- 'الأخبار'
داود خير اللّه (أستاذ محاضر في القانون الدولي بجامعة جورجتاون في واشنطن):
ما المتوقّع من المحكمـة الــدوليّة؟
...لكن المراقب للتطورات التي تلت اغتيال الرئيس الحريري، لا بد أن يستذكر ما يلي: منذ اللحظة الأولى لاغتيال الرئيس الحريري، امتدت أصابع الاتهام باتجاه سوريا والمتعاونين معها في الداخل اللبناني. وانطلقت ألسنة الرسميين في بعض الدول، بدءاً بواشنطن وباريس، وكذلك لجنة تقصّي الحقائق وبعدها لجنة التحقيق الدولية، برئاسة ديتليف ميليس الذي جزم في أول تقرير له، وكان التحقيق لا يزال في أولى مراحله، بأن الجريمة ارتُكبت بعلم وتسهيل من المسؤولين السوريين، وقد أمر باعتقال أربعة من كبار الضباط اللبنانيين بحجة أنهم كانوا ضالعين في خطة الاغتيال هذه. وقد تبيّن في ما بعد أن أسباب اعتقالهم ملفّقة فأخلت المحكمة سبيلهم في أول عمل قامت به فور بدئها ممارسة مهماتها. لجنة التحقيق الدولية التي عملت ما يقارب الأربع سنوات، وقد توالى على رئاستها ثلاثة قضاة دوليين، وباستثناء التقرير الأول الصادر عن ديتليس ميليس، الذي خالف معظم قواعد التحقيق وارتكب أخطاءً جساماً جعلته موضوع ملاحقة قضائية في باريس من جانب أحد ضحاياه، لم يصدر عنها أي تقرير يشير إلى ضلوع سوريا، أو أي طرف آخر، في عملية اغتيال الرئيس الحريري أو أي من الاغتيالات التي تلت. إلا أن ذلك لم يحدّ من نشاط الماكينات الإعلامية من اختيار الجهات المسؤولة وتأليب الرأي العام عليها. ذكرت كذلك بعض وسائل الإعلام أن حركات أصولية قد تكون وراء اغتيال الرئيس الحريري، وذلك بناءً على بعض عبارات وردت في تقارير لاحقة للجنة التحقيق الدولية. وجاءت تلميحات على ألسنة بعض السياسيين الذين لا يكنّون مودة لحزب الله بأنه قد لا يكون بعيداً عن عمليات الاغتيال، إلى أن جاء المقال الشهير في المجلة الألمانية، دير شبيغل، يزعم أن لدى دائرة التحقيق في المحكمة الدولية أدلّة على ضلوع حزب الله في عملية اغتيال الرئيس الحريري. ردود الفعل داخل لبنان على المقال المذكور، بصورة عامة، امتازت بالحكمة. فقد أدرك معظم المسؤولين الغاية من هذا المقال. فرأى البعض أن التوقيت يشي بأن الهدف هو التأثير في مجرى الانتخابات النيابية، وأدرك آخرون أن الغاية هي الفتنة المذهبية وإشعال حرب أهلية، وخاصة أن كبار المسؤولين الإسرائيليين سارعوا إلى تبني مزاعم المجلة الألمانية واستغلالها إلى أقصى الحدود. متوقع أن تخبو آثار مقال صحافي مليء بالمغالطات يعرض مزاعم لا دليل عليها في أي من التقارير أو التصاريح التي صدرت عن المحكمة الدولية أو لجنة التحقيق التي سبقتها. لكن مقال دير شبيغل إشارة خطيرة لما يمكن أن تأتي به الأيام على يد المحكمة الدولية إذا كانت الدول الخارجية التي هي وراء إنشائها لا تزال تعتقد أن المحكمة قابلة للتوظيف لبلوغ أهداف سياسية. والظاهر من الاهتمام الإسرائيلي بنتائج التحقيق لهذه المحكمة وبالتحديد ما يتعلق بتوريط حزب الله في اغتيال الرئيس الحريري، إضافة إلى الدور الذي لعبه جون بولتون وسواه من أصدقاء الدولة الصهيونية في إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، كل ذلك يدفع إلى الحذر الشديد ممّا يمكن أن يصدر عن المحكمة الدولية إذا لم ينجح المسؤولون فيها في تحصينها ضد التوظيف لمآرب سياسية. فما هي هذه المآرب وما هي أبعادها وخلفياتها؟ ففي ضوء الأهمية التي توليها إسرائيل للقضاء على حزب الله، وبالنظر للجهود غير المألوفة التي بُذلت في إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما سبقها من أحداث وإجراءات على المستوى الدولي، وأخذاً في الاعتبار النفوذ الذي كان يتمتع به أصحاب القرار من أصدقاء الدولة العبرية في إدارة الرئيس بوش في ما يتعلق بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فهل يجوز استبعاد أن تكون إسرائيل وحلفاء لها وراء اغتيال الرئيس الحريري، وخاصة مَن كان لسقوطهم بعده أثر هامّ في تعميق الشرخ في الداخل اللبناني واستعداءَ شريحة كبرى من اللبنانيين لحزب الله؟ رُبَّ قائل إن ما سبق لا يعدو كونه فرضية قوامها قرائن ودوافع ولا تستند إلى أدلّة حسيّة وبالتالي لا يجوز الاطمئنان إليها قبل أن تكمل المحكمة الدولية عملها. أجيب: هذا صحيح، لا بل المرجوّ أن تقدم المحكمة الدولية في الشهور المقبلة أهم الأدلّة وأكثرها دعماً أو نفياً لهذه الفرضية. فالمحكمة ورثت عن لجنة التحقيق الدولية ليس فقط التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، بل كذلك اغتيال، أو محاولة اغتيال، عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية. وبالرغم من أن الدوافع وراء عمليات الاغتيال والإفادة من نتائجها تعزز احتمال أن تكون إسرائيل وراء هذه الاغتيالات، ناهيك بالشبكات التي تعمل لمصلحة إسرائيل والتي قُبض على البعض منها، فما هي احتمالات أن تقوم المحكمة الدولية بنشاط جدي في هذا المجال وأن يسمح لها الاستمرار في عملها إذا فعلت؟ وهل ستبذل المحكمة الجهود التي يتوقعها اللبنانيون بالنسبة للكشف عن قَتَلَة سمير قصير وجورج حاوي وجبران التويني وسواهم من الذين سقطوا بعد اغتيال الرئيس الحريري؟ هذا ما ستظهره الأواتي من الأيام. هذا لا يعني إطلاقاً إخراج أي طرف من دائرة الشبهة إذا كانت الأدلّة المقبولة قانونياً تبرّر ذلك. فلا إدانة ولا تبرئة لمتهم إلا نتيجة لمحاكمة عادلة. ولكن مجرى العدالة الدولية، والتجاوزات التي ارتُكبت خلال التحقيق من جانب لجنة التحقيق الدولية، بما فيها الاعتقال الكيفي، منذ اغتيال الرئيس الحريري وحتى اليوم، تبرّر التنبّه والحذر...(للقراءة).
