاستقرار. غريب ان يستشعر حليف طهران الموثوق، دون سواه، بحلول الطقس العاصف في عزّ الصيف. إشاعة التكهّن بانتقام اسرائيلي شديد الاحتمال في المدى المرئي، يوازيه دفع عالي النبرة في زمن الخلل الايراني الملحوظ. في هذا الاطار، يُسأل عن الفائدة من التطمينات المساقة داخلياً على لسان السيد حسن نصر الله، الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله"، وعن مقدار التمويه الذي تحمله على الجاري ميدانياً بغرض المباغتة وغسل اليد سلفاً من تفاقم الأوضاع. وقلَّما ينشب نزاع مسلح على قاعدة أسباب معلنة موحّدة من جانب الطرفين، بل إنه غالباً ما ينطوي على ذرائع ومُسبِّبات تقود إلى نفي مسؤولية المبادأة واجتياز الخطوط الحمر. وفي جعبة الممانعة وقاموس &laqascii117o;حزب الله" الكافي من مؤونة اعتذارية وأوصاف تدين العدو عضوياً وتجرم مسبقاً بحيث يختلط الحابل بالنابِل، ويُسوّغ لتفسيرات لاحقة تلقي التبعات حصرياً على إرهاب الدولة الصهيونية وتصميمها الدائم على الحرب والعدوان في موضع قدري اسمه لبنان. كلما اقتربت نهاية فسحة السماح المعطاة لإيران من جانب مجموعة الثماني، تزداد الخشية من تحريك الساحة الجنوبية لزوماً لتوجيه الرسائل وتوكيد جاهزية الأذرع العاملة على خطوط التماسّ مع إسرائيل. في الحالين، سواء أفرجت عن مفاوضات أم أدّت الى تهديد بضربات ضد المنشآت النووية القائمة على أرض إيران، تتحدَّد وظيفة السلاح المزوّد به &laqascii117o;حزب الله". وفي المطلق، يبقى طابعه الأساس رادعاً، يُخوِّله الامتياز داخل الحدود في أوقات الهدنة الهشّة والسلم المؤجل، كما يعهد إليه بالمشاغلة على جبهة أمامية مفتوحة الاحتمالات. وبين غيوم سوداء وانقشاعات، يتأرجح مصير العيش الطبيعي والاحتكام الى المؤسسات الدستورية في لبنان، معلقاً بأذيال القاطرة الاقليمية ورهن صناع السياسة والقرار خارج المكان، عرضة للتمزق والضياع. إنّ الظن بقوات الأمم المتحدة، والطعن بها أداة تجسّس لحماية اسرائيل، مشابه اعلان احتضار القرار 1701 تمهيداً للمجاهرة بموته سريرياً. يقود ذلك لبنان الى دائرة الخطر والعراء دولياً، ويضعه في احراج بائِن لا يخلو من اللّبس والاشتباه، على قاب قوسين أو أدنى من عين الإعصار.
