- صحيفة 'السفير'
سوريا وأميركا... جدل الثوابت والمتغيرات / سمير كرم
ثمة معادلة تقول: لا حرب في الشرق الاوسط بدون مصر ولا سلام بدون سوريا. ويبدو ان الولايات المتحدة في عهد باراك اوباما تريد تطبيق مقتضيات الشق الثاني من المعادلة. المعادلة الاخرى التي لم تنل شهرة الاولى هي معادلة تنص على ضرورة محاولة انقاذ اسرائيل من نفسها. انها المهمة الخفية لجورج ميتشل .... الى ان حين وقعت حرب اسرائيل على لبنان في تموز/يوليو 2006 لعبت الصواريخ دورها في احباط اسرائيل والحاق الهزيمة بها، جنبا الى جنب مع قدرات مقاتلي حزب الله المتفوقة. بدأت اسرائيل ترصد جديا ـ تساعدها قدرات الولايات المتحدة الفضائية الاستكشافية ـ قدرات حزب الله الصاروخية من وقتها الى الآن. وأصبح السؤال الذي فرض نفسه على الاسرائيليين: كم تملك سوريا من الصواريخ اذا كان حزب الله يمتلك ـ بحسب التقديرات العسكرية الاسرائيلية ـ 44 الف صاروخ؟ وقادها هذا السؤال تلقائيا الى سؤال آخر: وكم تملك ايران من الصواريخ بالتالي؟
ان ادارة اوباما تدرك استحالة هذا التحول الكلي وتريد ان تستخدم علاقات سوريا الايجابية مع ايران باتجاه اقناع ايران نفسها بان مصالحها تكمن في علاقات افضل مع الولايات المتحدة، وهذه تستلزم علاقات افضل مع اسرائيل.
فهل تستطيع الولايات المتحدة ان تعرض على سوريا الجولان كاملا؟ـ الاجابة عن هذا السؤال تتضح اذا ما القينا نظرة على الخلاف القائم الآن بين ادارة اوباما وحكومة نتانياهو حول طلب الاولى وقف الاستيطان في القدس العربية. وهذا هو الحجم الذي انكمشت اليه مطالب اميركا من اسرائيل في ما يتعلق بحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
- صحيفة 'النهار'
هل تترك واشنطن طريق طهران إلى القنبلة سالكة؟ / مصطفى الحسيني
استدراج إيران إلى إعادة صياغة توجهاتها الإقليمية
ترى إيران نفسها قوة إقليمية مؤهلة لقيادة منطقة الشرق الأوسط، خصوصا منذ الهزيمة العربية أمام إسرائيل في 1967 ثم في 1973. وما ترتب عليهما من توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل في 1979 عام قيام الجمهورية الإسلامية في إيران.على هذا النحو، من منظار الاستراتيجية الأميركية، لم يكن قيام نظام الجمهورية الإسلامية في إيران في 1979، مجرد تغيير نظام الحكم في واحدة من دول هذه المنطقة البالغة الأهمية لها كما لبقية العالم، بل كان انقلابا استراتيجيا في توزع القوى على النطاق العالمي.
ان القيمة العسكرية الحقيقية للسلاح النووي هي ردع من لايملكونه عن تحدي من يملكونه، لكن قيمته السياسية هي الوجه الآخر للعملة نفسها: تمكين من يملكونه من ابتزاز الآخرين، حتى من يملكونه.ولهذه القيمة أهمية خاصة في جدل العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
- صحيفة 'الاخبار'
المارونية السياسية: إلى سوريا در/ حسان الزين
ثمة من يدفع الأمور، خفية وعلناً، إلى ما قبل الطائف. ونسيب لحود من أبرز ضحايا عملية العودة إلى ما قبل الطائف. ويبدو أن حزب الله ليس من يدفع الأمور في ذاك الاتجاه، على الرغم من أنه المتّهم الأول بالسعي إلى تغيير النظام. فحزب الله، في حال العودة إلى ما قبل الطائف، يغدو حركة محرومين. وهذا مستحيل نظراً لعوامل عدّة لا تخفى على عاقل، منها حجمُه وحجمُ حركة المحرومين، وتحالفاته الداخلية والخارجية، ودوره الإقليمي المتقدّم في الصراع بالمنطقة... الخ. إضافة إلى أنه ليس ممن يقبَلون بالتنازل عن المكتسبات التي حُقّقت مع اتفاق الطائف، وهو، أي حزب الله، يتقاطع في هذا مع حركة المحرومين وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وما تعبّر عنه هذه القوى مذهبياً وإقليمياً.