- 'البلد'
علي الأمين: شخصيات دمشقية
..وكان استبعاد الوزير طلال ارسلان عن التشكيلة الحكومية، إثر رفض 'حزب الله' مقايضته مع النائب وليد جنبلاط، خصوصا ان الاخير سمى النائب السابق باسم السبع كطرف في هذه المعادلة، ساهم في خسارة كتلة التغيير والاصلاح امكانية ان تصل حصتها في الحكومة الى ستة وزراﺀ. على ان بعض المصادر المطلعة على ما يدور من نقاش داخل الحزب(حزب الله) على هذا الصعيد، اكدت انه اتخذ قرار بتعزيز حضوره الحزبي المباشر على مستوى الحكومة ومؤسسات الدولة عموما، وهو ليس في وارد تقديم هدايا لحلفائه قد تنعكس سلبا على تمثيله الطائفي، علما ان الحزب يريد ان تتمثل منطقة بعلبك الهرمل من حصته اسوة بالجنوب، من دون ان يعني ذلك تراجع فرص توزير المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل (ساحل المتن الجنوبي).امام معضلة الاسماﺀ فتبرز مسألة الحصص داخل حلف الاقلية النيابية، وهي تتصل بجوانب لا ترتبط بما سلف فحسب، بل ثمة من يتحدث عن ان بعض القريبين من دمشق متمسكون بان تضم التشكيلة الوزارية وجوهاً على علاقة وثيقة بدمشق، او من المحسوبين عليها مباشرة.ويعتقد بعض المتابعين على هذا الصعيد ان دمشق ستكون حريصة على دعم خطوات التوافق على الحكومة من جهة، وتعزيز حضور حلفائها المباشرين من جهة ثانية، لذلك يمكن القول ان حصة الرئيس نبيه بري في الحكومة ستضم احدى الشخصيات الشيعية ذات العلاقة الوثيقة مع سورية...وفي هذا السياق تؤكد المصادر على ان دمشق بدأت منذ فترة، ولا تزال، دعم موقع(سليمان) فرنجية وتثبيت دوره بتسليمه كلمة السر السورية في لبنان، وهو دور كان الرئيس بري يضطلع به لسنوات طويلة، من دون ان يعني ذلك خللا في العلاقة مع بري، بل مقتضيات سياسية فرضتها الاوضاع اللبنانية على السياسة السورية في لبنان بعد خروج جيشها من لبنان....
- 'النهار'
رندى حيدر: على إسرائيل الحفاظ على الهدوء الحذر وعدم الانجرار إلى الاستفزازات الحدودية
نقلت صحيفة 'الجيروزالم بوست' استياء المسؤولين العسكريين في إسرائيل من اللقاءات التي شهدها الجنوب في الأيام الأخيرة بين قادة القوة الدولية وقادة 'حزب الله' لمعالجة ذيول الانفجار في خربة سلم والتعرض للجنود الدوليين. ونصحت صحيفة 'هآرتس' في افتتاحيتها أمس للسلطات الإسرائيلية بعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي تحدث على الحدود مع لبنان وتجنب وقوع مواجهة عسكرية مع 'حزب الله' والتركيز على المسائل الأساسية مثل تحسين العلاقة بإدارة أوباما والخطر النووي الإيراني وكتبت: 'ثلاثة أعوام مرت على خوض حكومة اولمرت الحرب على لبنان رداً على حادثة حدودية خطيرة هي خطف جنديين إسرائيليين. لقد كشفت الحرب عن خلل خطير في أداء الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية، مما ألحق أضراراً كبيرة بالجبهة الخلفية، ناهيك بعدم التوصل الى هزيمة حزب الله او إحداث تغيير جوهري في التوازن الإستراتيجي في الشمال. العاصفة التي ظهرت بعد الحرب سيطرت على جدول الأعمال اليومي ومنعت الحكومة السابقة من تحقيق خططها. في الأسابيع الماضية، تصاعد التوتر مجدداً بعد الإنفجار الغامض في مخزن الأسلحة والذخيرة التابع لـ'حزب الله' في قرية خربة سلم في جنوب لبنان، الذي استغلته إسرائيل اعلامياً وديبلوماسياً. بعد الانفجار اجتاز مواطنون لبنانيون الحدود في تظاهرة نحو مزارع شبعا، وعاد زعيم 'حزب الله' حسن نصر الله الى اطلاق تصريحاته الحادة. تخوفت اسرائيل من أن يكون هدف التصعيد إلحاق الضرر في توازن القوى فحذّرت لبنان من أن أي استفزاز جديد مثل تظاهرات المدنيين سيصار الرد عليه بقوة. أثبتت الأحداث الأخيرة أن التباهي الإسرائيلي بالنصر في حرب لبنان الثانية الذي صدر لمناسبة احياء ذكرى الحرب كان مبالغاً فيه. فحزب الله ما زال ينتشر على طول الحدود وما زالت صواريخه تهدد أجزاء كبيرة من إسرائيل.على الحكومة الحالية التعلّم من الأخطاء السابقة وعدم الإنجرار وراء الاستفزازات في الشمال. وعلى الرغم من الغضب الذي يثيره حسن نصر الله في خطاباته وفي استفزازاته مثل المظاهرة الى مزارع شبعا، ليس من مصلحة إسرائيل التورط في جولة جديدة من العنف ضد 'حزب الله'، ومن الأفضل المحافظة على الهدوء الحذر الذي يسود الشمال، والقائم على الردع المتبادل الذي يجب عدم زعزعته. ان رد الفعل المضبوط للجنود الإسرائيليين على تظاهرة المواطنين اللبنانيين كان خطوة جيدة وكذلك تصريحات التهدئة التي صدرت عن رئيس الأركان غابي أشكينازي. على حكومة نتنياهو التركيز على الأهداف المهمة: تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، و معاودة العملية السلمية، ووقف الخطر النووي الإيراني. كما يجب عدم تشتيت انتباهها نحو جبهات ثانوية. وعلى إسرائيل العمل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية من أجل تهدئة الوضع وتحسين الترتيبات الأمنية على الحدود مع لبنان كي لا يتكرر ما حدث صيف 2006'.