- صحيفة 'البلد'
انطوان غطاس صعب:
لبنان وتعدّد المسارات الى أين؟
... فــهــل يــعــي لــبــنــان ضــــرورة الــبــدﺀ بترتيب بيته الداخلي تحسبا لاخطار خارجية محدقة (كالضربة العسكرية عــلــى طــهــران او مــا ســـوف يتناوله التقرير الظني للقاضي دانييل بلمار فــي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) وعندها لا ينفع الندم والبكاﺀ على الاطلال؟ ربما الجدل القائم اليوم حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, والاحـــداث المستجدة في الجنوب عقب انفجار مخزن للاسلحة في بلدة خربة سلم واصــرار مختلف الاطــراف على مطالبهم كنتيجة لجردة حساب اجروها, يندرج في سياق التحضير لما هو اسوأ وسط ربط التشكيل بمواضيع تتعدى الحدود. فــريــق الاقــلــيــة وعــلــى رأســـه حزب الــلــه الـــذي يــحــاول بشتى الوسائل الحصول على قدرة تعطيلية ان عبر المطالبة بالثلث الضامن او التمثيل النسبي في خطة تنسيقية مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون وباقي الاطراف بات بين فكي كماشة طهران ودمشق. وبما ان الاخيرة تقدم عروضا مغرية للغرب ما دفع الرئيس الفرنسي ساركوزي الى الاشادة باداﺀ الرئيس الاســد, ناهيك عــن تقدم خطوط التواصل مع المملكة العربية السعودية, فان ايران تجهد لافشال الحلول لتثبيت مكانتها كقوة اقليمية . وافيد انه جرت نقاشات بين اركان المعارضة حول هذا الموضوع الذي سبق وان طــرح عقب اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية في 12 شباط 2007. اما الموالاة فلم تظهر على افضل حــال, في ظل مواقف النائب وليد جنبلاط المفاجئة واعــادة تموضعه بين تكتلي 8 و14 آذار. كما ان الجناح المسيحي المتمثل في القوات – الكتائب – المستقلين يتوجس من امكانية عقد صفقة على حسابه, الا انه بقي على ثوابته من العلاقات اللبنانية – السورية والسلاح غير الشرعي وداخل المخيمات الفلسطينية وهو مستعد الى الذهاب بعيدا في حال قرر جنبلاط ترسيخ الانفتاح تجاه حزب الله مع ان المراقبين يفسرون تحركاته بهدف تعزيز الوحدة الاسلامية بعد احداث 7 ايار. وطالما ان الشيﺀ بالشيﺀ يذكر, فان تمترس الطرفين خلف مواقعهما 'الطائفية' سيبقي الوضع على ما هو عليه واغفال مسائل حيوية متصلة بالاقتصاد الوطني خاصة ونحن على ابواب موسم صيف واعد بقدوم عدد هائل من السياح بالرغم من المناوشات التي تحصل بين الحين والآخر.اذا هــنــاك تــفــاعــل مــلــحــوظ بين المحيط الــخــارجــي حيث مناخات الــتــفــاهــم الــعــربــي حــالــيــا والــداخــل اللبناني يعود الــى قابلية الزعماﺀ والاقطاب لتحويل الاطماع نحو وطنهم على حساب شعبه وارضه واستقلاله . وطالما ان التعلق بالطائفية يزداد, والتشبث بالسلطة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة يتوسع, فان فرصة مواكبة المتغيرات باقل اضرار ممكنة تتطلب قيام جبهة تضامن وطنية, بمعنى الالتقاﺀ ورسم خريطة طريق مشتركة تستهدف بشكل او بآخر تعزيز مناعة لبنان بدﺀا من جلسات الحوار برعاية الرئيس سليمان التي اقرت بعض النقاط المحورية وكانت مـــدار خــلاف وجـــدل فــي السنوات الخمسة عشر الماضية. وطرح الهجوم على القوات الدولية العاملة في الجنوب مجددا مصير الــقــرار 1701 ومصير وقــف اطــلاق النار في شكل ظهر وكأنه محاولة افــشــال لمهمة مساعد المبعوث الاميركي الخاص للمنطقة فريديريك هوف الــذي سيجري محادثات في بــيــروت تــتــنــاول آخــر المستجدات ومنها تداعيات تدهور العلاقة مع اليونيفيل...