إذاً، حققت المارونية السياسية مكاسب عدّة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري مروراً بدورتي الانتخابات 2005 و2009. واليوم تسعى إلى المزيد، محاوِلة، كما دأبها دائماً، استثمار الظروف الإقليمية. وما تغيّر إقليميّاً منذ اغتيال الحريري. وسط هذا تترشح المارونية السياسية لتبادل المنافع مع سوريا. واذا كان وليد جنبلاط قد قرأ ذلك، فإن سليمان فرنجية (حليف سوريا) وأمين الجميل (عينه دائماً على دمشق) قد وضعاه قيد الاستطلاع التنفيذي، بعدما افتتح ميشال عون معمودية النار. هنا السؤال: هل تتفلّت سوريا من اتفاق الطائف الذي اجتهدت في تفسيره، بل صاغته بلغتها لخمس عشرة سنة، فجعلته &laqascii117o;مقاوماً" وطاولة تفاوض مع العرب وإسرائيل والعالم؟
- 'الاخبار'
أين وعود فخامة الرئيس؟ / سعد الله مزرعاني
لقد كنا ننصح دائماً بأنّ تثبيت موقع لبنان في سجلّ شرف الدفاع والمقاومة والانتصار، كان ولا يزال يستدعي تحصينه ببناء وحدة وطنية راسخة ومتينة. هذا الأمر لن يحصل بغير الإصلاح الذي يتحوّل بالتأكيد إلى مهمة وطنية وقومية، وإنقاذية في الوقت عينه. على الأقل يجب، اليوم، على قوى المقاومة ألا تقايض الإصلاح بسلاح المقاومة. تلك خطيئة لا تغفرها أيّة أولوية لأنّها، في الواقع، وكما بيّنت أحداث السنتين الأخيرتين خصوصاً، لا تخدم أيّة أولوية وطنية أو قومية: دفاعية أو هجومية. يبقى أنّه مطلوب اليوم، أكثر من السابق، استنفار أصحاب المصلحة في التغيير وفي الإصلاح. ذلك يتطلّب تغييراً عميقاً في البرامج والأولويات والخطاب السياسي... وذلك يستدعي قيام أطر وعلاقات وتحالفات في خدمة هذه الأولوية.
- صحيفة 'الشرق الاوسط'
شيء ما وخطير.. حدث في إيران/ باسم الجسر
في حديث له لإحدى القنوات التلفزيونية، صوّر علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري مرشد الثورة الإيرانية الوضع القائم في إيران، بأنه عادي وطبيعي. وإنها ليست المرة الأولى التي ترتفع أصوات معارضة من داخل النظام، حتى في حياة الخميني . إن كبار رجال الدين، أمثال خاتمي ورفسنجاني وخروبي وموسوي, ليسوا كـ&laqascii117o;شريعتي" و&laqascii117o;مجاهدي خلق"، معارضين راديكاليين لنظام ولاية الفقيه, ولكنهم معارضون لأحمدي نجاد. وقد يتمكنون، ربما, من قطع حبل تأييد المرشد الأعلى له. ولكن هل هذا كل ما يطالب به الجيل الجديد من الإيرانيين، في عصر العولمة والإنترنت والفضائيات وحقوق الإنسان؟ هل المطلوب &laqascii117o;إصلاح النظام" أم &laqascii117o;تغيير النظام"؟ ذلك أن الثورة الإيرانية بلغت الثلاثين عمرا، وفي هذه الحقبة شهد العالم تحولات دولية وعقائدية وتكنولوجية غيرت مجرى العلاقات بين الدول، وربطت بين مصائر كل الشعوب وفتحت العقول والنفوس (عن طريق وسائل الإعلام والاستعلام والتواصل) في كل الدول، على كل ما يجري في كل الدول. وبديهي أن تكون الأجيال الإيرانية الطالعة متململة ـ إن لم نقُل ثائرة ـ على النظام التيوقراطي ـ الميايشيوي الذي يحكمها.
- صحيفة 'الحياة'
المقال: العالم لا يريد الحرب ضد إيران فهل يسمح بها ضد لبنان؟ / محمد قواص
مجموعة من الإشارات اللافتة صدرت حديثاً وكأنها توحي أن العالم يتجه لقبول إيران نووية. فقد تراجعت التقارير التي تنذر بالصدام العسكري مع إيران. فالمطلوب، حسب ما يُناقش في الكواليس، الوصول إلى صفقة تاريخية مع إيران، تضمن لطهران امن النظام، كما تضمن لواشنطن أمن إسرائيل وأمن الحلفاء في المنطقة.