- 'النهار'
رندى حيدر: التفاوض مع لبنان مشروع جدي ؟!
...بعد الفشل الذريع لمقولة الانسحاب من طرف واحد من غزة، بات واضحاً ضرورة العودة الى الصيغ القديمة من أجل حل النزاع مع الفلسطينيين ومع سوريا. ونظراً الى صعوبة التوصل الى حل قريب مع الفلسطينيين، رغم الإعتراف الأخير لبنيامين نتنياهو بحل الدولتين، وعدم قدرة حكومة نتنياهو بتركيبتها الحالية التي يطغى عليها اليمين القومي التعهد بالإنسحاب الكامل من هضبة الجولان، وهو شرط أساس لسوريا للعودة الى المفاوضات؛ تبدو عملية إحياء المسار اللبناني هي الأسهل والأقرب الى الواقع على الرغم من كل التجارب الفاشلة الماضية لأي عملية تفاوض أو تحاور إسرائيلية مع لبنان من دون سوريا، لا سيما ان مزارع شبعا هي موضوع خلاف سوري - لبناني على السيادة. ربما يدرك نتنياهو في قرارة نفسه سذاجة الإعتقاد الأميركي بأن الإنسحاب من مزارع شبعا سيؤدي الى سحب ذريعة احتفاظ 'حزب الله' بسلاحه، لا سيما بعد تجربة الإنسحاب الأحادي من جنوب لبنان التي بدلاً من أن تؤدي الى تجريد الحزب من سلاحه، أدت الى تعاظم قدرته الصاروخية أضعاف ما كانت عليه بحيث أصبح قادراً على تهديد كل إسرائيل. من هنا فدرس إسرائيل إحياء لجنة الهدنة مع إدخال تعديلات عليها من أجل الإتفاق مع السلطات اللبنانية على آليات الإنسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر ومن مزارع شبعا هو من قبيل ذرّ الرماد في العيون الأميركية وليس اللبنانية أو الإسرائيلية.
- 'الحياة'
داود الشريان: &laqascii117o;الوزير الملك"
مضى شهر على نتائج الانتخابات اللبنانية من دون التوصل الى صيغة لتشكيل الحكومة. &laqascii117o;حزب الله" يريد 11 وزيراً من أصل الـ30، وإعطاء رئيس الجمهورية 4 وزراء، والغالبية تسعى الى تقسيم مجلس الوزراء بصيغة 16 – 4 – 10 لكن هذا الجدل لم يفضِ الى نتيجة، وللخروج من هذا المأزق اخترع اللبنانيون فكرة &laqascii117o;الوزير الملك"، اثنان من الوزراء الخمسة الذين يفترض ان يختارهم الرئيس، يتم تعيينهما بمشاورة الطرفين ورضاهما، أحدهما يقبله &laqascii117o;حزب الله" والآخر يقبله تيار المستقبل. هذه الصيغة إن تمت تعني ان الحكومة المقبلة ستلقى مصير سابقتها، ولن تكون مجدية، ولن تستطيع ان تتخذ قراراً في القضايا المصيرية لأنها ستكون غير قادرة على امتلاك نصاب التصويت، ما يعني ان سعد الحريري، في حال قبل بهذه الصيغة سيكون مثل المنبت، لا أرض قطع ولا ظهر أبقى، فضلاً عن ان هذه الفكرة هي محاولة لتغيير آلية النظام السياسي في البلد لتكون قابلة للقسمة على ثلاثة بدلاً من اثنين، وجر لبنان الى تحويل المذاهب الى طوائف، وإن شئت، ما يجري هو محاولة لاعطاء &laqascii117o;حزب الله" حق الفيتو، وتكريس مسألة تهميش دور الرئيس في تركيبة الحكم، واستطراداً تهميش دور المسيحيين، وتحويلهم الى أقلية تابعة وليست فاعلة.لا شك في أن ما يقوم به &laqascii117o;حزب الله" أبعد من مسألة التصويت على القرارات، والحصول على ميزة التعطيل، والسعي الى المشاركة في صنع القرارات المهمة، وهو سبق واتخذ قراراً بالحرب من دون ان يطلع الحكومة أو يستشيرها، وقادر بقوة السلاح على تعطيل البلد بكامله، ولو لم يمتلك وزيراً واحداً في الحكومة، فضلاً عن أن تصرفات الحزب في أحداث 7 أيار (مايو) وما قبلها أثبتت ان السلطة ليست في مجلس الوزراء، وان الحوار لا يجري تحت قبة البرلمان، بل الى طاولة الحوار التي اخترعت بديلاً من مجلس النواب، وعلى هذا الأساس فإن القبول بصيغة &laqascii117o;الوزير الملك" سيكون سابقة خطيرة في اتجاه العبث بالتركيبة السياسية في لبنان. إن الانشغال بالنتائج لن يحل المشكلة. والقضية ليست في حصص الوزراء، ولا في ثلث معطل، وثلث مرجح، المشكلة أساسها &laqascii117o;سلاح حزب الله"، ومن دون حسم هذه القضية سيظل لبنان في أزمة تتفاقم يوماً بعد آخر، وكل الجدل الدائر حول تشكيل الحكومة سيبقى بلا معنى.
- 'المستقبل'
فيصل سلمان: آن الأوان
يقول البعض: انها لحظة فراغ إقليمي، وفي مثل هذه اللحظات تستقر الأحوال على ما هي عليه الى ان تحين اللحظة الساخنة التي بعد. القائلون بهذا المنطق كانوا الى يوم أمس يقولون ان أوان تشكيل الحكومة في لبنان لم يأت بعد، ويدعمون رأيهم بالإشارة الى ان أي تقدم لم يلحظ على الخط السوري السعودي. يضيف هؤلاء قولهم، ان العالم كله ينتظر ماذا سيحدث في إيران، داخلياً، وفي ما يتعلق بالملف النووي وهو أمر ستترتب عليه تبعات غير واضحة بعد نهاية شهر أيلول، حين تنتهي المهلة التي حددها الرئيس الأميركي لطهران.وجهة النظر هذه جديرة بالتوقف عندها، ولكن ليس لوقت طويل، والرد عليها بمنطق آخر غير مستحيل. إذ، من قال ان العلاقة السورية السعودية مقطوعة تماماً، ومن قال ان المنطقة تعيش حالة أو لحظة فراغ. وإلا، ماذا نسمي ما يجري في أفغانستان وفي باكستان؟ ماذا نسمي ما يجري في العراق وفي الموصل تحديداً؟ ماذا نسمي ما يحدث في اليمن، وفي الصومال؟
والأهم من هذا كله في ما يعنينا، ماذا نسمي ما نراه ونقرأ عنه على مستوى العلاقة الأميركية السورية والأميركية الإسرائيلية الأميركية المصرية الفلسطينية اللبنانية؟ الأكثر أهمية، ماذا نسمي تلك الأصوات التي تشبه طبول الحرب الآتية من إسرائيل؟ هذه أسباب كافية ليقتنع الجميع في لبنان بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، ولعل 'حزب الله' أول من التقط هذه المؤشرات. ثمة إذاًً، ما يدعو الى التفاؤل، برغم بعض التعنت الصبياني الذي لا زلنا نسمعه.