- 'البلد'
غادة حلاوي:
لا قمة قريبة ولا حكومة ايضاً
...ويبدي مصدر مطلع على مجريات العملية السياسية تشاؤما في المرحلة المقبلة في لبنان معددا مجموعة عوامل قادته الى تشاؤمه هذا، اولها يتصل بالحكومة العتيدة التي لا يبدو ان تشكيلها بات قريبا حسب ما يقول المصدر، وقد قاده الى هذا الاعتقاد تراجع الحديث عن قمة سورية سعودية مرتقبة، كان اغلب الظن ان انعقادها يعني انفراجا على مستوى الموضوع اللبناني لاسيما في الشق المتعلق بتشكيل الحكومة. وطبقا لما قاله المصدر فان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لن يزور سورية على المدى القريب وهو سيكون خارج المملكة لفترة شهر او اقل بقليل... وهذا الوقت الطويل سيكون على حساب تشكيل الحكومة ربطا بما قيل ويقال من ان تشكيل هذه الحكومة مرتبط ضمنا بمسار الاتصالات السعودية السورية والتي في حال نجحت ستتكلل بلقاﺀ قمة يجمع الملك السعودي بالرئيس السوري بشار الاسد. غير ان عدم انعقاد القمة لا يعني توقف الاتصالات الجارية على الخط السوري السعودي ولكن هذه الاتصالات ستكون منفصلة عن الزيارة التي حكي عنها. وثمة من يقول ان المملكة السعودية اعادت ترتيب اولوياتها بعد ان وجدت ان الخطوة الاولى المتعلقة بزيارة الملك الى سورية والتي كان سيوافيه اليها الرئيس المكلف سعد الحريري لم تكن صائبة خصوصا وان هدف الزيارة قد انحرف عن مساره المطلوب بحيث بات التركيز اكثر على حصول الزيارة من عدمه وليس هدف الزيارة بحد ذاته. ومن هنا فضلت السعودية ترك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري القيام باتصالاته مع الاطراف الداخلية وبذل كل جهد ممكن من اجل انجاح هذه المساعي. وقد بات معلوماً ان اي تأخير في تشكيل الحكومة قد ينعكس سلبا على الرئيس المكلف ولا يصب في صالح الموالاة ولكنه يريح المعارضة التي قد تجد ان في صالحها التركيز على اخفاق الموالاة في الحكم، ولكن التأخير يبقى افضل من خطوة تفوق سلبياتها سلبيات التأخير طالما ان المؤكد ان الرئيس المكلف سيتمكن من انجاز تشكيلته الحكومية في نهاية المطاف ولا ضير في تأخير يوصله الى صيغة حكومية تمكنه من الحكم . غير ان ان عدم انعقاد القمة قد يعني بالمقابل وقوفا سوريا على الحياد في تشكيل الحكومة طالما ان لا القمة حصلت ولا الرئيس المكلف قصدها، واحدا لم يطلب مساعدتها رسميا. حتى الساعة لم يستطع الرئيس المكلف ايجاد الصيغة التي تجسد فوز الموالاة وتؤمن مشاركة المعارضة، في حين ان القوى الابرز في هذه المعارضة، اي حزب الله يتركز اهتمامه جنوبا حيث الوضع غير مطمئن وقد باتت احتمالات التأزم حاضرة بقوة يغذيها وجود بنيامين ننتياهو الذي يتحين الفرص يوما بعد يوم كي يثأر للهزيمة التي مني بها جيشه في تموز 2006، ولذا ربما كان حزب الله اليوم اكثر حاجة الى ضمانات لتعزز وضعه كمقاومة في الحكومة، فهل يكون هذا عاملا اضافيا يسهل اخراج الحكومة او يعقده؟ ام ان كل الامور رهن بمعادلة س- س وان طال الانتظار؟.