فهمت إيران هذا التطور قبل غيرها. فالنظام على دراية تامة بتطور العقلية الأميركية إزاءها، وبالنقاش والجدل الجارين في أقبية المؤسسات في واشنطن. لكن إيران تشعر بصعوبة أكثر في فهم المدى الذي ستذهب إليه واشنطن في تلك &laqascii117o;الصفقة" المفترضة، وفي ملاحقة الحركة الديبلوماسية النشطة و &laqascii117o;الخطرة" التي تقوم بها واشنطن في العالم (لاسيما الصين وروسيا) والإقليم (جولة روبرت غيتس الأخيرة)، لإضعاف ومحاصرة الوضع الإيراني وجره إلى &laqascii117o;الصفقة" ضمن الشروط الأميركية المقبولة.على أن ارتباك طهران وتل أبيب الموضوعي قد يستدعي تحويل المنازلة (المصلحة) بينهما إلى لبنان. فالمكان يشكل ساحة الصدام المناسبة بين إسرائيل وإيران.
والمكان ساحة للصراع غير المباشر، ويتم بالوكالة المسموح بها دولياً. والمكان مناسبة لشراء الوقت ضد الحركة الأميركية المستعجلة والمربكة لكل الأطراف. والمكان فرصة لتصفية حساب إسرائيلي قديم مع هذا البلد، وفرصة قد يرضى عنها العالم كونها تشكل ضغطاً مطلوباً على حزب الله. والمكان إعادة تموضع ميداني إيراني بعد أن شله قرار مجلس الأمن الرقم 1701.وما تلى ذلك من تدريبات نوعية يقوم بها الجيش الإسرائيلي، ثم تصريحات حزب الله النارية، لا سيما تلك التي حذر بها السيد حسن نصر الله من حرب تنوي إسرائيل شنها متوعداً بضرب تل أبيب في حال مُسّت الضاحية، كل تلك التطورات المتسارعة تقود حكماً إلى استنتاج العودة إلى &laqascii117o;تغبير" الميادين لإرباك ما تحيكه الديبلوماسية.على أن المطمّئن في الأمر، أن التفجير الإقليمي (في لبنان وإسرائيل) يحتاج إلى تغاض دولي وإقليمي، أو إيعاز به لتحريك الملفات.. ومع ذلك فإن مجرد التلويح بالحرب والتهويل بها، يشكل قاعدة إرباك ومنصة ممانعة قد تجعل من الحرب فرضية مطلوبة.
- 'الحياة'
ظهور خريطة أوباما للشرق الأوسط / باتريك سيل
لم يعد إصرار باراك أوباما المطلق على إحلال السلام في الشرق الأوسط موضع شك. فأسلوب الرئيس الأميركي لطيف، إذ يسعى إلى الإقناع أكثر منه إلى الإكراه. يعطي الأولوية للجزرة لا للعصا، بيد أنّ الإرادة الصلبة موجودة. ويتهوّر العرب أو الإسرائيليون إذا حاولوا إحباطه.
أصبحت هذه الرسالة مفهومةً في أنحاء المنطقة كافة. وبدأنا نشهد ما قد يعرف بـ &laqascii117o;أثر أوباما".أهداف أوباما واضحة. إنّه مقتنع تماماً أن المصالح الأميركية القومية تستلزم وضع حدّ لنزاعات اسرائيل مع الدول المجاورة لها. فإذا أرادت إيران وإسرائيل علاقات جيدة مع أوباما، يستحسن عدم عرقلة أهدافه.
تفيد المصادر المطلعة في واشنطن أن الحرب على العراق كانت بمثابة نقطة تحّول مهمة في تفكير أوباما. لقد غضب من الدور الذي اضطلع به المحافظون الجدد في واشنطن والمؤيدون لإسرائيل عندما دفعوا بالولايات المتحدة لشن الحربوشعر أوباما أن الولايات المتحدة خسرت نفوذها على صعيد السياسة الخارجية لإرضاء مجموعات لها مصالح خاصة، يريد رئيس الولايات المتحدة سلاماً شاملاً في الشرق الأوسط، وليس مجرّد سلامٍ جزئي- أي سلام بين إسرائيل والفلسطينيّين، وبين إسرائيل وسورية، وبين إسرائيل ولبنان، وتطبيع علاقات إسرائيل مع العالم العربي أجمع. وأصبح هذا الهدف الطموح أولويّة أوباما الشخصية. ببطء ولكن بثبات، وبفضل الدفع المتكرر واللطيف من قبل الرئيس الأميركي، نشهد اليوم على ظهور محتمل لخريطة الشرق الأوسط الجديدة. ولكن الوقت لا يزال مبكراً.