- 'المستقبل'
أكرم حمدان: نواب الأربعاء: ولادة الحكومة قد تتأخر 'بضع ساعات'وتفاهم كبير على الإطار العام للبيان الوزاري
بعدما تم التفاهم على الإطار الحكومي لجهة الصيغة وكذلك على الإطار العام للبيان الوزاري للحكومة العتيدة، وفق ما نقل نواب الأربعاء أمس عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلى قاعدة 'أن الشيطان يكمن في التفاصيل'، يبدو أن إنطلاقة البحث في الأسماء وتوزيع الحقائب قد أو ربما تؤخر ولادة الحكومة العتيدة لبضع ساعات، وإن كان بري وعلى خلفية إثبات صحة نظريته التفاؤلية في تشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري، يسعى إلى أن يتم ذلك قبل يوم السبت المقبل، إلا أن بعض المعطيات والمواقف تشير إلى أن أي تأخير في تصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا لجهة صدور مرسوم تشكيل الحكومة يتجاوز الساعات الـ48 المقبلة، سيكون سببه بالتأكيد النقاش الدائر حول بعض العناوين المتعلقة ببعض الحقائب ونوعية الوزراء المقترحين ولاسيما مسألة توزير الراسبين في الإنتخابات النيابية الأخيرة .ففي حين تتقاطع المعلومات حول أن مسألة التشكيل لن تتجاوز الأسبوع كحد أقصى، فإن الجميع أقر بأنه تم التوافق على توزيع الحصص للقوى السياسية وباتت الأمور الآن تتعلّق بانتقاء كل فريق لأسمائه، لكن بعض المصادر النيابية تشدد على الدور الضامن لرئيس الجمهورية وعلى ضرورة إتخاذ جميع الاطراف خطوات تسهل عملية التأليف وخصوصا لجهة أن تكون الأسماء المقترحة للتوزير منسجمة من الجميع.
وإذا كانت بعض مصادر نواب المعارضة تتحدث عن عدم الأحقية في وضع 'فيتو' من أحد على الأسماء، فإن مصادر نواب الأكثرية تتحدث عن مبدأ المعاملة بالمثل وخصوصا لجهة توزير الراسبين في الإنتخابات وتحديدا وزير الإتصالات جبران باسيل الذي يقابله فارس سعيد وميشال معوض وباسم السبع وغيرهم كثر ممن لهم حيثية وموقع سياسي في البلد، وهكذا فإن الكباش الآن يدور حول بت هذه النقطة إضافة إلى توزيع الحقائب بين الأطراف المشاركة حتى داخل الفريق الواحد.وبما أن خبر الأسماء اليوم ربما يكون مكلفا، فإنه بعد ساعات سيكون حكما ببلاش كما يقال وبالتالي فالأكيد في هذا المجال وحسب مصادر موثوقة 'أن أحزاب 'القومي' و'البعث' و'الديموقراطي اللبناني' لن تكون في الحكومة العتيدة، على الرغم من قول النائب عماد الحوت إن الحكومة ستضم كل الناس وكل الأحزاب السياسية، معلنا أنه هو شخصيا 'لن يكون وزيرا في هذه الحكومة على قاعدة الفصل بين النيابة والوزارة'. وطالما الحديث في ما هو شبه مؤكد فإن أحد مرشحي 'حزب الله' للوزارة هو النائب السابق أمين شري، كما أن أسماء المرشحين الشيعة تدور إضافة إلى شري حول الدكتور محمود بري، الوزير محمد جواد خليفة، الوزير السابق علي حسين عبدالله، الوزير محمد فنيش، النائب حسين الحاج حسن والدكتور عدنان السيد حسين. وفي السياق نفسه، وإذا صحت معلومات المصادر لجهة عدم مشاركة الأحزاب وبالتالي عدم توزير الوزير طلال إرسلان، فإن مرشحي التوزير درزيا هم: غازي العريضي، أكرم شهيب، فيصل الصايغ وبهيج أبو حمزة....
- 'المستقبل'
ريتا شرارة: الحكومة 'راكبة' في الساعات / الأيام المقبلة.. 'لقاء الأربعاء' طمأن والسلاح إلى طاولة الحوار
... خرج نواب(بعد لقاء الإربعاء النيابي) بانطباع أن البيان الوزاري للحكومة الأولى للرئيس المكلف سعد الحريري بات جاهزاً، وأن الاتفاق حصل على 'المواضيع الوطنية المتعلقة بسلاح حزب الله'. ويختصر هؤلاء فلسفة بقاء هذا السلاح، والتوافق حوله، بالقول: 'يناقش على طاولة الحوار'. ولما ووجه برّي بأن الأمور انتهت، ردّ من دون أن يجزم: 'هذه هي الخطوط العريضة والجو العام'. فحتى برّي نفسه يقسّط في الكلام، ولا يجازف بقيل وقال يكون غير متفق عليه. ويستقي نواب أطباء من مهنتهم سبب انفراج الأزمة غير المعلنة: أتى الترياق السحري بعد الاتصال الهاتفي للرئيس سليمان بالرئيس السوري بشار الأسد... وبحسب مَن اجتمع برئيس المجلس فإن 'الحال مشي جنوباً'، والأمور عادت إلى طبيعتها 'الصحيحة' على أساس التوافق بين إسرائيل والأمم المتحدة والجيش اللبناني 'بما يعزز دور الدولة والجيش على السواء'. وأفاد برّي نواباً آخرين بأن الصور الفوتوغرافية للبركة موضع النزاع بين لبنان وإسرائيل شهدت بوضوح أن من حق 'أبقار لبنان' أن تستفيد منها لا 'أبقار إسرائيل'.