- 'البلد'
حسين قطيش:
لماذا لم تولد حكومة سعد الحريري؟
ليس في الجو ما يشير الى ان حكومة برئاسة سعد الدين الحريري ستولد قريباً، الا اذا حصلت عملية قيصرية لهذه الولادة لتكون حكومة تحدّ او حكومة حرب لا تضم وتمثل سوى من فاز بالاكثرية النيابية في الانتخابات. ويقال الآن ان ولادة هذه الحكومة طبيعياً او قيصرياً لــن يحصل الا بعد انتهاﺀ فصل الصيف، السياحي بامتياز، اي في شهر ايلول. وبناﺀ على ذلك سيبقى الــرئــيــس الــمــكــلــف يــــزور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ويستقبل ممثل العماد عون جبران باسيل وممثل السيد حسن نصرالله حسين خليل ويدلى في اعقاب كل مقابلة بتصريح مقتضب وبارد وفارغ من اي مضمون. وهــذا يعني ان رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة لن يغادر السراي التي اصبحت جزﺀاً منه، وقــد لا يغادرها اذا تطورت الامور باتجاه تأليف حكومة تحد!. امــا لماذا حصل ويحصل ذلك فيقال ان سببه المباشر هو امين الجميل وسمير جعجع والفريق المسيحي المتطرّف في 14 آذار، لأن سعد الــحــريــري خــالــف اوامــر الــســعــوديــة والـــتـــزم بتوجيهات وتــهــديــدات هــؤلاﺀ الحلفاﺀ حيال زيارته المطلوبة الى سورية... قبل او بعد تأليف الحكومة. وقــد كان المفروض بهذه الزيارة ان تحصل في اليوم الذي كان سيقوم به الملك السعودي بزيارة دمشق، وهي الزيارة التي تأجل تنفيذها بسبب اعتراض سعد الحريري على اتمامها قبل تأليف الحكومة مطالباً بان تتم بعد التأليف!. بــعــد هــــذا الـــحـــدث قــيــل ان السعودية تركت سعد الحريري يقلّع شوكه بيده واوقفت تدخلها المباشر. ومن جانبها دمشق اوقفت تدخلها، وبقي فريق المعارضة القريب منها على موقفه المطالب بالثلث الضامن او اعتماد النسبية في تشكيل الحكومة. وقــد لاحــظ الــمــراقــبــون الــبــرودة الــظــاهــرة فـــي تــحــرك واهــتــمــام المسؤولين السعوديين وكذلك الــســوريــيــن فــي عملية تشكيل الحكومة اللبنانية، وهي التي كانت في اوجها عندما جرت الاستشارات وجرى تكليف الحريري تأليف هذه الحكومة. كما لاحظ المراقبون كيف انعكست هذه البرودة على نشاط الــرئــيــس المكلف وســائــر القوى السياسية اللبنانية ما يشير بوضوح الى ان هذه الحكومة لن تبصر النور في وقت قريب، وفي حال لم تحصل عملية قيصرية برعاية سعودية – سورية ي وقت لاحق، فان سعد الحريري سيعتذر وسيكون البديل تــمــام ســــلام، بــرعــايــة ســعــوديــة – سورية... ومباركة حريرية.
- 'السفير'
نصري الصايغ:
نطـق زكريـا
من حق رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يصمت. ومن حق الرئيس نبيه بري أن يسكت، إلا عن الكلام البرقي، ومن حق رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يسمع فقط، لأن تشكيل الحكومة، سرٌّ من أسرار الدولة، والتحدث عنه يشكل فضيحة. إنها جمهورية الصمت، بقرار لم يتخذه أحد. إنها دكتاتورية السكوت، بمنطق لم يبرره أحد. فليس من حق اللبنانيين أن يعرفوا شيئاً، ويبدو أنهم راضون، ويطنّشون على ما يقوم به أولو الأمر فيهم. إذ، منذ سنوات، سلموا أمورهم، تسليماً كاملاً، لزعماء، بيدهم الحل والربط والتعقيد والتسهيل. وهم بذلك قانعون. من حق وليد جنبلاط أن