- 'المستقبل'
أحمد الزعبي: هل تنسحب حماسة المطالبة بالحصص على العمل والانجاز؟..ملفات ساخنة تنتظر حكومة الحريري الأولى
...وفي انتظار أن يفرض المجتمع الدولي 'منطقه' في ما يخص استعادة 'المزارع' الى السيادة اللبنانية بالآليات الديبلوماسية وفق القرار 1701، فإن مسألة السلاح ستفرض نفسها حكماً كأولوية في البيان الوزاري بموازاة استمرار طرحها بنداً رئيساً على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان. بيد أن ثمة ملفات أساسية سيكون مطلوباً من الحكومة متابعتها وتقديم معالجات سريعة وجدية لها، وهي تتصل خصوصاً بالأزمة الضاغطة المتعلقة بالشأن الحياتي والمعيشي للمواطنين، بما فيها الارتفاع المضطرد لأسعار المواد الغذائية الأساسية وأسعار مشتقات البترول والانعكاسات المباشرة لذلك على حياة الشريحة الأكبر من اللبنانيين. وترى مصادر سياسية في هذه المهمة 'أولوية حقيقية يجب الانصراف إليها، بالتوازي مع إطلاق عجلة العمل في الإدارات العامة وتمكين الجيش وقوى الأمن من تمتين الاستقرار، فمن شأن الاستقرار السياسي والأمني أن يساهم في إيجاد استقرار اقتصادي'. وتتابع المصادر انه 'إذا كانت مسائل السلاح والعلاقات بسوريا مثار جدل سياسي داخلي فإن الملفات المتبقية هي محل اتفاق، وبالتالي يجب إعطاؤها أولوية المتابعة بعيداً على زجليات الاستقطاب السياسي القائم'. وفي رأي المتابعين فإن على الحكومة الجديدة مواجهة 5 ملفات ساخنة، هي:
أولاً: ترسيخ الاستقرار الأمني وتعزيز الوحدة الوطنية: وذلك من خلال تعزيز منطق الدولة وسلطة مؤسساتها لتثبيت الأمن وفرض القانون.
ثانيا: العلاقات اللبنانية - السورية: على الحكومة مهمة إنتاج تسوية لبنانية سورية تعيد ترتيب العلاقات بين البلدين خارج 'أسر' الصورة القائمة حالياً بين حدّي الافراط والتفريق...
ثالثا: الملف الاقتصادي والمالي: وهو أكثر الملفات حساسية. فعلى الحكومة ايجاد حل لمديونية عامة يتجاوز حجمها خمسين مليار دولار، بمعدل يتجاوز الـ 17 في المئة من الناتج المحلي، نتيجة عدم تمكن الدولة خلال السنوات الأخيرة من خفض العجز في المالية العامة، بسبب ضعف ايراداتها والخسارة الكبيرة التي تتكبدها في تمويل مؤسسة الكهرباء وارتفاع خدمة الدين العام والنفقات الأخرى. ومن أهم مداخل المعالجة الإسراع في تنفيذ الاصلاحات التي تم التعهد بها في مؤتمر باريس - 3.
رابعا: ملف الكهرباء والمياه: تؤثر أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وضاغط، بشكل سلبي على الحركة الاقتصادية والسياحية وتوجب مترتبات على الأفراد والمؤسسات، وقبل ذلك تستنزف من خزينة الدولة سنويا حوالي مليار ونصف المليار دولار، وهو أمر يستوجب المباشرة بإعداد سياسة وطنية تؤمن خطة جذرية تلحظ الحلول الناجعة لهذه الأزمة التي تتفاقم مع الوقت، نتيجة اهتراء معامل التوليد والمحولات وشبكات النقل، وعدم انتظام الصيانة، وسرقة التيار، والجباية المتقطعة وزيادة الطلب على الكهرباء تماشياً مع النمو السكاني وغلاء الفاتورة النفطية...
خامساً: الشأن الاجتماعي والرعائي: بما يشمل هموم المواطن الرئيسة في تأمين الطبابة والاستشفاء، والتعليم وضمان الشيخوخة، وتفعيل سياسة الإدارة السليمة للمرافق العامة القائمة وإكمال المشاريع المعلقة في عدد كبير من المناطق. هذه هي بعض الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة، يضاف اليها قضايا تفعيل الجامعة الوطنية، ومعالجة عجز مؤسسة الضمان الاجتماعي واعتماد سياسة بيئية فاعلة، وترميم الطرقات على امتداد المناطق اللبنانية وغيرها، فاللبنانيون يريدون من دولتهم الانكباب على تأمين استقرارهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وهم سئموا من المماحكات التي لا تعود عليهم إلا بمزيد من المآسي...
- 'السفير'
محمد نور الدين: هل ينجح أحمد داود أوغلو في تغيير نظرة &laqascii117o;الأكثرية" إلى سوريا؟
...اما الشيعة فقد نجحت تركيا في كسب ودهم في لبنان من خلال موافقة حزب الله على مشاركة تركيا في قوات &laqascii117o;اليونيفيل". ولم تخيب تركيا الظن فبذلت عبر وحدتها في &laqascii117o;اليونيفيل" ما يعزز العلاقات مع البيئة الشعبية الحاضنة في الجنوب والتي هي بيئة شيعية في الاساس. ورغم ان النظرة السنية في لبنان الى تركيا تقليدياً ايجابية بل حارة بحكم انهم كانوا ينظرون الى الدولة العثمانية على انها دولتهم، وهذا صحيح الى حد كبير، فإن المتغيرات الاقليمية والعلائق الجديدة للسنّة في لبنان بعد انهيار الامبراطورية ومن ثم تقدم النفوذ السعودي والمصري لا تجعل القول ممكناً بأن السنّة في لبنان هم حلفاء تركيا الجديدة الباحثة عن علاقات جيدة مع كل القوى الإقليمية وفي مقدمها سوريا وايران. ولا يعتقد ان السنة في لبنان او التيار المؤيد للسعودية ومصر ينظر بعين ايجابية الى ما يتطلع اليه احمد داود اوغلو الى أن تكون علاقات تركيا بسوريا علاقة دولتين بحكومة واحدة، كما صرّح مؤخرا الى صحيفة ميللييت. ولا ندري ما اذا كان الوزير داود اوغلو سينجح في جعل موقف التيار الأكثري المعادي لسوريا أقل عداء وأكثر انفتاحاً على المتغيرات الاقليمية والدولية الجديدة والتي سيشرحها الوزير التركي لمضيفيه من هذا التيار....
- 'السفير'
واصف عواضة: ما بعد الحكومة
..من الجلسة الاولى بعد نيلها الثقة، سوف تواجه الحكومة قضايا كثيرة عالقة نتيجة السنوات العجاف الماضية. ولأنها &laqascii117o;حكومة مشاركة" سوف تقضي معظم وقتها في المماحكات حول التعيينات والتشكيلات والضمانات والحصص الطائفية والمناطقية وبعض المشاريع العادية المتصلة بالخدمات العامة والخاصة. أما القضايا الكبرى فلسوف تظل معلقة، لأن لا طاقة للحكومة على معالجتها في ظل المنهجية السياسية المتبعة، وفي غياب الدولة الفعلية. وهذه بعض النماذج:
- في الكهرباء: هي قضية القضايا بالنسبة للمواطن الذي يكتوي بحرّ الصيف وقرّ الشتاء. أبسط الدراسات تفيد أن أزمة الكهرباء تتطلب خمس سنوات من العمل للوصول الى حلول جذرية، هذا اذا اتفقت الحكومة على دراسة من هذه الدراسات ووفرت لها الاموال اللازمة. ثمة من يقول بالفم الملآن ان معالجة أزمة الكهرباء لا تتحقق الا بالخصخصة. ودون الخصخصة ومفاعيلها الاجتماعية عقبات ومحاذير أكثر من ان تعد وتحصى.
- في الدين العام: يتوقع ان يرتفع الدين العام الخاضع للفوائد الى نحو 58 مليار دولار بنهاية السنة الحالية، ما يعني ارتفاع خدمة هذا الدين الى اربعة مليارات ونصف المليار سنويا، وهو ما يتجاوز نصف الموازنة السنوية للدولة سيذهب هباء منثورا، ويحول دون تحقيق التنمية وتحسين الخدمات. ولسوف يتزايد حجم الدين العام سنة فسنة وترتفع نسبة خدمته في غياب القدرة على خفضه، بعدما اصبحت نسبته مئتين واربعين بالمئة من نسبة الدخل القومي الذي لا يتجاوز فعليا العشرين مليار دولار سنويا.
- في الاصلاح السياسي والاداري: لا يبدو في الافق اي توجه لاصلاحات جذرية في هذا المجال. سوف تدور طاحونة الكلام حول صلاحيات رئيس الجمهورية وقانون انتخاب يوازن بين النسبية والنظام الاكثري الذي اعاد البلاد الى قانون الستين. وستبقى الطائفية السياسية علة العلل في اي اصلاح سياسي او اداري .
- في استقلالية القضاء: لن تسمح السلطة الموزعة على الطوائف بقضاء مستقل، ولن يتورع اركانها عن التدخل في شؤونه، طالما رقاب القضاة تحت سكاكين السياسيين واهوائهم، وبموجب القوانين والمراسيم التي تبيح للسياسة وأهلها التحكم في شؤون القضاة، تعيينا وتشكيلا ومواقع.
ثمة من يرى اننا سائرون اكثر فأكثر الى الطريق المسدود، طالما عندنا سلطة وليس عندنا دولة، ولسوف تتفاقم المشاكل اكثر فأكثر اذا لم ننتقل من هذه الى تلك. وهذا ليس مستحيلا . هناك مجموعة من القوانين من وحي وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، كان يفترض اقرارها في اوائل التسعينات، ما تزال صالحة لبناء الدولة. تبدأ اللائحة بقانون انتخاب عصري وتنتهي بإلغاء الطائفية السياسية وانتاج وطن حقيقي. فالدولة وحدها هي الحل لكل المشاكل والقضايا العالقة. هي الضمان والأمان. سيقول قائل ان ثمة ظواهر كثيرة تمنع قيام الدولة، بينها المقاومة، اذ لا تعايش بين منطق الدولة ومنطق المقاومة. ان هذا الكلام فيه الكثير من السياسة. فالدولة تستوعب المقاومة وتضمنها وتحميها وتتقوى بها، طالما تعذر قيام جيش قوي، عدة وعديدا، يقوم مقام المقاومة...
- 'الأخبار'
جان عزيز: زمن الخيبة آتٍ، فاستعدّوا
.. فعلى مستوى الأحجام أولاً، ستكون خيبة مثلاً لمناصري &laqascii117o;تيار المستقبل"، حين يدركون أنهم فازوا في الانتخابات النيابية، وخسروا نصف الحكومة ومقاعدها الوزارية. بمعزل عن وسائل فوزهم وشرعيته وديموقراطيته، سيكون هؤلاء أمام تحدي جدوى النضال والمساءلة بشأن صوابيته. وسيستدخلون خيبتهم بخبث، خلف بسمة دولة الرئيس الجديد. حجم حزب الله أصغر من حجم جنبلاط، و4 مقاعد تتناتشها القوات والكتائب والقرنة ومثلهم سيكون مناصرو &laqascii117o;حزب الله". أكبر قوة تنظيمية في لبنان. أكبر قدرة تعبوية فوق الأرض وتحتها. الطرف الذي تخافه إسرائيل، ويهابه الغرب، وتضعه أميركا على شاشات كل إداراتها الداخلية والخارجية، والممثل الأكبر لطائفة المقاعد النيابية الـ27، والمقاعد الوزارية الستة، سيكتفي بوزيرين. أي أقل من وليد جنبلاط. ثلثا حجم البيك تماماً. لا تقارب قيادة &laqascii117o;الحزب" المسألة كذلك. ولا تعادل قوتها وتضحياتها وبطولاتها والانتصارات بعدد مقاعدها قطعاً، لكن ماذا عن شارع &laqascii117o;الحزب"؟ هل يستعدّ لإحساس التضحية غير المفهومة، وإن كانت مقبولة على طريقة البلع؟. ليس بعيداً من جمهور الحريري ونصر الله، سيكون موقعان شعوريان مماثلان لجمهور كل من ميشال عون وسمير جعجع. الأول حصد في الصناديق أكثر من نصف أصوات المسيحيين. حتى ولو تناسينا عوامل الإنقاص الكثيرة، يكفي أن أكثر من 300 ألف مقترع مسيحي بايعوه، من أصل نحو 600 ألف مسيحي أدلوا بأصواتهم. ولقاء ما يفوق نصف ناسه، لن يأخذ عون إلا ثلث المقاعد الوزارية المسيحية. وإذا ما فصّلنا في حصة الثلث هذه، قد يطلع &laqascii117o;التيار الوطني الحر"، بوزيرين فقط. لا يعزّيه في ذلك إلا حجم حسن نصر الله...