يدور من موقع إلى موقع، وأن يستكمل دورته السريعة الأخيرة، مع فائض من عبارات التبرير، لقدرته على الشم والرؤية والبوصلة التي لا تخطئ. ومن حق العماد عون أن يقول ما لا يقال، وأن يسكت على ما يقال. ولا أحد يسأل، كما من حق السيد حسن نصر الله أن يقول: &laqascii117o;السلاح يحمي السلاح"، فما معنى الثلث الضامن؟. إنها جمهورية... بلا جمهور، وبقرار، لم يتخذه أحد. إنها دكتاتورية التسليم بما تمليه أقدار الزعماء... الذين لا حول ولا قوة لهم، إلا بما هو متاح من المحيط العربي والإقليمي والدولي. أما لماذا لم تتألف الحكومة بعد! فالجواب معروف لدى اللبنانيين، لا أحد منهم يجهل أيضاً ماذا يجري في الكواليس. قبل التكليف وفصول التأليف &laqascii117o;بالومى" (أو بالإشارة) كان الخطاب السياسي، ينشر فوق السطوح اللبنانية، ليصل إلى العواصم المعنية، لتبني على الشيء قضاءنا وقدرنا ومقتضانا. وكانت الحناجر اللبنانية تصدح فخورة بحداءي 14 و8 آذار. ثم... ساد صمت كصمت أهل الكهف. إنها جمهورية لجمهور من المبعوثين والسفراء والمندوبين وحاملي الرسائل. إنها جمهورية بحاجة إلى حكومة جديدة، تباركها السعودية، وترضي دمشق، وتفرح باريس، وتشفع لها واشنطن، وتزكيها إيران، وتقبل بها مصر (ولو على مضض)، ولا تغضب إسرائيل (بالتأكيد)، لتكون، بعد ذلك، لبنانية مئة بالمئة. لماذا لم يشهر بعض اللبنانيين صوتهم ليطالبوا زعماءهم بالكلام، إذ مع معرفتهم المسبقة بالشروط الداخلية والقيود الخارجية، فهم مع التيسير لا مع التعسير، ومصارحة المواطنين بخبايا معروفة، لا يعرقل مسيرة التأليف المظفرة... لعل البعض، بسبب انتهاء موسم الصراخ الانتخابي، وبدء الموسم السياحي، قد نسي أننا بصدد تأليف حكومة، وأنه غير معني بها، وأن هذا ليس من شأنه. وان الأمور مرهونة بأوقاتها، والوقت اللبناني مفتوح للرئيس المكلف ولكل من يساعده أو من يعرقل له عمله. قيل لنا بالفم الملآن: لم يفت الأوان بعد. وقيل: قبله تكلف السنيورة، من كيس الزمن، ما يقارب الخمسين يوماً، لتأليف الصك الحكومي. إذاً، فليعط الرئيس الجديد، ما شاء من الوقت. إنها جمهورية، لا زمن لها. فقد عاش اللبنانيون لأكثر من عامين، بنصف حكومة، ولأكثر من شهور بلا رئيس جمهورية. ويستطيعون أن يعيشوا بلا حكومة جديدة... إلى أن ينطق زكريا. وزكريا نطق في الثمانين. إنها جمهورية، تستطيع أن تستمر على قيد الحياة، بلا حكومة. وغداً، إذا ولدت الحكومة، فلن تكون إلا نسخة طبق الأصل عن جمهور بلا جمهورية.
- 'الأخبار'
غسان سعود:
المستقبل يعيد اكتشاف التنمية: وداعاً أيّتها الهجمة الصفويّة!
يعيد نواب &laqascii117o;لبنان أولاً" هذه الأيام ترتيب مكتباتهم وفق مقتضيات المرحلة. فيخفون كتب التاريخ والجغرافيا المبشّرة بأزلية الاستقلال اللبناني عن سوريا وسرمديّته، وكتب الاجتهادات الدينية لتأكيد حتمية الصراع السني ـــــ الشيعي، ليضعوا مكانها كتباً عن التنمية: الخطوات الأولية للإنماء المتكامل، وسائل تنمية الريف، كيفية إشراك الناس في تنمية مجتمعاتهم، وأولويات التنمية في دول العالم الثالث...التنمية، هذه هي الكلمة التي تسحر النواب والمسؤولين في تيار المستقبل وتشغلهم هذه الأيام.عود على بدء إذاً؛ ولّى زمن &laqascii117o;لا إله إلا الله، وسوريا عدوّ الله"، وابتعد خطر التشيّع الزاحف، وعاد المستقبليّون إلى الاقتصاد الذي يفترض بعضهم أنهم نشأوا من أجله...من هنا، لا يبدو المسؤولون في تيار المستقبل، وخصوصاً النواب الجدد، قلقين من افتقادهم في المرحلة المقبلة لمبرر الإطلالة إعلامياً. لا بل إن بعضهم يبدو سعيداً بالعودة إلى الاقتصاد لأنه عجز عن مواكبة المجموعة الصغيرة جداً من نواب المستقبل التي عرفت كيف تلج إلى عالم السجال السياسيّ اليوميّ لتهدّد بإسقاط النظام السوري مرّة، وتتوعّد النفوذ الصفوي مرّة أخرى...في الضفّة السياسية الأخرى، يبدو العنوان التنموي جذاباً بالنسبة إلى تكتل التغيير والإصلاح، وإن كانت مقاربة العونيين لهذا العنوان مختلفة عن مقاربة المستقبليين. يستفيض نواب التكتل بالشرح أنهم أعلنوا منذ نحو ثلاث سنوات أنه لا مفر من المصالحة اللبنانية ـــــ السورية بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، والوسيلة الوحيدة لحل مسألة سلاح حزب الله هي الحوار. وبالتالي، يفترض التركيز على الهموم المعيشية. ويدّعي العونيون أنهم حاولوا سواء في المجلس النيابي أو عبر برنامجهم الانتخابي عشية الانتخابات أن يأخذوا الأمور بهذا الاتجاه، وأنّهم خيّروا الناخب بين من يملك برنامجاً للحكم ومن يملك برنامجاً للحروب الأهلية والاقتتال الداخلي. لكن الخصم لم يساعد في دفع الأمور بهذا الاتجاه، وتمسّك باختراع معارك وهمية مرة ضد جمهورية المثالثة ومرة ضد سلاح حزب الله، ومرة ضد عودة الجيش السوري. ويكرر معظم نواب الإصلاح والتغيير الكلام نفسه عن أن استبدال تيار المستقبل الخطاب التحريضي الذي اعتمده في السنوات الماضية بخطاب اقتصادي سيخسره الالتفاف الشعبي حوله لعدة أسباب، أبرزها أن صدقيته على هذا الصعيد متواضعة جداً.
أمام هذه التحوّلات، يطرح السؤال عن مصير بعض القوى السياسية الأخرى، إن جرى التسليم بمقتضيات الصراع مع إسرائيل وبالعلاقات الحسنة بين لبنان وسوريا. حزب اللّه سينكفئ مطمئنّاً، الزعماء التقليديون سيعودون إلى عاداتهم القديمة في البيع والشراء، والزعماء الذين بنوا مجدهم على التطرّف قد يخرجون من الواجهة. أمّا ساحات التظاهر، فستخلو أمام الاحتجاجات على ما يسمّى سياسات التنمية الخاطئة، من دون امتلاك أيّ بديل أو أيّ ضغط نقابي فاعل.
- 'الأخبار'
فداء عيتاني:
فتح الإسلام: حين تتوافر البيئة المناسبة
خلال اجتماع لمجلس الأمن المركزي منذ بضعة أشهر، طرح وزير العدل إبراهيم نجار مسألة المعاهد الدينية التي تخرّج من وصفهم بالتكفيريين، والتي تتبنى مناهج دراسية عدّها متطرفة. تمّ احتواء الأمر حينها عبر تكليف فرع المعلومات متابعة الأمر بالتنسيق مع دار الفتوى، نظراً إلى حساسية التعامل مع المعاهد التعليمية الدينية. كان وزير العدل مباشراً، بحسب ما ينقل بعض من شارك في الاجتماع، في تسميته لبعض المعاهد التي تشير التحقيقات مع موقوفين جهاديين إلى تلقّيهم التعليم كلياً أو جزئياً على مقاعدها. ولكن متابعة الموضوع في لبنان تحتاج إلى موافقات مسبّقة وتخضع لتوازنات ولمراجع دينية، كما يتعلّق الأمر في أغلب الأحيان بعلاقات المعاهد بدول صديقة، كالمملكة العربية السعودية والكويت وقطر وغيرها. أمس، اعتُقلت شبكة من الجهاديين العرب القادمين إلى لبنان. وبحسب بيان قيادة الجيش الذي لخّص أربعاً من مهمّاتهم، فقد أُقيم الربط بينهم وبين تنظيم فتح الإسلام، ما يعيدنا إلى التساؤل عن التسهيلات التي حصل عليها التنظيم في الأوساط الجهادية اللبنانية، أو السلفية غير الجهادية، وأين كان الجيل الثاني من تنظيم فتح الإسلام يتعلم ويعمل في لبنان قبل أن يتبلور خلايا ناشطة بعد تدمير مخيم نهر البارد.