سمير جعجع من جهته، لن يكون جمهوره بعيداً عن إحساس المتحوّل مطيّة. فبعد اقتطاع حصة الرئيس والعماد من الوزراء المسيحيين، لن يبقى لكل الأكثرية غير 7 مقاعد. ثلاثة منها محجوزة لمستقلين أو &laqascii117o;مستقبليين". يصمد فوق الغربال 4 مقاعد ليتناتشها القواتيون والكتائبيون و&laqascii117o;القرنويون". سيدرك جمهور جعجع أن بعضاً من جهده وكدّه وصوته، ذهب إلى آخرين. وقد يذهب إلى توزير مَن اضطهده قبل عقد ونصف عقد، وطيلته، ومَن أسهم في اعتقال قائده... تماماً كما لدى جمهور &laqascii117o;التيار".زمن الخيبة، لن يتولّد من ظلم الأحجام وحسب. فظلم الأهداف والمشاريع و&laqascii117o;القضايا"، لن يقلّ وطأة. ففي الجماعة الدرزية مثلاً، كان صراع حاد طيلة أربعة أعوام بين هدفين ومشروعين وقضيتين. طرفان غير متكافئين مثلاهما. واحد اسمه وليد جنبلاط، عبر مشروع السيارات المفخّخة إلى دمشق و&laqascii117o;الثأر" الشهير. والآخر معاكس اسمه وئام وهّاب. بعد إعلان نتيجة المعركة السياسية، انتصر خيار وهّاب، لكن مع نتائج المعركة النيابية والحكومية ينتصر دوماً جنبلاط. لا لسبب، سوى لأن وئام لا نعرف اسم والده، ولن نعرف ربما اسم ابنه. فيما الوليد بن كمال، أبو تيمور، نسب كافٍ لربح كل المعارك الخاسرة.مسيحياً ليس الوضع بأفضل. انتصر خيار عون في السياسة والخارج والرؤية الدقيقة الصائبة والاستشرافية لتطورات الأوضاع، فوصل ميشال سليمان إلى بعبدا، ووصل الأمر بجان أوغاسبيان أن يحذر الأشرفية من اجتياح إيراني...
- 'الأخبار'
غسان سعود: إلى أين يغادر السنيورة؟
...علماً أن المعارضة تحتار بين نظريتين في شأن اختيار الأكثرية النيابية للسينورة لتولي الموقع الأول في الحكم في المرحلة السابقة:
الأولى، تقول إن السنيورة كان الرجل الأول بالنسبة إلى الإدارة الأميركية في لبنان، ومثّل واحداً ضمن مجموعة حكام عرب وصلوا إلى الحكم في مرحلة واحدة. ويروي هنا أحد الوزراء السابقين أن الرئيس رفيق الحريري خلال عودته والوزير السابق الفضل شلق والسنيورة من زيارة للولايات المتحدة مطلع التسعينات، سأل الحريري الشلق إذا كان قد لاحظ شيئاً غريباً، وطلب شلق أن يكتب كل منهما على ورقة ما لاحظه، وكانت النتيجة أن كتب الرجلان أنهما لاحظا اهتماماً أميركياً كبيراً بالسنيورة. ويشير وزير آخر إلى أن أداء السنيورة المعروف بحذره الاقتصادي وبخله في وزارة المال ورعايته أكبر عملية هدر للمال العام في تاريخ لبنان يؤكد أنه كان يعرف ماذا يفعل على صعيد توريط لبنان في دين كبير.
أما الثانية، فترى أن الأكثرية عشية اتفاقها تحت الطاولة على فرط عقد التحالف الرباعي وإطلاق حملة &laqascii117o;فل"، أرادت رئيس مواجهة لديه حساب مفتوح سابق مع العماد إميل لحود...لكن، إلى أين يغادر السنيورة؟ غالبية نواب تيار المستقبل لا يعرفون إجابة بعد. فالرئيس المكلف لم يكشف لأحد، حتى لأقرب معاونيه إذا كان سيبقي السنيورة في حكومته الأولى وزيراً للمال أو وزير دولة، فيما أعلم بعض من التقاهم تمسكه ببقاء عمّته. أما المطّلعون على أجواء التنظيم الجديد لتيار المستقبل، فيشيرون إلى صعوبة إدخال السنيورة ضمن القيادة الجديدة لاعتبارات تتعلق بطبيعة الأشخاص الذين يجري اختيارهم، ومعظمهم لا يشبهون السنيورة، دون أن يلغي ذلك إمكان أن يكون للسنيورة دور معنوي في قيادة تيار المستقبل مستقبلاً. أما أحد المعارضين، فيوضح أن مغادرة السنيورة السرايا لا تعني أبداً مغادرته الحياة السياسية. فهو أولاً بات نائباً وثمة كلام عن تزعّمه، فور بدء الحريري ممارسة مهماته الرئاسيّة، كتلة المستقبل النيابية. وثانياً، ملء الإدارات الرسمية بموظفين مقربين منه، وغالباً ما يفاجأ الوزراء خلال زيارتهم السنيورة بأنه يعرف تفاصيل ما يحصل في وزاراتهم أكثر منهم بكثير. إضافةً إلى وجود عدد مهم من النواب الذين يعدّونه مرجعاً أساسيّاً لهم في تيار المستقبل. وختاماً، يلفت أحد نواب المعارضة إلى أن &laqascii117o;دولته" بات نائباً. مشيراً إلى قول السنيورة أول من أمس إن الله أكرمه بتصويت الناس له، واستدرك قائلاً: &laqascii117o;لم يصوّتوا لفؤاد السنيورة بل لما مثّله خلال الفترة الماضية"...
- 'النهار'
علي حمادة: الحكومة بين المهم و الأهم
هل اقتربت ساعة ولادة حكومة سعد الحريري الاولى؟ هذا ما تشير اليه المعلومات الموزعة وكذلك المناخات السائدة جميع الدوائر السياسية...لا بد من التوقف عند التحديات الكبرى التي ستواجهها حكومة سعد الحريري الاولى وهي في نظرنا ثلاثة:
اولا: الاستقرار الداخلي، الذي سيكون على الحكومة ان تواصل ترسيخه، وخصوصا انه في المستوى الامني اكثر من حساس في ضوء التجربة الاخيرة التي حصلت اثر الانتخابات في بيروت عندما جرت اعادة التذكير بغزوات السابع من ايار 2008، وبأن بيروت على رغم كل المظاهر تبقى حتى إشعار آخر مدينة محتلة من الميليشيات غير الشرعية...
ثانيا: الملفات الكبرى، التي سيتعين على الحكومة، باعتبار أنها ستكون كما قال الرئيس المكلف حكومة إئتلاف وطني، التصدي لها بدل طاولة الحوار الوطني التي أدى تفريخ الكتل النيابية من كل الجهات الى تفريغها من قوتها المعنوية. من هنا وجب ان تتولى الحكومة التي تضم كل الجهات العمل على مستوى القضية الكبرى الرئيسية المختلف عليها، أي سلاح 'حزب الله' في إطار حواري جديد يحول دون تذويب الموضوع او الالتفاف عليه تارة بحجة ما يسمى الاخطار الاقليمية، وطورا بحجة المحافظة على السلم الاهلي. ففي النهاية لن يعرف لبنان الاستقرار ما دام هناك سلاح خارج الشرعية الوطنية، فما بالك بسلاح استُخدم في الداخل ويمكن ان يستخدم مرة جديدة من دون حسيب او رقيب.
ثالثا: الحراك الاقليمي، وهو مثير لمقاربات متناقضة ان لجهة الخطورة التي تحملها مواجهات كبرى محتملة، او لجهة اطلاق مسارات تفاوضية على مستوى الصراع العربي – الاسرائيلي. في كلا الحالين يبقى لبنان ساحة لتصفية الحسابات او لتسديد اثمان. من هنا مسؤولية الاطراف اللبنانيين كافة ان يجتهدوا من داخل الحكومة ومن خارجها وهذا الاهم كي يحيّدوا لبنان من حروب الآخرين او من تبعات سلبية لمسارات سلمية مقبلة. وبمقدار ما يكون تحييد لبنان عن اي حرب اسرائيلية او دولية مع ايران مهما، فإن المهم ايضا تحييده عن تبعات مسار السلام السوري – الاسرائيلي بمنع سوريا من قبض ثمن في لبنان، وتحييده عن المسار الفلسطيني - الاسرائيلي بالحؤول دون ان يصير التوطين أمرا واقعا كثمن لدولة فلسطينية قادمة.هناك المهم، وهناك الأهم. وفي الخانة الاخيرة يقع لبنان الكيان والنظام والحرية والسيادة والاستقلال.
- 'السفير'
طلال سلمان: الموفدون الأميركيون لتسوية الخلاف العقاري العربي ـ الإسرائيلي!
أما وقد انفرجت الأزمة المصيرية في لبنان بالتوافق العربي ـ الإقليمي الدولي على حكومة وحدة وطنية ـ أممية، فقد بات بالإمكان أن نلتفت إلى ما حولنا، وأن نتبين من خلال الغبار الذي أثارته وتثيره حملة الموفدين الأميركيين على منطقتنا، ماذا ينتظرنا، أو بالدقة: إلى أين يُراد أخذنا كعرب بالجملة، وماذا يدبر لكل دولة من دولنا المهددة في كيانها أو في نظامها أو في &laqascii117o;أمنها القومي" لحساب العدو الإسرائيلي تحديداً؟!...أما السماء فلله... والله لكل من آمن به، واليهود بين أوائل المؤمنين به، بل إنهم وحدهم ـ ومن دون الخلق ـ قد &laqascii117o;وظفوه" جل جلاله، لخدمتهم في الحرب والسلم، وما كان في مقدوره يوماً أن يرفض لهم طلباً... فمن يجرؤ على إقفال سماء الله بوجه شعب الله المختار، وطيرانه عموماً، مدنياً كان أم حربياً، ذاهباً في رحلات تجارية سياحية أم لقصف بعض &laqascii117o;المخربين" و&laqascii117o;مهربي السلاح" في السودان، مثلاً، أم لتدمير السلاح النووي الإيراني... وصحيح أن هذا السلاح ما زال حتى اللحظة مجرد احتمال، ولكن بعض حكماء العرب قالوا &laqascii117o;اعقلها وتوكل". السماء لله، فبأي حق تغلقها هذه الدولة أو تلك على سلاح الجو الإسرائيلي الذي من ضمن مهامه حماية المفاعل النووي في ديمونا، وهو قائم فعلاً ومنتج لأسلحة الدمار الشامل وليس احتمالاً أو قيد البـــناء! فمن هدد ديمونا هدد الإنسانية جمعاء! وبعض الموفدين جاءوا لحمــاية الإنسانية، وليس هذا عليهم بكثير. ألا يحمل دولارهم شهادة إيمانهم؟...
- 'النهار'
سركيس نعوم: الولي الفقيه لإستيعاب الإصلاحيين مع بقائهم إصلاحيين
ليس عند المرشد والولي الفقيه للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي اي شك في ان المرشح المحافظ لولاية رئاسية ثانية محمود احمدي نجاد فاز في الانتخابات الرئاسية التي اجريت الشهر الماضي على ما يقول لبنانيون قريبون من النظام الاسلامي الايراني ومطّلعون على ادق تفاصيل اوضاعه. ولكن ليس عنده اي شك ايضاً في ان فوز نجاد كان قانونياً لأن العملية الانتخابية كانت نزيهة ولأن نتائجها كانت صحيحة رغم الاتهامات بالتزوير التي اطلقها المرشحان الاصلاحيان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي والتي اثارت موجة احتجاجات شعبية وتحديداً شبابية وخصوصا في العاصمة طهران. اما هذه الاتهامات فإن المرشد والولي الفقيه يرفضها جملة وتفصيلاً، لكنه في الوقت نفسه يحاول ايجاد مبررات للذين أطلقوها تشير في معظمها الى عدم دراية بالواقع الايراني كله او الى عدم توقع الخسارة في اي شكل من الاشكال...هل أخطأ المرشد الولي الفقيه في التعامل مع موضوع الانتخابات الرئاسية؟ وهل تخلى عن حياده وانحاز الى نجاد الامر الذي جعل مؤسسات النظام الاسلامي كلها تعمل له؟ اللبنانيون القريبون من طهران بل من النظام الاسلامي الايراني بمحافظيه واصلاحييه يحاذرون الحديث عن اخطاء المرشد والولي الفقيه لأنه يفترض فيه الا يخطئ. اما انحيازه الى نجاد فلا ينفونه في المطلق، لكنهم ينفون ان يكون اظهر هذا الانحياز قبل اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، وان يكون وظّف موقعه وامكانات الدولة ومؤسساتها لجعل الفوز من نصيبه. علما انه لم يظهر هذا الميل الى نجاد الا بعدما بدأ التشكيك في العملية الانتخابية وانطلق الاحتجاج عليها سياسياً وفي الشارع....