إلا أن طرح الأمر من الناحية الأمنية لا يمثّل أكثر من محاولة قاصرة أخرى للتعامل مع الملف الجهادي في البلاد. والاعتقالات، وإن كانت من أولويات عمل أجهزة الأمن في البلاد، فإنها حتماً ليست كافية... إن في هذه البلاد مجموعات متعددة، قد يُعتقل بعضها، وقد يوضع بعضها الآخر تحت المراقبة الأمنية، إلا أن ثمة فراغاً أمنياً ـــــ سياسياً يسمح لكل من يرغب في الجهاد بالقدوم إلى لبنان لتحقيق طموحاته. فمن ناحية، يعدّ الجهاديون في لبنان أنفسهم تحت الخطر وبحالة غبن، ويرون أنّ اليونيفيل تتصرف كأنها سلطة احتلال غربية تساعد إسرائيل على استكمال أهدافها بالإعداد لحرب مقبلة ولا شك. ومن ناحية أخرى، فإن النزاع بين الطوائف الرئيسية يبلغ من الحدّة بعض الأحيان ما يوحي بأن وجود استشهاديين هو وحده ما ينقص المشهد، كذلك فإن اقتصار المعالجات في ملف رئيسي كملف الجهاديين على الجانب الأمني يزيد من تحشيد الشبان إلى جانب الفكر السلفي الجهادي...هل من الأجدى أن نسأل اليوم عن دور سوريا، كما لمّحت إحدى الوكالات الأجنبية، أم نسأل أين أصبحت مطالب وزير العدل، وما الذي قام به فرع المعلومات؟.
- 'الأخبار'
نادر فوز:
أمانة 14 آذار تصارع العجز برفع السقف
تجتمع اليوم الأمانة العامة لقوى 14 آذار في مقرّها في السوديكو حيث ستستكمل مناقشة المذكرة الداخلية لقوى الأكثرية. ولا تزال بنود هذه المذكّرة غير واضحة، وخصوصاً أنّ النقاشات لم تنته في ظلّ وجود مجموعة من المواقف المتباينة حول بعض الاستحقاقات والقضايا المرحلية والمقبلة...ويؤكد النائب السابق مصطفى علوش، ممثل تيار المستقبل في الأمانة العامة، أنّ الخطورة الأكبر &laqascii117o;تكمن في أن يصدر القرار الظني شبيهاً بما نشرته مجلة دير شبيغل". ومهما كان مضمون هذا القرار، يقول علّوش إنّ الأمانة العامة تتّجه إلى طرح فكرتين على الأكثريين: أولاً، التركيز على أنّ صدور القرار الظني يجب أن ينتظر المحاكمة، وثانياً تشجيع الأطراف على التعاون مع المحكمة. ويشدّد علّوش على تمسّك الأمانة العامة بالمحكمة الدولية. وعند سؤاله عن ردّة فعل الأكثرية إذا جاء القرار الظني في وجهة معاكسة، يجيب &laqascii117o;عندها أعتقد أن من الأفضل لنا أن نسكت ونجلس جانباً، وبالطبع مع مطالبتنا بإجراء المحاكمة والتعاون مع المحكمة".تحاول الأمانة العامة تقديم الآلية المناسبة لاستيعاب نتائج القرار الظني، في توجّهيه. أي إن هذه الهيئة تدرس آلية استيعاب ردة فعل جمهورها إذا عاكس القرار رؤية 14 آذار لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما استندت إليه طيلة السنوات الأربع الماضية، إضافة إلى مناقشة آلية تأمين ضمان السلم الأهلي إذا تبيّن أنها محقّة في موضوع اتّهاماتها أو بعض اتّهامات وسائل الإعلام العربية والغربية.....

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد